هجوم متبادل بين زوبع وعبد الماجد يؤجج الصراع بين الفصائل الإسلامية

الإثنين 26/أكتوبر/2015 - 06:37 م
طباعة هجوم متبادل بين زوبع
 
هجوم متبادل بين زوبع
شن المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة المنحل حمزة زوبع، هجوماً عنيفاً على التيارات الإسلامية وعلى رأسها الجماعة الإسلامية والدعوة السلفية.
وقال زوبع في تصريحات بفضائية «مكملين»، إن الجماعة الإسلامية والدعوة السلفية تتبنيان الفكر التكفيري، متهماً إياهم بالسبب في دخول قيادات الإخوان إلى السجون، على حد تعبيره.
ووصف القيادي السابق بالجماعة الإسلامية الدكتور ناجح إبراهيم، بأنه «ليس مفكرًا»، موجهًا له وللمنتمين لحزب النور رسالة، قائلاً فيها: «نحن صبرنا عليكم كثيرًا فأنتم كنتم تكفيريين ومجرمين وقتلة وأمن الدولة شدنا من على المنابر ودخلنا السجن بسببكم»، على حد قوله.
هجوم متبادل بين زوبع
ومن جانبه استنكر عاصم عبد الماجد، القيادي بالجماعة الإسلامية والهارب خارج البلاد منذ أحداث فض اعتصام رابعة، هجوم القيادي الإخواني الدكتور حمزة زوبع، علي الجماعة الإسلامية وعلي أحد رموزها وهو الدكتور ناجح إبراهيم. 
وقد كان زوبع، الهارب بدولة قطر، قد شن هجومًا حادًا من خلال برنامجه "مع زوبع" الذي يبث يوميًا من خلال قناة مكملين الاخوانية، علي الدكتور ناجح إبراهيم، بسبب تصريحات نسبت له خلال مؤتمر انتخابي لحزب النور، الأمر الذي دفع زوبع، إلي توجيه اتهامات لناجح، وصلت حد السب والقذف، قائلا: " يخرب بيت اللي علمك، أنت اتعلمت في أي داهية. مين الشيخ اللي علمك"، إلي جانب اتهامه الجماعة الإسلامية بالتكفير. 
هجوم متبادل بين زوبع
من جانبه رد عاصم عبد الماجد، من خلال صفحته الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" موضًحا أن الذي علم ناجح إبراهيم، هو محمد مرسي أحد شيوخ الإخوان المسلمين من مركز ديروط بمحافظة أسيوط. 
وفيما طالب عبد الماجد، قيادات الإخوان برد رسمي علي اتهامات زوبع للجماعة الإسلامية، مؤكدًا أنه غاضب لدعم ناجح، لحزب النور، إلا انه غاضب أشد من زوبع، لأنه لا يزال يردد "أكاذيب الثمانينيات والتسعينيات" حسب قوله. 
ولفت عبد الماجد، إلي انضمام معظم قيادات الإخوان، خلال حكم مبارك، إلي حملة إعلامية ضد الجماعة الإسلامية، وتابع جرت في النهر مياه كثيرة وقامت ثورة يناير و"قلنا لقد تغير القوم وإن ما قالوه وفعلوه وقتها لعله كان ناشئًا عن حالة الرعب التي بثها نظام مبارك في معارضيه". 
وتابع: "الآن يعود زوبع ليردد كلمات الإعلام الفاجر عنا ويكرر خطأ قياداته القديم بدلا من أن يعتذر عنه!"
وشدد عاصم عبد الماجد، القيادي بالجماعة الإسلامية والذي كان دائم الظهور خلال اعتصام رابعة ومساندة الإخوان حتي بعد عزل محمد مرسي، من الحكم، قائلا: " لسنا نريد من أحد اعتذارا.. ولكن نريد أن نعرف من شركاء الدرب أما زلتم على نهجكم القديم ".
وتساءل "هل صحيح ما يشاع عنكم أنكم صامدون في وجه الانقلاب مضحون بأبنائكم وأبنائنا أبناء الأمة اضطراراً لا اختيارا؟!.. وأنكم مع أول فرصة ستقفزون من السفينة وتحدثوننا بنفس الحكمة المصطنعة التي تنكرونها اليوم على ناجح إبراهيم؟!.. 
وتابع عبد الماجد: " لقد أقلقني رد زوبع، بالفعل لا لأنه هاجم الدكتور ناجح، فالأخير ارتكب من الأخطاء في السنوات الخمس الماضية ما يكفي.. ولكن ذلك لا يبيح الافتراء عليه مالم يقله بأي حال من الأحوال" حسب قوله. 
وأكد أن ما أقلقه بشده أن زوبع، في هجومه أكد له "أن الإخوان ما زالوا كما هم لم يتغيروا.. وبدلاً من أن يراجعوا مذهبهم الذي أوردهم المهالك، وأدى إلى استباحتهم استباحة كاملة مؤلمة ما زالوا مصرين عليه".
ورغم أن عاصم عبد الماجد نفسه، كان أحد من ألفوا كتباً للمراجعات الفقهية في السجون، ومع ذلك لم يتردد بعد 25 يناير مثلًا، في الحديث على ضرورة مراجعة مفاهيم كتب المراجعات، متبرئاً من تفسير حاكمية الله، وقال إنه لم يوقع على نصه، محملاً ناجح إبراهيم المسؤولية كاملة عنه، وكأنه يستدعى كتابه الشهير "ميثاق العمل الإسلامي" الذى كان يعد دستور العمل والمنهج الفكري للجماعة الإسلامية، طيلة سنوات الدم.
إن جملة التصريحات النارية التي أطلقها عاصم عبد الماجد (وبحدة أقل منه نوعاً ما طارق الزمر وربما صفوت عبد الغنى وعبد العظيم حماد) خلال العام السابق على العزل وما تلاه، سواء على شاشات الفضائيات، أو أعلى منابر المساجد، أو من فوق منصات "النهضة" و"رابعة العدوية" عن سحق الثوار، والتشهير بالمعارضين والمثقفين، ومحاصرة القضاة، وتخوين مؤسسات الدولة من جيش وشرطة ومخابرات ومؤسسات تنفيذية، وتشجيع تشكيل ميلشيات، علاوة على الانضواء تحت لواء الإخوان القمعي، إنما تمنح الجميع مبرراً أخلاقياً ومنطقياً للتشكيك في مصداقية نبذ العنف والإرهاب، في عقلية قادة وكوادر الجماعة الإسلامية، وذراعها السياسية حزب البناء والتنمية.
ذلك المبرر الذى تحول لدى كثيرين لقناعة راسخة، خاصة أن مواقف عبد الماجد المتطرفة، ومن بعده الزمر، جاءت لتتوج ردة فكرية واضحة ما تزال تسيطر، وخاصة بعد مظلومية رابعة، على عدد من رموز الجماعة الإسلامية، وقادتها الثقات التاريخيين.
أن عبد الماجد يصعد ليس فقط ضد الاخوان بل ايضا ضد سلفيي النور على وجه التحديد، بشتى الطرق ودون أدنى اعتبار أو وجل لما قد يترتب على ذلك من احتمالية سيلان أنهار من الدماء، في إطار مخطط الزعامة الذى يبحث عنها، بعدما بدا له من تراجع إخواني كبير عن مساندته ودعمه، بذات القدر الذى كان يجرى بعد فراره من مصر.
وتقوم نظرية عبد الماجد في الزعامة على أنه لا سبيل لإسقاط 30 يونيو، وعلى عكس نهج الزمر، إلا بالانزواء في فسطاط نافر عن العلمانيين والليبراليين وغير المسلمين، ومن ثم قيادة جهاد مسلح حتى آخر قطرة دماء، على أن يكون ذلك ضمن تحالف للقوى الإسلامية المؤمنة بتلك الفكرة..
إذن عبد الماجد يغازل الإسلاميين تنظيمات وشبابًا ورموزَا، بالابتعاد عن الإخوان وحساباتهم البرجماتية رويدًا رويدًا، ثم بمهاجمة حزب النور واختلاق معركة معه تحقق له الزخم والزعامة المفقودين.

شارك