ديكتاتورية
الثلاثاء 24/نوفمبر/2015 - 12:56 م
طباعة
يعود الأصل التاريخي للمصطلح إلى الجمهورية الرومانية القديمة، حيث استقر العرف على اختيار أحد القضاة ومنحه سلطات واسعة إبان وقوع الأزمات وفي مراحل الطوارئ، وتحول هذا المنصب التاريخي إلى الاستخدام العصري ليشير إلى الحكم المطلق لفرد واحد، لا يتقيد بالدستور والقانون.
في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، انتشرت الأنظمة الديكتاتورية في روسيا الشيوعية وإيطاليا الفاشية وألمانيا النازية، واقترنت هذه الديكتاتوريات بأسماء الزعماء: لينين وستالين في روسيا، وموسوليني وهتلر في إيطاليا وألمانيا.
المشترك بين هذه الأنظمة، على الرغم من الاختلاف الكبير بينها، يتمثل في سيطرة الحزب الواحد والزعيم الفرد، وهيمنة الأيديولوجية الأحادية التي لا تسمح بالمشاركة والتعددية السياسية، وتحويل وسائل الإعلام إلى أبواق دعائية لخدمة النظام وتقديس الزعيم، والتطرف في الاعتماد على الأجهزة الأمنية ذات الأساليب القاسية في قمع المعارضة.
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، استمرت الأنظمة الديكتاتورية في الاتحاد السوفيتي وبلدان أوروبا الشرقية، التي تسيطر عليها الأحزاب الشيوعية، وامتدت الظاهرة إلى كثير من بلدان العالم الثالث التي تحررت من السيطرة الاستعمارية، ورأى قادتها أن النظام الديمقراطي لا يناسب شعوبهم التي تحتاج إلى إصلاح اقتصادي واجتماعي دون نظر إلى الحرية السياسية.
من المشتركات بين الأنظمة الديكتاتورية: تقديس الزعيم، غياب الدستور أو وجوده بلا تفعيل، تزوير الانتخابات النيابية والرئاسية، التداخل بين مؤسسات الدولة، التشريعية والتنفيذية والقضائية، واندماجها في شخصية الزعيم، تراجع الحريات العامة والخاصة.