"جند الأقصى".. انشق عن "داعش" وبايع "القاعدة" وساهم في تشكيل "جيش الفتح"

السبت 05/سبتمبر/2015 - 05:27 م
طباعة جند الأقصى.. انشق
 

مدخل:

مدخل:
ولد تنظيم "جند الأقصى"، من رحم "تنظيم الدولة داعش"، حيث قالت تقارير صحفية، إن الانشقاق تم تقريباً في سبتمبر 2013، وكان بتأثير مباشر من الشيخ الكويتي حامد حمد العلي، صاحب المواقف المتناقضة من "جبهة النصرة" و"تنظيم الدولة"، و"الجيش الحر"، حيث بلغت اتهامات العلي إلى تلك الفصائل بالفساد والكفر والإلحاد، وهو ما يظهر كيف أن تلك الفصائل  متناحرة، تتاجر بالقضية السورية، لا يهمها الشعب السوري، فقط تسعى إلى تحقيق مصالحها. 
واتهم تنظيم "جند الأقصى" بأنه يتلقى تمويلاً من دول خليجية، بينها المملكة العربية السعودية، لإحداث انشقاق في صفوف تنظيم "الدولة"، فيما بدأ الانشقاق بإعلان جماعة أبو عبد العزيز الشامي من "تنظيم الدولة الإسلامية" بتشكيل مجموعة جديدة أطلق عليها "جند الأقصى".
تنظيم (داعش) قال إن المنشقين ينتمون إلى جماعة "السرورية"، متهمين حامد العلي بالوقوف وراء الانشقاق، وحاول تنظيم "داعش"، وقتذاك إثبات أنها قادر على مواجهة حالات الانشقاق والتصدي لما أسمته وقتها أنها مؤامرة، إلا أن اللافت للنظر أن تنظيم "جند الأقصى" دعم "جبهة النصرة" الفرع السوري لتنظيم "القاعدة"، والتي يقودها محمد الجولاني، ووصل الأمر إلى الدرجة التي قاتلت فيه إلى جانب "جبهة النصرة" حينما تم تشكيل "جيش الفتح".

النشأة والتأسيس:

النشأة والتأسيس:
ويمكن رصد البدايات الأولى لتنظيم "جند الأقصى" في سبتمبر 2013، بعدما أعلن الانشقاق عن "داعش"، وهو تنظيم متشدد، ركز في شمال سوريا، وأعلن منذ البداية مخاصمته لتنظيم "داعش"، وولائه لتنظيم "جبهة النصرة".
أشارت العديد من التقارير إلى أن معظم مُقاتلي التنظيم من الأجانب، مدشنا عملياته في ريف إدلب، إلا أن الغريب أنه بدأ في قتال فصائل بعينها في الجيش السوري الحر، إلى جانب ملاحقة التنظيم لمقاتلي تنظيم "جبهة ثوار سوريا"، التي يتزعمها جمال معروف.
وعلى الرغم من أن تنظيم "جند الأقصى" ولد من رحم "داعش" إلا أن التنظيم بعد  فترة قليلة من تأسيسه، أعلن دعمه "جبهة النصرة"، ولا يعلم أحد تفاصيل الصفقة التي حالت دون اقتتال تنظيمي (جبهة النصرة) و(جند الأقصى)، ويشير البعض إلى أن ولاء التنظيم الأخير لـ"القاعدة" هو ما قرب وجهات النظر ودفع "جند الأقصى" إلى موالاة "جبهة النصرة".
وقال ناشطون سوريون في شمال سوريا، إن تنظيم (جند الأقصى)، أعلن في بيانات رسمية له موالاته لتنظيم "القاعدة"، وأكد أنه يعتنق أيديولوجيته، ما جعله قريبا من (جبهة النصرة) التي تسيطر الآن على القسم الأكبر من ريف إدلب.
جند الأقصى.. انشق
وقالت تقارير صحافية إن تنظيم "جند الأقصى" ينحصر وجوده الآن في ريف إدلب، وفي الريف الشمالي لمحافظة حماه، مشيرة إلى أنه حوّل وجهة بندقيته خلال فترة شهرين من قتال القوات النظامية في ريف حماه وريف إدلب، باتجاه فصائل الجيش السوري بهدف السيطرة على المنطقة بمشاركة جبهة النصرة، وأن مقاتلي التنظيم كانوا رأس الحربة بالهجوم على قوات جمال معروف في إدلب الشهر الماضي.
وقبل إعلان تنظيم "جند الأقصى" ولاءه لتنظيم "جبهة النصرة" زعم أنه يقف على الحياد، بعد اشتعال القتال بين "جبهة النصرة" الموالية لـ"تنظيم القاعدة" وتنظيم "الدولة داعش"، إلا أن المصلحة دائماً ما تدور مع من يدفع أكثر دوراناً متلازماً ، فيبدو ان تنظيم القاعدة مارس دوراً في تمويل التنظيم المنشق، فأعلن ولاءه لجبهة "النصرة".
وتسير العديد من التقارير إلى أن التنظيم كان جزءاً من تنظيم "داعش" في شمال غربي سوريا، قبل إخراج التنظيم من ريفي إدلب واللاذقية، إضافة إلى ريف حلب الغربي، مطلع العام الحالي، لكنه لم يشارك في المعارك ضد "جبهة النصرة" أو حتى ضد "داعش" في تلك الفترة، معلنا "تحييد نفسه عن الصراع"، وأنه يسعى لقتال النظام السوري وطرده من المنطقة.
وتقول المصادر إن "جند الأقصى"، شعر في تلك الفترة بعزلته، وأنه فصيل منفرد، ما دفعه إلى إعلان التحالف مع النصرة، وقيادة الحرب ضد جمال معروف، بعد سحب معظم مقاتليه من جبهات ريف حماه الشمالي، إثر تقدم القوات النظامية في تلك المنطقة.

المرتكزات الفكرية:

المرتكزات الفكرية:
يتبني تنظيم "جند الأقصى" الأفكار الجهادية التي يتبناها تنظيم "القاعدة" بينها 
1 - إعادة الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة.
2 - تغيير منظومة الحكم في سوريا إلى الحكم بشرع الله أولًا وفي البلاد الإسلامية بعد ذلك.
3 - إسقاط حكومة الأسد من خلال الجهاد وحمل السلاح في وجه النظام السوري.
4 - تشجع جميع السوريين للمشاركة في الحرب ضد الحكومة السورية.
5 ـ إقامة الدولة الإسلامية على أي أرض يتم تحريرها، ثم الانتقال لأرض إسلامية أخرى توجد بها ظروف مشابهة، حتى الوصول إلى تحرير جميع الأراضي الإسلامية. 
6 - إنشاء منطقة نفوذ تمتد من محافظة الأنبار في العراق والمناطق الشرقية الصحراوية في سوريا، ووضع الأراضي الإسلامية تحت إدارتها في نهاية المطاف.

دور التنظيم في قتال الفصائل السورية:

دور التنظيم في قتال
ودخل تنظيم "جند الأقصى" في معارك عديدة مع قوات النظام، والفصائل المسلحة الاخرى، حيث دخل في اقتتال مع "جبهة ثوار سوريا"، بقيادة جمال معروف، كما كان له تأثير في منع التوصل إلى مبادرة صلح بين المتشددين والجيش السوري الحر.
و"جند الأقصى" لم يكن تنظيماً معروفا قبل هذه الفترة، فقد كان "تشكيلا إسلاميا ضعيفا، ينأى بنفسه عن الخلافات الداخلية"، كما يقول المسئول في الجيش السوري الحر أبو أحمد حريتاني، وذلك قبل أن يبايع النصرة كفصيل نصير لها مثل (أحرار الشام) أو (جند الشام). 
منذ إعلان وجوده برزت سلوكيات على تصرفات مقاتليه تشير إلى أنه تنظيم متشدد، لكنه لم يصل إلى مرحلة قطع الرؤوس مثل (داعش)، رغم أنه كان من المقربين من التنظيم في فترة وجوده.
وتقول التقارير إن التنظيم الجديد متمّما لتنظيم جبهة النصرة من حيث قوته البشرية، كما يقول حريتاني، موضحا أن النصرة يستقطب السوريين بما يتخطى المقاتلين الأجانب، خلافا لتنظيم (داعش)، لكن (جند الأقصى) استطاع أن يستقطب المقاتلين الإسلاميين المهاجرين من الذين يحملون فكر تنظيم القاعدة، مشيرا إلى أن مقاتلي التنظيم الجديد يغلب عليهم طابع الأجانب من المقاتلين العرب، وبعضهم يتميزون بخبرات قتالية، بينما لا يستقطب التنظيم المقاتلين السوريين الذين يلجؤون إلى (النصرة).
كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلين من "جند الأقصى"، نفذوا مداهمات في قرية دير الشرقي بريف معرة النعمان الشرقي للبحث عن مقاتلين مطلوبين تابعين لـ"جبهة ثوار سوريا".
وأشار إلى أن جند الأقصى اعتقل 6 مقاتلين من ألوية "النصر القادم" التابعة "لجبهة ثوار سوريا"، بينهم شقيق قائد الألوية، بينما أبلغت مصادر أخرى المرصد، أن عناصر جند الأقصى داهموا أحد مقار الألوية في القرية، واستولوا على أسلحة وذخيرة كانت موجودة في المقر قبل انسحاب اللواء بوقت سابق.

اختفاء زعيم التنظيم:

اختفاء زعيم التنظيم:
وفي تطور جديد يمس قادة التنظيم، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان إنه عُثر في أحد الآبار بمنطقة دير سنبل، المعقل السابق لجبهة ثوار سوريا، على جثة "أبو عبد العزيز القطري"، أمير ومؤسس تنظيم "جند الأقصى" في سوريا، وذلك بعد اختفائه منذ أكثر من 10 أشهر، وكانت مصادر ذكرت في وقت سابق أن جبهة ثوار سوريا قد اغتالت مؤسس "تنظيم جند الأقصى" أبو عبد العزيز القطري.
يشار إلى أن أبو عبد العزيز القطري هو من مواليد العراق وعرف بأسماء مختلفة، تغيرت وفقًا لانتقاله من دولة إلى أخرى، حيث كان يقاتل في صفوف تنظيم القاعدة في أفغانستان، وكان مقربًا من زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن ومن زعيمها الحالي أيمن الظاهري. كما قاتل القطري في الشيشان ضد القوات الروسية.
وكان أبو عبد العزيز القطري قد دخل إلى سوريا بعد أشهر من انطلاقة الثورة السورية، برفقة ابنه، الذي قتل في اشتباكات مع قوات النظام السوري، وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية.
وأسس أبو عبد العزيز القطري مع "أبو محمد الجولاني" "جبهة النصرة لبلاد الشام"، لينشق بعد ذلك عن جبهة النصرة ويشكل تنظيم "جند الأقصى" إلى حين اختفائه قبل أكثر من 10 أشهر.
كانت تقارير قالت إنه جرى الإفراج عن قطري، قبل دخول القوات الأمريكية إلى العراق، ليقوم أبو عبد العزيز القطري بعدها بتأسيس كتائب "التوحيد والجهاد" في العراق مع أبو مصعب الزرقاوي للقتال ضد القوات الأمريكية، بينما قتل شقيق القطري - القيادي في دولة العراق الإسلامية- في اشتباكات مع القوات الأمريكية في العراق.
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان (القريب من المعارضة ومقره لندن) في بيان نشره في نوفمبر 2014) إنه عُثر على جثته في أحد الآبار بمنطقة دير سنبل، المعقل السابق لجبهة ثوار سوريا، على جثة أبو عبد العزيز القطري، أمير ومؤسس تنظيم "جند الأقصى" في سوريا، وذلك بعد اختفائه منذ أكثر من 10 أشهر. وكانت مصادر ذكرت في وقت سابق أن جبهة ثوار سوريا قد اغتالت مؤسس "تنظيم جند الأقصى" أبو عبد العزيز القطري.
من جانبه، أصدر فصيل "جند الأقصى" بياناً اتهم فيه جبهة ثوار سوريا بقتل أميرها والمؤسس لها أبي عبد العزيز القطري.

رجم سيدتين:

رجم سيدتين:
وبدا على التنظيم الإرهابي "جند الأقصى" التعصب حيث قام التنظيم برجم سيدتين لاتهامهما بـ"الزنا" في منطقة سراقب، في محافظة إدلب شمالي سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، واعتقل التنظيم السيدتين ورجمهما، وذلك بأمر من المحكمة الشرعية التابعة لـ"جند الأقصى" في سرمين، وقام عناصر بالجماعة المتطرفة بتنفيذ الحكم بين منطقتي سرمين والنيرب بريف إدلب.
فيما تعرض التنظيم لضربة نوعية من قبل التقوات النظامية، حيث هزت أصوات الانفجارات أحياء دمشق الشرقية، بعد قيام الجيش السوري بتفجير عدد من الأنفاق، تحت أبنية يتمركز فيها مسلحو "جند الأقصى" في حي جوبر.
وذكرت مصادر إعلامية أن وحدة من الجيش السوري قامت، مطلع العام الجاري، بنسف بناء يتحصن فيه مسلحون يتبعون لجماعة "جند الأقصى" قرب كراج العباسيين القديم، بغية كشف مواقع المسلحين في عمق الحي، إلى جانب توسيع منطقة الأمان حول الأحياء الآمنة شرق دمشق.

عمليات التنظيم:

عمليات التنظيم:
لم يتم رصد عمليات نوعية قام بها التنظيم الإرهابي، اللهم إلا ما أفاد به ناشطون في إدلب بانسحاب قوات "جبهة ثوار سوريا"، بقيادة جمال معروف من بلدة "دير سنبل"، المعقل الرئيسي لمعروف في جبل الزاوية، وسيطرة "النصرة" على البلدة.
وأشار ناشطون إلى أن "النصرة" سيطرت على بلدة "بينين" بعد أن قام معروف بتسليمها لتلك القوات المشكلة من لواء صقور الشام والفيلق الخامس بقيادة المقدم فارس بيوش، بالإضافة لحركة "حزم" وفصائل من "أحرار الشام".
وقالت مصادر في جبهة ثوار سوريا إن معروف انسحب مع عدد كبير من قواته مع عتادهم الكامل إلى مكان آمن في منطقة ما لم يفصح عنه الآن، بصحبة نساء عناصر وقيادي جبهة "ثوار سوريا".
جند الأقصى.. انشق
وتشهد منطقة جبل الزاوية توتراً بين مقاتلي "جبهة ثوار سوريا" من طرف، و"جبهة النصرة" وتنظيم "جند الأقصى" من طرف آخر. وأبلغت مصادر موثوقة المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن عشرات العناصر من "جبهة ثوار سوريا" انشقوا عنها، وانضموا إلى "النصرة" و"جند الأقصى".

شارك