رغم الفوز بالانتخابات التركيىة.. اتهامات بتزايد القمع وانتشار الجريمة للحزب الحاكم

الثلاثاء 03/نوفمبر/2015 - 09:34 م
طباعة تركيا تعود للحزب تركيا تعود للحزب الواحد مرة اخري
 
لا تزال أصداء فوز حزب العدالة والتنمية في تركيا بالانتخابات البرلمانية محل اهتمام الملمين بالشأن التركى، فى ظل تراجع التصويت لأحزاب المعارضة، وتقدم الحزب الحاكم خطوة للأمام، بعد أن تراجع فى يونيه الماضي بشكل كبير وخسر تشكيل الحكومة منفردا بعد أن حافظ على هذا النهج لعشر سنوات ماضية.
قمع المتظاهرين فى
قمع المتظاهرين فى تركيا مستمر
ويرى متابعون أن الأحداث الإرهابية التي اندلعت فجأة في ربوع البلاد جعلت الناس يشعرون بحالة من الخوف والفزع،  وانتابتهم حالة من القلق بأنه في حال رحيل العدالة والتنمية من الحكم قد تشهد البلاد مزيدًا من الأحداث الإرهابية، إلى جانب تراجع المعارضة عن تقديم خطاب مقنع للجماهير يساعدهم على الشعور بتواجد البديل القوى الذى يمكن أن يوفر متطلبات الأمن وانعاش الاقتصاد بعيدا عن قضايا الفساد المتورط فيها وزراء سابقين فى حكومة أردوغان وعدد من أفراد أسرته
كما أرجع محللون أن فشل أحزاب المعارضة فى تشكيل حكومة ائتلافية مع العدالة والتنمية عزز من اختيار الناخب لحكومة الحزب الواحد بحثا عن الاستقرار ورفع معدلات التنمية، خاصة أن قطاعًا كبيرًا من المجتمع التركي تضرر فى الفترة الأخيرة بسبب هذه المحاولات الفاشلة لتشكيل حكومة ائتلافية، وهو ما برز فى خطابات الحشد التي اعتمد عليها العدالة والتنمية فى مغازلة الناخبين قبل الانتخابات التي أُجريت الأحد الماضي.
الناخب التركي يريد
الناخب التركي يريد الاستقرار وانعاش الاقتصاد
وبالرغم من الفوز فى الانتخابات، هناك فاتورة على الحزب الحاكم أن يقوم بتسديدها بشكل عاجل، فالناخب لن ينتظر عليها، أبرزها سرعة معالجة   أسباب تدهور الاقتصاد، ووقف العمليات الإرهابية المتزايدة، ومحاصرة تنظيم داعش، والتوصل إلى حلول عاجلة للقضية الكردية، التي تلقي بظلال قاتمة على الحدود التركية السورية. 
من جانبه أكد نائب رئيس الوزراء التركي "يالجين أقدوغان"، أن أحزاب المعارضة التركية أضاعت فرصة المشاركة في الحكومة، من خلال امتناعهم عن الدخول في حكومة ائتلافية مع العدالة والتنمية عقب صدور نتائج انتخابات يونيه الماضي، وأن حصول حزب العدالة والتنمية على نسبة 49.4 بالمئة من أصوات الناخبين، لم تكن مفاجئة وأنه سبق للحزب أن حصل على هذه النسبة خلال انتخابات عام 2011.
وانتقد تصريحات أحزاب المعارضة ، مشيرا إلى أن أحزاب المعارضة التركية كانت تدعي بأن حالة الاستقرار السائدة في تركيا هي التي كانت تدفع الشعب للإدلاء بأصواتهم لصالح العدالة والتنمية، والآن يزعمون أن حالة عدم الاستقرار التي حصلت خلال الأشهر الأخيرة، كانت وراء نجاح العدالة والتنمية في هذه الانتخابات".
تراجع المعارضة التركية
تراجع المعارضة التركية فى دائرة اهتمام المحللين
وبعيدًا عن الأجواء الاحتفالية الشديدة لحزب العدالة والتنمية، دعا الرئيس السابق عبد الله جول الحزب الحاكم إلى ضرورة  إطلاق إصلاحات وعملية تنمية جديدة بأسلوب أكثر تصالحية يشمل جميع أطياف المجتمع في الفترة الجديدة.
من جانبها وجهت الولايات المتحدة انتقادات وتحذيرات للحكومة التركية بشأن أعمال القمع والضغط الممارسة ضد بعض وسائل الإعلام، معربة عن خالص التهاني للشعب التركي بنتائج الانتخابات.
وأكد البيت الأبيض أنه يشعر بحالة من القلق تجاه أعمال الضغط الممارسة ضد وسائل الإعلام والصحفيين والكتاب خلال فترة الانتخابات، وضرورة الامتثال للقوانين الدولية في تركيا، موضحا في بيان "ندعو المسئولين الأتراك إلى احترام القيم العالمية المنصوص عليها في الدستور التركي".
اردوغان
اردوغان
وفى هذا السياق ندد الاتحاد الدولي للناشرين باعتداء قوات الأمن في تركيا على الصحف والمحطات التليفزيونية في تركيا ولفت رئيس الاتحاد ريتشارد تشاركين إلى اعتداء قوات الأمن على مجموعة كوزا - إيبك الإعلامية قبيل الانتخابات البرلمانية مشيرا إلى أن تركيا تمتلك سمعة سيئة في مجال حرية الإعلام، منتقدا استيلاء استيلاء قوات الشرطة على مجموعة إيبك الإعلامية التابعة لشركة كوزا القابضة، وأوضح رئيس الاتحاد ريتشارد تشاركين أن الاعتداء قبل الانتخابات البرلمانية التركية بأيام قليلة يدل على أن تركيا لديها سمعة سيئة فيما يتعلق بحرية الإعلام وأن الحكومة التركية أساءت لنفسها كثيرا باعتدائها على حرية التعبير.
وفى سياق استمرار الجرائم دون خطوات ملموسة من الحكومة، نشرت جمعية "سنوقف الجرائم ضد المرأة" التركية تقريرا كشفت فيه أن 45 امرأة لقين مصرعهن خلال الشهرين الماضيين في تركيا وأن نصف هذا العدد كن ضحية لجرائم الزوج أو الزوج السابق أو أحد الأقارب.
ووفقا لإعلان الجمعية فإن مدينتي إسطنبول وديار بكر هما أكثر المدن التركية التي تعاني من هذه الحوادث، وتم استخدام السلاح في 30 حادثة منها بينما استخدم السكين في 12 حادثة، ولفت الأنظار كون الغالبية الكبرى من هؤلاء النساء تتراوح أعمارهن ما بين 25 و35 عاما. 
وبحسب الأبحاث فإن 44% من هؤلاء النساء كن متزوجات و 4% معقود قرانهن، وهناك سبعة نساء لقين مصرعهن لرغبتهن في إنهاء الزواج، وأن 22 حالة من هذه الحالات كان القاتل هو الزوج أو الزوج السابق أو الأب أو الأخ بينما في 20 حالة أخرى كان القاتل ليس له صلة قرابة عائلية مع الضحية أو مجهول الهوية.

شارك