التحالف يعزز من قوة المقاومة بصواريخ "تاو".. والحوثيون يوافقون على الحوار

الأحد 01/نوفمبر/2015 - 11:34 م
طباعة التحالف يعزز من قوة
 
تبدأ خلال أيام جولة مفاوضات جديدة بين أطراف النزاع اليمني برعاية الأمم المتحدة، وذلك لوضع حد للحرب المندلعة منذ أكثر من 200 يوماً، فيما وصلت مساعدات عسكرية إلى المقاومة الشعبية في تعز نقتلها طائرات التحالف العربي إلى جبهة قتال الضباب، مع اعلان الحوثيين فشل الحل السياسي ومواصلة المعارك.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
أفاد مراسلون ميدانيون في اليمن باستخدام الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تعز، للمرة الأولى، صواريخ "تاو" المضادة للدروع في استهداف دبابات ومدرعات ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
يذكر أن الصواريخ أنزلتها طائرات التحالف العربي قبل أيام كدعم للجيش والمقاومة، وأضاف المراسلون أن الجيش الوطني والمقاومة فاجأوا الميليشيات المتمردة بالقصر بالهجوم وأعطبوا دبابة كانت متمركزة بجوار القصر.
التحول الكبير في سير المعارك لصالح المقاومة في مختلف الجبهات عزاه مراقبون إلى تلقي المقاومة الشعبية وتحديداً في محافظة تعز سلاحا نوعيا استطاعت من خلاله التقدم والسيطرة على محاور كثيرة كانت بيد المتمردين.
وللمرة الثانية وخلال أقل من 48 ساعة، حصلت المقاومة والجيش الوطني في تعز على أسلحة من خلال عملية إنزال مظلي من طيران التحالف، كما تم تشكيل غرفة عمليات مشتركة مع قوات التحالف لتنسيق العمل على الأرض.
وشنت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية ، اليوم الأحد، غارات جوية استهدفت موقعاً عسكرياً موالياً لميليشيات الحوثي وقوات صالح جنوب غرب العاصمة صنعاء.
 وقال سكان محليون: إن الغارات استهدفت موقع المنار العسكري التابع لأحد ألوية الحرس الجمهوري، بمديرية الحيمة الخارجية بمحافظة صنعاء (ضواحي) ولم تتضح بعد نتائج الغارات، وما أسفرت عنه. كما شن طيران التحالف، صباح اليوم، غارات جوية على تجمعات للحوثيين وقوات صالح في قريتي سناع وبيت زبطان بمديرية سنحان (جنوب صنعاء) مسقط رأس الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. 
كما وصلت طلائع قوات التحالف إلى محافظة تعز جنوبي اليمن، الأحد، في وقت حققت قوات الشرعية تقدما في محافظة مأرب وسط البلاد، في طريقها إلى العاصمة صنعاء.
وأفاد "مراسل سكاي نيوز عربية" أن مجموعات من قوات التحالف وصلت إلى محافظة تعز، التي باتت أغلبية أراضيها تحت سيطرة القوات الشرعية بعد طرد المتمردين منها.
قال الناطق باسم الحكومة اليمنية راجح بادي إن عملية تحرير مدينة تعز «ستنطلق خلال الساعات القادمة»، وأضاف بادي، في حديث لقناة " الحدث " إن القوات التي وصلت اليوم الى مدينة تعز من عدن، هي البداية وأن هناك دعم كبير سيصل لتحرير المدينة. 
في غضون ذلك، تمكنت القوات اليمنية الشرعية، مدعومة بقوت أخرى من التحالف العربي بقيادة السعودية، من طرد ميلشيات الحوثي وعلي عبد الله صالح من إحدى المناطق في محافظة مأرب.
تشهد محافظة الضالع معارك عنيفة لليوم الثاني بين قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي، والمسلحين الحوثيين الذي يتلقون دعما من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح. وقالت مصادر محلية قولها إن قوات نخبة من الحرس الجمهوري الموالي لصالح وأخرى تتبع الحوثيين يطلق عليها كتائب الحسين، تشارك في هجوم كبير تسعى من خلاله للعودة إلى مدينة الضالع التي أرغمت على الانسحاب منها في مايو الماضي. 
وذكر مصدر في الحكومة المعترف بها دوليا، أن القوات الموالية لهادي، قتلت وأسرت نحو 20 مسلحا حوثيا خلال الساعات الـ 24 الماضية، فيما لا تزال المعارك مستمرة في منطقة سناح الحدودية السابقة بين شطري اليمن الشمالي والجنوبي، وفي عدن، قال الحوثيون إنهم ما زالوا يسيطرون على عدد من المواقع في شمال المدينة، وإنهم استعادوا مناطق غرب مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج. 
فيما صدت القوات السعودية المشتركة محاولة تسلل كان يقوم بها عنصران من ميليشيات الحوثي في منطقة المنزالة اليمنية.
وكان العنصران يحاولان التسلل من جهة جبل الرميح السعودي قادمين من منطقة المنزالة اليمنية، واستطاعت القوات السعودية المشتركة قصف العنصرين المتسللين بقذائف الهاون ما أدى إلى مقتلهما فوراً.
إلى ذلك أفاد مراسل "العربية" في جازان أن القوات السعودية المشتركة تسيطر على نقاط هامة مطلة على مناطق يمنية.
وأشار إلى أن أبرز مهام تلك النقاط قطع خطوط الإمداد وصد محاولات التسلل من قبل ميليشيات الحوثي.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد المسار التفاوضي، توقع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، اليوم الأحد، بدء المحادثات بين الأطراف المتناحرة هناك بحلول منتصف نوفمبر الجاري، بعد ثمانية أشهر من تفجر حرب أهلية، قتلت الآلاف، وتسببت بأزمة إنسانية.
وقال ولد الشيخ أحمد لرويترز في البحرين: "أتوقع تحديد موعد قبل منتصف نوفمبر الجاري إن شاء الله، وأتوقع أن يبدأ الحوار قبل منتصف نوفمبر أو على الأقل في 15 نوفمبر".
وأعلن جميع أطراف النزاع الرئيسيين موافقتهم على تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الذي يدعو الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح للانسحاب من المدن الرئيسية وتسليم الأسلحة التي استولوا عليها من القوات الحكومية.
وبينما طالب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والتحالف العربي الذي يدعمه بتنفيذ ذلك قبل بدء المحادثات يريد الحوثيون وصالح أن تبحث المفاوضات آلية تطبيق القرار الدولي. وجرت المحادثات بين الأمم المتحدة والحوثيين في مسقط عاصمة سلطنة عمان.
وقال ولد الشيخ أحمد: "لدي فريق في الرياض وقبل ذلك كانوا في مسقط من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن الموعد والمكان والموضوعات التي ستناقش في إطار قرار مجلس الأمن 2216".
وحول بيان أصدره يوم الجمعة مسؤول كبير في جماعة الحوثيين، قال فيه : إن "جهود التوصل الى حل سياسي للأزمة فشلت"، أوضح المبعوث الأممي: أن ذلك "لا يبدو أنه يعبر عن الموقف الرسمي للجماعة".

المشهد الإقليمي:

المشهد الإقليمي:
ذكرت وكالة أنباء البحرين الرسمية (بنا)، أن القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة استقبل، اليوم، في مكتبه بالقيادة العامة رئيس هيئة الأركان العامة اليمني اللواء الركن محمد علي المقدشي والوفد المرافق، وأشارت الوكالة إلى أن اللقاء جاء بمناسبة زيارة المقدشي لمملكة البحرين للمشاركة في فعاليات المنتدى الحادي عشر لـ "مؤتمر حوار المنامة 2015" للأمن الاقليمي.
فيما أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي الدكتور أنور قرقاش، أن دولة الإمارات ستستمر مع شركائها الإقليميين في العمل بجد للحفاظ على وحدة وسلامة السياسية اليمنية، مضيفا أن دولة الإمارات تؤمن بأنه من المحتم إمكانية التوصل قريبا لحل سلمي لهذا الصراع "عندما تحترم رغبات الشعب اليمني وشرعية الحكومة اليمنية ويضع حدا لمفهوم تغيير الوضع السياسي الراهن بالقوة"، حسب قوله. جاء ذلك في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لـ"ملتقى أبوظبي الاستراتيجي" في دورته الثانية، والذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات بالتعاون مع وزارة الخارجية ومجلس الأطلسي(الناتو) ويستمر مدة يومين. كما أكد قرقاش دعم دولة الإمارات لجهود الأمم المتحدة الرامية الى التوصل إلى حل سلمي في اليمن، معتقدا أن المحادثات التي من المقرر أن تجري خلال الأسبوعين المقبلين توفر فرصة جديدة لحل هذا النزاع. وأضاف قرقاش "الحل السياسي القائم على مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي وقرار مجلس الأمن الدولي 2216 هو السبيل الوحيد لإنهاء هذ الصراع". 
وشدد الدكتور أنور قرقاش على أن الإمارات ستستمر في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثة للشعب اليمني بجانب المساعدة على تعزيز وتطوير مؤسسات دولة قابلة للحياة وفعالة في هذا البلد. وأضاف قرقاش "سنعالج وجود القاعدة في اليمن.. فقد تعرض جنودنا لهجمات تنظيم القاعدة في عدن لمرتين وذلك لأن الإرهابيين يعرفون أن استراتيجيتنا هناك سوف تدمرهم في نهاية المطاف".

المشهد اليمني:

سبعة أشهر مرت على بدء التحالف العربي بقيادة السعودية، عملياته في اليمن ضد جماعة الحوثيين ولاستعادة الشرعية، حقق جزءًا من أهدافه، ولكن ما زالت العاصمة صنعاء تحت سيطرة الحوثيين، فيما فشلت الجهود الأممية للتوصل لاتفاق سياسي، وسط تفاقهم الوضع الإنساني، وانتشار ملحوظ للقاعدة وتنظيم "داعش"، وتبقى آمال اليمنيين منعقدة على جولة المفاوضات القادمة للتوصل لاتفاق لإنهاء الصراع الدموي بالبلاد.

شارك