تداعيات اجتماع فيينا بشأن حل الأزمة السورية لا يزال يؤتى بثمار ايجابية من مختلف الطراف المتصارعة، مع استمرار الغارات الروسية لملاحقة عناصر داعش والجماعات الإرهابية، وهو ما برز فى تصريحات  وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأهمية البيان الذي أصدرته القوى العالمية عقب محادثات جرت في فيينا سعيا لإنهاء الحرب الدائرة في سوريا.

وجدد المعلم تأكيده، خلال اجتماعه مع مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، على موقف دمشق، وهو أنه يجب إعطاء مكافحة "الإرهاب" أولوية حتى يتسنى التوصل إلى حل سياسي.

من جانبه نفى حسین أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني عقد أي صفقة بشأن مستقبل سوريا السياسي في فيينا، مؤكدا انه خلال السنوات الخمس الماضیة تم عقد جلسات عدیدة بمشارکة دول مختلفة بشأن وضع سوریا السیاسي، لكن جمیع هذه الجلسات لم تكن مثمرة بسبب عدم حضور ايران، موضحا أن بلاده لم تسمح في اجتماع فیینا باتخاذ أي قرار نیابة عن الشعب السوري وقال "لا یمكن لأي دولة سواء ترکیا أو أمريكا أو السعودیة أو حتی إیران أن تبدي وجهة نظرها حول حق الشعب السوري" مشددا على أن "الشعب السوري فقط یمكن أن یقرر مصیره".

أشار إلی أن جمیع الدول المشارکة في اجتماع فیینا "الصعب والمعقد" بما فیها العراق ولبنان وعمان وروسیا أدت دورا مساعدا، بينما واجهت إيران التحدیات.

وأوضح أن "إيران حاولت ألا تدخل في أي تحد مع السعودیة، ولذلك عملت علی الترکیز علی الشأن السوري، بينما بدا عجز وزیر الخارجیة السعودي عادل الجبیر واضحا في هذا الاجتماع، فلم یتطرق أبدا إلی مفاهیم کحقوق الشعب السوري، ولجأ إلی عبارات غیر صحیحة وغیر مناسبة واجهت ردود فعل شدیدة من قبل وزیر الخارجیة الإیراني محمد جواد ظریف".

على الجانب الآخر قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن بلاده تتوافق مع روسيا في أمور أخرى باستثناء مصير الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرا أن التدخل الروسي في سوريا "عقد الأمور"، مشيرا إلى أن الخلاف في مباحثات فيينا الأخيرة متعلق بموعد ووسيلة رحيل بشار الأسد من السلطة لكن الأمور الأخرى هناك توافق عليها"، وسعيه لمزيد من التشاور للوصول إلى حل حول موعد رحيل بشار الأسد".

أكد الجبير أن الحل في سوريا يعتمد الآن على كيفية وموعد إبعاد الأسد ونقل سوريا إلى مستقبل جديد لا يشمل بشار الأسد عن طريق تطبيق المبادئ التي تم الاتفاق عليها في جنيف-1".

نوه إلى أن التدخل الروسي عقد الأمور إلى حد ما على حد تعبيره، مؤكدا أنه تم التباحث مع الروس حول هذا الأمر، وأضاف بالنسبة لأهمية تطبيق اتفاق "جنيف-1" "إننا متفقون معهم على ذلك".

من ناحية يواصل تنظيم داعش جرائمه ضد السوريين، حيث كشفت مصادر عن حبس مقاتلين سوريين في أقفاص واقتادوهم إلى مناطق قرب دمشق لاستخدامهم كدروع بشرية ضد الضربات الجوية المكثفة التي تنفذها القوات السورية جوا، وأظهر مقطع فيديو نشرته شبكة الشام الإخبارية المعارضة رجالا ونساء في أقفاص حديدية يجري اقتيادهم على ظهر شاحنات صغيرة عبر ما قالت الشبكة إنها منطقة الغوطة الشرقية شمال شرقي العاصمة.

وقالت تقارير حقوقية أن الأشخاص الذين يتم استخدامهم كدروع بشرية هم ضباط بالجيش وعائلاتهم أسرهم المقاتلون في المنطقة.

من ناحية أخرى من المنتظر أن تصعد الولايات المتحدة من معركتها مع تنظيم داعش، بعد أن قررت أن ترسل قوات خاصة إلى سوريا لدعم المعارضين الذين يحاربون التنظيم وإرسال مزيد من الطائرات الأمريكية إلى تركيا فضلا عن زيادة الضربات الجوية، وسط أنباء عن سقوط 50 من عناصر التنظيم نتيجة  ضربات جوية تركية وأمريكية في سوريا، في إطار محاولات اوباما لتعزيز من النفوذ الأمريكي في الأزمة السورية سياسيا وعسكريا، بعد تنامي الدور الروسي في الفترة الأخيرة بشكل أحرج البيت الأبيض بشكل كبير، ودعا كثير من القادة الأوروبيين للتنسيق مع موسكو مع تأثيرها الأقوى في الأزمة السورية.