استمرار سياسات أردوغان الاستبدادية تضع تركيا على فوهة البركان

الإثنين 14/سبتمبر/2015 - 06:17 م
طباعة العنف يهدد الشارع العنف يهدد الشارع التركى
 
اردوغان
اردوغان
بالرغم من خضوعه لكل شروط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل الموافقة على تجديد ترشحيه رئيسا لحزب العدالة والتنمية، تدور في كواليس الحزب الحاكم اعتراضات أردوغان على أسلوب أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء ورئيس حزب العدالة والتنمية المعاد انتخابه، في ظل محاولات سابقة للرئيس التركي بإلحاق أسباب تراجع حزبه في الانتخابات السابقة لعدم قدرة أوغلو على ضبط  القواعد الحزبية.
وكشفت صحيفة "طرف" التركية أن أردوغان وجه انتقادات شديدة لرئيس الوزراء أوغلو عندما رغب في تحديد بعض أعضاء اللجنة الإدارية المركزية لحزب العدالة والتنمية خلال المؤتمر العام الخامس، وأنه بعد الانتخابات الأخيرة تمكن أردوغان من بسط سيطرته الكاملة على الحزب من خلال اختياره أعضاء اللجنة المركزية الإدارية للحزب أبدى عدم رضاه عن أداء داود أوغلو قائلاً: "فشلتَ لم تنجح في قيادة الحزب".
اوغلو
اوغلو
وأكدت الصحيفة أن أوغلو الذي انتُخب مرة أخرى للرئاسة العامة لحزب العدالة والتنمية بعدما حصل على كافة أصوات المفوضين الذين شاركوا في المؤتمر العادي الخامس لخسارة كبيرة مست هيبته وسمعته بعد أن أخفق في تعيين أعضاء مجلس الإدارة المركزية للحزب، بعد أن كان من المنتظر أن يقوم هو بتحديد سياسة الحزب، خاصة وأن تشكيل جميع أعضاء المجلس من الشخصيات المقربة من القصر الجمهوري أدى إلى اندلاع نقاش بصورة أكبر حول الثقل النوعي لداود أوغلو في الحزب، والإشارة إلى أن أردوغان انتقد بشدة رغبة أوغلو في تحديد واختيار أعضاء مجلس الإدارة المركزية الجديد من أسماء مقربة له. 
من ناحية أخرى تمكنت القوات التركية من القضاء على ألف و192 عنصرًا من منظمة "بي كا كا" الإرهابية، خلال العمليات ضد المنظمة منذ 22 يوليو الماضي ، داخل البلاد وخارجها في الغارات ضد مواقع "بي كا كا" بإقليم شمال العراق، وحسب الأرقام الرسمية المعلنة  بلغ عدد شهداء الجيش ورجال الأمن وحراس القرى (أفراد محليون متعاقدون مع الدولة لحماية قراهم، 118 شهيدًا، جراء الهجمات الإرهابية خلال 69 يومًا الأخيرة (من 7 يوليو وحتى  الاحد 14 سبتمبر فضلًا عن مقتل 28 مدنيًا، أحدهم يحمل الجنسية الإيرانية، وإصابة 345 شخصًا، بينهم 3 إيرانيين، حيث تواصل "بي كا كا" وكادرها الشبابي، و"جبهة حزب التحرير الشعبي الثوري" الإرهابية، أنشطتها الرامية لاستهداف السلام والطمأنينة، لا سيما في شرق وجنوب شرق البلاد.
الجيش التركى
الجيش التركى
وحسب الاتهامات الموجهة لهم، تمكن الإرهابيون طيلة 69 يومًا، من إشعال النيران في 269 مركبة، جلّها من الشاحنات، في حين تمكنت القوات التركية من القضاء على 120 إرهابيًا خلال المواجهات داخل البلاد، وألقت القبض على 41 آخرين، بينهم 18 مصابًا.
بينما أوقفت فرق الأمن ألفين و381 شخصًا في عملياتها ضد المنظمات الإرهابية في مقدمتها "بي كا كا"، منذ 24 تموز/يوليو الماضي، وصدرت قرارات قضائية باعتقال 664 منهم. 
الشرطة تتعامل بعنف
الشرطة تتعامل بعنف مع اعضاء حزب العمال الكردسانى
على الجانب الاخر أعادت السلطات التركية مساء اليوم الأحد، فرض حظر التجوال في بلدة "جيزرة"، بولاية شرناق، جنوب شرقي البلاد، حتى إشعار آخر، من أجل إلقاء القبض على إرهابيي "بي كا كا"، الموجودين داخل مركز البلدة، والحفاظ على سلامة أرواح وممتلكات الأهالي، حسبما ذكر بيان صادر عن الولاية، بعد أن سبق وفرضت حظرًا للتجوال في "جيزرة"، بين 4 و12 سبتمبر الجاري، لإزالة الخنادق التي أقامها أعضاء المنظمة، والألغام التي زرعوها، وضبط العناصر الإرهابية المتمركزة داخل البلدة.
وفي سياق الأحداث الأخيرة، كشفت  صحيفة أوزجور جوندام التي ينشرها منظمة حزب العمال الكردستاني وحزب الشعوب الديمقراطي اتهامات للسلطات التركية بإراقة دماء الأكراد وخاصة الأطفال، وكتبت تحليلًا كبيرا يرصد تطورات الأحداث تحت عنوان "كم ستقتلون أيضا من الأطفال"؟ ، بعد أن شهدت جيزره عملية إرهابية راح ضحيتها 20 مدنيا بينهم أطفال. 
كذلك في محاولة خلق السلطات التركية لحالة من القلق ازاء العمليات الإرهابية، وترويع المواطنين قبل الانتخابات القادمة، أعلنت السلطات التركية عن ضبط  20 أجنبيًّا، في ولاية كيلس الحدودية، أثناء محاولتهم العبور إلى سوريا للاشتباه بسعيهم للالتحاق بصفوف تنظيم داعش، ونفذت فرق مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية الأمن في الولاية عمليات أمنية في المدينة وعلى الحدود، أسفرت عن القبض على 20 شخصًا من جنسيات أجنبية، وعقب خضوع المشتبه بهم لفحوص طبية جرى تسليمهم إلى إدارة الهجرة من أجل ترحيلهم خارج تركيا.

شارك