وجودية
الثلاثاء 24/نوفمبر/2015 - 01:09 م
طباعة
تيار لاعقلاني في الفلسفة المعاصرة، يذهب إلى أسبقية الوجود على الماهية، فالوجود هو الواقع اليقيني الأول للفلسفة، والإنسان يوجد أولاً ثم تتحدد ماهيته باختياراته ومواقفه.
على الرغم من أن الاتجاه الوجودي قديم في الفلسفة والتاريخ الإنساني، فقد اكتسب مزيدًا من الأهمية والتأثير في العصر الحديث، وتأثرت الفلسفة الوجودية المعاصرة بأحداث الحربين العالميتين في النصف الأول من القرن العشرين، وما ترتب عليهما من تداعيات وأزمات اقتصادية وسياسية، وسخطت مشاعر القلق والخوف على الإنسان ومصيره، فهي فلسفة تدافع عن فردية الإنسان دون نظر إلى المفاهيم والمصطلحات المجردة عن الحس الاجتماعي والحق التاريخي.
في الفلسفة الوجودية تياران متعارضان: أحدهما ديني وثانيهما ملحد. التيار الأول يضع الإنسان في علاقة مباشرة مع الله، والتيار الثاني يرى الإنسان وحيدًا في عزلة تامة.
تبدي الوجودية اهتمامًا بالغًا بقضية الحرية، وتراها جوهر الطبيعة البشرية، فالحرية عندها اختيار الفرد الممكن واحد من عدد لا نهائي من الممكنات؛ ولذلك يحول الوجوديون مشكلة الحرية إلى مشكلة أخلاقية بحتة، ويعتبرون الحرية غاية قصوى بوصفها الجوهر المشكل لوجود الفرد في المجتمع.
من ناحية أخرى، تركت الوجودية تأثيرًا لافتًا في عدد من العلوم خارج نطاق الفلسفة، مثل علم النفس والطلب النفسي والتربية، فضلاً عن الأدب والفن. وفي هذا الإطار، تظهر الأعمال المسرحية والروائية لجان بول سارتر وألبير كامو وفرانز كافكا، وتظهر بصمات الوجودية في الفن الحديث عبر ظهور أشكال جديدة من مدارس الفن التشكيلي، مثل التكعيبية والسريالية.