"وهابيون" وأصواتٌ من تيار الإسلام السياسي يرفضون "النمنم" وزيرًا للثقافة

الأحد 20/سبتمبر/2015 - 05:01 م
طباعة وهابيون وأصواتٌ من
 
بعد تولي حلمي النمنم وزارة الثقافة في حكومة المهندس «شريف إسماعيل» تباينت ردود الفعل لدى المثقفين، بل اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في صراع حول الهوية كما يدعي البعض من التيارات الإسلامية، فيما أبدى البعض ترحيبه بهذا الاختيار، اعترض آخرون على الوزير الجديد، معتبرين أنه لا يملك خطابًا ثقافيًا، وأنه سوف يقوم بمحو الهوية الإسلامية، 

وهابيون وأصواتٌ من
وقد أثار اختيار «حلمي النمنم» استياء الكثيرين، خاصة من المنتمين لتيار الإسلام السياسي، والمتأثرين بالوهابية وأفكارها، ما دفع نشطاء لتداول مقاطع فيديو قديمة لـ«النمنم» أكد في إحداها أن مصر بلد علماني بالفطرة، فيما أظهر مقطع آخر طرده من إحدى الجامعات المصرية وسط هتافات إسلامية إسلامية"، وقال «النمنم» في مقطع فيديو أعيد تداوله «إحنا بنكذب ونقول مصر بلد متدينة بالفطرة وأنا بقول أن مصر بلد علماني بالفطرة".
وأشار في مقطع الفيديو الذي يظهره وهو يتحدث في اجتماع سابق لبعض القوى المدنية عن الهوية العلمانية لمصر وضرورة إخراج التيار الإسلامي السياسي بدون استثناء من المشهد السياسي، إلى «الحاجة إلى دستور علماني، لأنه الوقت المناسب لإقصاء الإسلام السياسي»، مضيفا: «آن الأوان أن يخرج الإسلام السياسي من هذه اللعبة اللي عملها فينا حسني مبارك و من قبله أنور السادات ونعمل دستور مدني حقيقي".
وتابع «خلينا بقى نتكلم بصراحه، مفيش ديمقراطية ومفيش مجتمع تقدم للأمام بدون دم، في دم نزل ودم هينزل وهينزل قضيتنا أننا منعملهاش حرب أهلية ومنعملوش دم غزير، لازم نكون عارفين أن في فاتورة لازم تندفع".

وهابيون وأصواتٌ من
وفي السياق ذاته  انتقد الكاتب السعودي المقرب من دوائر صنع القرار في المملكة «جمال خاشقجى» اختيار «النمنم» لوزارة الثقافة في مصر قائلا: «للعلم؛ لمن يخطط لمناشط ثقافية متبادلة مع الاشقاء بمصر، وزير الثقافة الجديد حلمي النمنم ليس بناقد للوهابية فقط إنه يمقتها ويحملها كل مصائب بلده".
وأضاف «خاشقجي» في تغريدة له على «تويتر» «بصراحة ووضوح: بحكم العلاقة بين السعودية ومصر ولطبيعة النظام هناك حري بالأخيرة ألا تعين وزيرا أمعن في الإساءة للمملكة مثل حلمي النمنم" .
من جهته، قال الدكتور «طارق الزمر» عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية تعليقا على تشكيل الحكومة الجديدة واختيار «حلمي نمنم» وزيرا للثقافة عبر حسابه على تويتر:  «اختيار نمنم يكشف البرنامج السري للرئيس: مصر شعب ملحد، حل الأحزاب الإسلامية، ديمقراطية الدم".
أما البرلماني السابق الدكتور «محمد الصغير» فعلق قائلا: «حلمي نمنم وزير الثقافة الجديد وصف حزب النور على الملأ بأنه كالعاهرة التي تطلب من زوجها مالًا، فإن أبى خرجت لتمارس البغاء يا ترى انت فين يا مخيون»، مضيفا «وزير الثقافة حلمي نمنم ملحد يظهر عداءه للإسلام وﻻ يخفيه يرى أن حزب النور يمثل العهر السياسي هل يملك برهامي وحزبه نفي كلامي أو اﻻعتراض على نمنم".
واعتبر «أحمد البقري» نائب رئيس اتحاد طلاب مصر الموالي للإخوان أن اختيار «نمنم» يدل على  توجه الدولة لطمس الهوية الإسلامية قائلا «تعيين حلمى نمنم الذي قال إن مصر علمانية بالفطرة ومنع الشيخ جبريل من الصلاة هو توجه واضح وصريح نحو طمس أي هوية إسلامية لمصر".

وهابيون وأصواتٌ من
وقد تحدث تصريحات "خاشقجي" وبعض الصحفيين في السعودية ازمة بين البلدين لانهم يعتبرون النمنم احد المناهضين للمشروع الوهابي في حكم المنطقة، وما يعبره الاعلام المصري تدخل في الشئون الداخلية في مصر لا يجب أن يحدث من الإعلام السعودي وتبادل الجانبان الكثير من الاتهامات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبالمقابل ظهرت أصوات مؤيدة من المبدعين والكتاب لاختيار النمنم وزيرا للثقافة، منهم الأديب محمد جمال الذي قال: "إحنا محتاجين شخص كحلمي النمنم، في وزارة الثقافة، هو أفضل من سابقه، بكل تأكيد، ولكن حقيبة الثقافة، تحتاج لمبدع وشخص صاحب توجه فكري وثقافي، عاصرنا كثير من وزراء الثقافة، كثروت عكاشة، وغيره ممن أسهموا فعلًا في الوسط الثقافي، ونطمح أن يكون فترة توليه مسهمة ومفيدة أكثر من سابقتها".
ويضيف الروائي أحمد طوسون: "حلمي النمنم ليس غريبًا، على الوسط الثقافي في مصر، وله مؤلفاته، والحكم عليه ربما يكون سابق لأوانه، لأنه ليس مهمًا، أن نتفق أو نختلف على شخص الوزير الجديد"، لافتًا إلى أنه يؤيد وجوده في الوزارة الجديدة، مستدركًا: "لننتظر حتى نرى خططه لإدارة الثقافة خلال فترة توليه".
ويضيف إبراهيم حسين، روائي: "ربما يكون اختيار حلمي النمنم، ليس في محله، فتصريحاته الأولى لا تنظر للخطاب الثقافي، باعتباره بحاجة لتغيير موضوعي، وليس مجرد التصدي لأيدولوجيات مختلفة، وأطمح في أن يوجه نظره قليلًا، للإصلاحات الحقيقية".
ويرى عماد هلال، أديب: "حلمي له باع، وموروثه الثقافي ومؤلفاته معروفة، وحقيبة الثقافة بحاجة إلي إصلاحات حقيقية، وجدير أن يهتم بالترجمة، والمثقفين ولو لم يكن تاريخه الثقافي شاهدًا له، لما اختير لتولي حقيبة الثقافة".
ويوضح محمد حسني، أديب: "حلمي شخصية لها ثقلها الثقافي، ولكن ما يؤخذ عليه هو عدم تواجده كثيرًا وسط المثقفين، وفناني الأقاليم، ولكننا نطمح في تغيير يناسب المرحلة".

شارك