اليمن: هادي يوافق على خطة تحرير "صنعاء".. وتراجع فرص الحل السياسي
الأربعاء 12/أغسطس/2015 - 08:54 م
طباعة
تواصل اللجان الشعبية والقوات الموالية لحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تقدمها في محافظات البلاد الوسطى وما تبقى من مناطق جنوبية تحت سيطرة الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وباتت قوات الشرعية تبعد عن العاصمة اليمنية قرابة مائة كليو متر فقط وسط أنباء عن تجهيز قوة عسكرية كبيرة تقدر بالآلاف للمشاركة في المواجهة الفاصلة.
الوضع الميداني:
شنت طائرات التحالف بقيادة السعودية، الأربعاء، سلسلة غارات على مواقع ميليشيات الحوثي وصالح في محافظتي صنعاء وتعز، وسط استمرار الحملة البرية للقوات اليمنية الرامية لدحر المتمردين.
وقالت مصادر محلية لـ"سكاي نيوز عربية" إن التحالف، الذي تقوده السعودية، استهدف المتمردين في قرية بيت مران بمديرية أرحب شمالي صنعاء، وفي قرى جبل صبر المطل على مدينة تعز.
وصعدت المقاومة الشعبية والقوات الموالية للشرعية عملياتها الرامية لتحرير مزيد من المناطق، بعد سلسلة هجمات أفضت إلى دحر المتمردين من عدة محافظات، بينها عدن ولحج والضالع.
وتجري اشتباكات عنيفة في مدينة تعز مع وصول تعزيزات للحوثيين وتراجع قوات "المقاومة الشعبية" التابعة للرئيس هادي في بعض الجبهات نتيجة نفاد ذخائرها وعدم وصول إمدادات إليها.
من جهتها، أكدت قوات "المقاومة الشعبية" التابعة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أنها تصدت لقوات كبيرة للحوثيين وعلي عبد الله صالح في مدينة تعز، وقتلت 84 من أفرادها وأسرت 27 آخرين، كما نقلت 17 مصابا حوثيا إلى مستشفيات المدينة للعلاج.
وتمكن مسلحو "المقاومة الشعبية" في مدينة إب وسط البلاد، من السيطرة على مدخلين هامين للمدينة وإقامة نقاط تفتيش فيهما، فيما تعرضت مواقع القوات الموالية للرئيس هادي وبعض أحياء المدينة لقصف مدفعي عنيف من قبل قوات الحوثيين والحرس الجمهوري الموالي للرئيس صالح.
وتحاول قوات الحرس الجمهوري استعادة السيطرة على بلدة الرضمة بمحافظة إب بعد سيطرة قوات الرئيس هادي عليها، حيث تدور معارك ضارية بين الجانبين مع وصول تعزيزات لقوات صالح مزودة بالمدفعية الثقيلة والدبابات.
إلى ذلك، أكدت مصادر في صنعاء لـ «الحياة»، وجود صراع بين ميليشيات الحوثي وقيادات في الحرس الجمهوري الموالي لصالح، وبدأت قيادات من المتمردين بتسليم أسلحتها قبيل دخول المقاومة والقوات الشرعية صنعاء.
وفي جازان (جنوب السعودية)، تمكنت القوات البرية السعودية من القضاء على جماعات يمنية مسلحة، والقبض على من تبقى منها، وأحبط الطيران السعودي أمس عملية اعتداء مسلحة من عناصر تابعة للحوثي وصالح بعد كشف تحركاتهم باتجاه حرض، وتمكن مسلحون تابعون للمقاومة الشعبية من القضاء على مجموعة مسلحة بجوار إحدى النقاط التي نصبها الحوثي في حرض، كما قصفت المدفعية السعودية مواقع كان يتحصن فيها الحوثيون قرب الحدود السعودية.
مقتل عناصر القاعدة:
وقال المسؤول الحكومي المحلي، لوكالة "فرانس برس"، إن "غارة لطائرة من دون طيار استهدفت، ليل الثلاثاء - الأربعاء، سيارة تابعة للقاعدة في وسط المكلا"، مشيراً إلى أنّ الغارة أسفرت عن "مقتل خمسة عناصر من التنظيم بينهم قيادي متوسط"، لم يتم الكشف عن هويته.
إلى ذلك، أفاد شهود عيان بأن المدينة تشهد توتراً كبيراً وقد رفع تنظيم "القاعدة" من انتشاره فيها وأقام نقاط تفتيش.
ويأتي ذلك بعدما تمكّنت القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي من استعادة السيطرة على الغالبية العظمى من المناطق الجنوبية من "الحوثيين"، بدعم جوي وبري من قوات التحالف العربي.
المشهد السياسي:
سياسياً، جدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس الثلاثاء، خلال لقائه المبعوث الأممي، تأكيده على أهمية تنفيذ القرارات الدولية من قبل المليشيات وخصوصاً القرار 2216، معتبراً أنه "لا مناص من دحر القوى الانقلابية وعودة الشرعية وتطبيق مخرجات الحوار الوطني"، ونقل موقع وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، الذي يديره موالون للشرعية، عن هادي قوله، خلال اللقاء، إنّ "أي حلول سياسية يجب أن تؤدي إلى التطبيق الكامل لقرارات الشرعية الدولية"، في إشارة إلى المقترحات التي يعمل المبعوث الأممي على إنجاز اتفاق حولها. كما ناقش ولد الشيخ أحمد مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، تطورات الأوضاع على الساحة اليمنية وسُبل دفع العملية السياسية السلمية على أساس المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار، حسبما ذكر بيان للأمانة العامة لمجلس التعاون.
وافق الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، على خطة "السهم الذهبي"، لتحرير العاصمة صنعاء من قبضة ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس على عبدالله صالح، وفق ما أعلنه السكرتير الصحفي لمكتب الرئاسة اليمنية، مختار الرحبي.
وبحسب صحيفة "سبق" السعودية، اليوم الأربعاء، أكّد الرحبي أن الرئيس هادي عبد ربه منصور، أنهى في وقتٍ مبكرٍ من صباح اليوم الأربعاء، اجتماعًا مهمًا عقده بحضور المستشارين وقيادات عسكرية، تمت الموافقة فيه على خطة السهم الذهبي لتحرير العاصمة صنعاء.
ومن جانب آخر، نقل الرحبي تصريحات المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي، كشف فيها المساعي لترتيب مقر للحكومة بمدينة عدن، مشيرًا إلى وجود 11 وزيرًا فيها، وجهودهم لعودة باقي وزراء الحكومة بما فيهم رئيس الوزراء خالد بحاح.
ووصل الرئيس اليمني، اليوم إلى الإمارات في زيارة عمل تستغرق يومين.
وكان في استقباله لدى وصوله المطار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، وجمعة البواردي المستشار العسكري لصاحب السمو نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وسالم الغفلي سفير الدولة لدى اليمن وعدد من المسئولين.
المشهد التفاوضي:
يستمر التكتم حول نتائج مفاوضات مسقط التي أجراها المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مع مسؤولين من جماعة الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائهم، في سلطنة عُمان، على الرغم من انتقال المبعوث الأممي، أمس الثلاثاء إلى الرياض، حيث التقى بمسئولين يمنيين وخليجيين.
كشف أمين الدائرة السياسية في "التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري" عبد الله المقطري، الثلاثاء، إن الأمور في اليمن تسير في اتجاه الحسم العسكري الكامل، ما لم يتم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، خصوصًا بعد المكاسب الكبيرة التي حققتها قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي بدعم من قوات "التحالف"، الذي تقوده السعودية.
وأضاف المقطري، لـ"سبوتنيك" الروسية": إن التحول العسكري في المشهد اليمني في الوقت الحاضر، بعد سيطرة قوات هادي على أبين والضالع ولحج وعدن في جنوب اليمن، ينعكس على باقي المحافظات المتواجدة فيها قوات الحوثي وصالح، مثل الحديدة وتعز.
وأوضح أن "التوجه" لحل سياسي في اليمن، أقل حظًا من التوجه العسكري، خصوصًا بعد تصريحات الرئيس هادي بأن أي حوار أو مفاوضات لا تؤدي لتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وخصوصًا القرار 2216، "لا تعنيه".
وشدد المقطري على ضرورة أن يأخذ الوسطاء في اعتبارهم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة حول اليمن، للوصول لحل سياسي و"غير ذلك لن يؤدي إلى نتيجة".
وتابع السياسي اليمني، "يبدو أن المؤشرات والاتجاهات تسير في اتجاه حسم عسكري، إذا لم يؤخذ الحوثيين في الاعتبار قضية ما سيترتب عليه الحسم العسكري من دماء وخسائر.. والتحالف العربي لن يقبل بالهزيمة في اليمن".
الوضع الإنساني:
وعلي صعيد الوضع الانساني، قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق جاسارفيتش، إن النظام الصحي في اليمن قد بدأ بالتوقف عن العمل، بدأت المرافق الصحة تغلق أبوابها بسبب نقص التمويل.
وأوضح في بيان رسمي، أن ما يقرّب من 23٪ من المرافق الصحية في اليمن حالياً معطلة بصورة شاملة أو جزئية نتيجة استمرار العنف، وهناك مرافق إضافية تغلق أبوابها، مضيفاً أن منظمة الصحة العالمية طالبت 151 مليون دولار أمريكي لتلبية الاحتياجات الصحية للنازحين داخلياً حتى نهاية عام 2015، غير أنها تلقت فقط 23 مليون دولار أمريكي.
ولفت المتحدث باسم المنظمة الدولية، إلى أن هناك ما يقرب من 15.2 مليون شخص، من بينهم 1.2 مليون من المشردين داخلياً بحاجة إلى الخدمات الصحية والمساعدات المنقذة للحياة في اليمن، وخاصة في عدن، وأبين، وتعز وصعدة، وأن العنف أدى إلى رحيل المهنيين الصحيين، الأمر الذي أسفر بالتالي عن ثغرات في توفير الرعاية الصحية الأولية، وأن انقطاع التيار الكهربائي ونقص والوقود أدى إلى إغلاق وحدات العناية المركزة وغرف العمليات في جميع المستشفيات تقريبا في جميع أنحاء البلاد.
المشهد اليمني:
مع تحقيق المقاومة الشعبية والجيش الوطني، بعد أكثر من شهر من بدء عمليات "السهم الذهبي"، انتصارات على جماعة الحوثيين والقوات الموالية لها، وبعد إقرار الحوثيين بذلك، بدأ العد التنازلي لنهاية تمرد الحوثيين، وعودة الاستقرار إلي اليمن.
