خبراء الارهاب يناقشون تغيير استراتيجية داعش في تنفيذ عملياته.. وواشنطن تنسق مع باريس مجددا

الأحد 15/نوفمبر/2015 - 06:42 م
طباعة خريطة للمواقع التى خريطة للمواقع التى حدثت بها عمليات ارهابية الجمعة
 
استنفار امنى بعد
استنفار امنى بعد احداث باريس
تصاعدت ردود الفعل الاوربية جراء حوادث باريس الدامية، ووافق وزراء داخلية أوروبا على عقد اجتماع عاجل الجمعة المقبل، لاتخاذ تدابير مناسبة على الهجمات الارهابية التى وقعت في باريس الجمعة، من أجل تشديد الرقابة على رحية تنقل الارهابيين وملاحقتهم، ومنع ارتكابهم لجرائم جديدة، في الوقت الذى بدا فيه خبراء مكافحة الارهاب في اوروبا في دراسة الأساليب الجديدة التى اتبعها مقاتلو تنظيم داعش الارهابي في العمليات الاخيرة.
 ويري محللون أن هجمات الجمعة في باريس الى اعتماد مسلحي ما يسمى "داعش"  اسلوبا جديدا ومخيفا في نشاطاتهم، إذ كان تركيز هذا التنظيم في معظم العام الماضي والجزء الأكبر من العام الحالي على احتلال الاراضي في دول الشرق الأوسط والإمساك بها، وبالنسبة لزعماء التنظيم المقيمين في الرقة والموصل، ما زال هذا هو الهدف الذي يحظى بالأولوية.
ويري مراقبون انه فى الوقت الذى يعانى منه التنظيم من خسائر كبيرة بسبب الغارات الجوية اليومية من قبل التحالف الدولي أو روسيا على قادته وعناصره، وهي الغارات التي تقضي على قادته واحدا تلو الآخر، بدأ التنظيم بالنظر الى القيام بهجمات في اماكن بعيدة عن المنطقة، من اجل توسيع المعارك وتهديد البلدان الاوروبية فى معقلها، بل بدأ فى استهداف دول اخري فى إطار محاولات شغل انظار العالم بمختلف الاماكن، وهو ما ظهر فى تبنى التنظيم الهجوم الذي استهدف منتجع سوسة التونسي والذي راح ضحيته 38 سائحا جلهم من البريطانيين، وتبنى التفجيرين اللذين استهدفا ضاحية بيروت الجنوبية - معقل حزب الله اللبناني - وأسفرا عن مقتل 44 شخصا، ثم جاءت هجمات باريس، التي راح ضحيتها أكثر من 120 قتيلا و300 جريح، وهو ما يشير إلى أن هذه العمليات الكثير من التخطيط والاستعداد والتدريب. كما تطلبت تجهيز اسلحة ومتفجرات واستطلاع الاهداف وتجنيد الانتحاريين.
وربط محللون بين هذه الهجمات وبين الاسلوب بالعمليات التي كان ينفذها تنظيم القاعدة في اوائل القرن الحالي والتي تميزت بضخامتها والعدد الكبير للضحايا الذي خلفته وكل ذلك من أجل الحصول على أكبر قدر من الدعاية حول العالم.
صدمة
صدمة
وأكد خبراء مكافحة الارهاب الغربيون مؤخرا أنه فيما ما زال هناك أناس يطمحون الى تنفيذ هذا النمط من الهجمات الكبيرة، الا ان التهديد الماثل والاكبر والاكثر ترجيحا مصدره من اصطلح على تسميتهم بـ "الارهابيين ذاتيي الدوافع" كاولئك الذين ذبحوا الجندي البريطاني لي ريجبي في لندن في عام 2013، ولكن في ضوء ما حصل في باريس وغيرها، لا بد ان يغير هؤلاء المسؤولين تقييمهم.
وهناك اهتمام بما يقوم به التنظيم من تجنيد الجهاديين عبر الانترنت ودعوة اتباعهم بالبقاء في بلدانهم والتخطيط لتنفيذ هجمات فيها عوضا عن المخاطرة بالتوجه الى سوريا، وهو ما يعني هذا على المدى القصير على الأقل زيادة احتمال وقوع هجمات ارهابية في القارة الاوروبية.
من ناحية اخري عثرت قوات الأمن الفرنسية على عدة بنادق كلاشينكوف في سيارة مهجورة يُعتقد أن بعض منفذي هجمات باريس استخدموها، حسب مصادر قضائية فرنسية، ووُجِدت السيارة وهي من طراز سيات سوداء الأحد مهجورة في ضاحية مونتروي شرقي باريس، ويعتقد أن بعض المهاجمين الذين فتحوا النار على رواد أحد المطاعم ومطعم آخر استخدموها للوصول إلى وجهتهم، حسب الشرطة.
ويبدو أن العثور على هذه السيارة يعزز النظرية القائلة بأن بعض المهاجمين الذين شاركوا في هجمات باريس هربوا من مكان الهجمات، وهو ما يشير إلى أن بعض المهاجمين ربما هربوا باتجاه بلجيكا في سيارة أخرى.
وعثرت السلطات الفرنسية على سيارة تحمل لوحة بلجيكية بالقرب من قاعة الحفلات الموسيقية باتاكلان، وتعرفت السلطات في وقت سابق على هوية أحد المهاجمين وهو إسماعيل مصطفى، واعتقل ستة أشخاص مقربون منه.
يأتى ذلك في الوقت الذى ألقت فيه السلطات البلجيكية القبض على خمسة أشخاص في بلدة مولينبيك بالقرب من بروكسل على صلة بالهجمات، حسب رئيس البلدية.
الامن يطوق الاماكن
الامن يطوق الاماكن التى طالها الارهاب
وأعلنت النيابة العامة البلجيكية أن بين منفذي هجمات باريس الجمعة، والتي أدت إلى مقتل 129 شخصا وإصابة 352 آخرين، فرنسيين أقاما في بروكسل وأنهما "قتلا"، وأشارت إلى أن "السيارتين المسجلتين في بلجيكا" واللتين عثر عليهما في مونتروي بضواحي باريس، استؤجرتا "مطلع الأسبوع في بروكسل"، مضيفة أنه تم توقيف سبعة أشخاص منذ السبت في إطار الشق البلجيكي من التحقيق.
وقال رئيس الوزراء البلجيكي، شارل ميشل، إن أحد المعتقلين قضى ليلة الجمعة في باريس.
من جانبه أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس التعرف على 103 جثث لضحايا اعتداءات باريس، وأن "20 إلى 30" جثة لا تزال غير معروفة الهوية، بعدما تعرض لانتقادات من عائلات ضحايا لم يتلقوا أخبارا عن أبنائهم، وبعد لقاءه مع أسر الضحايا أنه "تم التعرف على 103 جثث وهناك بين 20 و30 جثة مجهولة الهوية، لكن سيتم التعرف عليها في الساعات المقبلة".
اوضح فالس إن هؤلاء ليسوا ضحايا مجهولين، إنها أرواح، إنهم شبان، استهدفوا فيما كانوا يمضون أمسية هادئة في مقهى أو في حفل.
وزراء داخلية أوروبا
وزراء داخلية أوروبا يجتمعون في بروكسل
بينما أعلن نائب مستشار الامن القومي الامريكي بين رودس ان الولايات المتحدة ستكثف التنسيق مع فرنسا بشان الرد العسكري في سوريا على هجمات باريس، كما ستكثفان تبادل المعلومات الاستخباراتية، موضحا ان الاعتداءات الدموية التي ارتكبها مسلحون وقتل فيها 129 شخصا في باريس، تحمل بصمات تنظيم داعش الذي يسيطر على اجزاء من سوريا والعراق.
شدد على التعاون بشكل وثيق جدا مع الفرنسيين في ما يتعلق بتبادل المعلومات الاستخباراتية، وكذلك بشأن الرد العسكري داخل سوريا، وتدعم الاستخبارات الامريكية تدعم الجهود الفرنسية لتحديد هوية اي شخص على صلة بهؤلاء المهاجمين، وتحديد ما اذا كان احدهم لا يزال طليقا.
ولفت رودس النظر الى انه في حال قررت فرنسا اللجوء الى المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الاطلسي، التي تنص على ان اي هجوم على عضو في الحلف هو هجوم على جميع اعضائه، فإن الولايات المتحدة ستدعمها "تماما، موضحا الاستعداد للقيام بكل ما هو ضروري لدعم فرنسا في هذه المرحلة المأسوية".
اوضح على أهمية التنسيق العسكري الوثيق بين البلدين في العراق وسوريا، وضرورة تعزيزه مستقبلا. 

شارك