الإيزيديون.. خطيئة "داعش" المتفاقمة
الخميس 10/سبتمبر/2015 - 10:01 م
طباعة
مازالت مأساة الطائفية الإيزيدية حاضرة في الأذهان وتتفاقم يوما بعد يوم بعد الجرائم التي ارتكبها ولم يزل تنظيم "داعش" في حق هذه الطائفة المسالمة
الموقع الرسمي للطائفة الإيزيدية نشر آخر مأسي الطائفة في إحصاءاته لشهر سبتمبر الحالي وأوضح عدد الناجين من معتقلات تنظيم داعش في العراق وسوريا وعدد اللاجئين ايضا والضحايا حيث كشف "خيري بوزاني" مدير عام الشؤون الإيزيدية في وزارة الأوقاف بحكومة إقليم شمال العراق، لوكالة الأناضول، إنه "وفق أحدث إحصائية والتي أنجزناها في الأول من سبتمبر الجاري 2015م ، فإن عدد المخطوفين الإيزيديين على أيدي عصابات داعش الإرهابية هو 5383 مخطوفا ومخطوفة، ضمنهم3912 من الإناث و2646 من الذكور".
وأضاف أن "آخر حصيلة لعدد الناجين من معتقلات التنظيم في العراق وسوريا يبلغ 2129 ناجيا، ضمنهم306 من الرجال، و801 من النساء، و497 من الأطفال الإناث، و525 من الأطفال الذكور، وكان عدد الأيتام اللذين أفرزتهم غزوة داعش على سنجار 816 يتيما، منهم 482 ذكرا و334 أنثى و أنه يوجد حاليا 400 ألف نازح إيزيدي، و65 ألف لاجئ، و841 بعداد المفقودين، و1280 قتيلا، و280 متوفيا، لأسباب تتعلق بالنزوح والهروب، و890 جريحا، ولدينا 18 مزارا تم تفجيرها من قبل داعش، وعدد المقابر الجماعية المكتشفة حتى الآن في سنجار 12 مقبرة".
وأشار إلى أن الطائفة تتعرض بشكل مستمر للعديد من الانتهاكات ومنها سطو مواطنين من غير الإيزيديين على إثباتاتهم شخصية بعد أن فروا من مدنهم وقراهم إبان اجتياح التنظيم الداعشي لها واستخدامها للحصول على اللجوء أو الإقامة في الدول الأوربية.
وقد كشفت مجلة “دايلي بيست” الأمريكية مؤخرا عن جرائم جديدة تمت خلال صيف 2015م، حيث ذبح تنظيم داعش المئات من الإيزيديين، باعتبارهم من الوثنيين والكفرة، واستغل الصبية الصغار واغتصب النساء والفتيات الإيزيديات، مما بث الرعب لدى الأسر الإيزيدية ودفعهم للفرار إلى الدول العربية المجاورة، لتستولي داعش على منازلهم وأنه تم وضع علامات على الطرق الوعرة، والشوارع الملطخة بدماء الإيزيديين في العراق، كما أن هناك نحو ميل وربع من الحدود السورية العراقية تحول إلى ما يسمى بمعترج داعش
مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، كشف عن أن مقاتلي تنظيم داعش ارتكبوا إبادة جماعية ضد الأقلية الإيزيدية في العراق، إلى جانب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ضد المدنيين بمن فيهم الأطفال ودعا في تقرير استند إلى مقابلات مع أكثر من مئة من الضحايا والشهود، مجلس الأمن الدولي إلى إحالة الأمر إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة الجناة.
وذكر أن المجلس توصل إلى "معلومات تشير إلى إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وأن مجلس الأمن الدولي يجب أن يبحث إحالة الوضع في العراق إلى المحكمة الجنائية الدولية و أن هناك نسقاً واضحاً للهجمات التي يشنها داعش على الإيزيديين والمسيحيين وأبناء الأقليات الأخرى عندما تفرض الحصار على المدن والقرى في العراق و أن النساء والأطفال الذين تم احتجازهم كانوا يعاملون كـ "غنائم حرب" وأنهم تعرضوا في كثير من الأحيان للاغتصاب أو عوملوا كسبايا.
الأمم المتحدة أظهرت ايضا في تقرير لها كشفت عن أن النمط الجلي للهجمات من جانب داعش على الإيزيديين يدل على عزمها على تدميرهم كمجموعة و انه جرى في بعض الحالات إخلاء القرى تماماً من سكانها الإيزيديين وان فتيات ونساء إيزيديات استطعن الفرار من الاسر قصوا على المحققين كيف كان يتم بيعهن علناً أو تسليمهن باعتبارهن هدايا إلى أعضاء التنظيم الدموي.
ونقل الشهود أنهم سمعوا «فتيات لا تتجاوز أعمارهن ست وتسع سنوات كانوا يصرخن طلباً للمساعدة بينما كان يجري اغتصابهن في منزل يستخدمه مقاتلو داعش وروت امرأة حامل اغتصبها «طبيب» في التنظيم المتطرف «مراراً وتكراراً على مدى فترة شهرين ونصف الشهر، إنه كان يتعمد الجلوس على معدتها وقال لها "هذا الطفل سيموت لأنه كافر أنا أستطيع إنجاب طفل مسلم" .
وروت فتيان وفقا للتقرير تتراوح أعمارهم بين ثماني سنوات و15 سنة كيف تم فصلهم عن أمهاتهم وأخذهم إلى مواقع في العراق وسوريا، قد كيف ارغموا على التحول إلى الإسلام وأخضعوا لتدريب ديني وعسكري كما أُرغموا على مشاهدة أشرطة فيديو تعرض فيها عمليات قطع رؤوس.
مما سبق نستطيع أن نؤكد أن "داعش " الدموية ارتكبت مأساة إنسانية حقيقة في حق الإيزيديين، وان هذه الطائفة المسكينة ستظل "خطيئة " داعش التي يمحى آثارها الزمن .
الذين مازالوا حتى الان مرتعبين من أصوات الطلقات النارية والأسلحة الرشاشة وهجمات الـ"أر بي جي"،
وتقول “ديلي بيست” إن قرية سيبايا الآن فارغة لا يوجد بها أحد، المنازل مدمرة ولا يوجد أحد، فقد بادر أصحاب القرية بالفرار، ولكن في نفس الوقت لا يوجد أي علامات لتواجد اليزيديين في القرية، مضيفة أن هذه الجرائم تمثل صدمة بالفعل لهذه المجتمعات التي عاشت بجانب بعضها البعض، فهذه الحرب سوف تشوه الذكريات الجماعية للأجيال القادمة، وتختتم “دايلي بيست” بقولها:” إنها دوامة العنف والثأر التي تريدها داعش، وتستغل كل فرصة لحدوثها، وفي هذه الحالة تستغل المتطرفين وتجندهم لتعزيز صفوفها.
للمزيد عن الايزيدية۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔ اضغط هنا
