مع انضمام 200كردي.. خلايا "داعش" النائمة تهدد كردستان

الخميس 09/يوليو/2015 - 03:22 م
طباعة مع انضمام 200كردي..
 
ليس العلاقة بين الأكراد في سوريا والعراق وتركيا وايران مع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" هي علاقة عدائية علي طول الخط، فهناك الكثير من الأكراد انضموا الي صفوف تنظيم الدولة الإرهابي، ولذلك لوجود التيارات الاسلامية المتشددة في صفوف الأكراد.

مقتل كردي في صفوف "داعش"

مقتل كردي في صفوف
فقد قتل أحد المسلحين الكرد في صفوف تنظيم "الدولة الاسلامية" داعش، الملقب بـ"مينه بي كي سي" خلال غارة جوية في محافظة صلاح الدين.
وذكرت حسابات تابعة للتنظيم، أن مسلحا اسمه محمد امين ابراهام، وهو ملقب بـ"مينه بي كي سي"، من اهالي مدينة مهابات في كوردستان ايران، قتل في غارة جوية للمقاتلات الحربية للتحالف الدولي في الخامس عشر من شهر رمضان الجاري.
وأضافت المصادر ذاتها أن "مينه بي كي سي"، قبل اندلاع الثورة السورية بقي في باكستان وأفغانستان لمدة عامين، ثم اعتقل على الحدود الباكستانية لدى محاولته العودة إلى ايران، حيث تم تسليمه للسطات ايرانية.
وتابعت أن "مينه بي كي سي" سجن في ايران لمدة عامين ثم افرج عنه، وبعدها توجه إلى مدينة الشام في سوريا، وانضم لداعش، عقب ذلك دخل مدينة الموصل مع "كتيبة صلاح الدين" وهي كتيبة تضم المسلحين الكُرد في صفوف داعش.

200 كردي في "داعش"

200 كردي في داعش
وحول عدد الأكراد الذين انضموا الي صفوف تنظيم الدولة الارهابي، يعتبر تمثيل الأكراد في داعش، بالمقارنة مع جنسيات أخرى من الشرق الأوسط وأوروبا، ما زال صغيرا، يقل على الأرجح عن 200 مقاتل من عموم كردستان. ولكن حلبجة قدمت أكبر عدد من هؤلاء، وهذا مبعث قلق حقيقي لنا". 
وقال مستشار مجلس أمن إقليم كردستان، مسرور بارزاني، اليوم الاثنين، في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، إن هناك ما يقرب من 200 كردي في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، مؤكدا أن أكثرهم معروفون لدى السلطات الأمنية، مشيرا إلى أن بعضهم قتلوا في معارك التنظيم في سوريا، والبعض الآخر لا يزالون في صفوف التنظيم.
وأوضح بارزاني أن الوضع الأمني في إقليم كردستان مستقر وتحت السيطرة، مضيفا: "هناك الكثير من الأشخاص تحت مراقبتنا، ونجحنا في إلقاء القبض على البعض منهم، من الذين كانت لديهم علاقات مباشرة وغير مباشرة مع "داعش"، وأولوياتنا تكمن في الحفاظ على الأمن والاستقرار في الإقليم".

حلبجة ومقاتلي "داعش"

حلبجة ومقاتلي داعش
ومن اهم المناق الكردية العراقية التي انضم عددا من أبنائها الي تنظيم "داعش" الإرهابي، محافظة "حلبجة" هي إحدى محافظات إقليم كردستان العراق وتبعد عن الحدود الإيرانية 8 - 10 أميال، وتقع في الجنوب الشرقي لمدينة السليمانية، وتبعد عن مركز مدينة السليمانية ٨٣/كم وتبعد عن بغداد عاصمة العراق ٢٦٨/كم.
"وحلبجة" وهي المدينة التي تم مهاجمتها بالكيماوي من قبل الجيش العراقي ابان الاحتلال الايراني لها خلال الحرب العراقية الايرانية في الثمانينات.
وبحسب أرقام جهاز "أسايش"، فإن من أصل 85 كردياً من حلبجة انضموا إلى "داعش" ، فقُتل 23 وعاد 18 آخرون بإرادتهم وما زال 25 يقاتلون في صفوف داعش في حين أن وضع الباقين ليس معروفا.
 ومن شباب حلبجة الآخرين الذين يقاتلون مع داعش، إكرام خالد أحمد، ابن التاسعة عشرة الذي برز اسمه مؤخرا عندما قاد شاحنة مفخخة بنصف طن متفجرات خلال عملية انتحارية فاشلة استهدفت قوات البشمركة قرب مدينة جلولاء في محافظة ديالى شمال شرق بغداد. 
ويرجع ارتفاع عد الأكراد المنضمين لـ"داعش" من مدينة "حلبجة" البالغ عدد سكانها 100 ألف لارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وتدني الأجور وغياب المشاريع التنموية إلى جانب الفساد المتفشي في العراق بشكل عام. 
الفقر والبطالة كان البيئة المناسبة لصعود وبروز التيارات الاسلامية في وشهدت المدينة صعود جماعات الإسلام السياسي مثل الحركة الإسلامية في كردستان" فرع الإخوان المسلمين" إبان التسعينات.
وبحلول عام 2000 تمكنت جماعة "أنصار الإسلام" المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي من السيطرة على القرى الجبلية المطلة على "حلبجة" قبل أن تُطرد في معارك عنيفة عام 2003.
ويعد اندلاع الصراع في سوريا حين بدأ العديد من الأئمة في المدينة يلقون خطباً بأن حرب سوريا هي حرب الإسلام، وحين أدركوا دلالات خطابهم جاء إدراكهم بعد فوات الأوان .

انضمام أكراد ايرانيون

انضمام أكراد ايرانيون
الأمر لم يتوقف عند أكراد العراق ، ففي نوفمبر 2014 ، أذكرت مواقع كردية بأن 23 شخصا ينتمون للمجموعات السلفية في إقليم كردستان إيران، ذات الأغلبية السنية، انضموا إلى تنظيم "داعش" خلال الأشهر العشرة الماضية.
ووفقا لموقع "کُردپا" الإخباري، فإن "القوات الأمنية الإيرانية شنت حملة اعتقالات واسعة خلال الأسابيع الأخيرة في صفوف الجماعات السلفية في محافظة كردستان غرب إيران، بعد أنباء عن انضمام العشرات منهم لتنظيم داعش".
وأضاف الموقع نقلا عن صفحة "حاميان خلافت" على " فيسبوك"، والتي تعني بالفارسية "مناصري الخلافة"، وتهتم بأخبار تنظيم داعش، "أن 9 أكراد آخرين انضموا للتنظيم في مقره بمدينة الموصل العراقية".
ووفقا للصفحة، لقد انضم إلى تنظيم داعش " خلال الأشهر العشرة الأخيرة 23 مقاتلا من أكراد إيران من مدن: بوكان، ومهاباد، وسقّز، وجوانرود، وقد أعلن 9 منهم أنهم مستعدون لعمليات انتحارية".
وكان مسرور بارزاني، مستشار مجلس أمن إقليم كردستان العراقي، قد قال خلال مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط" الاثنين الماضي، أن هناك 200 كردي يقاتلون في صفوف "داعش".

تاريخ الاسلام السياسي

تاريخ الاسلام السياسي
وجود التطرف في كردستان العراق ليس جديدا في الاقليم، فقد عمدت الجماعات "الجهادية" خلال التسعينيات إلى تأسيس إمارة خاصة بهم  في منطقة ناحية خليفان وهي احدى النواحي التابعة لقضاء سوران في محافظة أربيل في العراق، مقرا لتحركاتهم، وانتشر الفكر المتطرف بين قسم كبير من أهالي الناحية.
ويعتبر الملالي الأربعة (الملا فتح الله، والملا أحمد روستايي، والملا محمد مولود، والملا محمد أمين حسن شركاني)، من مؤسسي فكر الإسلام السياسي في قضاء خليفان بإقليم كوردستان، حيث لايزال يقيم الأخير في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكان في السابق ضمن صفوف أنصار الإسلام.
ولعبوا الملالي الأربعة لعبوا دورا كبيرا في نشر فكر الإسلام السياسي، والتأثير على عقول الشباب وجذبهم إلى صفوف الحركة الإسلامية في إقليم كردستان، بالإضافة الي وجود الجماعة الاسلامية" الإخوان المسلمون".
وبعد انتفاضة ربيع 1991، كانت الحركة الإسلامية أول تنظيم فتح مقر له في خليفان، وكان ذلك سببا في انتشار الفكر "الجهادي" في المدينة.
وكان مقر الحركة الإسلامية في جامع صلاح الدين الأيوبي، وكان لديهم مجلس للشورى خاص بهم، ويضم كل من الملا فتح الله والملا أحمد روستايي والملا محمد أحمد مولود سيناويي والملا أمين والشيخ زانا والملا محمد أمين حسن شركاني.

وكان مجلس الشورى يمتلك 500 مسلحا، أغلبهم من سوران وخليفان ومحيطها، وقسم منهم من أهالي أربيل، وكان مسلحو أربيلي تحت قيادة مباشرة من الملا أمين والشيخ زانا.
وبعد فترة وجيزة قام الملا أمين والشيخ زانا، بإعلان "حركة الجهاد الإسلامي"، وتمكنوا من الاستيلاء على مقر الحركة الإسلامية، والتحق بالحركة الجديدة نحو 150 شخصا، واستمرت اجتماعات الحركة في منزل الملا فتح الله.
ويمكن أن نعتبر حركة الجهاد التي أسسها الشيخ زانا والملا أمين، الجماعة المتطرفة الكردية الأولى، التي عملت على تأسيس الدولة الإسلامية خلال التسعينيات من خلال القتل وسفك الدماء.
ثم قامت حركة الجهاد الإسلامي بنقل مقرها من خليفان إلى قرية هنارة بالقرب من ناحية بستورة، من أجل تأسيس إمارة اسلامية، و وبدلا من تأسيس إمارة إسلامية نشبت خلافات عميقة بينهم، ما دفع علي بابير إلى الانشقاق من الحركة الإسلامية في عام 2001، وقام بتأسيس الجماعة الإسلامية.
وأسس القسم الاخر من المسلحين الذين كانوا يؤمنون بـ"الفكر الجهادي" جماعة جند الإسلام بإشراف الملا كريكار، وتم تعيين عبد الله الشافعي مسؤولا أولا للجماعة والملا عبد الله الخليفاني نائبا له.
وتم تغير إسم جند الإسلام بعد عدة أشهر إلى أنصار الإسلام، وأصبح الملا كريكار أميرا للأنصار، وكانت تتبع لهم قوة مؤلفة من 700 مسلح، بينهم عرب وأفغان، وتشير المعلومات إلى أن 100 مسلح منهم ينحدر من خليفان. استهدفت القوات الأمريكية منطقة هورمان، بهدف القضاء على مسلحي أنصار الإسلام.
وقتل الملا أمين في ظروف غامضة في العام 1995، بمقر الحركة بقرية هنارة، وتم اعتقال الشيخ زانا في العام 2005، حيث اعترف بأنه قتل الملا أمين.

المشهد الكردي

المشهد الكردي
اصبح الجماعات المتطرفة هي النقطة الضعف التي تتسلل منها "داعش" الي أي دولة وتهددها، ومع وجود الجماعات الإسلامية المتشددة في كردستان وانضمام العشرات من الاكراد الي التنظيم في ظل قيام الحرب الدائرة بين أكراد سوريا والعراق مع تنظيم الدولة، يصبح وجود العناصر المتطرفة والمتشددة احد ادوات "داعش" لضرب استقرار اقليم كردستان وقد تكون أيضا اداة لضرب حلم تأسيس الدولة الكردية.. فهل سينجح سياسيو كردستان العراق في انقاذ اقليمهم من عنف وسطو "داعش"؟

شارك