مناورة "النور" في الانتخابات: "الانسحاب" أو "التحالف" مع الفلول!!

الإثنين 02/نوفمبر/2015 - 04:35 م
طباعة مناورة النور في الانتخابات:
 
حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية وصاحب 10 مقاعد بالبرلمان القادم والذي فشل فشلًا ذريعًا في عقر داره وبمناطق نفوذه في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية، يحاول بكل ما يملكه من أوراق متبقية معه اجتياز الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية بأقل الخسائر، ويقوم بمغازلة الجميع من الإخوان إلى ساويرس، في سبيل تحقيق هدفه في الوصول إلى البرلمان، ومؤخرا كشفت مصادر بحزب النور أن الهيئة العليا للحزب تدرس الانسحاب من قائمة القاهرة، في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، وأضافت أن معظم قيادات الحزب ترى استكمال تلك المرحلة في الفردي فقط خاصة مع ضعف القائمة في مواجهة القوائم الأخرى، وقلة الوجود السلفي بمحافظات القائمة، مشيرة إلى أن القرار سيصدر خلال اجتماع الهيئة هذا الأسبوع.
وقالت المصادر: إن القيادات التقت القواعد بعد المرحلة الأولى وطالبتهم بضرورة مساندتها في استكمال العملية الانتخابية، خاصة بعد حصول الحزب على 10 مقاعد برلمانية. وقررت الهيئة العليا للحزب، تكليف الأعضاء الذين نجحوا في دخول البرلمان في الجولة الأولى بالانتقال إلى دوائر مرشحي المرحلة الثانية لنقل خبراتهم الانتخابية والدعائية إليهم، ومؤازرتهم في حملاتهم الانتخابية. وقال طارق أبو خطاب، أحد أعضاء حملة «الحزب»: إن الفائزين في المرحلة الأولى، سينتقلون إلى دوائر مرشحي المرحلة الثانية لمساندتهم في حملاتهم وجولاتهم الانتخابية، بعد أن قدموا الشكر للناخبين الذين منحوهم أصواتهم.
الدكتور ياسر برهامي
الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية
وقال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية: إن النور مستمر في العملية الانتخابية لمصلحة البلاد، وأضاف، في تصريحات له: «مصلحة مصر مقدمة على مصلحتنا الخاصة حتى لو وقع علينا ظلم، فهناك أزمة في مصر لعدم وجود مؤسسات، فكثير من الاستثمارات متوقفة لعدم وجود برلمان وأزمات اقتصادية خانقة تؤثر على الناس ووجود مؤسسة بها عوار يكون تمثيلنا فيها أقل مما نستحقه أفضل من عدم وجودها، وهذه الانتخابات شبيهة بانتخابات ما قبل الثورة، لكن ما زلنا حريصين على خارطة الطريق التي استفتى عليها الشعب»، وفي رسالة لقواعد السلفية قال «برهامي»: «سيكون لدينا صوت يصدح بالحق في المجلس، وهذا الصوت من الممكن أن يكون ضعيفاً أو قوياً».
عبدالمنعم الشحات،
عبدالمنعم الشحات، المتحدث الرسمي باسم «الدعوة السلفية»
كما قال عبدالمنعم الشحات، المتحدث الرسمي باسم «الدعوة السلفية»، في بيان له، إنه من ضمن أسباب الخسارة الهجوم الإعلامي وظهور المال السياسي و«حشد طائفي للمسيحيين ضد قائمة النور»، مؤكداً أنه وسط هذه الملابسات مجتمعة، يكون حصول قائمة حزب النور في قطاع غرب الدلتا على 30% من الأصوات وفي مواجهة ائتلافات، وليست أحزاباً منفردة، نتيجة في غاية القوة من الناحية السياسية- على حد وصفه- وإن كان القانون يجعلها صفراً، إلا أنها من الناحية السياسية تظل 30%.
الدكتور وحيد عبدالمجيد،
الدكتور وحيد عبدالمجيد، نائب مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام
في المقابل قال الدكتور وحيد عبدالمجيد، نائب مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام: إن النتيجة التي حققها حزب النور كانت مؤكدة لمن قرأ المشهد بطريقة صحيحة، خاصة أن الحزب يعاني منذ أكثر من عام من انقسام حاد بعد استقالة عدد كبير من مشايخه، موضحاً أن تأثير الحزب حالياً أقل من ربع تأثيره عند بداية ظهوره، مؤكداً أنه لن يتخطى حاجز الـ15% من حجم البرلمان المقبل.
وحول التجهيز للجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية قالت مصادر سلفية: إن حزب النور، الذراع السياسية للدعوة السلفية في مصر، سيعقد اجتماعًا للمجلس الرئاسي له، غداً الثلاثاء 3 نوفمبر 2015، لبحث التنسيق مع بعض التيارات الإسلامية وعناصر من جماعة الإخوان، لدعم قائمته بالقاهرة في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية التي ستجري يومي 22 و23 من شهر نوفمبر الجاري، بعد أن خسر الحزب قائمتيه بقطاعي الصعيد وغرب الدلتا في المرحلة الأولى، ولم يفز سوى بـ 10 مقاعد فقط على النظام الفردي.
وكشفت المصادر في تصريحات صحفية أن هناك حالة غضب داخل الحزب السلفي، بعد خسارته المدوية في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، وهناك أصوات داخل الحزب تطالب بالانسحاب من المرحلة الثانية من الانتخابات، احتجاجًا على ما وصفوه بـ ”التجاوزات الخطيرة من قبل الدولة والأجهزة الأمنية ضد الحزب”، ومساندة الدولة لقائمة “في حب مصر”، التي اكتسحت في الجولة الأولى من الانتخابات بقطاعي الصعيد وغرب الدلتا وفازت بـ 60 مقعدًا.
وأشارت المصادر إلى أن القيادات السلفية أقنعت بعض شباب الإخوان وعناصر التيارات الإسلامية بضرورة التصويت لمرشحي الحزب في المرحلة الثانية من الانتخابات، خوفًا من سيطرة التيار الليبرالي والعلماني على تشكيل البرلمان القادم، خاصة بعد أن فاز حزب “المصريين الأحرار” الذي أسسه رجل الأعمال نجيب ساويرس- المناهض لسياسة التيارات الإسلامية- بـ 41 مقعدا في الجولة الأولى من الانتخابات.
وأضافت المصادر، أن حزب النور السلفي نسق بالفعل أيضا مع بعض رموز الحزب الوطني المنحل في بعض الدوائر الانتخابية للمرحلة الثانية من الانتخابات، وبخاصة في الدوائر الانتخابية بالقاهرة، وشرق ووسط الدلتا، مشيرة إلى أن الحزب ليس لديه مانع من التنسيق مع أي من رموز الوطني المنحل، طالما سيخدم ذلك مصلحته وسيضمن له الفوز في بعض الدوائر، مؤكدة أن معظم الأحزاب السياسية نسقت مع قيادات “الوطني” المنحل في المرحلة الأولى من الانتخابات، وفازت في بعض الدوائر؛ لأن رجال “الوطني” ما زالت لهم شعبية جماهيرية في بعض المناطق.
 الدكتور أشرف ثابت
الدكتور أشرف ثابت نائب رئيس حزب النور
من جانبه قال الدكتور أشرف ثابت، نائب رئيس حزب النور، إنه كان للكنيسة دور كبير في العملية السياسية والانتخابية الأيام الماضية، ولم يكن الأمر مقتصرًا على التصويت، فكان يتم انتقاء مرشحين تدعمهم الكنيسة، وكل مرشحي الدوائر الذين دعمتهم الكنيسة في الإسكندرية دخلوا جولة الإعادة.
وأضاف ثابت، أن بعض القضاة خالفوا تعليمات اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية خلال المرحلة الأولى؛ حيث رفض كثير منهم حضور بعض المندوبين عمليات الفرز، وتم طرد عدد من المندوبين من اللجان.
وبشأن تنسيق الحزب مع قيادات “الوطني” المنحل، قال ثابت: إن الحزب ليس لديه مانع من التنسيق مع قيادات “الوطني” الذين لم تلوث أيديهم بالدماء، ولم يتورطوا في أي قضايا فساد، ولم تصدر ضدهم أحكام قضائية تدينهم، رافضًا الحديث عن تنسيق الحزب مع عناصر الإخوان.
نجيب ساويرس
نجيب ساويرس
وعلى صعيد آخر من العملية الانتخابية ومدى نجاح أو فشل حزب النور فيها، اشترطت الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور، على رجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسس حزب المصريين الأحرار، الالتزام بالدستور ذي المرجعية الإسلامية للتعاون معه، فيما أكد شهاب وجيه المتحدث الرسمي باسم حزب المصريين الأحرار، أنهم ملتزمون بالدستور، مؤكدا في الوقت ذاته أنهم لن يتقربوا من حزب النور. وأكد الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، أنه على استعداد أن يتعاون مع رجل الأعمال نجيب ساويرس وأمثاله من الأقباط، إذا التزموا بالدستور ذي المرجعية الإسلامية- على حد قوله. وقال "برهامي" في تصريحات نشرت للدعوة السلفية: إن تشكيل حزب ساويرس للحكومة أمر يضايقني سياسيًا، مضيفاً: "نتعامل الآن مع الجميع بالقانون، والجميع ملزم بالدستور، هذا العقد الاجتماعي الذي اتفقنا عليه جميعًا الذي مظلته الشريعة الإسلامية"، وتابع: "إذا حدث ذلك سأكون مطمئنًا تمامًا". وأضاف: "إذا تجاوز بقوته المالية والإعلامية، وطالب كما فعل سابقًا بتغيير الثوابت، والمادة الثانية، هزعل من جميع الجهات"، مضيفاً: "على استعداد أن أضع يدى في يد الجميع إذا التزموا بالدستور ذي المرجعية الإسلامية، من أجل مصلحة الوطن". 
الدكتور شعبان عبد
الدكتور شعبان عبد العليم المتحدث باسم حزب النور
فيما قال الدكتور شعبان عبد العليم المتحدث باسم حزب النور: "حزب النور مستعد للتعاون مع جميع القوى السياسية بصرف النظر عن مسميات هذه القوى". وأضاف "عبد العليم" في تصريحات صحفية: "نمد أيدينا لجميع القوى طالما هناك احترام للقانون والدستور الذي يعتبر هو الفيصل بين الجميع سواء القوى السياسية بعضها البعض، أو الفيصل بين الحكومة والمواطن". وأشار "عبد العليم" إلى أن حزب النور ليس لديه أي اشتراطات على القوى السياسية للتعاون معها طالما التزموا بالدستور، موضحاً أن اللجنة القانونية لحزب النور تشرف على الأجندة التشريعية التي سيتقدم بها حزب النور في مجلس النواب. 
شهاب وجيه المتحدث
شهاب وجيه المتحدث الرسمي لحزب المصريين الأحرار
ورداً على ذلك، قال شهاب وجيه، المتحدث الرسمي لحزب المصريين الأحرار: إن الحزب ملتزم بالدستور وجميع المواد التي وردت به، ومن أول الأحزاب التي أيدت الدستور المصري بل وشاركت في وضعه أيضًا. وأضاف المتحدث الرسمي لحزب المصريين الأحرار أن مساندة الحزب للدستور تأتى ضمن قناعات أساسية لدى الحزب، وليس من أجل تقرب أو ابتعاد عن حزب بعينه، داعيًا الجميع بالتخلي عن القضايا الثانوية والاهتمام بدعم الاقتصاد المصري وتحسين المستوى الاقتصادي للبلاد. وحول تصريحات "برهامي" بأنه مستعد للتعاون مع نجيب ساويرس حال الالتزام بالدستور ذي المرجعية الإسلامية، جدد المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار، القول بأنهم لن يقتربوا من حزب النور، وتابع نصاً: "ليس لدينا تعليق على كلامه.. وملتزمون بالدستور".

شارك