تختلف الاجتهادات حول تفسير أصل كلمة التصوف، فيُقال إنها من صفاء القلوب، أو لأن أهل التصوف في الصف الأول بين يدي الله، أو لأنهم يلبسون الصوف تعبيرًا عن الزهد والتقشف، وغير ذلك من التأويلات؛ لكن القيمة الراسخة المتفق عليها في التصوف هي ترك الدنيا والانصراف عن ملذاتها والقناعة منها بما يستر العورة ويسد الرمق.

يُعرف الصوفية بوفرة من الأسماء، أشهرها القول بأنهم من الغرباء والسياحين، ويسمونهم في الشام بالجوعية؛ لأنهم لا يتناولون إلا أقل القليل من الطعام.

كان التصوف الإسلامي في بدايته يقتصر على العكوف والعبادة، ثم صار علم معرفة الله، ودخلته مجموعة من المفاهيم الوافدة مثل العشق والمحبة والمعرفة، وتأثرت مسيرته بالفلسفة اليونانية والتعاليم والأفكار البوذية والمسيحية.

تتنوع مذاهب أهل التصوف، فبعضهم أقرب إلى الاتجاه السني، ويذهب آخرون في تطرفهم إلى القول بالحلول والاتحاد، ويميل فريق ثالث إلى المنحى الفلسفي. من كبار المتصوفين: الجنيد، معروف الكرخي، رابعة العدوية، الحسين بن الحلاج، محي الدين بن عربي، السهروردي.

لعبت الطرق الصوفية دورًا مهمًّا في نشر الإسلام، في إفريقيا وآسيا وأوربا، ومن أبرز هذه الطرق: الأحمدية، الإشرافية، البراهمية، الرفاعية، البكرية، الأقصرية، السهروردية، السنوسية، القادرية، الشاذلية، القنائية، النقشبندية، وغير ذلك كثير.