سالم حمدان.. سائق زعيم القاعدة بن لادن

الأربعاء 08/سبتمبر/2021 - 10:45 ص
طباعة سالم حمدان.. سائق
 
سالم احمد حمدان اعتقل لأكثر من ستة اعوام في جوانتانامو، يمني نشأ يتيما وعمل سائقا وحارسا شخصيا لاسامة بن لادن. 

حياته

ولد سليم احمد حمدان، عام 1970  في محافظة حضرموت في اليمن، تزوج وأنجب بنات واولاد  مع زوجته. 
و كان حمدان يعيش حياة بسيطة للغاية ويعمل سائق سيارة اجرة عندما تم تجنيده في 1996 للذهاب الى "الجهاد" وكان يومها في السادسة والعشرين من العمر.

في أفغانستان

في أفغانستان
وقال إنه ذهب إلى أفغانستان للعمل، حيث تم تجنيده في تنظيم القاعدة بواسطة ناصر البحري، كما يمني.
وقد التحق  بتنظيم القاعدة، عقب ترحيل الحكومة الطاجيكية المقاتلين الإسلاميين ودفعتهم باتجاه الحدود الأفغانية بعدما قضوا ستة اشهر من السير عبر الجبال لجأوا الى تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، اليمني الأصل الذي كان في حينه مقيما في افغانستان.
 وعمل حمدان، في خدمة بن لادن على مدى أعوام، بداية في بلدة فرم هادا القريبة من جلال اباد في شرق افغانستان، ثم في قندهار في الجنوب. وتؤكد اللائحة الاتهامية ان «حمدان قام في مناسبات عدة بين 1996 ونوفمبر 2001 بقيادة سيارة اسامة بن لادن، او مرافقته الى عدد من معسكرات التدريب التابعة للقاعدة، ولقاءات ومؤتمرات صحافية».

اعتقاله

اعتقاله
و قد اعتقل كان سليم احمد حمدان، في أفغانستان في نوفمبر 2001، بعد شهرين على اعتداءات 11 من سبتمبر القى امراء حرب في افغانستان (تحالف الشمال المناهض لطالبان) القبض على حمدان وهو يحمل صاروخين ارض جو في سيارته، بعد ان اشرف على ترحيل زوجته الحامل من قندهار، ومعها نساء من العوائل العربية المقيمة في قندهار الى الحدود الباكستانية القريب
ثم سلمته تحالف الشمال الى القوات الأميركية. وقد اعتقل لمدة ستة اشهر في معسكرات اعتقال اقامتها القوات الأميركية في باجرام وقندهار.
وفي مايو 2002 تم ارساله الى قاعدة جوانتانامو البحرية الأميركية في كوبا، حيث وجهت اليه في يوليو 2003 تهمة «التآمر» لكنه طعن بشرعية المحكمة العسكرية الاستثنائية التي كان مفترضا ان يكون اول متهم يمثل امامها. 

محاكماته

محاكماته
في 14 يوليو 2004، وجهت وزارة الدفاع الامريكية رسميا سالم أحمد حمدان بالتآمر، للمحاكمة أمام لجنة عسكرية بموجب الأمر التنفيذي للرئيس الامريكي السابق جورج دبلو بوش.
وقد اعترف حمدان بأنه كان يعمل لحساب بن لادن في افغانستان لقاء اجر يبلغ 200 دولار شهريا، ولكنه ينفي ان يكون قد انظم الى تنظيم القاعدة او ان يكون قد شارك في اية هجمات مسلحة.
وبحسب الاتهام، فإن حمدان تلقى تدريبا على البنادق والسلاح الأبيض والأسلحة الرشاشة في معسكر، كما «ارسل اسلحة وذخائر وانواعا اخرى من الإمدادات الى اعضاء القاعدة وشركائهم».
وواجه حمدان تهم القيام بتدريبات في معسكرات القاعدة في أفغانستان والعمل كسائق وحارس شخصي لزعيم تنظيم القاعدة.
وقال لاري ديريتا المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان اليمني سالم احمد حمدان سيواجه محاكمة عسكرية.
وقال "الاتهامات الموجهة اليه تشمل، من بين اشياء اخرى، التآمر لارتكاب هجمات على مدنيين والارهاب."
وقال اللفتنانت كوماندر شارلي سويفت محامي حمدان ان موكله اعترف بانه كان سائقا لدى تنظيم القاعدة في افغانستان، لكنه نفى الاتهامات المتعلقة بالارهاب

محاكم عسكرية

محاكم عسكرية
وقر البنتاجون ان تعقد محكمة عسكرية مؤلفة من خمسة اعضاء بقيادة الكولونيل المتقاعد بيتر براونباك، لمحاكمة معتقلي جوانتانامو ومن ضمنهم سالم حمدان.
وفي نوفمبر 2004 أمرت محكمة فدرالية أمريكية في واشنطن لجنة تابعة للقوات المسلحة الامريكية في معتقل خليج جوانتانامو بوقف محاكمة سالم احمد حمدان سائق زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن.
وقال قاضي المحكمة الفدرالية إن محاكمة حمدان لا يمكن ان تستمر حتى يتم تحديد ما إذا كان السائق سجين حرب بموجب معاهدات جنيف ذات العلاقة، وليس مقاتلا معاديا، وهو الوصف الذي تستخدمه الادارة الامريكية.
كما أصدر القاضي أمرا يقول إن اللجان ذات العلاقة نفسها تحتاج إلى مراجعة شاملة وتحسينات كبيرة.
في غضون ذلك، بدأت وزارة الدفاع الأمريكية  مراجعة وضع جميع معتقلي جوانتانامو لتحديد ما إذا كان كل مقاتل عدو أم لا. مددت محاكم من يوليو 2004 حتى مارس عام 2005.

أسير حرب

أسير حرب
وفي يوليو 2006 تلقى الرئيس الامريكي السابق جورج بوش صفعة قوية من المحكمة العليا في قرارها الذي اعتبرت فيه ان بوش  تجاوز حدود صلاحياته بتشكيله محاكم عسكرية لمعتقلي جونتانامو.
وفي 10 مايو 2007اتهم  سالم حمدن بتقديم دعم مادي للإرهاب من قبل محكمة استثنائية في قاعدة جوانتانامو الأميركية في كوبا. وكانت التهمة قد وجهت إليه ايضًا من قبل محكمة عسكرية أخرى ولكنه طعن بشرعيتها.
وأكد محاموه أنه مجرد سائق وميكانيكي يعمل لدى ابن لادن لأنه كان بحاجة لأجر شهري قدره 200 دولار.
وخلال مرافعة الدفاع قال المحامي بريان ميزر لهيئة المحلفين المشكلة من ستة ضباط أميركيين، إن موكله «ليس مقاتلا من القاعدة، بل إنه ليس عضوا فيها». وتابع «لم يكن ايديولوجياً متشددا، بل مجرد موظف حريص على كسب لقمة عيشه». مضيفا «لا يمكن إدانة سائق الجنرال على جرائم ارتكبها الجنرال».
اما حمدان نفسه فيقول إنه عمل سائقا لدى بن لادن في أفغانستان لاحتياجه إلى الأجر الشهري البالغ 200 دولار، لكنه ينفي الانضمام إلى «القاعدة» أو مبايعة بن لادن، أو المشاركة في أي هجمات. وضمن الاتهامات الاخرى التي وجهت الى حمدان انه كسب ثقة بن لادن وساعده على الهرب بعد هجمات استهدفت السفارتين الاميركيتين في شرق أفريقيا عام 1998، وبعد هجمات 11 سبتمبر. وكذلك انه عمل حارسا شخصيا وسائقا ونقل وسلم أسلحة وذخيرة وامدادات للقاعد
وفي 19 سبتمبر2007، قال أحد القضاة العسكريين الأمريكيين إنه بصدد تقرير ما إذا كان سيمنح سالم أحمد حمدان، المعتقل  وقتها في قاعدة خليج جوانتانامو الأمريكية بكوبا والسائق السابق لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وضع سجين حرب أم لا.

محاكمة 2008

وقرر قاض فيدرالي أمريكي في واشنطن، الخميس 17-7-2008، ببدء محاكمة سليم احمد حمدان السائق السابق لاسامة بن لادن 
وبذلك سيكون حمدان, السائق والحارس الشخصي السابق لزعيم القاعدة اسامة بن لادن المتهم "بالتآمر" و"بتقديم الدعم اللوجستي" للإرهاب، اول متهم يحاكم وفقا للإجراءات القضائية الاستثنائية التي أقرتها إدارة الرئيس جورج بوش.
وكان محامي الدفاع نيل كاتيال شدد على انه لا ينبغي البدء في المحاكمة فورا وعلى أن هذه المحاكمة يجب الا تتم أمام الهيئة العسكرية التي شكلت كمحكمة استثنائية لمحاكمة حمدان, وهو إجراء اعتبره المحامي "ظالما".
وقال إن "الصالح العام يقتضي منا وقف الهيئات العسكرية" القضائية معتبرا أنه من السابق جدا لآوانه دخول الولايات المتحدة في هذه العملية القضائية الاستثنائية غير المسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية.
وأضاف "تخيلوا الكارثة التي ستحصل إذا ما تم لاحقا نقض الأحكام التي ستصدر بحق متهمين بجرائم خطرة جدا" من قبل محكمة استئناف أو حتى من قبل المحكمة العليا.
الا ان أهم اللحظات في محاكمة حمدان كانت عندما سخر خالد شيخ محمد «العقل المدبر» لهجمات سبتمبر المحتجز في غوانتانامو من حمدان، مقللاً من موقع الأخير في التنظيم ككل، عبر الإشارة إلى أنه كان لا يهمه إلا «المال والمتعة». وقال شيخ محمد، خلال شهادة مكتوبة قدمها محامو حمدان، إن السجين اليمني غير متعلم، كما أنه كان سائقاً وليس جندياً، وظل مع زعيم «القاعدة» لأجل راتبه المقدر بـ200 دولار شهرياً. وأوحى شيخ محمد، الذي يصف نفسه بأنه «المدير التنفيذي لهجمات 11 سبتمبر»، بأن حمدان كان أقل شأناً من أن يصار إلى إطلاعه على الخطط، وذلك من خلال قوله إن الأخير «من طبيعة بعيدة عن الحضارة، وغير صالح للتخطيط أو التنفيذ». وأشار شيخ محمد إلى أنه قابل حمدان أكثر من 50 مرة، وكان اللقاء الأخير بينهما في نوفمبر عام 2001، في اليوم الذي اعتقل حمدان فيه خلال محاولته نقل زوجات وأبناء عدد من قادة «القاعدة» من أفغانستان إلى باكستان لحمايتهم من المعارك، خلال التدخل العسكري الأميركي لإسقاط نظام طالبان. واتهم شيخ محمد حمدان بأنه ظل مع بن لادن لأجل الراتب الشهري الذي كان يتقاضاه، قائلاً إن السجين اليمني «لم يكن يشاطر بن لادن الايديولوجيا عينها»، وأن الذين من طينته «لا يبحثون إلا عن المال والمتعة في حياتهم». 

الحكم بالسجن 66 شهرا

الحكم بالسجن 66 شهرا
وأدين حمدان في أغسطس 2008 بتقديم خدمات شخصية دعما للإرهاب بقيادة سيارة بن لادن وحراسته. وحكم على حمدان بالسجن 66 شهرا لكن احتسبت لصالحه المدة التي أمضاها في سجن جوانتانامو الأمريكي.
و أعترف حمدان خلال محاكمته في 2008، أنه عمل لصالح زعيم تنظيم القاعدة منذ 1997 إلى عام 2001 في مقابل 122 دولار شهريا.
وقال إنه كان يعمل مقابل المال وليس مقابل أن يشن حربا ضد الولايات المتحدة الأمريكية.
ويعد حمدان اول معتقل في جوانتانامو يحكم عليه بتهمة تقديم "دعم مادي للإرهاب" من قبل محكمة استثنائية عام 2008. 

العودة الي اليمن

العودة الي اليمن
وتم تسليم سليم حمدان إلى اليمن، في نوفمبر2008، وذلك بعد معركة قانونية بارزة في الولايات المتحدة انتهت بحكم المحكمة العليا بأن معتقلي جوانتنامو يخضعون لسلطة المحاكم المدنية.
وجاء تسليم سليم حمدان الي الحكومة اليمنية، بعد اعتقاله في جوانتانامو منذ سبعة اعوام وأول معتقل تدينه محكمة استثنائي، علي أن يمضي بقية مدة عقوبته التي تنتهي في 27 ديسمبر  المقبل في سجن يمني يجري بعدها اطلاق سراحه.
واعلن سليم أحمد حمدان السائق السابق لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عودته مجدداً للعمل كسائق بعد رجوعه إلى بلده الأم اليمن، وفقا لما ذكر تقرير إخباري الثلاثاء 18-8-2009.

اسقاط الحكم

اسقاط الحكم
وفي 16 أكتوبر 2012، ألغت محكمة استئناف فدرالية أميركية، إدانة سالم حمدان، والذي كان معتقلا سابقا في جوانتانامو معتبرة أن تقديم الدعم المادي للإرهاب لا يشكل جريمة حرب. 
وقالت هيئة محكمة الاستئناف في واشنطن والمؤلفة من ثلاثة قضاة إنه رغم أن سالم حمدان طليق بعد اعتقاله لسبع سنوات في جوانتانامو، إلا أن فوزه بالاستئناف يمكن أن يكون له انعكاسات على مشتبه بهم آخرين "لان تقديم الدعم المادي للإرهاب" هو تهمة شائعة ضد عدد من المعتقلين في غوانتانامو في كوبا. وقالت هيئة محكمة إن القانون الذي ينص على أن تقديم الدعم المادي للإرهاب هو جريمة حرب والذي جرت الموافقة عليه في عام 2006 لا ينطبق عليه بأثر رجعي. وأضافت المحكمة أن على النيابة الأميركية بدلا من ذلك الاعتماد على القانون الدولي الذي يحدد بعض أشكال الإرهاب مثل الاستهداف المتعمد للمدنيين، بأنه جريمة حرب.

السماح بالشهادة

السماح بالشهادة
وفي 16 يناير 2014 سمح قاض أميركي لسائق سابق لأسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة" الراحل بالشهادة من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة في محاكمة سليمان أبو غيث صهر بن لادن والناطق السابق باسم التنظيم بتهمة التآمر لقتل أميركيين وتقديم دعم مادي للارهابيين.
وأجاز القاضي لويس كابلان في مانهاتن شهادة سالم حمدان الذي رفع قضية أمام المحكمة العليا الاميركية عام 2006 انتهت بعدم دستورية محاكمات عسكرية أقيمت لنزلاء في معتقل خليج غوانتانامو الأميركي الحربي في كوبا.

شارك