الإخوان.. بين دعوتها للعنف وأزماتها الداخلية

الأحد 06/سبتمبر/2015 - 08:21 م
طباعة الإخوان.. بين دعوتها
 
الإخوان.. بين دعوتها
جماعة الإخوان.. أصبح هذا الاسم لا يذكر إلا وتصيبك الريبة، فمنذ ما قبل 30 يونيه 2013، وتنتهج جماعة الإخوان منهج العنف والإرهاب في الرد على المختلفين معها سياسيًا، إلى أن تنبه أخيرًا إبراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، وحذر من انزلاق الجماعة إلى تجارب جماعات إسلامية مارست العنف مثل جبهة الإنقاذ في الجزائر والجماعة الإسلامية في مصر، أثناء فترة التسعينات، كما اعترف بتورط قنوات إخوانية وقيادات بالجماعة في التحريض على العنف، حيث أبدى إبراهيم منير، في بيان متلفز، استياءه من دعوات ما أسماها "الثورة المسلحة" داخل صفوف الإخوان وقال :"للأسف نحن نلغى عقولنا ولا نستفيد من تجارب الجماعات الإسلامية الأخرى"، مشيرًا إلى تجربة الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر التي أسفرت عن نحو 200 ألف قتيل فيما عرف وقتها بالعشرية السوداء، وأضاف: "ليتنا نتعلم من تجربة الجماعة الإسلامية في التسعينيات "، متهما الإخوان بعدم قراءة الواقع بشكل جيد، وأضاف منير: "الذي يبدأ الحرب لا يملك إيقافها" كما اعتبر أنا ما سماه بالمسار الثوري - تعبير يطلق على التحركات المسلحة للإخوان - هو ليس من فكر الإخوان، واعتبر أن الداعين للعنف داخل الجماعة يستخدمون تعبيرات لا تجوز شرعا ولا أخلاقا. وأشار إبراهيم، في البيان الذي اقترب من نحو الساعة، إلا أن الإعلام التابع للجماعة يجر الإخوان إلى العنف كما اتهم قيادات بالجماعة بالخروج على شاشات وسائل الإعلام والدعوة إلى العنف بما يؤدي إلى إثارة شباب الجماعة، مضيفا: "عندما كنا شبابا كنا أسخن مما هو الوضع الآن لكن كانت قيادتنا تحكمنا"، وتابع :"لو كان العنف هو الخيار الوحيد في شرع الله ما تركناه"، وانتقد إخوان الداخل قائلا: "ما يحدث من إخوان الداخل الحقيقة أمر مؤسف واعتبره من إفرازات المحن والمفروض أن يأخذوا بفقه الواقع وليس الفقه فقط"، وكشف في الوقت ذاته كواليس الانتخابات الإخوانية عقب فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول في ميدان رابعة العدوية، حيث أشار إلى أنه كان مسئولا عن عمل إخوان مصر في الخارج بالتزامن مع عزل محمد مرسى من السلطة، موضحا أنه تم تعيين 4 من قيادات الإخوان التي هربت من مصر في مجموعة العمل بالخارج كما تم انتخاب 7 آخرين.
الإخوان.. بين دعوتها
وعلى صعيد آخر وفي نفس سياق حديث نائب المرشد حول الأزمة الإخوانية التي تمر بها الجماعة منذ عزل مرسي كشفت مصادر مقربة من جماعة الإخوان، أن أزمة جديدة نشبت خلال الفترة الماضية داخل المجموعة التي تتولى قيادة جماعة الإخوان حديثًا، عقب هروب عدد من قيادات التنظيم خلال الفترة الأخيرة، وأبرزهم علي بطيخ وحسين إبراهيم وحلمي الجزار، وانتهاء دورهم بالجماعة داخل مصر. وأضافت المصادر أن الأزمة تتمثل في أن المكتب الإداري للجماعة الذى تم تشكيله منذ 4 أشهر اكتمل، ولم يعد قادرًا على استيعاب قيادات جديدة، في الوقت الذى ترفض فيه المجموعة القديمة لجماعة الإخوان أن يتولى الهاربون الجدد أي منصب تنفيذي كبير داخل الجماعة في الخارج، خاصة بعد الإطاحة بمحمود حسين الأمين العام للتنظيم، وأوضحت المصادر، أن القيادة الجديدة للجماعة في الخارج بقيادة أحمد عبد الرحمن، رئيس المكتب الإداري للجماعة في الخارج، لم يحسم أمر تولى قيادات الجماعة الهاربة خلال الفترة الأخيرة، وما إذا كان هناك إمكانية لضمهم للمكتب الإداري للجماعة من عدمه، وأوضحت المصادر، أن القيادات الهاربة خلال الفترة الأخيرة سيكون دورها حتى الآن هو الظهور على وسائل إعلام الجماعة فقط، حتى الانتهاء من الأزمة الداخلية التي اندلعت داخل الجماعة خلال الفترة الأخيرة. ومن جانبه، قال مختار نوح، القيادي السابق بجماعة الإخوان، إن 60% من أعضاء جماعة الإخوان انقلبوا على مجموعة القيادة القديمة للجماعة، وتبقى فقط 40% من الأعضاء الذين انضموا للتنظيم الخاص للجماعة الذى يترأسه محمود عزت والمسئول حاليًا عن أعمال العنف التي تقوم بها الجماعة، وأضاف نوح أن الأزمة الأخيرة التي نشبت داخل جماعة الإخوان أكدت أنه لم يعد هناك تنظيم دولي للجماعة، لكنه مجرد مسمى تطلقه الجماعة من أجل الزعم بأن لديها فروعًا دولية، ولكن الإخوان لم يعد لها وجود في المنطقة العربية بشكل عام. وفى السياق ذاته، قال أحمد ربيع الغزالي، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن التنظيم يعاني من رفض الشباب بعض الوجوه التي تم تصعيدها خلال الفترة الأخيرة داخل جماعة الإخوان، وهو الأمر الذى أشعل الخلاف داخل الجماعة، بحيث لم تعد قادرة على تصعيد القيادات الهاربة خلال الآونة الأخيرة، لأنه لم يعد هناك دور لها. وأضاف الغزالي، أن القيادات الهاربة خلال الفترة الأخيرة ممن ينتمون للقيادات الجديدة للجماعة، ومجموعة إدارة الأزمة، وهى التي تشتبك حاليًا مع قيادات العواجيز ، حيث لن تمكن مجموعة محمود عزت الهاربين الجدد من تولي أية منصب تنفيذي داخل الجماعة.
خلاصة القول إن جماعة الإخوان سواء في الداخل أو الخارج تعاني أزمة حقيقية داخل صفوفها وتلك الأزمة التي لا تريد الجماعة الاعتراف بها هي بنية التفكير والتنظيم معا التي تنتهج "التقية" واحترفت العمل السري، وبقائها تعمل طول الوقت في فترتي السادات ومبارك بدور المحلل الشرعي للنظام حتى وهي في صفوف المعرضة ففقدت الكثير من مصداقيتها حينما تولت السلطة، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فعدم اعتراف الجماعة بأخطائها وأخطاء منهجها الفكري وتعاملها المستمر بانها هي مالكة الحقيقة وحامية الاسلام بغض النظر عن وجود فصائل اخرى يموج بها تيار الإسلام السياسي اوقعها في مشكلات كبيرة بعد فشلها الزريع في ادارة الدولة حين تسلمها، لان الجماعة تعمل بمفهوم القبيلة، وان شئنا الدقة مفهوم العصابة، وهذا ما جعلها تتهاوى بهذه السرعة التي تهاوت بها، وعلى كل حال فان الجماعة تتحرك من فشل الى فشل اخر على مستوى الواقع وان ما تملكه من مكاتب ادارية ولجان الخ من تلك الكيانات التنظيمية قد أصبحت كيانات هيكلية تحكمها المصالح المادية ولو نضب التمويل المادي لهذه الهياكل في الفترة القادمة سوف لا يكون هناك ما يسمى بتنظيم الجماعة.

شارك