مع استمرار "حق الشهيد" بسيناء.. مخاوف من عملية إرهابية في القاهرة لتشتيت الأمن

الإثنين 21/سبتمبر/2015 - 10:36 م
طباعة مع استمرار حق الشهيد
 
عكست البيانات والإصدارات المرئية التي يصدرها من وقتٍ إلى آخر تنظيم ما يعرف بـ"ولاية سيناء" الفرع المصري لتنظيم الدولة "داعش" مدى الارتباك الداخلي الذي يعانيه التنظيم الإرهابي على الأرض، منذ أطلقت القيادة العامة للجيش المصري عملية "حق الشهيد" في 8 سبتمبر الجاري 2015، لتطهير سيناء من البؤر الإرهابية التي صعدت من عملياتها ضد قوات الجيش والشرطة، منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، على إثر ثورة شعبية ضد حكمه وجماعته (الإخوان المسلمون) في 30 يونيه  2013.
ومع استمرار عمليات الجيش في سيناء، زادت المخاوف من قيام التنظيم بعملية إرهابية في قلب القاهرة، لتشتيت قوات الأمن، وتخفيف الحصار المفروض عليه في سيناء، وإثبات مدى قدرته على الوصول إلى أهداف حيوية، لتكون تلك العملية بمثابة تجديد الثقة في نفوس عناصر التنظيم.    
وتعتبر العملية العسكرية "حق الشهيد" هي الأكبر في شبه جزيرة سيناء، الحدودية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، (شمال شرق القاهرة)، منذ حرب أكتوبر 1973، حيث يشارك فيها عناصر من الجيشيان الثاني والثالث، بمعاونة عناصر من القوات الخاصة "الصاعقة"، ووحدات "التدخل السريع"، وعناصر من قوات مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة المدنية، إلى جانب عمليات الإسناد الجوي من قبل مقاتلات "الأباتشي"، ووحدات من القوات الخاصة البحرية.
مع استمرار حق الشهيد
التنظيم الإرهابي "أنصار بيت المقدس" الذي غير اسمه إلى "ولاية سيناء"، بعدما بايع زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي، في 4 نوفمبر 2014، بات في وضع لا يحسد عليه، حيث تفرض القوات المسلحة طوقاً أمنياً محكماً على الحدود مع قطاع غزة الفلسطيني، شريان الحياة الأول للتنظيم، وهو الأمر الذي حال دون إمداد التنظيم بمعدات عسكرية تساعده على مقاومة قوات الجيش المصري، فضلاً عن منع حرية التنقل لعناصره مع القطاع الفلسطيني.
كانت القاهرة طلبت من حركة "المقاومة الإسلامية حماس" بسط سيطرتها على الأنفاق الحدودية مع مصر، منعاً لتسلل عناصر إرهابية من القطاع إلى الجانب المصري وتنفيذ عمليات في سيناء، إلا أن حركة "حماس" يبدو أنها لم تصغِ لنداءات القاهرة، فكان القرار بإنشاء منطقة عازلة على الحدود المصرية مع قطاع غزة وصلت حتى الآن نحو 2 كيلو متر مربع على طول الشريط الحدودي، ويشرع الجيش حالياً إلى إغراق المنطقة الحدودية مع القطاع وإنشاء مزارع سمكية هناك للقضاء نهائياً على الأنفاق، والاستفادة من المنطقة الحدودية.
مع استمرار حق الشهيد
كان التنظيم التكفيري الذي استباح الدماء، حاول بث الثقة في نفوس أنصاره، عبر بث مقاطع فيديو ترويجية تزعم سيطرته على الأوضاع في سيناء، رُغم العملية العسكرية، التي أفقدت التنظيم الكثير من قدراته العسكرية، فضلاً عن محاولته تكثيف زرع الناسفات بدائية الصنع، التي يصل زنة الواحدة منها 250 كيلوجرام، في محاور تحرك القوات، لاستهداف ألياته، فضلاً عن تدشين عملية أطلق عليها "صيد المرتدين" ويستهدف من خلالها اغتيال ضباط شرطة وجيش، كان من بينهم مسؤول قطاع قوة الأمن المركزي، اللواء كامل عثمان، ومدير إدارة الأحوال المدنية في شمال سيناء العميد أحمد عسكر.     
مصدر مُطلع رفض ذكر اسمه لحساسية موقعه، أوضح أن أجهزة الأمن تأكدت من إصابة زعيم تنظيم "داعش مصر" أبو أسامة المصري، خلال العملية الإرهابية التي أجهضها الجيش للتنظيم الإرهابي مطلع يوليو الماضي 2015، حينما حاول التنظيم الإرهابي السيطرة على مدينة الشيخ زويد، مشيراً إلى أنه موجود حالياً في قطاع "غزة" الفلسطيني، وتحديداً في حي الشجاعية، للاستشفاء.
مع استمرار حق الشهيد
ورغم قلة المعلومات عن زعيم التنظيم الإرهابي، أبو أسامة المصري، وهو ما يجعل أمر التعرف على هويته صعباً، إلا أن أبرز ما يميزه هو تفوهه الشرعي، وهو ما ظهر في التسجيلات الخاصة به، مثل الفيديو التوثيقي الخاص بحادث "كرم القواديس"، وكذا ظهوره الخاص في مقطع فيديو تضمن تقديم عدد من عناصر التنظيم البيعة لزعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، وإطلالة أبو أسامة المصري، تتشابه مع الظهور الإعلامي للمتحدث الرسمي باسم "داعش" أبو محمد العدناني.

شارك