مقتل 60 قائدًا بالحرس الثوري.. إيران تَغْرَق في المستنقع السوري

الأربعاء 04/نوفمبر/2015 - 12:30 م
طباعة مقتل 60 قائدًا بالحرس
 
قُتل القائد بالحرس الثوري الإيراني عزة الله سليماني، في الصراع السوري، مما يزيد من أعداد الجنرالات الإيرانيين الذي قتلوا في مهام عسكرية في سوريا، فيما أشارت وسائل الإعلام غربية إلى أن عدد الجنرالات الإيرانيين الذين لقوا حتفهم وصل لأكثر من 60 قائدًا، مما يزيد تكلفة العسكرية لطهران في المستنقع السوري.

سقوط جنرالات جدد

سقوط جنرالات جدد
أعلنت وكالة فارس المقربة من أواسط المحافظين في إيران أمس الثلاثاء 3 نوفمبر 2015، مقتل ضابط في الحرس الثوري في سوريا هو الرابع منذ ما يقرب من شهر.
وقتل الجنرال عزة الله سليماني خلال ما تزعم طهران أنها "مهمة استشارية" أثناء عملية عسكرية في حلب السورية.
فيما أعلنت وسائل الإعلام في طهران منذ السبت مقتل خمسة إيرانيين في سوريا؛ ما يرفع العدد إلى نحو عشرين منذ التاسع من أكتوبر الماضي.

60 جنرالًا

60 جنرالًا
وكشفت مصادر قيادية إعلامية في ميليشيا "حزب الله" اللبناني لوكالة "آكي" الإيطالية، أن إيران خسرت في سوريا "ستين جنرالاً رفيع المستوى"، وقالت: إن طهران لم تُعلن رسمياً سوى عن أسماء 18 منهم من المقربين من القيادة الروحية الإيرانية.
وأضافت المصادر التي اشترطت عدم ذكر اسمها: "ضحايا الحرس الثوري الإيراني شأن إيراني سري، ولا يُسمح بتداوله في وسائل الإعلام الإيرانية، ويتم التكتم عن الخسائر البشرية في سورية بشكل خاص، ووفق ما وثّق الحزب هناك 60 جنرالاً إيرانياً قتلوا في سورية خلال مساندتهم الجيش السوري بصفة مستشارين أو مخططين عسكريين" وفق قولها.
وأعربت هذه المصادر عن استيائها من هذا العدد الكبير من الضحايا؛ وأرجعت السبب إلى ضعف جيش نظام بشار الأسد وتنوع الميليشيات وعدم التزامها بالخطط التي يضعها الإيرانيون بالتعاون مع كبار ضباط جيش النظام، على حد تعبيرها. وقالت: إن "هذا العدد الكبير من الجنرالات ضحايا الحرب في سورية دفع إيران لتخفيف عدد الجنرالات رفيعي المستوى وزيادة عدد ضباط الصف في مساندتهم للجيش السوري"، على حد وصفها.
من بين الإيرانيين القتلى أصحاب الرتب العسكرية الرفيعة التي اعترفت بهم إيران في سوريا، وجميعهم من "الحرس الثوري" الإيراني وقوات التعبئة الشعبية (الباسيج) الجنرالات علي أصغري، حسن شاطري (حسام خوش نويس)، مهدي خراساني، حسين بادبا، أصفر شيردل، جبار دريساري، محمد علي الله دادي، عباس عبداللهي، علي مرادي، محمد صاحب كرم أردكاني، علي رضا توسلي، إسماعيل حيدري، عبدالله إسكندري، محمد جمالي، حميد طبطبائي ميهر، أمير رضا علي زادة، داد الله شيباني، رضا حسين موقدديم.

الدعم العسكري

الدعم العسكري
 وإيران تقدم لنظام الأسد دعماً عسكرياً كبيراً من خلال تسهيل وصول الميليشيات الأفغانية والعراقية وميليشيا "حزب الله" وقوات إيرانية أخرى إلى سورية للتصدي لقوات المعارضة، وترأس ضباط إيرانيون العديد من المعارك سيما في جنوب سوريا؛ حيث لعب "الحرس الثوري" دوراً كبيراً في إدارة معارك درعا الأخيرة التي منيت فيها قوات النظام بخسائر كبيرة، وانتهت بسيطرة المعارضة على مساحات واسعة من المحافظة.
وذكر مسئول أمريكي، في وقت سابق أن نحو ألفين من الميليشيات الإيرانية أو ممن تمولهم طهران مثل ميليشيا حزب الله اللبناني، يشاركون قوات الأسد، وتحت غطاء جوي روسي، في هجوم على المناطق المحررة من ريف حلب شمال سوريا.
وأوضح المسئول، لوكالة الأنباء الفرنسية أن “هؤلاء قد ينتمون إلى قوات إيرانية مثل ميليشيا الحرس الثوري أو إلى مجموعات تمولها طهران مثل ميليشيا حزب الله أو مجموعات من المرتزقة الطائفيين من الجنسية العراقية.
وتزعم طهران ودمشق عدم وجود قوات إيرانية على الأرض تشارك في عمليات إلى جانب الجيش السوري النظامي، لكن تشييع عشرات الجنازات في إيران يفضح بقوة زيف تلك المزاعم.
ويقاتل آلاف الشيعة من جنسيات مختلفة في سوريا بذريعة الدفاع عن المراقد، بينما تتكتم طهران عن العدد الفعلي لقتلاها في الأراضي السورية.

استنزاف إيران

استنزاف إيران
يرى مراقبون أن النظام الإيراني يؤكد أن مشاركة عناصر الحرس الثوري تنحصر في تقديم الاستشارات لجيش بشار الأسد والقوى الأمنية المرتبطة به، إلا أن واقع الأمر يقول غير ذلك. 
ويعتقد المراقبون أن إيران تورطت في المستنقع السوري على أصعدة عدة، فهناك الاستنزاف الهائل للموارد المالية، خلال العبء الذي يمثله نظام بشار الأسد على إيران، إذ يقدر حجم الدعم الإيراني للنظام السوري قرابة ١٥٠ مليار دولار، كما أن إيران خسرت كثيرًا من رجالها في الصراع السوري.
وفي ظل استمرار تساقط صفوة القيادات العسكرية، سيكون مثيرًا للتساؤلات بين نخب المجتمع الإيراني، حول مدى تحمل إيران لدفع فاتورة الصراع في سوريا.

شارك