"الإعدام" مصير من يعارض النظام "الخميني" من مواطني إيران السُّنَّة

السبت 31/أكتوبر/2015 - 12:35 م
طباعة  الإعدام مصير من
 
 "الإعدام" هو المصير المحتوم لكل من يعارض النظام "الخميني" من مواطني إيران السنة الذين لا زالت إيران تتعامل معهم على أنهم مواطنين من الدرجة الثانية، وتعتقلهم وتوجه إليهم الاتهامات تحت دعاوى باطلة ومفتعلة لتصل بهم في النهاية إلى "حبل" المشنقة لمجرد أنهم معارضون للنظام، ومختلفين عنه مذهبيًّا وفكريًّا. 
 الإعدام مصير من
هذا بالضبط ما فعلته إيران مؤخرًا؛ حيث أيدت المحكمة العليا في طهران حكم الإعدام الصادر بحق الداعية الكردي السني شهرام أحمدي الذي اعتقلته الاستخبارات الإيرانية عام 2009م، بتهمة معارضته للنظام، ثم أصدرت محكمة الثورة حكماً بالإعدام بحق أحمدي عام 2012، بعد محاكمة لم تستغرق دقائق، وألغت المحكمة العليا الحكم في يوليو من العام الحالي، وأعيدت محاكمته أمام القاضي نفسه.
 وذكر حقوقيون إيرانيون أن أحمدي تعرض خلال اعتقاله لتعذيب جسدي ونفسي، واعتقلت الاستخبارات شقيقه الأصغر الذي كان دون السن القانونية وأعدم برفقة 5 سجناء عام 2011م واعتقل شهرام أحمدي في أبريل 2009، بعد تعرضه لإطلاق النار من قبل القوات الأمنية في طريق عودته من المسجد الذي كان ينشط فيه في مدينته سنندج الكردية إلى البيت، وإن إطلاق النار حصل من دون إنذار مسبق؛ ما تسبب في إصابته بعدة طلقات في الظهر، ونقله إلى المستشفى حيث قام الأطباء باستئصال إحدى الكليتين وجزء من الأمعاء.
 الإعدام مصير من
وبحسب تقرير منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، قضى شهرام أحمدي 40 شهراً في الزنزانة الانفرادية تحت ضغط المحققين، واتهم بـ"التخابر مع المجاميع والمنظمات السلفية واغتيال إمام جمعة السنة، في سنندج ماموستا برهان عالي"، وأحيل ملفه إلى فرع 28 لمحكمة الثورة في طهران برئاسة القاضي مقيسة الذي أصدر بحقه حكم الإعدام وفي  رسالة منسوبة له نشرت في الرابع من أكتوبر عام 2014، شرح فيها تفاصيل ما تعرض له من تعذيب وضغوط في السجن، وأنه يرفض "الاتهام المنسوب إليه بقيامه بنشاط مسلح"، ويطالب فقط "بحقوق أهل السنة في إيران ووقف الظلم بحقهم" وقال: "في يوم 26 أبريل 2009 عندما كنت عائداً إلى البيت، هاجمني عناصر استخبارات الحرس الثوري بالأسلحة النارية، وأصبت بطلقات نارية واعتقلت، وعندما سقطت على الأرض تعرضت للضرب ما تسبب بكسر أنفي ورأسي". وأنه تعرض للتعذيب في السجن، ما تسبب بنقله إلى المستشفى عدة مرات، وكان في بعض الأحيان يتعرض لـ"20 ساعة استجواب" يومياً، بحسب الرسالة، "كي يعترف بما لم يرتكبه، وكان يمنع من الاتصال بأهله عدة أشهر وأجبر على توقيع وبصم عدد كبير من الأوراق البيضاء. "ولا أعرف ما كتب عليها فيما بعد"
 الإعدام مصير من
كما لم يتوقف اضطهاد أهل السنة، عند حدود المنع من السفر، أو القمع والسجن، بل إن الإعدام بلا تحقيقات مقنعة من أبرز الجرائم التي يتعرض لها أهل السنة في إيران؛ حيث أقدمت السلطات الإيرانية على تنفيذ حكم الإعدام بحق الناشط البلوشي السني المعتقل في سجن زاهدان المركزي، ياسين كرد، بتهمة "محاربة الله ورسوله" من قبل محكمة الثورة الإيرانية ويبلغ ياسين كرد 30 عامًا من العمر؛ حيث اعتقل قبل خمسة أعوام من قبل جهاز الاستخبارات الإيراني المعروف بالاطلاعات مع مجموعة من النشطاء البلوش من أهل السنة، الذين يطالبون بحقوقهم المدنية والسياسية والدينية العادلة في بلوشستان.
ورغم المناشدات والإدانات الدولية من قبل مؤسستي "أمنيستي" و"هيومن رايتس ووتش" ضد تنفيذ هذه الإعدامات ومطالبتهم النظام الإيراني بعدم تنفيذ حكم الإعدام بحق النشطاء البلوش السنة في إيران، لكن لم تمنع هذه المناشدات السلطات الإيرانية من إعدام النشطاء السنة البلوش المعتقلين لديها بسجن زاهدان المركزي في إقليم بلوشستان.
 الإعدام مصير من
ومن أبرز الانتهاكات الإيرانية الأخرى ضد أهل السنة ما يلي: 
1- قيام عناصر الأمن الإيرانية باغتيال المناضل السني مصطفى الساري.
2- إعدام اثنين من علماء أهل السنة في زاهدان الإيرانية.
3- اعتقال اثنين من علماء أهل السنة في مدينة سنندج الإيرانية.
4- إغلاق مسجد لأهل السنّة في الأهواز وتسجن إمامه 7 سنوات.
5- تعذيب أطفال الأحواز السنة من قبل السلطات الإيرانية.  
6- اغتيال الشيخ علي الدهواري البلوشي.
7- إعدام 34 إيرانياً سنيًّا. 
8- إعدام ثلاثة من السنة بزعم التورط في تفجير زاهدان.
9- إعدام اثنين من جماعة جند الله السنية في إيران.
10- إعدام 5 من أهل السنة بإيران.
11- سجن الشيخ أيوب كنجي أحد علماء السنة في إيران10 سنوات  واعتقال 3 من العلماء في بلوشستان.
12- اعتقال 88 شخصًا  سنيًّا على خلفية اضطرابات زاهدان.
 الإعدام مصير من
يذكر أن السنة في إيران من يعانون الاضطهاد والتضييق والتنكيل بعد الثورة الخمينية عام 1979 م وتنوعت الاضطهادات التي يمارسها النظام الإيراني الشيعي ضد المسلمين السنة هناك؛ حيث يقوم النظام الإيراني باعتقال واغتيال علماء السنة وتلفيق القضايا المختلفة لهم، وعدم تمثيلهم سياسيا بشكل يتناسب مع حجمهم، الذى يتراوح بين 14 – 19 مليون مسلم، أو ما يمثل ما بين 20 – 28 % من الشعب الإيراني، إضافة إلى توجيه الإهانات للصحابة الكرام وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم ليل نهار، في أجهزة الإعلام المختلفة، ورغم شكوى كبار دعاة أهل السنة وتشدق المراجع الشيعية باحترام الصحابة وأمهات المؤمنين، إلا أن الإهانات ما زالت مستمرة دون رادع، وهو ما يثير حفيظة أهل السنة ويصيبهم بالأسى والحزن.
كما يتم منع كبار علماء أهل السنة من السفر للخارج للالتقاء بإخوانهم ومناقشة القضايا المشتركة معهم، كما تم مؤخرًا مع الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في زاهدان، كذلك تشن المرجعيات الشيعية حملات لتشييع أهل السنة، ويستخدمون في ذلك كل الأدوات من ترغيب وترهيب، أضف إلى ذلك هدم مساجد أهل السنة ومدارسهم بحجة أنها بنيت بدون ترخيص، وتعد طهران العاصمة هي المدينة الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها مسجد لأهل السنة، رغم أن تعداد المسلمين السنة فيها أكثر من مليون مسلم سني، وبالمقابل يوجد في طهران أكثر من 76 "كنيس يهودي"، لما لا يزيد عن 25 ألف يهودي فقط .
 الإعدام مصير من
 وتساءل الشيخ عبد الحميد إمام أهل السنة في مدينة زاهدان بمحافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق إيران عما إذا كان الشعب ما زال مع النظام بعد مرور 34 سنة على الثورة الإيرانية، مطالبًا المسئولين باستكشاف هل ما زال الشعب في الميدان أم لا؟ وهل حقَّق مطالبه المشروعة أم لا؟ وهل نال أهل السنة مطالبهم المشروعة وحققوا آمالهم أم لا؟
وأشار  الى أن أهل السنة في إيران ما زالوا يواجهون اضطرابًا وقلقًا، ومشكلات أساسية ، داعيًا المسئولين إلى اكتشاف أسبابها، وأنه يجب أن يتنبَّه المسئولون إلى المطالب المشروعة لأهل السنة، ولو نظروا إلى رئاسة الإدارات والوزارات والقوات المسلحة، لرأوا أن مشاركة أهل السنة شبه معدومة فيه، وعلى وجوب ألا يرى أهل السنة مستقبلاً مظلمًا لأنفسهم وأولادهم،  وعلى النظام أن يرسم أفقا مضيئا لهم، مشيرًا إلى إبطال جنسية كثيرين في سيستان وبلوشستان، بشكاوى أو تقارير كاذبة .
 فيما طالب علماء أهل السنة في إيران حكومة الرئيس حسن روحاني بإنهاء "التمييز والتعامل الانتقائي" مع قضايا الأقليات القومية والدينية وتعامل السلطات مع طلاب المدارس الدينية السنية، في إقليم بلوشستان شرق إيران وقال الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي إمام أهل السنة في مدينة زاهدان عاصمة إقليم بلوشستان: "على الحكومة إنهاء التمييز والإيفاء بوعودها تجاه حقوق الأقليات، وإن مشاركة القوميات والأقليات الدينية في إدارة الدولة ستعزز من الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار في البلد"، وفق الموقع.
 الإعدام مصير من
 وطالب الشيخ محمد حسين غرغيج، إمام أهل السنة في مدينة، آزاد شهر، الحكومة الإيرانية بأن "تحاسب الجهلة الذين يتعاملون بانتقائية تجاه قضايا الأقليات الدينية".
مما سبق نستطيع أن نؤكد أن ايران تقوم من خلال سياسة ممنهجة بتصفية السنة في ايران، ومحاولة منع أي تواجد أو نشاط سياسي لهم، تحت دعاوى باطلة تصب في النهاية لصالح النظام القمعي الشيعي هناك. 

شارك