"داعش سرت" يُطالب السلفية والصوفية بإعلان التوبة ويهدد بالشنق في الميادين

الأربعاء 11/نوفمبر/2015 - 05:09 م
طباعة داعش سرت يُطالب السلفية
 
في مواصلة للعمليات الإرهابية التي ينفذها تنظيم "داعش"، طالب جناح التنظيم المسيطر على مدينة "سرت" الليبية الساحلية، المنتمين إلى الصوفية والسلفية على حد سواء إعلان توبتهم والرجوع إلى ما أسماه "جادة الصواب".
داعش سرت يُطالب السلفية
وبحسب كتاب وجهه ما يسمى بأمير التنظيم في سرت إلى سكان منطقة هراوة ضاحية المدينة فإن داعش سيطبق على من لا يعلن توبته حد الردة "شنقا وصلبا في الميادين العامة" ، محذرا سكان المنطقة ومحملهم مسؤولية السماح للسلفيين والصوفية دخول المساجد قبل إعلان توبتهم وفق تعبيره.
وكان مقاتلو التنظيم الإرهابي قد سيطروا في يوليو الماضي، على سرت الليبية بالكامل، وجاء في بيان التنظيم: "قام جنود الخلافة باقتحام المحطة البخارية التي يتخذها مرتدو فجر ليبيا مقراً لهم غرب مدينة سرت من عدة محاور وبكافة أنواع الأسلحة ثم السيطرة عليها بحول الله وقوته، وبهذا أصبحت مدينة سرت محررة بالكامل".
وكان مقاتلون موالون للحكومة الليبية المعلنة من جانب واحد وتسيطر على طرابلس قد انسحبوا من سرت بعد هجوم شنه التنظيم على المحطة، وقال المصدر العسكري: إن 3 جنود قتلوا في الهجوم.
وتشهد ليبيا حالة من الفوضى العارمة منذ الإطاحة بمعمر القذافي، أدت إلي استغلال العناصر المسلحة للفوضى وتوغلها إلي الأراضي الليبية، فضلا عن التمدد في المناطق الليبية.
ويطمع التنظيم الإرهابي في السيطرة على أكبر بقعة من الأراضي الليبية، وفق مخططه الذي أعلن عنه منذ انطلاقة في العام الماضي وتحولها إلي إمارة إسلامية على حد تعبيره، لما تتميز به ليبيا من مواقع غنية بالنفط والوقود، واستغل "داعش" الفراغات والفجوات الأمنية والسياسية في ليبيا ليوسع نفوذه في مناطق ومدن تفتقر إلى وجود أية مؤسّسات أمنيّة.
يشار إلى تنظيم داعش أعلن سيطرته على المدينة في يناير الماضي، وخاضت قوات المؤتمر الوطني العام قتالا ضده لعدة أشهر قبل أن ينتفض أهالي المدينة بداية الشهر الماضي ضده، مما أدى لسقوط عدد من المدنيين،  وأعاد التنظيم سيطرته على المدينة بعد ثلاثة أيام من الانتفاضة.
ومن جانبه أعلن الجيش الوطني أن طائراته جددت غاراتها على مواقع داعش في المنطقة المعروفة باسم "معسكر 319" في بنغازي، كما قصفت رتلاً من الدبابات والمدفعية قرب مصيف النيروز العائلي القريب من ميناء المريسة.
وسيطر "داعش على مدينة سرت عقب انسحاب كتيبة تابعة لفجر ليبيا الموالية لحكومة طرابلس "إخوان ليبيا"، في الوقت الذي تشهد المدينة موجة نزوح متواصلة للأهالي .
داعش سرت يُطالب السلفية
كان عنصر من عناصر التنظيم الإرهابي "داعش" ويدعي حسن الكرامي المصراتي مفتي التنظيم، بمدينة سرت، قال سابقا إن داعش سرت سيتمدد غصباً عن كل مرتد و كافر ومرجئ، نحن لا نخشى من يسمون أنفسهم بالتحالف الدولي وما هم إلا تحالف للكفار والمرتدين، على سكان إمارة سرت الذين لهم بنات بدون زواج أن يبادروا بتقديمهن إلى المجاهدين جنود دولة الخلافة لجهاد النكاح.
وأضاف الكرامي: "سنقوم بإنشاء ديوان للتعليم بالمدينة وسنشرع في تغيير المناهج التعليمية بما يتماشى مع شرع الله لا بما يتماشى مع العلمانيين أعداء الله قمنا بترقيم و حصر المحال التجارية والورش بالمدينة ويجب على جميع التجار والحرفيين دفع الجزية وإلا قتلناهم، سنقوم بافتتاح جامعة سرت بعد أن يتم إلغاء بعض الكليات التي تدرس المناهج الوضعية مثل كلية القانون فلا قانون فوق كتاب الله وشرعه. 
ويعد حسن الكرامي المصراتي أحد قيادات أنصار الشريعة المصنف دولياً كمنظمة إرهابية بحسب قرار مجلس الأمن الدولي وقد غادر الكرامي مدينة بنغازي إلى سرت واستقر فيها وأعلن مبايعـة أبو بكر البغدادي وجاء إعلان إمارة سرت بعد أن تم قطع كابل الألياف البصرية الذي يربط الشرق بالغرب والجنوب .
من ناحية أخرى أكد مصدر مسؤول، في المجلس البلدي لمدينة سرت، نزوح ما يزيد عن 1200 عائلة ليبية من المدينة خلال هذا الشهر، كاشفًا  عن أن مدينة مصراتة استقبلت 450 أسرة، واستقبلت مدينة المرج ما يزيد عن 300 أسرة، و120 أسرة بمدينة البريقة، و65 أسرة في تاجوراء، و100 بمدينة ترهونة، وأعداد أخرى لم يتم رصدها نزحت إلى مدن ومناطق أخرى. 
داعش سرت يُطالب السلفية
وأوضح المصدر أن أسباب النزوح- إضافة للوضع الأمني- تعود للنقص الحاد في الغذاء والدواء بالمدينة، وتوقف شبه تام بالعمل في مستشفى المدينة الوحيد، إضافة لانعدام السيولة في البنوك المقفلة منذ أشهر. وقال إن المحال التجارية، التي لا تزال تعمل، تعاني من صعوبة حصولها على المواد الغذائية والخضروات: وإن وصلت فتصل بأسعار مرتفعة. وعن الصيدليات والمراكز الطبية قال: "التطعيمات الخاصة بحديثي الولادة غير متوفرة تمامًا، وكذلك الدواء بغالب الأصناف غير متوفر أيضًا"، مضيفًا: "الآن المدينة لا توجد فيها اتصالات منذ أربعة أيام، بسبب التخريب المتعمد من قبل مسلحي تنظيم الدولة للكابل البحري للاتصالات بالمدينة".
وتقف الحكومة المعترف بها دوليًا عاجزة عن مواجهة التنظيمات الإرهابية في ليبيا، وبالأخص تنظيم "داعش" الإرهابي، بدأت الحكومة تستنجد بأطراف خارجية للقضاء على التنظيم الإجرامي، الذي انتشر في سرت الليبية وارتكب العديد من المجازر المشينة.
وبات تنظيم "داعش"  الإرهابي حقيقة قائمة في ليبيا، حيث استطاع فرض سيطرته على مدينة درنة، أقصى الشرق الليبي، وله وجوده في بنغازي وطرابلس وصبراتة، في غرب ليبيا، قد يحول هذه المناطق إلي غابة أشباح تتوسع وتتمدد في مختلف المدن الأخرى.

شارك