الولايات المتحدة بين دعم المقاتلين المعتدلين ومواجهة "داعش" و"النصرة"

الثلاثاء 04/أغسطس/2015 - 03:00 م
طباعة الولايات المتحدة
 
 في تطور جديد من جانب الولايات المتحدة الأمريكية في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش" وقاعدة تنظيم الجهاد في بلاد الشام "جبهة النصرة"- شنت أول غارة أمريكية في سوريا دفاعاً عن مقاتلين بالمعارضة تقوم بتدريبهم منذ فترة في الأراضي التركية.
الولايات المتحدة
 وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن الولايات المتحدة نفذت أول غارة جوية لها في الأراضي السورية "للدفاع" عن مجموعة مقاتلي المعارضة الذين دربتهم، وهي الغارة الدفاعية الأمريكية الأولى من نوعها على الأراضي السورية، لمؤازرة مجموعة مقاتلين دربتهم الولايات المتحدة، ويطلقون على أنفسهم اسم مجموعة "سوريا الجديدة".
وبهذه المواجهة تكون الولايات المتحدة قد دخلت في مواجهة واسعة مع "جبهة النصرة"، باعتبارها أول من قامت بشن هجوم الجبهة على المقاتلين المعارضين الذين دربتهم واشنطن وكانوا متمركزين في، للفرقة 30 جبهة النصرة سبقت الأمر بخطف ثمانية عناصر من الفرقة بينهم قائدها العقيد نديم الحسن، ودارت على إثرها اشتباكات بين جبهة النصرة ومقاتلي الفرقة 30 تلاها هجوم من الجبهة على مقر الفرقة في محيط مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي، وأدت الاشتباكات إلى قتل خمسة عناصر من «جبهة النصرة» ومقاتلين موالين لها، وستة مقاتلين من فصائل مقاتلة مؤيدة للفرقة، كانوا يدافعون عن المقر، وكان 54 عنصراً من «الفرقة 30» من الذين تلقوا تدريبات عسكرية في تركيا في إطار البرنامج الأمريكي لتدريب المعارضة المعتدلة، اجتازوا قبل أكثر من أسبوعين الحدود إلى داخل سوريا مزودين بثلاثين عربة رباعية الدفع، وأسلحة وذخيرة أمريكية.
الولايات المتحدة
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن: إن «جبهة النصرة تسعى إلى الاستيلاء على أسلحة عناصر الفرقة 30، وإن اجتماع أعزاز كان مخصصاً للتنسيق مع فصائل أخرى للبدء بعملية عسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في ريف حلب الشمالي الشرقي.
 وقال مسئولون أمريكيون الأحد: إن الولايات المتحدة قررت السماح بشن غارات جوية للدفاع عن مقاتلي المعارضة السورية الذين دربهم الجيش الأمريكي في مواجهة أي مهاجمين، حتى لو كانوا من القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، ويهدف القرار الذي اتخذه الرئيس باراك أوباما، والذي قد يعمق الدور الأمريكي في الصراع السوري، إلى حماية مجموعة المقاتلين السوريين الوليدة الذين سلحتهم ودربتهم الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة، وليس القوات الحكومية السورية، في الوقت الذي قلل مسئولون أمريكيون مرارًا من احتمال إقدام القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد على استهداف مقاتلي المعارضة المدعومين من الولايات المتحدة. 
الولايات المتحدة
 وقال باتريك كوبيرن في مقال له بصحيفة الإندبندنت: "إن خطف قائد المعارضة المعتدلة التي دربتها واشنطن يعرقل خطط الولايات المتحدة في سوريا إن عملية الخطف هذه، تطيح بآمال الولايات المتحدة بتشكيل ائتلاف من المعارضة لمواجهة الرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية".
وأضاف أن خطف "جبهة النصرة"، نديم الحسن القائد الذي دربته الولايات المتحدة في شمال سوريا، يعد ضربة قوية لخطط أمريكا ببناء حركة معتدلة معارضة للأسد وتنظيم "الدولة وأن عملية الخطف هامة لغاية؛ لأن بريطانيا وتركيا تناقشان طرق التخلص من تنظيم الدولة الإسلامية خارج حلب والحدود التركية، واستبدالهم بعناصر من المعارضة السورية المعتدلة، وأن تطبيق هذه النظرية صعب للغاية؛ لأن المعارضة السورية يسيطر عليها تنظيم داعش وجبهة النصرة وأحرار الشام والعديد من الجماعات المتشددة منذ نهاية عام 2013.

شارك