خطاب التكفير المُضمر في رسائل "رسلان" لـ"برهامي

السبت 31/أكتوبر/2015 - 04:02 م
طباعة خطاب التكفير المُضمر
 
في الآونة الأخيرة وخصوصًا منذ بداية الحديث عن قانون الانتخابات البرلمانية ولا يكاد يمر يوم جمعة إلا ويتوجه الشيخ السلفي محمد سعيد رسلان، بالنقد اللاذع للدعوة السلفية ونائب رئيسها الشيخ ياسر برهامي، إلى أن وصل الحال في بعض الأوقات للتلاسن على منابر المساجد بين الشيخين رسلان وبرهامي، وكان آخر تلك الانتقادات التي قدمها رسلان في خطبة أمس الجمعة 30 أكتوبر 2015، منتقدًا فيها تصريحات ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، مشبهًا إياها بـ "كلام الإخوان المفلسين"، على حد وصفه.
وقال رسلان خلال خطبة الجمعة عن كلمة مسجلة من برهامي: "ما أكثر ألقاب الهر وما أصغر الهر نفسه". وتساءل رسلان: "أين رئيس الدعوة السلفية؟ ولماذا لا يظهر لكي يتكلم من أجل أن يعلن عن موقفه وموقف الدعوة التي يرأسها؟ ولماذا يدع النائب يروح ويجيء؟".
خطاب التكفير المُضمر
وتابع بأن "برهامي يستدل بالمبتدعة وشباب الإخوان، ومن المفترض أن يكون الاستدلال بقول الله وقول رسوله"، مضيفا أن "العبد الفقير لا قدرة له على إقصاء أي أحد والدولة سمحت لهؤلاء أن يمثلوا في حزب ويدخلوا الانتخابات فمن الذي يحاول الإقصاء إذن؟".
ووجه رسلان كلمة للشيخ ياسر برهامي قائلا: "هل تعرف الدعوة السلفية الحقيقية يا برهامي؟ وهل سمعت عنها وهل حققتها يوما؟ فكلامك كلام الإخوان المفلسين وليس كلام أهل السنة الذين لا يتكلمون بهذا الحديث الساقط، فليس في الدين إلا اتباع أو ابتداع وليس في الدين نماذج" مضيفًا أن "الدعوة السلفية اليوم هي الدعوة البرهامية".
ودعا شباب الدعوة السلفية إلى عدم الانقياد خلف برهامي، مطالبًا إياهم بأخذ النصيحة ممن يخاف عليهم، مشيرًا إلى أن "برهامي يتكلم كثيرًا دون أن يذكر دليلًا من الكتاب أو السنة".
واللافت للانتباه هنا غير أي مرة سابقة توجه فيها الشيخ رسلان لنقد ياسر برهامي، أن خطاب سعيد رسلان يحمل بين طياته خروج ياسر برهامي من الدين إذ يقرر بداية أن برهامي لا يعرف الدعوة السلفية وحقيقتها، وأنه أي برهامي يستدل بالمبتدعين- في إشارة للإخوان- وأن ياسر برهامي لم يتبع يومًا المنهج السلفي على هذه الحالة، ثم يحصر سعيد رسلان الدين في الاتباع وينفي عن الدين ما هو مبتدع؛ حيث يقول: "فليس في الدين إلا اتباع أو ابتداع"، وبما أن ياسر برهامي- على حد قول سعيد رسلان- مبتدع وليس متبعًا، فهو ليس من الدين في شيء، هكذا هي المقدمات وتلك هي النتائج، وليست تلك المرة الأولى ولن تكون الأخيرة من توجيه النقد من الشيخ سعيد رسلان إلى ياسر برهامي ودعوته السلفية، وليس سعيد رسلان وحده الذي يتوجه بالنقد، بل مؤخرًا انضم الدكتور سعيد عبد العظيم مؤسس الدعوة السلفية في جبهة منتقدي الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور، وإن دل هذا فإنما يدل على أن تلك الدعوة أو الجماعة قد انحرفت بالفعل عن المسار الدعوي الذي كان منوطًا بها بعدما دخلت المعترك السياسي، هذا من ناحية المفهوم السلفي السلفي، أما من ناحية أخرى فإن المراقبين لوضع الإسلام السياسي يخشون على شباب الدعوة السلفية من حالة الإحباط التي أصابتهم؛ بسبب المشاركة السياسية وكثرة تغيير وتبديل الفتاوى في الفترة الأخيرة، مما أفقدهم الثقة في قياداتهم التاريخية أن يتوجهوا إلى الإخوان أو تنظيم الدولة داعش، خاصة أن المنهج السلفي هو الأقرب لتنظيم الدولة "داعش"، فعلى العاملين في هذا الحقل الاهتمام بمعالجة تلك الأمور والانتباه لها حتى لا تكون كارثة في المستقبل.  

شارك