سيناريوهات معقدة للأزمة السورية قبل اجتماع فيينا
الخميس 29/أكتوبر/2015 - 08:40 م
طباعة
هل ينجح اجتماع فيينا فى انهاء الأزمة السورية فى عامها الرابع
بشار الأسد
تستعد الولايات المتحدة وروسيا لاجتماع فيينا غدا الجمعة بمشاركة عدد من الأطراف الأوروبية والعربية من اجل التوصل لحلول سياسية للأزمة السورية، مع ظهور بوادر بشأن طرح فكرة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد ومواصلة استهداف تنظيم داعش والجماعات الإرهابية، وسط خلافات حول توقيت الرحيل ومستقبل الأسد.
يأتي ذلك في الوقت الذى كشف فيه مسئولون أمريكان بأن وزير الخارجية جون كيري يسعى خلال اجتماعه بالأطراف الدولية اختبار مدى استعداد روسيا وإيران للضغط على الرئيس بشار الأسد لترك السلطة والتزامهما بمحاربة تنظيم داعش في سوريا.
جون كيري
وصرح توم شانون مستشار وزارة الخارجية " ربما يحاول وزير الخارجية كيري أنه حان الوقت لجمع كل الأطراف للتأكد فعليا من صدق مزاعمهم والتحقق مما إذا كان التزامهم العلني بمحاربة داعش والإرهاب هو التزام جاد، وإلى أي مدى هم مستعدون للعمل بشكل عام مع المجتمع الدولي لإقناع الأسد بأنه سيتعين عليه الرحيل في أي عملية انتقال سياسي."
من ناحية أخرى، تكثف موسكو من تحركاتها الدبلوماسية لنزع فتيل الأزمة السورية، ووضع حلول سياسية قابلة للتطبيق، حيث تتشاور مع مختلف الطراف الفاعلة في الأزمة، وفى نفس الوقت فتح قنوات حوار مع الفصائل المعارضة المسلحة مثل الجيش السوري الحر، وفصائل معارضة تتواجد في أنقرة.
من جانبه اكد ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي أنه من بين منظمات المعارضة التي تجري موسكو المشاورات معها، هيئة التنسيق الوطنية والائتلاف الوطني ومختلف المنظمات الديمقراطية ومتعددة المكونات والفصائل الكردية، موضحا انه عقد لقاءات مع ممثلي "الجيش السوري الحر" في موسكو وباريس والقاهرة.
اردوغان
أضاف بقوله " التقيت كثيرين قالوا إنهم يمثلون "الجيش السوري الحر"، واجتمعت مع بعضهم في القاهرة، فيما قام آخرون بزيارات إلى موسكو، ويقول جميعهم إنهم يمثلون "الجيش السوري الحر" ويؤكدون أنه ليس لهذا الجيش قيادة موحدة أو قائد واحد، كما لا توجد أية هيئة أركان تابعة له".
وحول الموقف التركى، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الخلافات القائمة بين تركيا وروسيا حول الأزمة السورية، لا تعني أن هناك صراعا بين الدولتين، موضحا بقوله " لدينا اتفاقيات اقتصادية واستراتيجية حول التعاون التركي-الروسي، وقد تظهر بيننا بعض الخلافات، لكن لا يجوز اعتبارها صراعا".
أشار أردوغان إلى أن أنقرة لا يمكن أن تسمح لموسكو باستخدام المجال الجوي التركي في العملية العسكرية التي ينفذها سلاح الجو الروسي في سوريا، وفى الوقت نفسه يتم البحث عن خيارات لإحلال السلام في هذه الدولة المجاورة، وأي مشروع سلمي يضم بشار الأسد لن ينجح، بل يجب أن تكون هناك حكومة انتقالية".
نوه أردوغان أن أنقرة قلقة للغاية قبل اجتماع فيينا من بعض مواقف طهران من التسوية السورية نتيجة مواقف سابقة متعلقة بهذه الأزمة.
جانب من اجتماعات سابقة للأزمة السورية
كما أكدت نتائج استطلاعات لآراء المواطنين الروس تنامي اهتمامهم بالأحداث السورية بقدر كبير، فيما أكد ما يربو على 50% من المواطنين ترحيبهم بالنهج السياسي الروسي في سوريا، ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مركز "ليفادا" لدراسة الرأي العام في روسيا أن 87% من أولئك الذين شملهم الاستطلاع الأخير الذي جرى في 23-26 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أكدوا أنهم يتابعون الأحداث السورية، وذلك مقابل 69% أكدوا في سبتمبر/أيلول الماضي أنهم مهتمون بالوضع في هذا البلد العربي في الوقت الذي كان 15% فقط يتابعون الأحداث السورية عن كثب.
ويظهر هذا التنامي الحاد للاهتمام بالأحداث السورية على خلفية العملية العسكرية الذي ينفذها سلاح الجو الروسي في هذه البلاد بدءا من 30 سبتمبر الماضي، وأن 10% من المشمولين بالاستطلاع أنهم لا يعلمون شيئا عن تطورات الأوضاع في سوريا وكان هذا المؤشر قد بلغ 30% في سبتمبر الماضي، بينما أكد 53% من المواطنين موافقتهم مع السياسة التي تمارسها موسكو تجاه سوريا، فيما قال 22% من المشمولين بالاستطلاع أنهم لا يقبلون النهج الذي تتبعه الحكومة الروسية، مقابل 18% قالوا إنهم غير مهتمين بالسياسة الروسية في هذا المجال على الإطلاق.
وحول أهداف العملية الروسية في سوريا، قال 47% من المواطنين إن موسكو "تسعى لتحييد والقضاء على خطر انتشار أنشطة المتطرفين والإرهابيين لتطال الأراضي الروسية"، من جانب آخر، رأى 29% أن موسكو "تحمي حكومة بشار الأسد من أجل الحيلولة دون سلسلة "ثورات ملونة" تعمل واشنطن على إثارتها عبر العالم".
ويرى المشاركون برأيهم في الاستطلاع أن الحكومة الروسية "تدافع عن المصالح الاقتصادية للشركات الروسية في الشرق الأوسط" 18%، و"تدعم نظام الأسد في حربه ضد المعارضة، وذلك لأن موسكو نفسها تخشى من احتجاجات حاشدة مناهضة للحكومة في الأراضي الروسية" 15%)، و"تحاول إثارة انقسام في تحالف الدول العربي من أجل إبعاد خطر عزل روسيا وتشديد العقوبات المفروضة عليها" 13%، واعتبر 7% من المشمولين بالاستطلاع أن الحكومة الروسية بمشاركتها في الحرب بسوريا، تحاول صرف اهتمام السكان عن الأزمة الاقتصادية، مقابل 17% قالوا إنهم لا يفهمون أهداف العملية الروسية في سوريا.
يأتي ذلك في الوقت الذى يتوقع فيه المحللون ما سيترتب على اجتماع فيينا من عدة سيناريوهات، ما بين رحيل الأسد خلال فترة زمنية لا تقل عن 6 أشهر حسب الرؤية الأمريكية والسعودية والتركية، أو تصل لسنة او اكثر حسب الرؤية الروسية والايرانية، وربما التوصل إلى فترة وسط تراضيا بين جميع الطراف من 3 إلى 9 أشهر، مع وقف تسليح الجماعات الارهابية وتوحيد الجهود الغربية لمكافحة داعش، وتنسيق موسكو مع التحالف الدولي لملاحقة داعش والجماعات الارهابية ، او استمرار كل طرف بملاحقة اهدافه بشكل منفرد.
