معاناة اللاجئين تتزايد.. وإجراءات مؤقتة لمنع كارثة إنسانية

الأحد 13/سبتمبر/2015 - 08:56 م
طباعة معاناة اللاجئين تتزايد..
 
كعادتها في الفترة الأخيرة، احتلت ألمانيا صدارة أخبار الدول التي تسعى لحل أزمة اللاجئين، في الوقت الذى حذر فيه خبراء من تفشي "كارثة إنسانية" بسبب تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى المدن الالمانية وخاصة ميونخ، وهو ما تربت عليه دعوة إلى اجتماع طارئ غدا الاثنين لوزراء العدل والداخلية الأوروبيين في بروكسل لبحث أزمة الهجرة التي "اتخذت أبعاداً غير مسبوقة".
ويرى محللون أن ميونيخ تشهد تدفقا للاجئين عير مسبوقا، ووصلت المدينة إلى الحد الأقصى من قدراتها على استقبال اللاجئين وذلك غداة إطلاقها نداء لطلب المساعدة لإيوائهم مؤكدة أنها لا تستطيع هي وبافاريا التصدي لهذا التحدي الكبير بمفردهما".

معاناة اللاجئين تتزايد..
من جانبها قال مسئولون بالشرطة الألمانية إن المدينة وصلت إلى "الحد الأقصى" من قدراتها على استقبال اللاجئين، وأن 12 ألفاً و200 شخص وصلوا نهار السبت وحده، وهو ما برز في تصريحات المتحدث باسم قيادة شرطة ميونيخ "نظراً للأرقام التي سجلت مؤخرًا الحد الأقصى لقدرات المدينة لتولي طالبي اللجوء الذين يتدفقون من البلقان عن طريق المجر ثم النمسا.
وفي المجر سجل رقم قياسي جديد السبت تمثل بوصول 4330 لاجئ إلى هذا البلد الذي تحول إلى رمز للتشدد في مواجهة تدفق المهاجرين، خلافاً لألمانيا، وتنوي بودابست إغلاق حدودها مع صربيا اعتباراً من 15 سبتمبر بخطين من الأسلاك الشائكة.
ومن المنتظر أن يبحث وزراء العدل والداخلية الأوروبيون غدا في بروكسل أزمة الهجرة التي "اتخذت أبعاداً غير مسبوقة" كما ورد في بيان لحكومة لوكسمبورغ التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد.

معاناة اللاجئين تتزايد..
وانتقد وزير النقل الألماني الكسندر دوبرينت الإخفاق الكامل" للاتحاد الأوروبي في السيطرة على حدوده الخارجية في مواجهة تدفق اللاجئين وطالب "بإجراءات فعالة في هذا المجال، موضحا انه الضروري اتخاذ إجراءات فعالة لوقف تدفق" المهاجرين في مواجهة "الإخفاق الكامل للاتحاد الأوروبي" الذي "لم تعد حماية حدوده الخارجية تعمل".
وسبق أن طلبت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل من اليونان بذل مزيد من الجهود لحماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، حيث تأمل ألمانيا التي تتوقع استقبال 800 ألف لاجئ هذه السنة، في أن يتم "بسرعة" تعزيز الحوار مع تركيا التي يمر عبرها عدد كبير من المهاجرين القادمين خصوصا من سوريا.
واضطرت السلطات الالمانية إلى فرض رقابة مؤقتة على حدودها مع النمسا مع توقف حركة القطارات من وإلى النمسا. وسيوضح وزير الداخلية توماس ديميزر تفاصيل الإجراءات، بعد أن كشفت صحيفة "بيلد" الألمانية استنادا إلى دوائر أمنية إن هذه الخطوة سيتم تنفيذها على حدود ألمانيا مع النمسا.
 وذكر وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير أنه سيعلن عن تفاصيل إجراءات وزارته بهذا الخصوص في وقت لاحق من اليوم.
معاناة اللاجئين تتزايد..
وكتب الموقع الإلكتروني لمجلة شبيجل "شبيجل أون لاين" عن إجراءات رقابة على الحدود الجنوبية لألمانيا، وذكرت صحيفة "باساور نويه برسه" أن الحكومة الألمانية أوقفت حركة القطارات من وإلى النمسا، ولم يرد تأكيد من الحكومة الألمانية حتى الآن بشأن ما ذكرته الصحيفة.
وأضافت صحيفة "بيلد" أن الشرطة الاتحادية كثفت من المراقبة الخفية لحركة المرور، خصوصا على الحدود مع النمسا. وكانت حكومة ولاية بافاريا قد طالبت الحكومة الاتحادية في برلين بدعم إضافي لقواتها من الشرطة ورجال الجمارك لتأمين حماية الحدود مع النمسا ووضع حد لتدفق آلاف اللاجئين يوميا إلى داخل الأراضي الألمانية.
كما تقوم وحدات الشرطة الاتحادية بمراقبة حركة المرور على الحدود بين المانيا والتشيك وبولندا من داخل أراضي ألمانيا، حيث تقوم مفارز الشرطة بمراقبة حركة المرور على عمق 30 كيلومترا داخل البلاد. كما تساهم وحدات من رجال الشرطة من كافة أنحاء المانيا في حماية الحدود مع النمسا.
من جانب آخر، أكدت معلومات أوردتها صحيفة "باساور نوين برسه" التي تصدر في مدينة باساو المتاخمة للحدود النمساوية أن الحكومة الألمانية قد أوقفت حركة القطارات بين ألمانيا والنمسا. وقالت الصحيفة إن هذا الإجراء يدخل في حزمة إجراءات سيتم الكشف عنها من قبل وزير الداخلية الألماني في برلين مساء اليوم.

معاناة اللاجئين تتزايد..
على الجانب الآخر، وفى محاولة الكشف عن محاولات المهاجرين غير الشرعيين للوصول إلى الدول الاوربية،  أعلن خفر السواحل اليوناني وفاة 28 شخصا غرقا قبالة سواحل اليونان اثر غرق مركب كان يقل أكثر من مائة مهاجر. وغرق المركب قبالة شواطئ جزيرة فرماكونيس التي تبعد مسافة 15 كيلومترا عن تركيا، وبين القتلى طفل، وتمكن خفر السواحل من انقاذ 68 راكبا بينما نجا 29 آخرون سبحوا حتى شاطئ الجزيرة الواقعة جنوب شرق بحر إيجه.
فيما فشلت أعمال البحث التي اطلقت السبت للعثور على خمسة اشخاص بينهم أربعة اطفال فقدوا قبالة جزيرة ساموس في شرق بحر ايجه.
وبحسب الوكالة الدولية للهجرة فإن نحو 432761 لاجئا ومهاجرا قاموا بتلك الرحلة المضنية عبر البحر المتوسط إلى أوروبا منذ بداية العام غرق منهم نحو 2748 شخصا. وحوالى 310 آلاف منهم مروا عبر اليونان.
وجددت اليونان رفضها للانتقادات حول الطريقة التي تدير بها البلاد ازمة الهجرة معتبرة اياها "غير مقبولة".
من جانبها قالت فاسيليكي ثانو رئيسة الوزراء بالوكالة اثناء زيارة إلى ميتيلين في جزيرة ليبسوس، الوجهة الاولى للقادمين الجدد "ان اليونان تتقيد تماما بالاتفاقيات الأوروبية والدولية من دون تجاهل البعد الإنساني".

شارك