تقدم لقوات التحالف في تعز.. والمبعوث الأممي يأمل نجاح المفاوضات

الأربعاء 04/نوفمبر/2015 - 04:47 م
طباعة تقدم لقوات التحالف
 
تصاعدت المواجهات في اليمن خلال الأيام الأخيرة، بعد وصول تعزيزات من "التحالف العربي" إلى "المقاومة الشعبية" والجيش اليمني، مع تحذيرات أُممية حول الوضع الإنساني، في ظل تواصل الجهود لعقد جولة جديدة من المفاوضات الأممية.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
شنت مقاتلات التحالف العربي سلسلة غارات على مواقع متفرقة لجماعة الحوثي والمخلوع صالح في 7 محافظات يمنية؛ مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المتمردين.
وسيطر الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية، الأربعاء، على مواقع استراتيجية في مدينة تعز جنوب غربي اليمن، وذلك غداة تكبد ميليشيات الحوثي وصالح المتمردة خسائر ميدانية وبشرية.
وتقدمت القوات الموالية للشرعية، المدعومة بغطاء جوي من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، على جبهة المضاربة- الوازعية الواصلة بين محافظتي تعز ولحج، حسبما قالت مصادر لـ"سكاي نيوز عربية".
كما سيطرت قوات المقاومة والجيش الوطني، وفق المصادر نفسها، على "تلة جبلية تطل على مواقع ميليشيات الحوثي وصالح على الجبهة، بعد مواجهات عنيفة استمرت لثلاثة أيام متواصلة".
وأوقعت المواجهات قتلى وجرحى في صفوف المتمردين، والقوات الشرعية التي كانت قد كثفت من هجماتها على مواقع الميليشيات بعد إرسال التحالف إمدادات عسكرية شملت "أسلحة نوعية".
ومع اقتراب ساعة الصفر التي وضعتها قوات التحالف العربي بمساندة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بتعز لتحرير المحافظة، أصيبت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بحالة من الارتباك، وبدأت تخلي عدداً من مواقعها وسط المدينة بعد زراعتها بالألغام، بحسب مصادر عسكرية في تعز.
وتستمر الحشود والتعزيزات العسكرية لقوات الجيش ورجال المقاومة التي تم دعمهم بأسلحة متطورة وصواريخ حرارية ذاتية الدفع؛ ما يراه مراقبون أنها عوامل ستفرض قواعد جديدة للاشتباك والتفوق على المتمردين.
وإلى جبهة مأرب؛ حيث أجبر الجيش الوطني ورجال المقاومة الشعبية، ميليشيات التمرد على الفرار من أحد مواقعهم في صرواح، وقال مصدر صحافي في المحافظة: إن قتلى وجرحى من ميليشيات الانقلاب سقطوا عقب الهجوم؛ حيث تمكنوا خلاله من تحرير وادي "الواكفة" بمحيط مديرية صرواح.
فيما تبنّى تنظيم "أنصار الشريعة" الموالي لـ"القاعدة في جزيرة العرب" اليوم، عملية تفجير سيارة مفخخة في محافظة إب (وسط البلاد). وأوضح التنظيم في بيان ان مسلحين تابعين له "قاموا بتفجير سيارة مفخخة مركونة أمام معقل الحوثيين أو من يسمون أنفسهم "أنصار الله"، في فندق "الواحة" في محافظة إب التي أسماها التنظيم "ولاية إب". وقتل مواطن وأصيب خمسة آخرين، إثر انفجار السيارة المفخخة نوع "صالون"، الذي وقع في تمام الساعة السابعة صباح الأحد الماضي في منطقة الدائري وسط المدينة جوار فندق الواحة في مدينة إب. 
وكشف المتحدث الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة نجران، جنوب المملكة العربية السعودية، عن استهدف ميليشيات الحوثي وقوات صالح بمقذوفات عسكرية المنطقة، وقال المتحدث بأنه عند الساعة 9:26 من صباح اليوم الأربعاء باشر رجال الدفاع المدني بلاغًا عن سقوط قذائف عسكرية من داخل الأراضي اليمنية على مدينة نجران؛ مما نتج عنه إصابة مقيمين اثنين. 

المشهد السياسي

المشهد السياسي
وعلى صعيد المشهد السياسي، ذكرت مصادر صحفية نقلًا عن مصادر يمنية مطلعة عن قيام الرئيس السابق علي عبدالله صالح بتقديم طلب إلى القيادة الروسية للتحرك بمبادرة سياسية، تضمن خروجًا آمنًا له مع إمكانية أن تكون موسكو هي وجهته الاختيارية في حال حصلت ترتيبات لخروجه من البلاد. وقالت "العربية نت": إن المصادر لم تؤكد ما إذا كانت الخطوة التي قام بها صالح انفرادية أو باسمه واسم حلفائه الحوثيين، أوضحت المصادر أن الطلب تم تقديمه تحت غطاء الزيارة التي قال الموقع الرسمي لحزبه إنه قام بها أمس إلى مقر سفارة روسيا الاتحادية بصنعاء لتقديم واجب العزاء في ضحايا الطائرة الروسية التي سقطت في سيناء قبل ثلاثة أيام.
وكان موقع "المؤتمر نت" الذي هو لسان حال حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح، ذكر أن الرئيس السابق زار السفارة، اليوم الثلاثاء، وتقدم بتعازيه إلى القائم بأعمال السفارة الروسية وعبره إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإلى الشعب الروسي الصديق، جراء هذا الحادث الأليم الذي أدى إلى مقتل 224 مواطناً روسياً في شبه جزيرة سيناء المصرية. 

المسار التفاوضي

المسار التفاوضي
وعلى صعيد المسار التفاوضي، عبر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، عن تفاؤله بنجاح الحوار بين الفرقاء في اليمن، قائلا: "نحن متفائلون هذه المرة بناءً على ما سمعناه من الأطراف اليمنية والأجنبية، والآن لدينا وفد من بعثتي انتقل إلى الرياض من مسقط، وتواصل مع الأطراف هناك".
وكشف في تصريحات صحافية، عن إنجاز المرحلة التحضيرية للقاء جنيف التالي، قائلًا: "النقاشات ستكون تحت عنوان تنفيذ القرار الدولي 2216 وهو ما حققنا إجماعاً حوله. الأمر الثاني جدول أعمال اللقاءات، والجميع أبلغونا أن الأهمية القصوى هي وقف إطلاق النار. لكن المؤكد أنّ الحكومة ترفض وقف إطلاق النار من دون الاتفاق على ضمانات وأجندة واضحة بالنسبة لانسحاب المليشيات وتسليم السلاح. اليوم الأولوية هي لإجراءات بناء الثقة، منها إطلاق سراح السجناء وإيصال المساعدات إلى مناطق منكوبة مثل تعز".
الوضع الإنساني
وعلى صعيد الوضع الإنساني، انطلقت الأربعاء طائرة مساعدات إماراتية تحمل على متنها 75 طنًّا من المواد الإغاثية المخصصة لإغاثة منكوبي الإعصار في جزيرة سقطري اليمنية، حسبما صرح مسئول في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي. وقال نائب الأمين العام للهلال الأحمر الإماراتي للشئون المحلية سالم الريس العامري لسكاي نيوز عربية: إن "الطائرة التي ستنطلق من مطار الشارقة صباح الأربعاء، ستكون محملة بحوالي 75 طنًّا من المواد الإغاثية المختلفة بما فيها الأغذية والمياه النظيفة لإغاثة إخواننا اليمنيين في سقطري". وأضاف العامري أن وفدًا من الهيئة سيشرف على توزيع المساعدات في الجزيرة التي ضربها الإعصار. وأوضح العامري أن المساعدات الإماراتية تأتي ضمن مبادرة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية؛ من أجل التخفيف من معاناة المتضررين من تبعات هذا الإعصار الذي ضرب الجزيرة بشكل قوي الأحد والاثنين. وفي هذا الإطار تم التنسيق بين الجهات الثلاث لتسيير جسر جوي لنقل المواد الإغاثية وإيصالها للمتضررين في محافظات المهرة وحضرموت وشبوة والجزء الشرقي من محافظة أرخبيل سقطري، بحسب العامري. وكانت الرياح العاتية الناجمة عن الإعصار تشابالا قد تسببت، الاثنين، بوفاة 3 يمنيين في سقطري، وإصابة العشرات، كما أدت إلى إلحاق الضرر بعشرات المنازل. 
المشهد اليمني
سبعة أشهر مرت على بدء التحالف العربي بقيادة السعودية، عملياته في اليمن ضد جماعة الحوثيين ولاستعادة الشرعية، حقق جزءًا من أهدافه، ولكن ما زالت العاصمة صنعاء تحت سيطرة الحوثيين، فيما فشلت الجهود الأممية للتوصل لاتفاق سياسي، وسط تفاقهم الوضع الإنساني، وانتشار ملحوظ للقاعدة وتنظيم "داعش"، وتبقى آمال اليمنيين منعقدة على جولة المفاوضات القادمة للتوصل لاتفاق لإنهاء الصراع الدموي بالبلاد.

شارك