"العدالة والتنمية" التركي يستحدث لجانًا جديدة وفك الحظر عن بلدة "جيزره"
السبت 12/سبتمبر/2015 - 08:56 م
طباعة
أعاد حزب العدالة والتنمية اختيار أحمد داود أغلو رئيسا للحزب، بعد أن شهد المؤتمر الدوري الخامس لحزب العدالة والتنمية انتخاب أوغلو للمرة الثانية، رئيسا لحزب العدالة والتنمية، بعد حصوله على كافة الأصوات الصحيحة، ووافق أعضاء المؤتمر على إجراء تغييرات على اللائحة الداخلية للحزب، تتضمن تشكيل مجلس جديد داخل الحزب يُدعى "مجلس الفضيلة والأخلاق السياسية"، إلى جانب استحداث منصبين جديدين لنواب رئيس الحزب، أحدهما مسؤول عن حقوق الإنسان، والثاني عن شؤون المدينة والبيئة والثقافة، وإجراء تعديل على قاعدة عدم شغل أعضاء الحزب وظيفة أو مهمة معينة لأكثر من ثلاث فترات متتالية، حيث تم استثناء الفترة البرلمانية الأخيرة التي بدأت مع الانتخابات البرلمانية التي أُجريت في 7 يونيه الماضي، وتنتهي مع الانتخابات المبكرة المزمعة في بداية نوفمبر المقبل، من تلك القاعدة، بسبب قصر مدتها.
من جانبه أكد أوغلو أن الحكومة التركية تدرك حجم المسئولية التي تضطلع بها إزاء الجهات الساعة إلى جر تركيا إلى الفوضى، موضحًا أنه أصدر تعليمات واضحة مفادها أن "الشرعية وحدها هي التي ستسود في كل ناحية من تركيا، موضحا أن من يسعى إلى زعزعة أمن وسكينة مواطنينا في أي بقعة من تركيا، وكل من يسعى إلى جرها إلى الفوضى فسيعاقب أشد عقاب، والاشارة إلى أن مقرات منظمة بي كا كا الإرهابية في شمال العراق وكل وكر من أوكارهم في تركيا يتم تطهيره من جانب قوات الأمن في تركيا، منتقدا من يعارضون الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في قضاء جيزرة بولاية شرناق ذات الأغلبية الكردية، لمواجهة العناصر الإرهابية، إن هؤلاء لم يروا الأسلحة المخزونة والخنادق المحفورة هناك، مؤكدًا أن جيزرة، مثله مثل أي قضاء آخر، أرض تركية، سيتم ترسيخ النظام العام، وتعزيز الأخوة فيها.
وفى إطار نظرية المؤامرة التي يقودها أردوغان والموالين له، كشفت صحيفة" يني عقد" الموالسة لأردوغان عن قائمة بأسماء الدول والمجموعات التي يراها معادية لأردوغان، وضمت كل من إيران، سوريا، إسرائيل، مصر، ألمانيا، أمريكا، بريطانيا، فرنسا، الفاتيكان، اليونان، الدول الاسكندنافية، دول البنلوكس، حزب العمال الكردستاني، الإرهابيون الأرمن، الكيان الموازي، المنظمات الماسونية، الأتراك البيض، مضاريو الأسواق المالية الرأسمالية، المنظمات الشيوعية، النشطاء الفاشيون، الإسلاميون المعتدلون، المنظمات اليمينية، المنظمات اليسارية، العلويون-والسنيون، الشيوخ، والعاهرات والليبراليون ودعاة حماية البيئة.
يأتي ذلك في الوقت الذى رفعت فيه السلطات التركية، حظر التجوال المفروض على قضاء جيزرة، في ولاية شرناق، جنوب شرقي تركيا، منذ الرابع سبتمبر الجاري، بسبب العمليات الأمنية ضد عناصر منظمة "بي كا كا" الإرهابية.
من ناحية أخري أكد رئيس أركان الجيش التركي الجنرال خلوصي أكار، أن تنظيم حزب العمال الكردستاني يمثل تهديدًا كبيرًا وحقيقيًا على منطقة الشرق الأوسط كلها، مشيرًا إلى أنه يسعى للحصول على شرعية دولية، موضحا أن تركيا دولة محاورة لعدد من الدول التي تشهد اضطرابات داخلية، كأوكرانيا، وسوريا، والعراق.
وحذر أكار من خطر تنظيمي داعش وحزب العمال الكردستاني الإرهابيين، والاشارة إلى أن هذه الأزمة تمثل تهديدًا حقيقًا للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، موضحًا أن ما يحدث في سوريا، هو أكبر فاجعة وكارثة إنسانية يشهدها التاريخ بعد الحرب العالمية الثانية.
ركز على أن تركيا مستمرة في محاربة تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي، خاصة وانه يشكل خطرًا إقليميًا حقيقيًا، ويسعى لاستغلال الأحداث التي تشهدها كل من سوريا والعرق من أجل الحصول على شرعية دولية أمام العالم".
على الجانب الاخر عبر أهالي بلدة جيزره عن ارتياحهم لقرار رفع حظر لتجوال عنها واندهش أهالي البلدة الذين تمكنوا بعد ثمانية أيام من الخروج إلى الشوارع بعدما رأوا المدينة وقد شهدت أضرارًا بالغة، بعد أن كانت المدينة مسرحًا لاشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات الأمن ومقاتلي منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، وبدت وكأنها خرجت من حرب بسبب مئات كبسولات الطلقات الفارغة الموجودة في الشوارع والمباني والمحال المتهدّمة والخنادق التي لم يتم ردمها بالكامل في الشوارع.
كان مسئولو الحكومة أعلنوا الأسبوع الماضي حظر التجول في بلدة جيزرة التي تعد إحدى المناطق التي تشهد نفوذًا قويًّا لحزب العمال الكردستاني من أجل شن عمليات ضد المنظمة الإرهابية وتفاديا لتضرر المواطنين المدنيين.
وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في جيزرة مع إعلان رفع الحظر عنها، حيث بدأت حركة الدخول إلى المدينة والخروج منها كما كان في السابق. إلا أن آثار الاشتباكات الشديدة في المدينة تلفت الأنظار إليها مباشرة، وشوهدت جدران بعض المباني وقد امتلأت بالثقوب بسبب الرصاص وعُثر على مئات كبسولات الطلقات الفارغة الموجودة في الشوارع والحارات، إلا أنه لم يتم ردم كل الخنادق الموجودة في العديد من شوارع البلدة التي حفرها مقاتلو العمال الكردستاني وزرعوا فيها عبوات ناسفة للحيلولة دون دخول قوات الأمن للبلدة، لكنه تم إزالة العديد من الحواجز من الشوارع.
وفى هذا الإطار تدفق المواطنون الذين استطاعوا الخروج إلى الشوارع بعد حظر استمر أسبوعا كاملا إلى المحال التي لم تشهد تخريبًا خلال الاشتباكات من أجل تلبية احتياجاتهم من المواد الغذائية الأساسية، وقامت قوات الأمن باتخاذ التدابير اللازمة في الشارع الرئيس بالبلدة، فيما حاول أصحاب المحال التجارية تحديد الأضرار التي لحقت بمحالهم.
