انطلاق عملية تحرير تعز.. والحوثيون يعلنون فشل الحل السياسي

السبت 31/أكتوبر/2015 - 06:32 م
طباعة انطلاق عملية تحرير
 
تبدأ خلال أيام جولة مفاوضات جديدة بين أطراف النزاع اليمني برعاية الأمم المتحدة، وذلك لوضع حد للحرب المندلعة منذ أكثر من 200 يوماً، فيما وصلت مساعدات عسكرية إلى المقاومة الشعبية في تعز نقتلها طائرات التحالف العربي إلى جبهة قتال الضباب، مع اعلان الحوثيين فشل الحل السياسي ومواصلة المعارك.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
تحضيرات مكثفة واستنفار للجيش الوطني والمقاومة الشعبية لحسم معركة تعز في ضوء التقدم الذي يحققه الجيش الوطني في جبهة الضباب وإحكام السيطرة على أحياء المدينة ودحر كل محاولات الاختراق من قبل ميليشيات الحوثي وصالح، وفي هذا الإطار بدأ المجلس العسكري بقيادة العميد صادق علي سرحان باتخاذ إجراءات مشتركة بالتنسيق مع اللجنة الأمنية ومسؤولي الأحياء ومديري أقسام الشرطة لوضع خطة متكاملة لحماية المدينة وتثبيت الأمن بعد كسر الحصار المفروض عليها وطرد الميليشيات من ضواحيها.
و احتدمت المعارك، السبت، بين القوات الشرعية وميليشيات الحوثي وصالح في محافظة تعز جنوب غربي اليمن، وسط معلومات عن بدء المقاومة في استخدام صواريخ تاو في تصديها للمتمردين.
وبحسب صحيفة الشرق الأوسط اللندنية اليوم السبت، تقدمت القوات الشرعية من جميع الاتجاهات لتعز، خاصة بعد تطهيرها الخط الساحلي وباب المندب ومحافظة عدن الجنوبية، الأمر الذي جعل الميليشيات الانقلابية ترد وبشكل انتقامي بقصفها على الأحياء السكنية والمساجد وتواصل حصارها على المدينة من خلال سيطرتها على المداخل.
وحصلت المقاومة والجيش الوطني على الدعم العسكري من خلال عمليتي إنزال مظلي من طيران التحالف على الأسلحة النوعية والذخائر، مع استمرارها بالغطاء الجوي من خلال شن غاراتها على مواقع وتجمعات ومخازن أسلحة الميليشيات الانقلابية.
وتواصل طائرات التحالف العربي شن غاراتها الجوية على مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح بمحافظة تعز مما كبدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وساعد على تقدم عناصر المقاومة الشعبية والجيش الوطني واستعادة عدد من المواقع في جبهات القتال الشرقية والغربية التي كانت تحت سيطرة الميليشيات.
كذلك نصبت المقاومة الشعبية كميناً لعربة عسكرية تابعة للحوثيين في مديرية الوازعية في تعز، ما أسفر عن مقتل أربعة من الحوثيين، وأسر قائد العربة.
في المقابل وفي أحدث تطور للمواجهات بمديرية الحزم بمحافظة إب، تعرض عدد من قرى المديرية لقصف صاروخي حوثي، حيث نصب المتمردون الحوثيون منصات إطلاق كاتيوشا ومدفعية بجبل الظهرة المطل على عشرات القرى التابعة لمديرية الحزم، وسط أنباء عن ضحايا.
وأحرزت قوات التحالف العربي والجيش الوطني الموالي للشرعية اليمنية، أمس الجمعة، تقدماً نوعياً في معارك مأرب شرق العاصمة اليمنية صنعاء عقب معارك شرسة شارك فيها طيران التحالف العربي بالتمهيد لتقدم القوات على الأرض.
وقال مصدر عسكري يمني لـ24 إن "معارك شرسة شهدتها جبهة مأرب، تمكنت خلالها القوات المشتركة من إحراز تقدم نوعي في الجبهات".
وأوضح المصدر أن "قوات التحالف والجيش الوطني قصفا مواقع المتمردين بالمدفعية الثقيلة والدبابات في بلدات ماس ومخدرة ووادي هيلان".
وذكر المصدر أن "الجيش الوطني يتقدم نحو تحرير جبل هيلان وماس وهما موقعان استراتيجيان، وبتحريرهما تكون مأرب مطهرة من المتمردين بشكل كامل، والانطلاق نحو العاصمة اليمنية صنعاء".
وفي البيضاء وسط اليمن، دارت الجمعة معارك شرسة بين قبائل حميقان ومليشيات الحوثي، عقب هجوم شنه الحوثيون على بلدة الزاهر.
وقال مصدر قبلي لـ24 إن نحو 40 حوثياً قتلوا في الهجوم في حين قتل نحو 15 من رجال القبائل، مؤكده أن القبائل تمكنت من دحر المليشيات نحو بلدة ذي ناعم شمال مدينة البيضاء.
من جهتها، كشفت مجلة عسكرية أمريكية متخصصة Jane’s Defense Weekly ، أن التحالف العربي تمكن من تدمير معظم المقدرات العسكرية للانقلابيين، وأن مقاتلاته تعمل بشكل دقيق على حرمان الحوثيين من معظم الأسلحة التي استولوا عليها.
شنت مقاتلات الأباتشي التابع للتحالف العربي الذي تقوده السعودية سلسلة هجمات متتالية قبل قليل على مواقع وتجمعات الحوثيين بمديريتي حريب وبيحان، وأفادت مصادر خاصة لـ " المشهد اليمني " أن هجمات شنها طيران الأباتشي قبل قليل على مواقع وتجمعات للحوثيين بمنطقة العوهل بالقرب من نجد مرقد شرق حريب وشوهدت الأدخنة تتصاعد من الأماكن المستهدفة بحريب جنوب شرق محافظة مأرب، كما شن طيران الأباتشي عدة هجمات على تجمعات للحوثيين بمنطقة الساق ببيحان غرب شبوة بعد هجمات متتالية شنها ليل أمس الجمعة على المناطق ذاتها بحريب وبيحان .
و تمكنت المقاومة الشعبية والقوات الموالية للحكومة الشرعية، اليوم، من تطهير مدينة دمت التابعة لمحافظة الضالع (جنوب البلاد) من المسلحين الحوثيين او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، بشكل كامل. 
و شهدت المدينة معارك عنيفة وقصفا عنيفا متبادلا بين الطرفين، حيث قامت المقاومة بقصف مواقع تمركز مقاتلي الحوثيين، من جبل (بلاع) الاستراتجي، وردت الجماعة بقصف مدفعي كثيف على (المساحيب) وقرب (وادي الموضع). 
كما ذكرت المجلة المتخصصة في الشؤون العسكرية والحربية أن مقاتلات التحالف تمكنت من تحقيق الهدف الرئيسي من الغارات التي تشنها على مواقع أسلحة المتمردين، المتمثل في حرمانهم من الصواريخ الباليستية، حيث وجهت أوائل الأسبوع الماضي ضربة نوعية دمرت خلالها أكبر مخزن لصواريخ سكود أرض – أرض طويلة المدى، في معسكر السوادية، جنوب شرقي العاصمة صنعاء.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
حدد نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء، خالد بحاح، اتهامات حكومته لإيران بالتسبب في الأزمة اليمنية، والسعي المتواصل إلى زعزعة استقرار بلاده، مشيرا إلى أن طهران "لم تتوقف لحظة عن محاولاتها الفاشلة لدعم المتمردين الحوثيين بالأسلحة والمتفجرات وكل أدوات الموت".
  وأضاف بحاح في تصريحات صحفية أن بلاده حريصة على إقامة علاقات جيدة مع كل دول العالم، بما فيها إيران، شريطة التزام الأخيرة بمبادئ حسن الجوار، وقطع كافة علاقاتها مع جماعة التمرد الحوثي، وعدم التدخل السالب في الشأن اليمني، وتابع "ندعو طهران إلى الالتزام بالمبادئ المتبعة في ميثاق الأمم المتحدة، الخاصة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأن تختار ما بين الاستمرار في زرع الفتنة، والحفاظ على علاقات مع جماعة الحوثي، التي تثير المشاكل، وبين التعامل مع السلطة اليمنية الشرعية، التي تعترف بها كل دول العالم ومؤسساته الدولية".
 وكشف بحاح أن بلاده كانت تراقب منذ زمن طويل محاولات إيران إمداد المتمردين الحوثيين بالأسلحة والعتاد العسكري، وتمت مخاطبتها بهذا الشأن مرات كثيرة، وكانت بلاده تأمل أن تتوقف طهران عن تلك الممارسات، إلا أنها لم تفعل، وظلت على ممارساتها، ولا تزال"، وعن فرص التوصل إلى حلول للأزمة، قال إن المخرج الوحيد أمام جماعة الحوثي، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ووقف إراقة مزيد من دماء اليمنيين، هو الامتثال لقرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 2216، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية، وأن يسحبوا قواتهم من المدن ويوقفوا اعتداءاتهم فورا على المدنيين، وبعدها يمكن البدء في إجراء حوار وطني، لا يستثني أحدا، ويضع أسسا جديدة للمشاركة السياسية. 
وتابع "جماعة الحوثيين اجتاحت المدن والمحافظات، واعتدت على المواطنين، وتعتقد أن بإمكانها فرض سلطة الأمر الواقع، لذلك لا سبيل أمامها سوى إعادة الوضع إلى ما قبل سبتمبر من العام الماضي، وأن تمتثل لقرارات المجتمع الدولي، وأن تعترف بالشرعية الدستورية، والحكومة المنتخبة بحرية، وإعادة جميع الأراضي التي استولوا عليها بشكل غير قانوني.  كما حذر من أن الفشل في استعادة الشرعية في بلاده ستكون له تداعيات إقليمية وعالمية، مشيراً إلى أن الإخفاق سيشجع ويدعم المتطرفين. وقال "النصر سيرسل رسالة قوية للعالم، مفادها أن اليمنيين عازمون على الدفاع عن حقهم الثابت في تقرير المصير، وتحقيق الازدهار، في إطار السلام، ونشر تلك القيم في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط".

المشهد الإقليمي:

المشهد الإقليمي:
فيما أعرب وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، اليوم السبت، عن أمله بأن الأزمة المندلعة في اليمن جراء الانقلاب الذي نفذه الحوثيون والرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح دخلت مرحلتها الأخيرة بعد سلسلة الانتصارات التي حققها التحالف العربي.
وأضاف الجبير، خلال كلمته ضمن مؤتمر "حوار المنامة" الأمني الإقليمي السنوي في البحرين، أنه يأمل بأن تستخدم إيران إيراداتها المالية وقدراتها الاقتصادية بعد رفع العقوبات الدولية عنها في مشاريع التنمية وليس في السياسات العدوانية.
بينما هاجم الكاتب اليمني خالد الرويشان أحد أكبر الرموز الشعبية والفكرية باليمن ووزير الثقافة السابق، دول مجلس التعاون الخليجي، وانتباههم المتأخر لضرورة ضم اليمن للمجلس، معتبرا أن اليمن الذي هو أساس الجزيرة العربية وجذرها الجغرافي والحضاري والبشري، ظل بعيدا ومنضويا وتم إبعاده قسرا الفترة الماضية.
وأضاف "الرويشان"، في مقاله تحت عنوان " تأملوا الخريطة.. أشقاءنا.. شقاءنا"، أن بسبب إهمال الأشقاء وجدت "إيران" البعيدة مناخا ملائما لأحلامها الطائفية وأوهامها المجنونة الآن.. متسائلًا هل وعى الأشقاء الدرس؟ هل تأملوا الخريطة؟.. منبها مجلس التعاون الخليجي أن الأوان لم يفت بعد.. وأن هناك من يتربص خلف الباب .

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، اعلن رئيس المجلس السياسي للحوثيين صالح الصماد أمس الجمعة فشل المحاولات التي ترعاها الأمم المتحدة من أجل انعقاد مفاوضات بين الأطراف اليمنية، داعياً جماعته إلى "الصمود ومواصلة العمليات العسكرية".
وقال الصماد في تدوينة على صفحته الرسمية على فيس بوك إن "كل التفاهمات التي قدمت من أجل الوصول إلى حلول سياسية باءت بالفشل"، وذلك وفقاً لصحيفة الحياة اللندنية.
وأكد نائب الرئيس اليمني ورئيس الحكومة خالد بحاح أمس الجمعة أثناء لقائه في الرياض سفير روسيا الاتحادية لدى السعودية أوليغ أوزيروف أن "فرصة التشاور من أجل السلام قائمة في شكل أفضل".
واتهم بحاح الحوثيين وحلفاءهم الذين وصفهم بـ "الانقلابيين" بأنهم "هم من يقف خلف تعثر عملية السلام في اليمن بفعل تعنتهم وعدوانهم المستمر في حق المدنيين العزل وسيطرتهم على مؤسسات الدولة وخروجهم عن جادة الصواب".
فيما بدى وسيط الأمم المتحدة إلى اليمن تفاؤلا الخميس حيال فرصة جمع الأطراف المتنازعة في اليمن قبل 15 نوفمبر أو نحوها، "ربما في جنيف".
وفي اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس"، أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن فريقه بصدد التواصل مع الأطراف اليمنية حول آليات المحادثات المقررة الشهر المقبل، مضيفا : "أنا متفائل جدا" حول حقيقة أن جولة المفاوضات ستجري "بين 10 و15 نوفمبر أو نحو 15 منه".
وتابع ولد الشيخ أحمد: "نحن موافقون بنسبة 90% على جنيف" مع إمكانية عقد المفاوضات في العاصمة العمانية مسقط.
وقد فشلت محاولتان لجمع الأطراف اليمنية الى طاولة المفاوضات في يونيو سبتمبر الماضيين.
لكن وسيط الأمم المتحدة يريد أن يكون متفائلا هذه المرة، قائلاً: "هناك إيجابية من كلا الطرفين.. اليوم، هناك تفاؤل أود البناء عليه".
وفي سياق متصل، شدد على أن "الأولوية رقم واحد اليوم، نظرا للأوضاع الإنسانية هي التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار".
وقال: "هناك من جانب التحالف والحكومة اليمنية شروطا أولية" بينها مبدأ انسحاب الحوثيين وحلفائهم، ولكن أيضا "الميليشيات من المدن".
ويقول المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إنه متأكد من وجود فرص لنجاح المفاوضات في اليمن، وكشف عن دعم كبير من القيادة السعودية للحل السياسي في اليمن المبني على القرار الدولي رقم 2216، كما أن هناك دعما كاملا من مجلس التعاون الخليجي، وأبدى تفاؤله بوجود نية حسنة من الأطراف للاتجاه للحوار.

الوضع الإنساني:

طالب برنامج الأغذية العالمي اليوم الجمعة بتوفير طريق آمن للوصول إلى مدينة تعز اليمنية قائلا إن المعارك الجارية هناك بين أطراف الصراع تمنع وصول امدادات الطعام مما جعل آلاف السكان يعانون من جوع شديد.
وقال البرنامج إن آخر امدادات غذائية أرسلتها الأمم المتحدة وصلت إلى تعز ثالث أكبر مدينة في اليمن منذ أكثر من خمسة أسابيع وانها وزعت على نحو 240 ألف شخص.
وطالب مهند هادي المدير الاقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوصول آمن وفوري لمدينة تعز لمنع حدوث مأساة انسانية مع تناقص الامدادات التي تهدد أرواح الآلاف ومن بينهم نساء وأطفال ومسنون.
وقال إن هؤلاء يعانون بالفعل من الجوع الشديد واذا استمر هذا الوضع سيحدث الجوع اضرارا لا يمكن تداركها.
فيما أعاد الهلال الأحمر الإماراتي تأهيل مستشفى الجمهورية التعليمي المعروف أيضاً باسن "مستشفى الملكة إليزابيث"، والواقع في مديرية خورمكسر إلى الشرق من مدينة عدن، أكبر مستشفيات الجنوب اليمني وأعرقها، وفقا لصحيفة "الاتحاد" الاماراتية.
وأضافت الصحيفة: "عند ولوج المواطن اليمني إلى داخل مبنى المستشفى سيذهل من حجم الجهود التي تقوم بها الهلال الأحمر لإعادة تأهيل المستشفى وترميمه وفتحه من جديد ليستقبل أكبر عدد من الناس، فهو يعد أكبر مستشفيات المحافظات الجنوبية وأقدمها، حيث تم افتتاحه في سنة 1958 إبان الاستعمار البريطاني لجنوب اليمن، وكانت طاقته الاستيعابية تصل إلى 300 سرير، وعمل خلال سنوات طويلة وحتى اللحظة على تقديم الرعاية الطبية والصحية المتكاملة لأبناء عدن والمحافظات الأخرى.

المشهد اليمني:

سبعة أشهر مرت على بدء التحالف العربي بقيادة السعودية، عملياته في اليمن ضد جماعة الحوثيين ولاستعادة الشرعية، حقق جزءًا من أهدافه، ولكن ما زالت العاصمة صنعاء تحت سيطرة الحوثيين، فيما فشلت الجهود الأممية للتوصل لاتفاق سياسي، وسط تفاقهم الوضع الإنساني، وانتشار ملحوظ للقاعدة وتنظيم "داعش"، وتبقى آمال اليمنيين منعقدة على جولة المفاوضات القادمة للتوصل لاتفاق لإنهاء الصراع الدموي بالبلاد.

شارك