اتهامات للمجر بـ "النازية" بسبب موقفها المتخاذل.. وشعوب أوروبا تتضامن مع اللاجئين

السبت 12/سبتمبر/2015 - 11:12 م
طباعة اتهامات للمجر بـ
 
لاتزال تداعيات أزمة اللاجئين السوريين تفرض نفسها على الساحة العالمية وسط اهتمام شعبي ورسمي في القارة العجوز، يأتي ذلك في الوقت الذى انتقد فيه المستشار النمساوي فيرنر فايمان تعامل المجر مع أزمة اللاجئين وشبه سياساتها بعمليات الترحيل التي نفذها النازيون أثناء المحرقة في الوقت الذي شكا فيه اللاجئون من الطريقة التي يتعاملون بها في المجر.
هذا الهجوم على خلفية عبور آلاف اللاجئين الحدود إلى المجر كل يوم وهي أقصى نقطة في شرق منطقة شينجن الأوروبية التي يسمح فيها بالتنقل دون جوازات سفر، ويتوجه كثيرون إلى بلدان أوروبية أخرى في الغرب والشمال الأكثر ثراء في أسوأ أزمة لاجئين تشهدها أوروبا منذ حروب يوغوسلافيا في التسعينيات، وسط استمرار تدفق اللاجئين إلى ألمانيا التي يفضلونها بسبب نظامها السخي للضمان الاجتماعي وقوانين اللجوء الأكثر انفتاحا حيث وصل 3600 شخص إلى محطة القطارات الرئيسية في ميونيخ في ساعات الصباح وسط تحذيرات السلطات بأنها قد تعجز عن التعامل مع 6800 آخرين ربما يصلون المدينة في المساء.
وصرح شبه فايمان لمجلة دير شبيجل الألمانية أن تعامل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان للاجئين بعمليات الترحيل التي قام بها النازيون لليهود وغيرهم إلى معسكرات الاعتقال، موضحا بقوله " "شحن اللاجئين في قطارات وإرسالهم إلى مكان مختلف تماما عما يظنون أنهم ذاهبون إليه يذكرنا بأسود فصل في تاريخ قارتنا."
ورفضت المجر تعليقات فايمان واستدعت السفير النمساوي لديها ووصفت ما قاله فايمان بانه "لا يليق البتة بزعيم أوروبي في القرن الحادي والعشرين."
اتهامات للمجر بـ
وقال وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو إن المستشار النمساوي يشن منذ أسابيع "حملة أكاذيب" ضد المجر زادت من صعوبة التوصل إلى حل أوروبي مشترك للأزمة
وانتشر يوم الجمعة مقطع فيديو يظهر جموعا تتدافع للحصول على طعام في معسكر حدودي بينما يقدم لهم الشطائر أفراد شرطة يرتدون كمامات طبية، وقالت الشرطة في المجر إنها فتحت تحقيقا بشأن هذه المشاهد.
من جانبه قال كريستوف هيلنبراند رئيس حكومة ولاية بافاريا الالمانية إن المدينة ستعجز هذا المساء عن توفير خمسة آلاف مكان مطلوبة لاستقبال اللاجئين ولن تستطيع تسيير حافلات وقطارات تكفي لإرسال اللاجئين إلى أماكن أخرى من ألمانيا، في ظل توقعات بأن تستقبل ألمانيا نحو 800 ألف لاجئ هذا العام.
وأكد وزير الخارجية الالمانية فرانك فالتر شتاينماير إن بلاده تتوقع وصول 40 ألف مهاجر اليوم السبت وغدا الأحد.
اتهامات للمجر بـ
تأتى هذه التصريحات بالرغم من التوتر الذى تواجهه الحكومة الالمانية بسبب قرارها باستقبال اللاجئين السوريين، وسط اتهامات للمستشارة أنجيلا ميركل بفقد السيطرة على الموقف في أزمة اللاجئين.
بينما جددت ميركل تأكيدها على أهمية استيعاب مزيد من اللاجئين، إلا انه في الوقت نفسه نه لن يكون بوسع اللاجئين لأسباب اقتصادية البقاء في ألمانيا وطالبت دولا أخرى بإظهار المزيد من التضامن في أزمة اللاجئين قبل اجتماع لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي بعد غد الاثنين.
وقالت ميركل "هذه ليست مسؤولية ألمانيا بمفردها، إنها مسؤولية جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي" مضيفة أن اليونان تحتاج لحماية حدودها مع تركيا وهي بلد غير عضو بالاتحاد.

اتهامات للمجر بـ
وبالتزامن مع هذه التطورات، يتواصل الانقسام الشعبي في أوروبا بشأن التعامل مع اللاجئين، ففي حين قام عشرات الآلاف في عواصم أوروبية بالمطالبة بانفتاح أكبر على اللاجئين ودعمهم، تظاهر آخرون خصوصا في شرق أوروبا ضد استقبال المهاجرين ولا سيما المسلمين، حيث شارك آلاف الأوروبيين في تظاهرات جابت العديد من العواصم والمدن الأوروبية دعما للاجئين، الذين يتدفقون بأعداد هائلة إلى أوروبا. 
في العاصمة البريطانية لندن شارك عشرات آلاف الأشخاص في تظاهرة ضخمة جابت وسط لندن وصولا إلى مكتب رئيس الحكومة ديفيد كاميرون رافعين لافتات كتب عليها "افتحوا الحدود" و"اللاجئون إلى الداخل" و"المحافظون إلى الخارج". 
وأمام المتظاهرين دعا الزعيم الجديد لحزب العمال البريطاني جيريمي كوربن  إلى "إيجاد حلول سلمية" لمواجهة أزمة اللاجئين، وذلك بعيد ساعات من انتخابه، وقال كوربن إن "هدفنا يجب أن يكون إيجاد حلول سلمية لمشاكل هذا العالم".

اتهامات للمجر بـ
وفي العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، تظاهر حوالي 30 ألف شخص دعما لاستقبال اللاجئين، بحسب ما أعلنت الشرطة هناك. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "نرحب باللاجئين" و"أوروبا الجار الأقرب لسوريا"، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام المحلية. 
كما شارك حوالي 400 شخص في تظاهرة في بلدة بادبورغ الدنماركية على الحدود مع ألمانيا، التي يعبرها اللاجئون الراغبون بالانتقال إلى ألمانيا. 
في المقابل، تظاهر نحو 150 شخصا في البلدة نفسها في تحرك مضاد، مطالبين بإغلاق الحدود.

شارك