داعش توجه أنظارها الى المغرب العربي وتشن حملة على مشايخ السلفية

الأربعاء 16/يوليو/2014 - 10:27 م
طباعة مشايخ السلفيه المغربية مشايخ السلفيه المغربية
 
نشر تنظيم "داعش" شريطًا يحمل عنوان "حقيقة مخالفي الدولة الإسلامية.. الحدوشي نموذجاً"، انتقد فيه موقف الشيخ المغربي من الجهاد، بالقول "لا بارك الله فيك لا أنت جاهدت ولا تركت الناس تجاهد ولا خلفتهم في أهليهم خيراً"، ويقول المتشددون في الفيديو: "رأينا كيف يصور الحدوشي الهجرة لنصرة الإسلام والمسلمين على أنها جهاد للطلب، ملبسًا بذلك على الناس دينهم، في المقابل يدعو إلى نصرة الإخوان الديمقراطيين وإعانتهم على باطلهم"، في إشارة إلى حركة النهضة بتونس، التي سبق للحدوشي أن دعا إلى نصرتها "حتى ولو أخطأت لأنها مأجورة على ذلك أيضًا"، وتابعوا تهجمهم على الحدوشي بالقول: "حاشى لله أن يجعل نصر دينه بصناديق اقتراع شركية... متى كان فاعل الشرك لتخفيف الشر مأجوراً"؟
دولة البغدادي
دولة البغدادي
جاء هذا الهجوم في إطار هجوم شنته دولة البغدادي، تحرّض فيه  ضد المملكة المغربية عبر المنتديات وشبكات التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب نجاح الرباط في ثني الكثير من الشخصيات الإسلامية التي تحترمها الجماعات الجهادية، عن إطلاق فتاوى تكفيرية، ناهيك عن تغيير نظرتها لنمط الحكم في المغرب بل والدعاية لشرعيته في أحيان كثيرة.

التجربة المغربية

العاهل المغربي
العاهل المغربي
وكان العاهل المغربي قد اتخذ إجراءات من شأنها احتواء التيار المتشدد، وفي تقرير نشره معهد الواشنطن بوست سلط الضوء على السياسة اللينة التي اتبعها عاهل المغرب تجاه المتورطين في زعزعة استقرار المملكة من جهاديين ومنفذين لتفجيرات الدار البيضاء و كان من ضمنها: 
العفو الملكي السنوي في العام 2012، والذي شمل قادة سلفيين مغربيين بارزين تورطوا في تفجيرات الدار البيضاء، وصدر عفو عن آخرين بعد أن انضم سلفيون إلى "حركة 20 فبراير"، وهي حركة شبابية قادت "احتجاجات الربيع المغربي" منذ 2011، وعقب العفو الملكي، سُمح للسلفيين المُسرحين بالانضمام إلى "حزب النهضة والفضيلة"، وهو حزب إسلامي معتدل، ومنذ ذلك الحين، تغيّر السلفيون في المغرب، حتى أن بعضهم دافع عن شرعية الملك في مقابل منحهم فرصة في الانخراط السياسي.
وكانت بوادر هذا التحول واضحة وتشير إلى انسلاخ حقيقي عن الفكر السلفي الجهادي، والرغبة في الانخراط في العمل السياسي، فعلى سبيل المثال، أصدر الشيخ محمد الفيزازي، أحد القادة المطلق سراحهم، فتاوى ضد المظاهرات ولصالح الحفاظ على وحدة البلاد تحت قيادة الملك.
وأثناء وجوده في السجن في عام 2009، انتقد الفيزازي صراحة دفاع تنظيم "القاعدة" عن الإرهاب، وعلى نحو موازٍ، فإن مبادرة "أنصفونا" وهي عبارة عن وثيقة كتبها أحد القادة السلفيين يُدعى أبو حفص خلال فترة سجنه، تغاضى فيها عن الحكم الملكي وانتقد استخدام العنف، كما تعهد سلفيون آخرون بالتخلي عن خطاب التكفير، ودعم أيضاً السلفيون الذين نالوا عفوًا مليكًا، علناً، الاستفتاء على الإصلاح الذي جرى في يوليو 2011 في المغرب عندما كانوا لا يزالون في السجن.

أهمية المغرب بالنسبة للجهاديين

قاعده المغربي الإسلامي
قاعده المغربي الإسلامي
تحظى الجنسية المغربية باهتمام فائق بالنسبة للجماعات الجهادية الموالية لتنظيم القاعدة (قاعدة المغرب الإسلامي) أو المنشقة عنه (داعش)، ويعود ذلك لأسباب كثيرة، لعل أبرزها اعتبار المتطرّفين للمملكة بمثابة (الخزان الجهادي) الذي لا ينضب من جهة توفير الشباب التائق إلى القتال في المناطق الساخنة، إضافة إلى السمعة الطيبة لـ"شيوخ الجهاد" في المغرب لدى التنظيمات المتطرفة، وتعويل تلك التنظيمات كثيراً على فتاوى هؤلاء الشيوخ من أجل حضّ الشباب المسلم على الالتحاق بساحات النزاع.
وتتوجه عيون داعش اليوم إلى المغرب، خاصةً بعد إعلان قاعدة الجزائر بتأييدهم للجماعة الجديدة وتخليهم عن التنظيم الأم " القاعدة "، وخوفاً من تعميم تجربة المغرب على سائر بلاد المغرب العربي أي " الجزائر و تونس".

شارك