بدء عملية "ثأر مأرب".. هادي يرفض التفاوض مع الحوثيين

الأحد 13/سبتمبر/2015 - 10:07 م
طباعة بدء عملية ثأر مأرب..
 
تواصل قوات التحالف عملياتها العسكرية في اليمن، وسط استعدادات لتحرير صنعاء، فيما يحاول الحوثيون والموالون للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الصمود أمام التطورات الميدانية في الأسابيع الأخيرة، وسط ارتفاع خسائر الحوثيين.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
أطلقت القوات المشتركة في اليمن عملية عسكرية جديدة سميت "ثأر مأرب"، ردا على الهجوم الذي تعرضت له قوات التحالف في صافر، وأودى بحياة العشرات من الجنود.
ونقلت وسائل إعلام سعودية الأحد، عن المصدر العسكري قوله إن التحالف رصد حوالي 500 هدف عسكري مباشر لقيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام وقيادات حوثية، وهي عبارة عن منازل ومكاتب شركات وأحزاب وبعض الفنادق والشقق للشخصيات الموالية لصالح والحوثي، مشيرا أيضا إلى أن بنك الأهداف لـ"ثأر مأرب" سيطال قيادات في حزب المؤتمر والحوثيين في مختلف المحافظات وفي المقدمة صنعاء وصعدة معقل الحوثيين.
وشنت القوات اليمنية الحكومية، الأحد، هجوما واسعا على جيوب ميليشيات الحوثي وصالح في محافظة مأرب، على وقع تأكيد الرئاسة على رفض التفاوض مع المتمردين إلا تحت سقف قرار مجلس الأمن رقم 2216.
دفع هجوم شامل شنته القوات الحكومية اليمنية، بدعم من غارات التحالف العربي، في مأرب ميليشيات الحوثي وصالح على الفرار وإخلاء مواقعها على عدة جبهات من المحافظة الواقعة شرقي صنعاء.
وتحدثت مصادر عسكرية لـ"سكاي نيوز عربية" عن "فرار جماعي" للميليشيات المتمردة من المحورين الشمالي والغربي للمحافظة، وذلك تحت ضغط الهجوم الواسع للجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وأطلقت القوات الموالية للرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، تحت غطاء جوي كثيف لطائرات التحالف الذي تقوده السعودية، هجوما لدحر المتمردين من محافظة مأرب الاستراتيجية المحاذية لصنعاء.
ونجحت القوات الموالية للشرعية بدعم من التحالف، السبت، في التقدم على عدة محاور في شرق العاصمة اليمينة صنعاء، وسط استمرار الاستعدادات لخوض المعركة الفاصلة ضد المتمردين الذين لجأوا إلى المراوغة بعد الهزائم المتتالية.
وتحت ضغط الغارات المكثفة لمروحيات الأباتشي التابعة للتحالف الذي تقوده السعودية، انسحبت ميليشيات الحوثي وصالح المتمردة من وادي خير ومنطقة موقس، ومقر "اللواء 19 مشاة" في بلدة بيحان بمحافظة شبوة جنوب شرقي البلاد.
وبدعم التحالف ايضا نجحت القوات الموالية للشرعية، في تحقيق انتصارات جديدة في محافظة شبوة، مضيقة الخناق أكثر فأكثر على المتمردين الذين كانوا قد خسروا مواقعهم في جنوب اليمن.
ومع توالي الهزائم، واصل المتمردون استهداف المدنيين، حيث أفادت الأنباء الواردة من محافظة تعز عن مقتل 6 أشخاص، بينهم امرأة وطفل، وإصابة 4 آخرين في قصف عشوائي طال الأحياء السكنية.
وذكر شهود أن الميليشيات المتمردة، المتمركزة في منطقة الحوبان، قصفت "بالكاتيوشا وقذائف المورتر"  الأحياء السكنية في وادي المدام والجمهوري وقلعة القاهرة في تعز، مركز المحافظة.
وعلى صعيد متصل، قال مسؤولون أمنيون محليون إن طائرة بلا طيار يشتبه أنها أمريكية قتلت خمسة على الأقل من مقاتلي تنظيم القاعدة في اليمن، كانوا داخل قاعدة عسكرية خارج مدينة المكلا الساحلية الشرقية يوم السبت.
ويسيطر التنظيم على أجزاء من المدينة منذ انسحاب الجيش من المنطقة في أبريل الماضي، وقالت المصادر إن قياديا في التنظيم يدعى عثمان الصنعاني قتل في الضربة.

صراع الحدود:

صراع الحدود:
وعلي صعيد الصراع المشتعل علي الحدود، دمرت القوات البرية السعودية وقوات حرس الحدود بمساندة طيران التحالف، أكثر من 20 مدرعة في موقع شرق مديرية حرض شمال اليمن، مقابل محافظة الطوال السعودية، وقضت على أكثر من 50 عنصرا مواليا للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وجماعة الحوثيين.
في الوقت نفسه قالت مصادر إعلامية سعودية إن 4 جنود من حرس الحدود السعودي قتلوا إثر اشتباكات بمركز الربوعة الحدودي في ظهران التابعة لمنطقة عسير جنوب السعودية.
فيما نفى الناطق باسم التحالف العربي بقيادة السعودية العميد احمد عسيري اليوم (الأحد) ان يكون لدى "قوات التحالف ثأر مع أحد"، مؤكداً ان لدى التحالف «عمليات عسكرية مخططاً لها بدقة تستهدف ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح».
جاء ذلك في معرض نفي عسيري في تصريح الى قناة "الجزيرة" القطرية ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن بدء عملية عسكرية تحت مسمى "ثأر مأرب".
ونقل مراسل "الجزيرة" عن محافظ مأرب سلطان العرادة قوله إنه «لا صحة لتسمية العملية العسكرية بثأر مأرب»، مؤكداً أن «الهدف من العمليات طرد الحوثيين من المديريات التي يسيطرون عليها».

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، أقر اجتماع مشترك برئاسة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، ونائب الرئيس، رئيس الوزراء خالد بحاح، عدم المشاركة في أي مفاوضات مع "الانقلابيين قبل الاعتراف بالقرار الدولي 2216".
وأكدت الرئاسة "عدم المشاركة في أي اجتماع حتى تعلن الميليشيات الانقلابية اعترافها بالقرار الدولي 2216 والقبول بتنفيذه دون قيد أو شرط"، علما بأن القرار يدعو لانسحاب المتمردين وتسليم سلاحهم إلى الشرعية.
وجددت الرئاسة، وفق بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية، رفض "تحديد مكان وزمان أي لقاء مع المتمردين الحوثيين وصالح حتى يعلنون اعترافهم بقبول القرار والبدء بتنفيذه"، وهذا ما يرفضه المتمردون الذين تكبدوا خسائر فادحة.
وفي هذا السياق، قال السكرتير الصحفي في الرئاسة اليمنية، مختار الرحبي، لـ"سكاي نيوز عربية" إن "موافقة الحوثيين على الدخول في مفاوضات مع الحكومة الشرعية محاولة منهم لكسب الوقت والهرب من معركة صنعاء الفاصلة".
وأكد على أن "الاستعدادات في الحشود والتجهيزات لمعركة صنعاء تجري على قدم وساق" في إشارة إلى دحر ميليشيات الحوثي وصالح المتمردة، التي كانت خسرت مواقعها في كافة محافظات الجنوب ومناطق أخرى من البلاد.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد المسار التفاوضي، استقبل وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد في أبو ظبي اليوم (الأحد) الموفد الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وأطلع الموفد الشيخ عبد الله على تطورات الوضع في الساحة اليمنية وجهود الأمم المتحدة لوقف القتال في هذا البلد. وجرى ايضا استعراض مجالات تعزيز الشراكة الإنسانية والعمل على تنسيق البرامج والأنشطة الإغاثية والتنموية في اليمن.
وأكد الوزير الاماراتي حرص بلاده على تخفيف معاناة اليمنيين وتحسين ظروفهم الإنسانية، موضحا أن الامارات لن تدخر جهداً في سبيل تقديم كل ما من شأنه التخفيف من تداعيات الأحداث في اليمن على حياة شعبه، من طريق التحالف الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية في اليمن.

المشهد الدولي:

المشهد الدولي:
وعلي المسار السياسي، اكد السفير الروسي لدى اليمن السيد فلاديمير ديدوشتين على ضرورة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وخاصة القرار رقم 2216 من أجل استئناف العملية السياسية، مشيرا إلى حرص بلاده على توطيد العلاقة الثنائية مع الحكومة اليمنية وبحث أمكانية سبل تقديم الدعم عبر لجنة الإغاثة وإعادة الإعمار والبناء.
جاء ذلك خلال لقاء نائب الرئيس رئيس مجلس الوزراء خالد بحاح، مع السفير الروسي في الرياض، بحسب ما اوردته وكالة الانباء اليمنية (سبأ) التابعة للحكومة الشرعية.
وقال ديدوشتين إن "بلاده حريصة على عودة الامن والاستقرار ، واستعادة الشرعية في كافة المدن والمحافظات وعلى رأسها العاصمة صنعاء".
من جانبه، أكد بحاح ان الحكومة معنية بسلامة جميع أبناء الشعب اليمني من صعدة الى المهرة وأنها تسعى جاهدة للوصول الى مخرج آمن لحقن دماء الأبرياء وايقاف نزيف الدم والدمار الذي تعاني منه العديد من المدن والمحافظات نتيجة تعنت وعبث المليشيا الانقلابية.
وقال "ان الحكومة متواجدة بعدد من وزرائها في المناطق المحررة وعلى رأسها محافظة عدن"، مشيرا الى ان هناك عمل جاد في إطار معالجة الجرحى والمصابين والدفع بعجلة البناء وتطبيع الحياة عبر تشكيل لجان خاصة بالإغاثة وإعادة الإعمار والتنمية.
واشاد نائب الرئيس بالدور الإيجابي لروسيا في دعم العملية السياسية ووقوفها الى جانب اليمن ضد الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية بحق المدنيين الأبرياء.

الحضور الإيراني:

وعلي صعيد الحضور الايراني في الازمة اليمني، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان أنه "لا أحد سينتصر في حرب اليمن"، معتبراً أن "استمرار الحرب مؤشر إلى تجاهل الديبلوماسية البناءة والسلام".
وقال عبد اللهيان في تصريح نقلته «وكالة أنباء فارس» الإيرانية، أن «طهران قدمت حلاً سياسياً ملائماً للمساعدة في الخروج من الأزمة اليمنية، وتدعم الحوار الوطني بين جميع الأطراف اليمنيين»، مضيفاً أن «الحرب في اليمن لن ينتصر فيها أحد عسكرياً».
وأضاف المسؤول الإيراني أن "جهود الأمم المتحدة لإرسال المساعدات الإنسانية إلى اليمن وإلغاء الحصار الإنساني ووقف الحرب، فشلت لغاية الآن بسبب عدم موافقة السعودية، والصمت المريب الذي تلتزمه بعض الدول العربية والغرب".

المشهد اليمني:

اقتربت الحسم  في اليمن، فبعد أشهر على انطلاق العمليات الرامية تحرير صنعاء، وسيطرة قوات الشرعية والتحالف علي اجزاء كبيرة من محافظة مآرب مفتاح السيطرة علي العاصمة صنعاء، وسط مساعي لإنهاء الحوار في ظل رفض الحكومة الجلوس مع الحوثيين.
 ويبدو واضحًا أن الطريق بالنسبة للحوثيين أصبح مغلقا لتحقيق أي حالة توازن على الأرض، فضربات التحالف العربي وتقدم المقاومة فرضا موازين جديدة، ومن أهم هذه التطورات الحديث اليوم للتوجه نحو العاصمة صنعاء، الأمر الذي تحضر له وبشكل متقن القوات الحكومة بالتعاون مع قوات التحالف لتكون مأرب نقطة البداية لنهاية الحوثيين.

شارك