في الذكرى الخامسة لتفجير سيدة النجاة.. رئيس العراق يتهم "داعش" والكنيسة ما زالت تبحث عن النجاة!

الإثنين 02/نوفمبر/2015 - 10:09 ص
طباعة في الذكرى الخامسة
 
في الوقت الذي تمر فيه الذكرى الخامسة على تفجير كنيسة سيدة النجاة ببغداد اختتم المجمع الكلداني للكنيسة العراقية الكلدانية الشهيرة بروما برئاسة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو.. عقد في روما وشارك فيه كل أساقفة الكنيسة (21 أسقفاً).
وقد استعرض المجمع الوضع العام في العراق والمنطقة وما آلت إليه الأمور من تدهور الوضع الأمني والاقتصادي والاجتماعي، والتحديات التي يواجهها المسيحيون والكنيسة في كل من العراق وسوريا. كما درس الآباء الوسائل الكفيلة لتثبيت الوجود التاريخي والفعال ككنيسة وشعب، وبحثوا عن آلية استمرار المساعدات المادية والمعنوية للمهجرين والمهاجرين. وقد شكر غبطة البطريرك كل الذين قدموا العون. وبغية تفعيل ذلك توزع الآباء إلى مجموعتين: الأولى تدرس الجانب العملي، والثانية جانب الهوية والخصوصية الذاتية للكنيسة الكلدانية.
وتم تقييم مسيرة البطريركية خلال السنتين والنصف، وأشاد الآباء بدورها في تحسيس الرأي العام العالمي والمحافل الدولية بمأساة المسيحيين، ووقوف الكنيسة إلى جانبهم في محنتهم، وتقديم المساعدة المتنوعة لهم، وقد عملت ما لم تعمله الدولة وتعهد الآباء بتفعيل شعار غبطته: الوحدة والأصالة والتجدد. ولم يخلُ النقاش من معاتبات، وشدد ساكو على أن يتحلى الجميع بروح المسئولية والجماعيّة والمشاركة بموضوعية ومحبة وشفافية. 
وفي سياق متصل أحيا المسيحيون في العراق والعالم والرابطة الكلدانية في العراق والعالم أمس الذكرى الخامسة لتفجير كنيسة سيدة النجاة، وطالبت الرابطة الحكومة العراقية بتوفير الأمن لجميع المواطنين العراقيين خاصة المسيحيين منهم، فيما استذكرت "مجزرة" كنيسة سيدة النجاة، وأكدت أنها "أبشع جريمة هزت الإنسانية" لأناس كانوا يصلون ويعبدون الله.
وقالت الرابطة المؤسسة حديثاً في بيان لها: إن "المسيحيين يستذكرون وبألم بالغ فاجعة مجزرة كنيسة سيدة النجاة التي تمر عليها الذكرى الخامسة على وقوعها، والتي راح ضحيتها العشرات من الأبرياء، كان الهدف من تجمعهم هو الصلوات والدعاء ليعم الأمن والأمان في ربوع البلاد"، مؤكداً أن الجريمة "تكشف مدى وحشية قوى الظلم والطغيان على أبناء العراق العزل".
وقد أحيا العشرات من العراقيين الذكرى الخامسة لمجزرة كنيسة سيدة النجاة، وسط العاصمة بغداد. وقال المطران بيوس قاشا، راعي كنيسة مار يوسف للسريان الكاثوليك: "بمناسبة الذكرى الخامسة لكارثة سيدة النجاة، ستكون الاحتفالات خاصة بكنيسة سيدة النجاة، وكنيسة مار يوسف بالمنصور، وستقام احتفالات خاصة للشباب وللعائلات المسيحية وللأخويات الرهبانية.
يذكر أن مجموعة مسلحة بينهم انتحاريون اقتحموا، عصر الأحد (31 أكتوبر2010) كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك، بمنطقة الكرادة، أثناء الاحتفال بالقداس الإلهي، وقد انتهت الحادثة بتفجير الانتحاريين لأنفسهم ومقتل وجرح العشرات ممن كانوا بداخل الكنيسة بعد احتجازهم كرهائن.
من جانبه، جدد نائب رئيس الجمهورية العراقية إياد علاوي استنكاره لحادثة الاعتداء على الكنيسة. وذكر في بيان له اليوم: "إننا نستذكر هذا اليوم، وبألم بالغ، حادثة الاعتداء الإرهابي الجبان على كنيسة سيدة النجاة في الكرادة قبل خمس سنوات، حيث قامت مجموعة ضالة من إرهابيي داعش باقتحام القداس المقام فيها، وقتل العشرات من الإخوة المسيحيين الأبرياء، وجرح آخرين وفجر الكنيسة على من فيها".
وأضاف: "إن ذاك العمل المتوحش كان تعبيراً جلياً عن انحطاط القيم التي تنتمي إليها قطعان الإرهاب عندما أجازت لنفسها استباحة دار من دور العبادة واستحلال دماء المؤمنين في بيت من بيوت الله، سيما وأن القتلة يدعون زوراً انتماءهم للإسلام وهو منهم براء". وتابع: "إننا إذ نجدد استنكارنا لمثل هذه الأفعال المنحطة والمنسلخة عن القيم السماوية والإنسانية، نجدد تضامننا مع إخواننا المسيحيين، وتعاطفنا مع ذوي الضحايا، مؤكدين وحدة شعبنا بكل أطيافه، وسنقف بقوة بوجه كل المحاولات الخائبة لزرع الفتنة بين أبنائه أو إفراغه من أحد مكوناته الوطنية العريقة". وكان من الغريب ان يذكر رئيس الجمهورية تنظيم داعش في بيانه الرسمي في الذكري؛ حيث لم يكن هذا التنظيم قد ظهر بشكل واضح وإعلامي كما حدث في يونيو 2014.

شارك