ساعات على تحرير صنعاء.. وصالح يتخلى عن الحوثيين
الخميس 03/سبتمبر/2015 - 07:48 م
طباعة
تواصل القيادات العسكرية والقبلية الموالية للشرعية بالتنسيق مع التحالف، استعداها لتحرير صنعاء، فيما يحاول الحوثيون والموالون للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الصمود أمام التطورات الميدانية في الأسابيع الأخيرة، وسط ارتفاع خسائر الحوثيين.
الوضع الميداني:
استهدف طيران التحالف بقيادة السعودية، معسكر الفرقة الأولى في صنعاء ومعسكر الصيانة ونفذ سلسلة غارات على ضواحي مدينة صعدة.
وكثف طيران التحالف غاراته علي مواقع ميليشيات الحوثي وصالح بمدينة تعز أسفرت عن مقتل 40 عنصراً من المتمردين، فيما تدور اشتباكات متقطعة بين المقاومة والانقلابيين في شارع الأربعين والحصب والزنقل.
فيما تشهد مأرب تحضيرات عسكرية مكثفة تتواصل الاشتباكات في جبهات "المخدرة" و"الجفينة" حققت خلالها قوات الجيش والمقاومة تقدماً "نسبياً" واستولت على كميات من الأسلحة والذخيرة من ميليشيات الحوثي وصالح، فيما شنت طائرات التحالف عدة غارات دمرت خلالها نقاط وحواجز تنصبها الميليشيات بين صنعاء ومأرب.
وفي إطار الاستعدادات لتحرير بقية المحافظات اليمنية دشنت المقاومة الشعبية في محافظة الجوف معسكراً في منطقة رويك شرق المحافظة، لاستقبال وتدريب المقاتلين.
وأفاد مراسل "العربية" أن طائرات التحالف استهدفت مواقع لميليشيات الحوثي وصالح بالقرب من القصر الجمهوري شرق مدينة تعز، فيما استهدفت بغارات أخرى مواقع الدفاع الجوي شمال غربي المدينة ومواقع المتمردين بالقرب من تبة الحرير وشارع الأربعين.
وشن طيران التحالف أعنف غاراته على اللواء 55 (حرس جمهوري) في منطقة يريم وسط اليمن، حيث استهدفت المعسكر بـ 23 غارة منذ صباح اليوم، الخميس، وحتى بعد الظهيرة، وأكدت المصادر أن الغارات دمرت بالكامل مباني قيادة اللواء، ومخازن للسلاح، ومخازن للمدرعات والعربات.
كما قصف طيران التحالف مواقع الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع، على صالح، بمناطق شحرور المسنة والمشهور والسقاف في محافظة البيضاء (وسط اليمن).
وفي إب، نفذت مقاتلات التحالف سلسلة غارات، استهدفت معسكر اللواء 55 مدفعية في منطقة يريم، وأهدافاً أخرى في منطقة السبرة.
إلى ذلك، نفذ التحالف سلسلة غارات في محافظتي صعدة وحجة الحدوديتين، شمالي غرب اليمن، استهدفت معسكر كهلان في مدينة صعدة، مركز المحافظة، التي تحمل ذات الاسم، كما استهدفت غارات أخرى أهدافاً في منطقة كشر التابعة إدارياً لمحافظة حجة.
فيما عبرت الحدود اليمنية السعودية دفعة جديدة من قوات التحالف العربي عبر منفذ الوديعة في طريقها إلى مأرب، ونقل "المشهد اليمني" عن مصادر خاصة أن "دفعة خامسة من قوات الردع العربي عبرت منفذ الوديعة قادمة من منطقة شرورة السعودية وهي في طريقها إلى منطقة صافر شرق مأرب" للالتحاق بالدفعات السابقة من القوات الموجودة حالياً في مأرب.
وأشارت المصادر إلى أن الدفعة الجديدة مسلحة بأسلحة حديثة ومتطورة بينها راجمات صواريخ ومدافع ذاتية الحركة وعربات ومدرعات.
وكانت قوات برية ضخمة وصلت إلى منطقة صافر في مأرب خلال الأسبوعين على أربع دفعات متتالية، كما وصل سربان من طيران الأباتشي إلى مطار صافر العسكري بعد تهيئته.
تحرير صنعاء:
توقعت مصادر عسكرية للعربية بدء العلميات لتحرير العاصمة اليمنية خلال ثلاثة أيام.. واصل طيران التحالف شن غاراته على صنعاء وصعدة وتعز وكبدت المتردين خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
و أعلنت الرئاسة اليمنية أن معركة تحرير صنعاء ستفاجئ الجميع، وقال مختار الرحبي السكرتير الصحفي بمكتب رئاسة الجمهورية، إن "رئيس الجمهورية عقد اجتماعا مع مستشاريه مؤخرا، وتمت الموافقة على خطة تحرير صنعاء".
وقال الرحبي إن "عملية تحرير صنعاء ستكون مفاجئة للجميع وسيسقط الانقلاب الحوثي" كما أن "التعزيزات العسكرية في محافظة مأرب ستستمر حتى البدء بساعة الصفر لمعركة تحرير العاصمة".
وزار رئيس هيئة الأركان ووزير الداخلية اليمني عدداً من الوحدات العسكرية في مأرب لتفقد مستوى جاهزية الأفراد واستعدادهم لمعركة تحرير صنعاء من الانقلابيين الذين شنوا حملة اعتقالات كبيرة في عدد من أحياء العاصمة.
فيما كشف مصدر في الرئاسة اليمنية لـ"العربي الجديد"، أنّ ضغوطاً "كبيرة" تمارسها الإدارة الأميركية على الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، بشأن خطة تحرير صنعاء، وتنطوي على رفض أميركي لأية عملية برية لتحرير العاصمة اليمنية من سلطة الانقلابيين.
وأوضح المصدر، الذي فضل عدم نشر اسمه، أن الرئاسة اليمنية منشغلة منذ نحو أسبوعين بمواجهة هذه الضغوط، وأن زيارات الرئيس هادي إلى السودان، والإمارات، والمغرب، جاءت بهدف إيجاد وتوحيد الموقف العربي لمواجهتها.
أما عن طبيعة هذه الضغوط، فاكتفى المصدر الرئاسي بالقول إنها تتعلق برفض أميركي لأية عملية برية لتحرير صنعاء من مليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
كما أشار المصدر، إلى أن الأميركيين يرون أن الخسائر البشرية في معركة تحرير صنعاء ستكون باهظة، وأنّ الحوثيين أبدوا استعدادهم لتنفيذ القرار الأممي 2216 على مراحل، وهو ما لا تثق فيه القيادة اليمنية.
صراع الحدود:
وفي مسلسل استمرار قصفت مدافع القوات السعودية من نجران وجازان، تجمعات لميليشيات الحوثيين وحلفائهم من قوات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، الخميس، حسبما أفاد مراسل "سكاي نيوز عربية".
وجاء القصف السعودي ردا على سقوط قذائف من الأراضي اليمنية في نجران وجازان، لم تتسبب في أي أضرار مادية أو بشرية..
وأكد الناطق باسم قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، العميد احمد عسيري إن قوات التحالف لن تتوقف عند أسوار شمال اليمن وستتواصل "المعارك" في كل المحافظات، نافيا أي نوايا لدى التحالف تعزيز خيار انفصال الجنوب عن الشمال، وقال عسيري في حوار مع موقع "التغييرنت" اليمني نشر اليوم، إن توقف القوات عند نهاية حدود جنوب اليمن، يأتي لعدة أسباب أبرزها؛ حفظ الأمن في المناطق المحررة "كي لا يحدث فراغا أمنيا يتسبب بظهور مجموعات مسلحة"، حسب قوله، وأضاف "من يقول بأن التحالف توقف بحدود الشطرين الجنوبي والشمالي كبادرة منه للانفصال فهو مخطئ، فنحن لم نتوقف عند اسوار الشمال، والدليل أننا نواصل المعارك في مأرب والغارات الجوية في كل المحافظات". وتابع "نطمئن كل اليمنيين، بأن توقف تلك الاليات وعدم قدومها من حدود الجنوب، ليس ببوادر انفصال (...) وانما هي خطط حربية فقط".
وأشار إلى أن خيار الوحدة أو الانفصال "شأن يمني لا يحدده او يختاره التحالف، فعندما تنتهي الحرب ويصبح اليمن في أمان ، عند ذلك فإن قرار الوحدة او الانفصال بيد اليمنيين ولهم القرار بتحديد شكل دولتهم"، حسب قوله. وأكد أن التحالف سينتصر ويعيد الشرعية والجيش والأسلحة لحضن دولة واحدة اسمها الجمهورية اليمنية".
الحوثي وصالح:
وعلى صعيد المشهد السياسي، بعدما نفت قيادات سياسية في حزبي البعث والاشتراكي اليمني، مشاركتها في مشاورات تشكيل حكومة في صنعاء التي تعتزم جماعة الحوثي تشكيلها، كشف المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام، عبده الجندي، عن الموقف الرسمي للحزب من المفاوضات التي تجريها المكونات السياسية لتشكيل حكومة.
وقال الجندي لوكالة خبر: إن المؤتمر الشعبي العام ليس شريكاً في هذه المفاوضات الخاصة، وأن هناك نقطتي خلاف رئيسيتين متمثلتين برفضه للإعلان الدستوري واللجنة الثورية العليا، وأنه يطالب بإلغائهما، مؤكداً أن مجلس النواب هو المؤسسة الوحيدة المتبقية من الشرعية الدستورية.
وأوضح، أن المؤتمر الشعبي لن يشارك في الحكومة التي ستشكلها المكونات السياسية، مشيراً أنهم سيتعاملون بإيجابية مع أي حكومة ستشكلها تلك المكونات.
وكان أكد عدد من الأحزاب والقوى والمكونات السياسية الوطنية المشاركة في حوار موفمبيك، العزم على تشكيل حكومة وحدة وطنية ذات تمثيل واسع خلال العشرة الأيام المقبلة.
وقال أمين عام حزب الحق حسن محمد زيد: "إن أي حكومة قادمة لابد أن تكون واسعة التنفيذ مع التأكيد على الالتزام بالمبادئ التي أعلنت عنها القوى والمكونات السياسية على الساحة الوطنية".
وأضاف، "أن القوى الرافضة للعدوان والحريصة على وحدة الصف والجبهة الداخلية، ستكون لها الصدارة والتمثيل في الحكومة المقبلة".
وكانت جماعة الحوثي وعدد من الشخصيات السياسية، قد أعلنت تزعم تمثيل أحزاب متحالفة معها، أمس بصنعاء، عن عزمها تشكيل ما أسمتها حكومة «وحدة وطنية» خلال العشرة أيام المقبلة،، لما سميت الأحزاب والقوى والمكونات السياسية الوطنية المشاركة في حوار موفنبيك إلى أن "مشاورات جادة ومتقدمة تجري خلال هذه الأيام بين معظم القوى والأحزاب والمكونات السياسية في البلد، ونتوقع أن تفضي على الأقل خلال العشرة الأيام القادمة كحد أدنى إلى تشكيل حكومة وطنية لإدارة الوضع خلال المرحلة الراهنة".
المشهد اليمني:
مع استمرار جهود المبعوث الأممي في اليمن، للتوصل إلى حل سياسي، تتواصل المعارك على الأرض بين القوات الموالية للرئيس هادي، وميليشيات الحوثيين، وهو ما يوضح مدى صعوبة التوصل إلى حل سياسي في الوقت الراهن.
