الروس يناورون بـ"المساعدات الإنسانية" لضمان استمرار دعم الأسد ضد "داعش"

السبت 12/سبتمبر/2015 - 08:02 م
طباعة الروس يناورون بـالمساعدات
 
حاولت الحكومة الروسية، تقليل حدة الانتقادات الموجهة لها دولياً، بعد إصرارها على دعم نظام بشار الأسد عسكرياً، وهو الأمر الذي رجح معه خبراء أن يتسبب في زيادة تعقيد الأزمة السورية، الدائرة منذ نحو أربع سنوات، حيث حطت طائرتان روسيتان محملتان بمساعدات إنسانية، عصر اليوم السبت، 12 سبتمبر 2015، في مطار باسل الاسد الدولي في مدينة اللاذقية الساحلية غرب سوريا، وذلك حسبما قالت وكالة أنباء (سانا) الروسية الرسمية.
خطوة إرسال الطائرتان الروسيتان المُحملتان بـ80 طنا من المساعدات الإنسانية، جاءت بعدما وردت تقارير تحدثت عن إرسال موسكو جنودا وأسلحة إلى سورية، حيث قال مسئولون أمريكيون إن ثلاث طائرات عسكرية روسية على الأقل هبطت في سورية الأيام الأخيرة، في مطار في محافظة اللاذقية (شمال غرب) التي تعتبر أحد معاقل الرئيس بشار الاسد.

الروس يناورون بـالمساعدات
وقد تحدثت تقارير عن أن البيت الأبيض حذر الروس من أن التعزيزات العسكرية في سوريا قد تشعل "مواجهة" مع القوات التي تقودها الولايات المتحدة لتوجيه ضربات جوية ضد تنظيم الدولة "داعش"، بينما نفت روسيا تعزيز تواجدها العسكري في سوريا ردا على اتهامات الولايات المتحدة التي أشارت إلى نشر معدات وجنود في مدينة اللاذقية الساحلية شمال غرب سوريا، إلا أنها اعترفت بوجود خبراء لديها لتدريب القوات السورية على استخدام الأسلحة التي أرسلتها في إطار دعم موسكو لدمشق في مكافحة الإرهاب.
ويبدو أن هناك تنسيقاً بين روسيا وسورية في الاتفاق على نفي تعزيز الروس وجودهم العسكري في سوريا، واتهمت أجهزة "مخابرات عربية وأجنبية" بنشر معلومات كاذبة، وقالت تقارير روسية، اعتبرها كثير من المراقبين، غير دقيقة، أن روسيا غير متواجدة في سوريا الا عبر منشآتها اللوجستية العسكرية في ميناء طرطوس على المتوسط.

الروس يناورون بـالمساعدات
كانت بلغاريا رفضت طلب موسكو السماح بعبور مجالها الجوي إلى سوريا وشككت في حمولة الطائرات، والعبور فوق بلغاريا واليونان يتيح للطائرات الروسية تجنب تركيا وايران، بينما قال مسؤولون أميركيون إن نوايا روسيا غير واضحة، إن كانت تخطط لمهاجمة مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا أو محاولة دعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد من خلال ضرب الجماعات المسلحة، من خلال تشكيل تحالف عسكري موسع يضم تركيا والسعودية والجيش السوري لمحاربة التنظيم.
اللافت أن روسيا دعت الولايات المتحدة إلى استئناف التعاون العسكري المباشر، أمس (الجمعة) لتفادي وقوع "حوادث عارضة" قرب سوريا، كون أمريكا تقود حملة غارات جوية ضد مقاتلي تنظيم "داعش"، في الوقت الذي تدعم روسيا نظام الأسد بالعتاد وبعض المستشارين العسكريين وقوات البحرية، وهو ما يثير احتمالات وقوع مواجهة في ميدان المعركة بين خصمي الحرب الباردة.

الروس يناورون بـالمساعدات
وقالت كل من موسكو وواشنطن إن عدوهما هو تنظيم "داعش"، لكن روسيا تساند حكومة الأسد بينما تقول الولايات المتحدة إن وجوده يزيد الأوضاع سوءا، وفي أحدث التقارير قال مسؤولان غربيان ومصدر روسي لـ"رويترز" إن موسكو سترسل صواريخ متقدمة من طراز "إس.إيه-22" مضادة للطائرات الى سوريا، وذكر المسؤولان الغربيان أن القوات الروسية أقدر على تشغيله من القوات السورية.
كما أشارت مصادر لبنانية لـ"رويترز" إلى أن جنودا روس بدأوا المشاركة في عمليات قتالية لمساندة حكومة الأسد، بينما رفضت موسكو التعقيب على هذه التقارير، فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي إن الجنود الروس موجودون في سوريا في الأساس للمساعدة في تشغيل هذه المعدات وتدريب الجنود السوريين على استخدامها.

الروس يناورون بـالمساعدات
وقال مصدر قريب من البحرية الروسية لـ"رويترز" إن مجموعة من خمس سفن روسية مزودة بصواريخ موجهة أبحرت للقيام بمناورات في المياه السورية.
وأضاف المصدر "سيتدربون على صد هجوم من الجو والدفاع عن الساحل وهو ما يعني إطلاق نيران المدفعية وتجربة أنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى" مضيفا أنه تم الاتفاق على هذه المناورات مع الحكومة السورية.
ويبدو أن أنصار الأسد تلقوا دفعة هذا الأسبوع بعد تغير في نبرة بعض الدول الأوروبية، فقالت بريطانيا وهي واحدة من أقوى المعارضين الغربيين للأسد إنها قد تقبل ببقائه في السلطة لفترة انتقالية اذا كان هذا سيساعد في حل الصراع.

وقالت فرنسا الاثنين الماضي إنه يجب أن يترك الحكم في إحدى المراحل، وذهبت بعض الدول الأصغر الى أبعد من ذلك فقالت النمسا إنه يجب أن يكون للأسد دور في محاربة "داعش"، وقالت إسبانيا إن هناك حاجة للتفاوض معه لإنهاء الحرب.

شارك