وسط استمرار الصراع.. توافق أمريكي خليجي على حل الأزمة اليمنية "سلمياً"
الخميس 01/أكتوبر/2015 - 08:50 م
طباعة
انقضت 6 أشهر على بداية العمليات العسكرية للتحالف العربي في اليمن والتي أطلق عليها "عاصفة الحزم"، وتواصل قوات التحالف التقدم علي الجبهات في اليمن، ودحر الحوثيين، وسط الحديث عن توافق خليجي امريكي لتوصل لاتفاق سلمي لإنهاء الصراع.
الوضع الميداني:
حررت قوات التحالف المشتركة بالتعاون مع المقاومة الشعبية، جزيرة ميون وباب المندب كاملاً. كما قتل خلال الاشتباكات العشرات من قوات الحوثي والمخلوع صالح وتم أسر آخرين، حسب ما أفاد مراسل "العربية".
وكانت مصادر عسكرية يمنية قالت في وقت سابق، إن تعزيزات عسكرية كبيرة تحركت من المنطقة العسكرية الرابعة في عدن صوب تعز وباب المندب، لإسناد المقاومة ومواجهة ميليشيات الحوثي وصالح، حيث وصلت إلى منطقة كرش الواقعة بين تعز ولحج مصفحات وآليات عسكرية ودبابات ومئات الجنود لتطهير المنطقة من المتمردين ودعم المقاومة في تعز بإسناد من طيران قوات التحالف.
في غضون ذلك استكملت القوات المشتركة في مأرب سيطرتها الكاملة على سد مأرب.
ودوت انفجارات كبيرة في العاصمة اليمنية صنعاء، إثر غارات مكثفة شنتها طائرات التحالف على مواقع ومعسكرات عدة لميليشيات الحوثي وصالح، شملت جبل النهدين ودار الرئاسة ومعسكري الصباحة والحفا في جبل نقم.
كذلك تواكبت هذه التطورات مع المواجهات العنيفة التي تجري في منطقة الوازعية في تعز، والغارات المكثفة التي شنتها طائرات التحالف ضد مواقع المتمردين في هذه المنطقة إسناداً للمقاومة.
وفي تعز أيضا قتل وجرح عشرات المدنيين بينهم أطفال ونساء جراء قصف عشوائي للمتمردين على عدد من الأحياء السكنية.
طائرات التحالف التي تساند المقاومة في تعز قصفت عدداً من مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي وصالح أسفرت عن مقتل نحو 40 من عناصرهم وإصابة 28 آخرين.
وفي مأرب أحكمت القوات المشتركة سيطرتها الكاملة على جميع المواقع المحيطة بسد مأرب، وتوجهت باتجاه خطوط إمداد الميليشيات في جبهة الفاو والجفينة غرب مدينة مأرب.
و كشفت مصادر عليمة في العاصمة اليمنية صنعاء عن قيام جماعة الحوثي الانقلابية بإزاحة عدد من قياداتها الذين يؤكدون على ضرورة الحل السلمي والقبول بالتسوية والقرارات الدولية، مشيرة الى أن الجماعة وضعت هؤلاء تحت الإقامة الجبرية.
ولفتت المصادر الى أن أبرز هذه القيادات التي تقبع تحت الاقامة الجبرة هي رئيس المجلس السياسي السابق صالح هبرة الذي كان يرأس مكون المتمردين في مؤتمر الحوار الوطني، منوهة الى أنه نتيجة دعوات هبرة لإقامة علاقات ودية مع دول الجوار وخصوصا مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية فقد جرى عزله من منصبه وتعيين أحد أبرز المتطرفين وهو صالح الصماد، ثم حين ظل هبرة يدعو الجماعة الى القبول بقرارات مجلس الامن والدخول في تسويه تم وضعه تحت الإقامة الجبرية ومنعه من الاتصال بأحد، ومراقبة اتصالاته من الهواتف الأرضية والمحمولة.
ونوهت المصادر الى ان الشخص الثاني بين أبرز من تم ازاحتهم ووضعهم قيد الإقامة الجبرية، هو رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية بالجماعة الانقلابية حسين العزي الذي لم تكتف الحركة بعزله وتقييد حركته، بل سربت معلومات تتضمن اتهامات له بقبض أموال طائلة من الخليج والعمل لمصلحة التحالف .
وأوضحت المصادر أن شخصيات قيادية اخرى أصبحت تحت الاقامة الجبرية وكانت تشغل مواقع قيادية هامه سواء في المجلس السياسي او الدوائر والأذرع الأخرى للحركة.
أعلنت مصادر إعلامية سعودية اليوم عن مقتل جنديين سعوديين من القوات البرية الملكية السعودية في اشتباكات مع الحوثيين وقوات صالح بالحدود الجنوبية بمنطقة جيزان. وقالت المصادر، أن كلاً من الرقيب الأول نايف بن عبيد الحربي و الجندي أول علي بن محمد الصقاعي قتلا اثر مواجهات مع الحوثيين وقوات صالح في قطاع الحرث التابع لمنطقة جيزان.
المشهد السياسي:
فيما عقد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ، اجتماعا مع الأمين العام العام للأمم المتحدة بان كي مون وذلك خلال استقبال الأمين العام للأمم المتحدة للأخ الرئيس بمكتبه بمقر الامم المتحدة بنيويورك .
وقال بان كي مون حسب ما نشرت وكالة "سبأ " التابعة للشرعية قال : لقد كان لي شرف الزيارة لليمن دعم لكم ولجهودكم والتي نالت اجماع إقليمي ودولي غير مسبوق وحظيت بالتكريم من قبلكم في اليمن وأتطلع إلى أن يعم السلام على بلدكم".
وأضاف" لقد جئتم للأمم المتحدة من اجل بلادكم ولإفادة قادة العالم وشرح ما تعانيه بلدكم التي أنتم جديرين بالعمل على تجاوز تحدياته. ويسعدني ان ارى المبعوث الاممي الخاص لليمن قد حقق نتائج مفيدة تخدم الشعب اليمني في السلام والاستقرار والتنمية".
وأكد الأمين العام للأم المتحدة أن الأقوياء هم دوما يصنعون التغيير ...مشيراً الى ان فخامة رئيس الجمهورية قد عمل تحولات كبيرة في اليمن والامم المتحدة نعول عليه ايضاً اليوم في بذل الجهود لإخراج اليمن من محنته. ( حسب ما نشرت الوكالة) .
وثمن الرئيس اليمني الجهود الحميدة التي يبذلها الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون في سبيل استقرار ودعم اليمن وكذلك جهود مبعوثه الخاص لليمن اسماعيل ولد الشيخ، معبراً عن سعادته لهذا اللقاء ولكل ما سمعه من قبل الأمين العام للامم المتحدة.
وقال هادي، "كما تفضلتم لقد عملنا معا من خلال التحضير والاعداد وإنجاح الحوار الوطني بما تضمنه من مضامين ومخرجات شملت مختلف قضايا اليمن خلال ستين عام مضت للعمل على تأسيس شراكة حقيقيه بعيدا عن صراعات ومخلفات الماضي .
وكان لزيارتكم وأعضاء مجلس الأمن دافعا لعملية التحول باليمن وإنجاح الحوار الذي للأسف الشديد انقلبت عليه المليشيا الحوثية وصالح بتفجير الأوضاع عسكريا وإعلان الحرب على الشعب والنكوص عن عملية التوافق ومخرجات الحوار ومسودة الدستور الجديد.
واضاف" لقد اتيت للأمم المتحدة من اليمن وتحديدا من مدينة عدن بعد ان تحررت من المليشيا الانقلابية ولكن معاناة الحرب ومخلفات الدمار التي ألحقها الانقلابيون بالمدينة لاتزال شاهدة فضلا عن معاناة الجرحى وأسر الشهداء...مؤكداً انه وبرغم كل ذلك نحن مسؤولون عن بلد وعن ما يعانيه ابناء الشعب اليمني من صعدة وحتى المهرة، ولفت رئيس الجمهورية الى ان معاناة الأبرياء مؤلمة للجميع وقد وجهنا بإدخال كافة المساعدات الغذائية والدوائية عبر كل الموانئ اليمنية.
المشهد الدولي:
فيما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أن الوزير جون كيري ونظراءه في دول مجلس التعاون الخليجي، توصلوا إلى توافق بأن أي حل للأزمة اليمنية قابل للديمومة، لا يمكن التوصل إليه إلا بالحوار السياسي السلمي، وأن اليمنيين بمختلف أطيافهم وفئاتهم يجب أن تكون لهم أدوار مهمة في حكم بلادهم سلمياً.
وأشارت الخارجية الأميركية في بيان إيضاحي، لما دار في الاجتماع الوزاري الخامس لمنتدى التعاون الاستراتيجي الخليجي الأميركي، الذي عُقد أمس الأربعاء، في نيويورك، أن الوزراء أعربوا مجدداً عن دعمهم لجهود مبعوث الأمم المتحدة الخاص، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الساعية إلى استئناف الحوار السياسي اليمني، بمشاركة كل الأطراف بلا استثناء، وتحت قيادة يمنية، على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن رقم 2216، وبما يتماشى مع المبادرة الخليجية ونتائج مؤتمر الحوار الوطني اليمني عام 2013.
ورحب الوزراء بعودة ممثلي الحكومة الشرعية في اليمن إلى عدن، ومن بينهم الرئيس هادي، داعين إلى وضع حد فوري للعنف من قبل الحوثيين، والقوات الموالية لعلي عبد الله صالح.
وبهذا الترحيب، وضعت الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في موقف صعب، أصبح فيه من المحتم عليه العودة من نيويورك إلى عدن وليس إلى الرياض، رغم المخاوف الأمنية التي تواجه هذه العودة المحفوفة بالمخاطر، في ظل التهديدات التي لا يزال صالح والحوثي يستهدفان بها شخص هادي، في محاولة منهما لإسقاط ورقة الشرعية من الأطراف التي تحاربهما.
وقد أعرب الاجتماع الوزاري الخليجي الخامس عن إدانته القوية لأساليب العنف المزعزة للاستقرار، التي يرتكبها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وتنظيم "داعش" في اليمن والجماعات ذات الصلة، مؤكدين أن هذه الجماعات تشكل تهديداً للشعب اليمني وللمنطقة على حد سواء.
وتعهد المنتدى الوزاري الخليجي الأميركي من جانبه بالعمل مع الشركاء الدوليين على السماح بالوصول السريع وغير المقيد للمشتقات النفطية والسلع التجارية والمساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء اليمن، عبر كل الموانئ اليمنية، استجابة للاحتياجات العاجلة لجميع أفراد الشعب اليمني، ودعا الوزراء المجتمع الدولي إلى زيادة المساعدات الإنسانية إلى اليمن.
المشهد اليمني:
الحرب اليمنية تتوفر فيها جميع الشروط التي تؤهلها للاستمرار سنوات عديدة إما على وتيرتها الراهنة أو حتى على وتيرة أسرع، هكذا يسير الصراع على الأرض والصراع في الغرف المكيفة بين الأطراف المتصارعة.
والوضع اليمني، اصبح يسير من سيئ الي أسوء يوما بعد يوم، حرب مرشحة للاستمرار لفترة أطول، في ظل فشل الجهود الدولية لإنهاء الصراع.
