هل تقوض حرب المعلومات الدولية فرص داعش في البقاء

الثلاثاء 03/نوفمبر/2015 - 04:03 م
طباعة هل تقوض حرب المعلومات
 
 تشكل المعلومات  أحد أهم عناصر  نجاح أي حرب بين دولة وأخرى وتتزايد أهميتها أذا كانت تدور بين دول وتنظيم فالمعلومات تقوض كثيرا من فرض وجود التنظيم واستمراره من خلال تجفيف منابع تمويله ودعمه قبل الدخول معه في مواجهة صريحة وهذا الامر هو ما تحاول الدول في العالم تنفيذه حاليا بعد أن أثبتت التجربة الداعشية حالة الفقر الشديد في المعلومات عن هذا التنظيم الدموى . حرب تأسيس مركز استخباري عراقي - أوروبي لمحاربة داعش
هل تقوض حرب المعلومات
فقد كشفت وزارة الداخلية العراقية عن اتفاق العراق والاتحاد الأوربي، على تأسيس مركز استخباري لتبادل المعلومات والبيانات لمكافحة العصابات الإرهابية بعد أن  عبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه من احتمالات عودة الإرهابيين إلى الدول التي كانوا يقيمون فيها، ومن وجود خلايا نائمة، فضلا عن استمرار عمليات غسل الأدمغة والتجنيد واجتذاب المقاتلين إلى داعش،.
 وقالت وزارة الداخلية العراقية أن الوزير محمد سالم الغبان، استقبل نائب مدير الاتحاد الأوروبي للخدمات الخارجية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كريستيان بيركر، ورئيس قسم شبه الجزيرة العربية والعراق وإيران جون اوروك ومسؤولين آخرين و أن  الطرفين تبادلا وجهات النظر فيما يخص خطط التعاون لمواجهة الخطر الإرهابي وسبل التصدي لعمليات تجنيد وترحيل الإرهابيين باتجاه العراق وسوريا و أن  المسؤول الأوروبي شرح الخطط التي تعتمدها بلدان الاتحاد بهذا الصدد".
هل تقوض حرب المعلومات
 وأشار محمد سالم الغبان وزير الداخلية العراقى  إلى "أهمية الانتقال من مرحلة اتخاذ القرارات والتفاهمات إلى الشروع بعمليات إجرائية وخطط عملية وتبادل معلوماتي واستخباري دائم و أن  هناك المئات بل الآلاف من الإرهابيين قدموا من بلدان أوروبا، وهناك الآلاف جاؤوا من أكثر من مئة بلد من بلدان العالم دون أن تنجح الكثير من الدول في إيقافهم، ويتم تسهيل مهمة إدخالهم إلى العراق وسوريا عبر تركيا".
وطالب بـ"تفعيل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وضرورة مراقبة الفضاء الإلكتروني، لأن عمليات الاجتذاب والتجنيد والترحيل تتم بشبكات التواصل الاجتماعي وتقوم بها خلايا في العديد من دول أوروبا الغربية و أن  الطرفين اتفقا على التعاون الثنائي عبر مشروع يعد له الاتحاد الأوربي، ويتضمن تأسيس مركز استخباري للمتابعة وتبادل المعلومات والبيانات".
هذه الخطوة لاتعد استباقية على الأطلاق بعد تعد متأخرة للغاية بعد أن أثبتت التجربة الداعشية باستيلائها   على هذه المساحات الشاسعة من الاراضى في سوريا والعراق عدم توافر معلومات كافة عن التنظيم وهو الامر الذى اعترف به الرئيس الامريكى باراك أوباما  قائلا أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية أخطأت في تقدير قدرات "داعش"، وقدرة الجيش العراقي على ردع هذه القوة،  وأن عدم الاستقرار الناتج عن الحرب الأهلية بسوريا أعطى مساحة واسعة إلى التطرف ليزدهر، بعد أن أصبحت تلك المناطق غير مسيطر عليها من قبل الدولة وأن الاستخبارات ببلاده تقوم الآن بتقدير القوة الفعلية لتنظيم داعش بسوريا، تفاديا الوقوع في خطأها السابق.
هل تقوض حرب المعلومات
الدول الكبرى بدأت في معالجة هذه الأخطاء في المعلومات من خلال  التنسيق بين روسيا وسوريا والعراق وإيران  حيث قررت إنشاء مركز معلوماتي في بغداد يضم ممثلي هيئات أركان جيوش الدول الأربع و أن الوظائف الأساسية للمركز المذكور تتلخص في جمع ومعالجة وتحليل المعلومات عن الوضع في منطقة الشرق الأوسط في سياق محاربة تنظيم " داعش "، مع توزيع هذه المعلومات على الجهات المعنية وتسليمها إلى هيئات أركان القوات المسلحة للدول المشاركة في المركز.
 وقال مصدرعراقى " أن  إدارة المركز ستكون بالتناوب لضباط من روسيا وسوريا والعراق وإيران على أن لا تتجاوز فترة إدارة كل طرف ثلاثة أشهر. وخلال الأشهر الثلاثة الأولى، سيقوم الجانب العراقي بهذه المهمة وفقا لما تم الاتفاق عليه بين الدول الأربع  وأن إنشاء المركز المعلوماتي سيكون خطوة هامة على طريق توحيد جهود دول المنطقة في مواجهة الإرهاب الدولي وتنظيم "داعش" في المقام الأول وأنه  سيخلق في الأفق القريب ظروفا مواتية لتشكيل لجنة تنسيق على أساسه لضمان التخطيط العملياتي وإدارة قوات روسية وسورية وعراقية وإيرانية في محاربتها لـ"داعش".
هل تقوض حرب المعلومات
 واعتبر ليونيد إيفاشوف، المدير السابق لقسم التعاون العسكري الدولي في وزارة الدفاع الروسية، أن قرار إنشاء مركز معلوماتي في بغداد جاء نتيجة اتفاقات تم التوصل إليها بين الدول الأربع منذ زمن طويل و إنه  كانت ثمة خطط لضمان تنسيق معين في إجراء عمليات عسكرية، وخاصة بين سوريا وروسيا وإيران، أما الآن فجرى توزيع الوظائف، الأمر الذي يسمح بالحديث عن إنشاء مركز للتخطيط العملياتي".
وأشار  الى  أن دور روسيا وإيران سيتلخص في بلورة توصيات تخص خوض عمليات قتالية للدولتين المحاربتين وهما العراق وسوريا. وذكر إيفاشوف أن مشاركة روسيا في عمل المركز لا تعد خرقا لأي معاهدات دولية ويجب ألا نهتم أكثر من اللازم بموقف الأمريكيين وإن الحق في الدفاع الفردي والجماعي مسموح به وفقا لميثاق الأمم المتحدة  والجميع يدرك أن الأمريكيين هم الذين يقفون وراء كل هذه الطبخة ضد سوريا والعراق، ومن المستبعد أن يساهموا (في عمل المركز) بأي شكل من الأشكال".
هل تقوض حرب المعلومات
 وحول رغبة واشنطن في الانضمام للمركز المعلوماتي في بغداد  قال فرانتس كلينتسيفيتش، نائب رئيس كتلة حزب "روسيا الموحدة" البرلمانية عضو لجنة الدوما  للدفاع، إنه ينظر إيجابيا إلى قرار إنشاء المركز المعلوماتي في بغداد، خاصة وأن التعاون فيه سيتم على مستوى الاستخبارات ووحداتها الخاصة التي تتعامل مع مثل هذه القضايا وأعتبر أن هذا الأمر عظيم لأن هذه الوحدات ستحصل على إمكانية الحصول على المعلومات وتبادلها، والأهم من كل ذلك استخدامها على الشكل المناسب ولكن للولايات المتحدة خطط أخرى، ولا يرضي واشنطن كل ما يتعلق بسوريا والسلطات الحالية هناك، وستقوم بكل مابوسعها للإطاحة بالسلطات هناك".

 وفى الامارات بدأت خطوة معلوماتية أخرى لمواجهة داعش حيث  قام ريك ستينغيل  مساعد وزير الخارجية الأمريكية للدبلوماسية العامة والشؤون العامة إلى الإمارات العربية المتحدة بافتتاح "مركز الصواب"، المتخصص في الرد على دعايات تنظيم "الدولة" ومكافحة عقيدتها.
هل تقوض حرب المعلومات
وأشار  بيان للخارجية الأمريكية  الى  أن المركز سيتخصص في "عملية مشاركة وبث رسائل لدعم التحالف الدولي لمحاربة داعش"، وسيقوم باستخدام الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت)، "لمكافحة الرسائل الإرهابية المستخدمة لتجنيد المقاتلين الأجانب وجمع التبرعات وإرهاب السكان المحليين".
وفى العراق  بدأت بالفعل  جنى ثمار  التعاون المعلوماتى حيث كشف رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي حاكم الزاملي، إن العراق بدأ بقصف أهداف لتنظيم داعش بمساعدة مركز المخابرات الجديد  وأنه قدم معلومات لضربات جوية استهدفت تجمعاً لشخصيات متوسطة المستوى في داعش. 
مما سبق نستطيع أن نؤكد أن حرب المعلومات على داعش قد سوف تشكل احد العناصر الرئيسية لهزيمة التنظيم الدموى او على الاقل ستجفف من منابع قوته وقدرته على التحرك في محيط دولته المزعومة . 

شارك