الإمارات تبدأ سحب قواتها من اليمن.. وسط الاستعداد لتحرير "تعز"
الثلاثاء 03/نوفمبر/2015 - 11:14 م
طباعة
تصاعدت المواجهات في اليمن خلال الأيام الأخيرة، بعد وصول تعزيزات من "التحالف العربي" إلى "المقاومة الشعبية" والجيش اليمني، مع تحذيرات أُممية حول الوضع الإنساني، في ظل تواصل الجهود لعقد جولة جديدة من المفاوضات الأممية.
الوضع الميداني:
تشهد الجبهة الغربية في محافظة تعز جنوبي اليمن، مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية والقوات الموالية للشرعية من جهة، والحوثيين والموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة أخرى، فيما تدور معارك في جبهة صرواح، آخر أهم المناطق التي ينتشر فيها الحوثيون غربي محافظة مأرب.
وذكرت مصادر محلية في المقاومة في تعز، أن المعارك تدور في جبهة "الضباب" وحول "تبة (مرتفع) الخزان"، وسط تقدم لرجال "المقاومة" والجيش الموالي للشرعية.
أفادت مصادر ميدانية بمقتل وإصابة العشرات من ميليشيات الحوثي والمخلوع خلال المواجهات والغارات التي استهدفت مواقع تمركزهم في محيط مدينة تعز وداخلها، في حين أشارت مصادر مطلعة إلى أن ساعة الصفر لتحرير المدينة من قبضة المتمردين باتت قريبة جداً.
وفي السياق ذاته، أعلنت المقاومة الشعبية أنها قتلت وأصابت العشرات من الميليشيات الحوثية في مدينة دَمْت بمحافظة الضالع وتم تدميرِ عدد من آلياتهم.
في إطار التحضيرات العسكرية واللوجستية لمعركة الحسم واستعادة محافظة تعز من قبضة المتمردين تتواصل الهجمات البرية والضربات الجوية على مواقع الميليشيات التي تحاصر المدينة منذ سبعة أشهر.
وأكدت مصادر أن عملية تحرير المدينة باتت قريبة جداً إلا أن بعض العوائق ما زالت تؤخر لحظة الصفر وبينها وعورة المنطقة.
وأفادت مصادر ميدانية بمقتل عشرات العناصر من ميليشيات الحوثي وصالح خلال تلك المواجهات والغارات التي استهدفت مواقع تمركزهم في محيط المدينة وداخلها.
وفي رد على تلك العمليات أقدمت الميليشيات الحوثية على استهداف الأحياء السكنية بالقذائف العشوائية، ما تسبب بمقتل وإصابة عدد من المدنيين.
وفي محافظة الضالع تواصلت الاشتباكات بين المقاومة الشعبية والانقلابيين في المنطقة الممتدة من مديرية الرضمة إلى الأطراف الشمالية لمدينة دمت التابعة لمحافظة الضالع، حيث دفعت الميليشيات بتعزيزات عسكرية كبيرة لمحاولة اقتحام المحافظة من جديد في ضوء الضغط الذي تتعرض له في جبهات تعز.
وبحسب مصادر ميدانية فإن عدداً من المتمردين سقطوا خلال تلك المعارك التي تمكن خلالها رجال المقاومة من التصدي للحوثيين في نقيل الرضمة واستهداف عدد من آلياتهم.
وفي إب واصلت ميليشيات الحوثي قصفها العنيف لقرى في مديرية حزم العدين وسط اليمن في وقت تستمر فيه هجمات المقاومة الشعبية على مواقع الانقلابيين والموالين للمخلوع صالح في المنطقة.
المشهد السياسي:
قال نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد بحاح إن الحكومة تسعى إلى السلام وتفادي المزيد من الاحتراب وترحب بأي مشاورات جادة تضمن تنفيذ القرارات الأممية وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216.
واعتبر بحاح خلال استقباله، اليوم، في مقر إقامته المؤقت بالعاصمة السعودية الرياض السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر بحضور الوزير عبدالله الصائدي أن ما وصفه بـ"تعنت" الانقلابيين "هو ما يعرقل الخروج من هذه الظروف الصعبة التي تعيشها مختلف المدن والمحافظات".
واكد بحاح أن الحكومة على تواصل مباشر مع قادة المقاومة الشعبية في محافظة تعز وتجري عدد من الإجراءات لتحرير المحافظة وتطهيرها من المليشيا الانقلابية في أقرب وقت ممكن، وذلك بحسب ما أوردته وكالة الانباء اليمنية (سبأ) التابعة للحكومة.
واستعرض تطورات الأوضاع على الساحة اليمنية وما تشهده عدد من المحافظات من أعمال حرب وقتل المدنيين الأبرياء وتدمير الممتلكات العامة وخاصة ما تشهده محافظة تعز من أعمال إجرامية ممنهجة من قبل المليشيا الحوثية وصالح الانقلابية.
من جانبه ثمن السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر ما تقوم به الحكومة اليمنية في مجال الاعمال الاغاثية والانسانية واعادة الاعمار خاصة في هذه المرحلة الراهنة، مؤكدا أن "الظروف الإنسانية صعبة" في عدد من المحافظات بفعل ما تمارسه مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية.
وجدد السفير الأمريكي حرص بلاده على خروج اليمن من أزمته الراهنة ويعود الأمن والاستقرار إلى جميع المحافظات.
وأشارت (سبأ) إلى أنه جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات وآلية العمل المشترك لإعادة الأمن والاستقرار إلى كافة المدن والمحافظات، كما جرى
المسار التفاوضي:
بدأ المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد اجتماعاته، امس الاثنين، بالقيادات السعودية لبحث استئناف وموعد المفاوضات السياسية بين الأطراف اليمنية المتصارعة.
وذكر مصدر يمني حكومي أن المبعوث الأممي، التقى بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ورئيس الحكومة خالد بحاح، لمناقشة أجندة المفاوضات السياسية بين الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" الحوثي، وتحديد موعد نهائي لانعقادها.
وأشار المصدر إلى أن الحكومة أكدت استعدادها للحوار المباشر مع الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، من أجل تطبيق القرار الأممي (2216)، والذي ينص على انسحاب مقاتلي الجماعة من المدن اليمنية.
في ذات الإطار توقع ولد الشيخ أحمد بدء المحادثات بين الأطراف المتناحرة في اليمن بحلول منتصف الشهر الحالي، وقال ولد الشيخ أحمد: "أتوقع أن يبدأ الحوار قبل منتصف نوفمبر أو على الأكثر في الـ15 منه"، كما أعلن جميع أطراف النزاع الرئيسيين موافقتهم على تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، الذي يدعو المسلحين وحلفاءهم للانسحاب من المدن الرئيسية وتسليم الأسلحة.
الوضع الاقليمي:
ألمح قائد عسكري إماراتي رفيع إلى تغيير في استراتيجية ودور بلاده في عمليات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن منذ 26 مارس، تنتقل من "العسكري" إلى العمل "الانساني". وقال القائد السابق للقوات الجوية والدفاع الجوي في دولة الإمارات، اللواء متقاعد خالد عبدالله البوعينين، إن "هناك أموراً توازي بأهميتها الجهد العسكري، وتتمثل في إعادة شريان الحياة في جميع القطاعات المعطلة"، لافتا إلى أن "قوات المقاومة الشعبية "أصبحت الآن أكثر تنظيماً وأكثر قدرة على الإمساك بزمام الأمور"، وأضاف "استبدال قوات بلاده في اليمن بأخرى، "لا يمكن أن يكون انسحاباً"، لافتاً إلى أن الإمارات أخذت دوراً كاملاً في إعادة الأمن والاستقرار في اليمن، من خلال ما قدمته لإعادة تأهيل البنية التحتية التي دمرتها الحرب، بحسب ما أوردته صحيفة "الامارات اليوم". وتابع "هناك اقتصاد مدمر، والإمارات تأخذ دوراً مهماً في إعادة تأهيل البنية المدمرة من خلال المساعدات الإنسانية التي يقدمها الهلال الأحمر في جميع القطاعات التعليمية والصحية وفي مجال المواصلات والنقل"، وأكد أن "هناك جهداً كبيراً في هذا السياق الإنساني والمجتمعي، لا يحظى بتغطية إعلامية بالحجم والمستوى نفسيهما". وشدد على أن الحوثيين "سرطان خطير، ولهم سجل طويل في محاولات التخريب في اليمن"، مشيراً إلى أنهم "ليسوا أصحاب قرار، إذ إن أمورهم بيد إيران التي أوكلت مهمة توجيههم لـ"حزب الله"، كدأبها في التدخل في شؤون منطقتنا، حيث تدفع العرب إلى مقاتلة بعضهم بعضاً. وقال إن الرئيس السابق علي عبدالله صالح "بنى جيشه على أسس لا وطنية"، ولفت إلى أن "ما يقوم به التحالف من إعادة بناء الجيش الوطني، سيكون له مردود كبير من خلال جمعه جميع اليمنيين، بغض النظر عن طوائفهم وأديانهم وتنوعاتهم"، وكانت دولة الامارات العربية المتحدة، أعلنت أمس (الاثنين)، سحب الدفعة الاولى من جنودها المشاركين ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، واستبدالها بدفعة ثانية، "لتنفيذ مهامها في اليمن".
الوضع الإنساني:
حذر برنامج الأغذية العالمي، من أن "وضع الأمن الغذائي في اليمن يتدهور بسرعة"، قائلًا إن "10 من أصل 22 محافظة يمنية تواجه انعدام الأمن الغذائي على مستوى الطوارئ وهي خطوة واحدة تسبق المجاعة.
وفي بيان نشره مساء أمس الاثنين، قال "ستيفان دوجاريك" المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة "اليمن من بين البلدان التي فيها أعلى معدلات سوء التغذية بين الأطفال في العالم، ويقدر أن 1 من بين كل 5 أشخاص يعاني من انعدام الأمن الغذائي الشديد، وبحاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية".
وشدّد دوجاريك ، على ضرورة السماح للمنظمات الإنسانية بالتحرك بحرية وأمان لتقديم المساعدة إلى جميع من هم في حاجة ملحة لها قبل أن يقعوا في أزمة أكثر عمقا.
وذكر المسؤول الأممي، أن "الوضع الأمني في اليمن لا يزال متوترًا، حيث أثرت الغارات الجوية والمعارك الميدانية في جميع أنحاء البلاد، بصورة كبيرة على قدرة برنامج الأغذية العالمي على توصيل الغذاء خاصة عبر الطريق من تعز إلى صنعاء".
ورغم التحديات الهائلة، تمكن برنامج الأغذية العالمي من الوصول إلى نحو مليون شخص كل شهر منذ بدء الصراع، وفق بيان الأمم المتحدة.
ووفّر البرنامج مساعدات غذائية لأكثر من 2.5 مليون شخص في جميع أنحاء اليمن خلال شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إنه "من المحتمل أن يضرب إعصار قوي الساحل الجنوبي لليمن، ومن المتوقع أن يصل اليابسة في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء".
ومن المتوقع أن يؤثر الإعصار على أجزاء كبيرة من اليمن، ومن المحتمل أن يكون أكثر شدة في المحافظات الساحلية، حيث يحتاج نحو 1.4 مليون شخص إلى الدعم الإنساني.
المشهد اليمني:
سبعة أشهر مرت على بدء التحالف العربي بقيادة السعودية، عملياته في اليمن ضد جماعة الحوثيين ولاستعادة الشرعية، حقق جزءًا من أهدافه، ولكن ما زالت العاصمة صنعاء تحت سيطرة الحوثيين، فيما فشلت الجهود الأممية للتوصل لاتفاق سياسي، وسط تفاقهم الوضع الإنساني، وانتشار ملحوظ للقاعدة وتنظيم "داعش"، وتبقى آمال اليمنيين منعقدة على جولة المفاوضات القادمة للتوصل لاتفاق لإنهاء الصراع الدموي بالبلاد.
