التحالف يستعد لتحرير تعز.. واليمن يؤكد قطع علاقاته بـ "طهران"
الأحد 04/أكتوبر/2015 - 06:47 م
طباعة
مرت 6 أشهر على بداية العمليات العسكرية للتحالف العربي في اليمن والتي أطلق عليها "عاصفة الحزم"، وتواصل قوات التحالف التقدم علي الجبهات في اليمن، ودحر الحوثيين، وسط الحديث عن توافق خليجي أمريكي للتوصل لاتفاق سلمي لإنهاء الصراع.
الوضع الميداني:
كشفت مصادر مطلعة عن ترتيبات يجريها قائد اللواء "35" مدرع بالتنسيق مع قوات التحالف العربي لبدء عملية تحرير شاملة لمدينة تعز خلال الساعات القادمة. وأشار المصدر الى ان قائد اللواء 35مدرع العميد عدنان الحمادي يجري مباحثاته مع نائب الرئيس اليمني المهندس خالد بحاح في عدن لترتيب عملية التحرير باعتباره المشرف المباشر لعملية تحرير المدينة بعد تنحي العميد يوسف الشراجي وسفره للعلاج بعد ضغوط كبيرة مورست عليه ومنها الإحجام عن دعم المقاومة بالسلاح والعتاد نزولا تحت رغبة بعض الأطراف.
وقصفت طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، مواقع للمتمردين الحوثيين وحلفائهم في جبل العُرضي، شمال منطقة باب المندب بمحافظة تعز، جنوبي اليمن.
وأدى القصف إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى من الحوثيين، فضلا عن تدمير عدد من الآليات العسكرية.
وفي وقت سابق، استهدفت الطائرات تجمعات للحوثيين في عدة مناطق بتعز.
وتأتي الغارات الجديدة للتحالف على تعز قرب مضيق باب المندب، بعد يومين من سيطرة القوات الموالية للشرعية في اليمن على المضيق الاستراتيجي التابع للمحافظة ذاتها.
وتحاصر القوات الموالية للشرعية في اليمن، آخر جيوب المتمردين الحوثيين في منطقة باب المندب، الأحد، حسبما أفاد مراسل "سكاي نيوز عربية".
ويعتقد أن تحرير مضيق باب المندب بعد استرداد السيطرة على مأرب، سيفتح الباب أمام القوات الشرعية في اليمن للوصول إلى صنعاء وطرد المتمردين الحوثيين منها.
ومن جهة أخرى، قصفت الطائرات موقع ألوية الصواريخ في عطان جنوب غربي العاصمة صنعاء، التي لا تزال خاضعة لسيطرة الحوثيين، بعد انقلابهم على السلطة الشرعية العام الماضي.
وجدد الحوثيون او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، تهديداتهم بتصعيد عملياتهم بهدف إعاقة حركة الملاحة الدولية، في مضيق باب الدولي. وقال رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي" التابع للحوثيين، صالح الصماد، إن "الأيام القادمة ستشهد تصعيدا قويا وضربات مؤلمة ضد قوى العدوان على اليمن". وقال الصماد في منشور على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي، "وعد لشعبنا أن الأيام القادمة ستشهد تصعيداً قوياً وضربات مؤلمة (...) فإن دمروا دمرنا وإن قتلوا وفتكوا بشعبنا فالقتل والفتك بهم سيكون أشد".
ن جهة أخرى، أقدمت جماعة الحوثي على الانسحاب من بعض جبهات القتال في مأرب باتجاه العاصمة.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر في القوات الموالية للحكومة الشرعية قولها إن "الحوثيين يقومون بعمليات انسحاب استباقية من عدة مواقع في جبهة الجدعان ويعيدون نقل أجزاء من قواتهم إلى الوراء".
وأكدت المصادر أن تلك القوات، التي يجري سحبها "تتمترس في الجبال على الحدود مع صنعاء في جبال فرضة نهم وجبل يام وصلب وقرود"، وهي سلسلة جبال تقع بين مديرية مجزر الجدعان ومديرية نهم بمحافظة صنعاء.
المشهد السياسي:
وعلي الصعيدي السياسي، دشن نائب الرئيس اليمني خالد بحاح، اليوم، العام الدراسي الجديد في مدارس مدينة عدن جنوب البلاد. ودعا بحاح ، خلال كلمة له، جميع المدارس في المناطق الآمنة إلى معاودة فتح أبوابها من جديد واستئناف العملية التعليمية، لما يمثله من أهمية بالغة في تأهيل الأجيال القادمة وعودة الحياة إلى ما كانت عليه وأفضل.
وفي نفس السياق، وصل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اليوم الأحد، إلى مدينة جدة (غرب السعودية)، قادماً من الولايات المتحدة الأمريكية بعد مشاركته في أعمال الدورة الـ70 للجمعيه العامة للأمم المتحده بنيويورك.
فيما تجري دوائر خليجية تجري اتصالات سرية، لإزاحة الرئيس السابق علي عبد الله صالح من رئاسة حزب المؤتمر الشعبي، بعد ستة أشهر من الضربات الجوية التي تبرز شكوك بشأن فاعليتها في إضعاف الحليف القوي لجماعة الحوثيين او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، الموالين لإيران.
ونسب راديو مونت كارلو الفرنسي، إلى مسئول يمني وصفه بـ"الرفيع" القول إن "دوائر إماراتية بدأت اتصالاتها مع قيادات بارزة في حزب المؤتمر من جناحي صنعاء والرياض في الخارج لإزاحة صالح وإعادة تشكيل قيادة جديدة للحزب الذي هيمن على السلطة منذ تأسيسه عام 1982".
وأشار المسؤول إلى أن من بين الأسماء التي يجري التشاور معها في الخارج حول المستقبل السياسي للرئيس السابق، السياسي المخضرم ونائب رئيس الحزب عبد الكريم الإرياني، وأمينه العام أحمد بن دغر، ورئيس كتلة الحزب البرلمانية سلطان البركاني، فضلا عن القيادات البارزة في حزب المؤتمر،الشيخ القبلي النافذ محمد الشايف،والوزيرين السابقين رشاد العليمي، وأبو بكر القربي.
فيما قال رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن، محمد علي الحوثي، ان اليمن سيتحول الى مستنقع يبتلع السعودية والمتحالفين معها، مؤكدا وجود أسرى من الجنود السعوديين وجنسيات أخرى لدى القوات اليمنية سيتم الكشف عنهم في الايام المقبلة.
وفي مقابلة له مع قناة الميادين اليوم السبت، قال الحوثي "ان أميركا تتدخل مباشرة في اليمن عبر إرسالها الطائرات ووضعها برمجات الصواريخ وبنوك الأهداف وهي من ترفض وتعرقل وتقف حجر عثرة أمام الحل السياسي في اليمن".
وأضاف الحوثي "ان من بين الأسرى لدى القوات اليمنية ملحق عسكري أميركي سابق منع من الدخول من مطار صنعاء ودخل عبر حضرموت" وان الأسرى الذين سلموا قبل أيام لعمان كانوا في قبضة الأمن القومي وليس أنصار الله.
وأعرب عن أمله بان "تحافظ مصر والسودان على موقفهما بعدم الزج بجنودهما في محرقة اليمن".
وجدد الحوثي اتهامه للرئيس اليمني المستقيل عبدربه منصور هادي بقوله "هادي هو من جلب المساوئ والدمار لعدن ولليمنيين ولو عاد بمفرده لطرده أهل عدن".
وأكد رئيس المجلس السياسي لحركة أنصار الله "الحوثيين" صالح الصماد أن الأيام القادمة ستشهد تصعيدا قويا وضربات مؤلمة ضد قوى العدوان على اليمن.
وقال الصماد في بيان له "وعد لشعبنا أن الأيام القادمة ستشهد تصعيداً قوياً وضربات مؤلمة ضد قوى العدوان على اليمن وتشرد بهم من خلفهم من الاميركان والصهاينة فإن دمروا دمرنا وإن قتلوا وفتكوا بشعبنا فالقتل والفتك بهم سيكون أشد وإن حاولوا تدنيس شبراً من أراضينا الطاهرة بأقدام جنودهم ومرتزقته في الداخل فسيطهر شعبنا بأبطاله أضعافها في عمق الأراضي التي دنسها نظام آل سعود".
الحضور الايراني:
وعلي صعيد الحضور الايراني، ندّد النائب عن اهالي رشت في مجلس الشورى الايراني، حسن تأميني، بقتل الحجاج في كارثة منى، متّهما السلطات السعودية بالتعمّد فيها، موضحا ان هذه السلطات تواصل قتل اليمنيين الابرياء الى جانب تهربها من مسؤولية كارثة الحجاج في منى.
فيما حسمت الرئاسة اليمنية التناقض الذى حدث بين وزارة الخارجية ورئاسة الوزراء بشأن قطع العلاقات مع إيران، وأكد مصدر مسئول فى مكتب رئاسة الجمهورية أن اليمن اتخذ قرارا بطرد السفير الإيرانى لدى اليمن وسحب القائم بالأعمال اليمنى لدى طهران وإغلاق اليمن بعثته فى إيران.
وأوضح المصدر - فى تصريح لوكالة الأنباء اليمنية الحكومية - أن هذا الإجراء يأتى احتجاجا على استمرار تدخل إيران فى الشئون الداخلية اليمنية وانتهاكها للسيادة الوطنية بجملة من الأعمال والممارسات العدائية والتى ليس آخرها احتجاز السفينة الإيرانية المحملة بالسلاح أثناء توجهها للجماعات الإنقلابية المسلحة.
وأضاف أن اليمن حذرت مرارا وتكرارا من تلك السلوكيات العدائية التى تستهدف أمنه واستقراره وسلامة أراضيه.. مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية كان واضحا حين حذر من تلك الممارسات العدائية التى تقوم بها إيران فى اليمن فى كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا.
المشهد اليمني:
الحرب اليمنية تتوفر فيها جميع الشروط التي تؤهلها للاستمرار سنوات عديدة إما على وتيرتها الراهنة أو حتى على وتيرة أسرع، هكذا يسير الصراع على الأرض والصراع في الغرف المكيفة بين الأطراف المتصارعة.
والوضع اليمني، اصبح يسير من سيئ إلى أسوء يوما بعد يوم، حرب مرشحة للاستمرار لفترة أطول، في ظل فشل الجهود الدولية لإنهاء الصراع.
