حماية التركمان.. مخطط تركي لضم شمال سوريا

الأربعاء 25/نوفمبر/2015 - 03:23 م
طباعة حماية التركمان..
 
أصبح التركمان الورقة التي يلعب بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سوريا،  من خلال مطالبته المجتمع الدولي بإنشاء منطقة أمنة في شمال سوريا وهي ذات أغلبية تركمانية.

تركيا وحماية التركمان:

تركيا وحماية التركمان:
فقد دعت حكومة رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، لعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الهجمات على التركمان في سوريا بعد أيام من استدعاء تركيا للسفير الروسي للاحتجاج على القصف "المكثف" للقرى.
وتعبر تركيا في كل المناسبات عن تضامنها مع التركمان الذين يعيشون في سوريا، وهم سوريون من أصول تركية. كما عبرت مراراً عن قلقها بشأن الدعم العسكري الروسي لغريمها الرئيس بشار الأسد.
وأجرت تركيا مناقشات مع الولايات المتحدة وروسيا بشأن قصف القرى، وبعثت رسالة لبريطانيا التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي لتطلب منها طرح الموضوع.
واستدعت تركيا سفير موسكو، الجمعة الماضية، ودعت لوقف فوري للعملية العسكرية الروسية قرب حدودها في شمال سوريا، والتي شملت "قصفاً عنيفاً" لقرى يسكنها مدنيون تركمان.
ويعتبر التركمان مكونًا أساسيًا من مكونات الشعب التركي، لذا فإن علاقتهم بتركيا هي علاقة صهر ونسب وامتداد تاريخي، وقد عكس ذلك التظاهرات التي نظمها الشعب التركي منددين بهجمات قوات النظام السوري، المدعومة بغطاء جوي وبحري روسي، على قرى منطقة جبل التركمان “باير بوجاق”، ذات الغالبية التركمانية، في محافظة اللاذقية، شمال غربي سوريا.

تركمان سوريا:

تركمان سوريا:
التركمان هم أحد الشعوب التي تواجدت منذ القدم في منطقة آسيا الوسطى، وهم إحدى العرقيات التي تمثل مع العديد من شبيهاتها الشعوب التركية التي كانت قبائل تتنقل في مناطق آسيا الوسطى وانتقلت منها إلى آسيا الصغرى وغرب آسيا وشمال أفريقيا.
تركمان سوريا، هم مواطنون سوريون من أصل تركي، وقد عاشوا وأجدادهم في الوقت الحاضر بسوريا منذ العهد السلجوقي والعثماني، وأنشأ توتش دولة سلاجقة الشام في  وهوأخو السلطان ملك شاه السلجوقي.
 حكمت سوريا من قبل سلاجقة سوريا منذ 1079حتى عام 1117م، ثم توالي على حكم سوريا الارتقيون والزنكيون والأيوبيون و سلطنة المماليك، حتي  هزم ثم ضم سليم الأول السلطان العثماني، المماليك في معركة مرج دابق قرب حلب في شمال سوريا ليضمها الي الدولة العثمانية في 1516 .
وينتشرون في أغلب المحافظات السورية، فيما تعّد منطقة باير بوجاق، من أوائل مناطق التركمان التي خرجت في مظاهرات ضد حكومة الرئيس بشار الاسد، وخضعت لسيطرة المعارضة، منذ صيف 2012.
ويتواجدون في مناطق عديدة، مثل محافظة حلب في مناطق منبج والباب وجرابلس والراعي ( جوبان باي ) واعزاز، وفي محافظة حلب يوجد 145 قرية تركمانية شمال المحافظة وفي المدينة يسكنون في حي الهلك وبستان الباشا والحيدرية والاشرفية وقاضي عسكر.
كما يتواجدون أيضا في محافظة الرقة وتل أبيض حوالي 20 قرية تركمانية، وفي محافظة حمص ذات الأكثرية من الأصول التركمانية، فهم في المدينة بنسبة 65% وفي الريف حوالي 57 قرية تركمانية، كما يتواجدون في محافظة حماه (مصياف وسلمية) في حوالي 30 قرية تركمانية.
كما يتواجد التركمان في محافظة طرطوس 5 قرى تركمانية، وفي الجولان محافظة القنيطرة االمحتلة 20 قرية تركمانية، ولهم وتواجد أيضا في محافظة إدلب وفي محافظة اللاذقية في قسمها الشمالي بالقرب من حدود التركية في منطقة رأس البسيط ومرتفعات الباير، وتوجد 70 قرية تركمانية مع حارتين للتركمان في مدينة اللاذقية علي الجمال ورمل الشمالي.
ويقدر عددهم 1.5 مليون ونصف فيما تذهب التقديرات التركية الي 3.5 مليون تركماني سوري.

الصراع ضد الاسد:

الصراع ضد الاسد:
حين اندلع الصراع المسلح في سوريا في عام 2011، حمل التركمان السلاح ضد الحكومة السورية، ولاقي التركمان دعما قويا من قبل تركيا علي أغلب الأصعدة الرسمية والسياسية، بما تمثله القضية التركمانية من أهمية لدي الاتراك.
فحكومة أردوغان تعمل علي تقديم كل أنواع الدعم المالي والسياسي والعسكري منذ بداية الصراع  في سوريا للتركمان، مستغلة وجودهم في المناطق القريبة من الحدود السورية مع تركيا. كما ساهم دعم أنقرة للجيش السوري الحر وجميع مخيماته وكوادره في تركيا في دعم الوجود التركماني داخل هذا الجيش أو خارجه.
وتعهّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، باستمرار الدعم الإنساني واللوجستي لتركمان سوريا وعدم التخلّي عنهم قائلاً: “إننا ندعم أخوتنا التركمان في الباير والبوجاق وفي كل سوريا ونتعهّد بالاستمرار في تقديم الدعم لهم“.
وفي منتصف ديسمبر2012 استضافت الحكومة التركية، مؤتمراً للتركمان السوريين افتتحه في مدينة اسطنبول رئيس البرلمان جميل شيشاك، ورئيس الوزراء التركي الحالي أحمد داوود أوغلو الذي أكد التزام تركيا المطلق بالدفاع عن التركمان السوريين بكل الإمكانات والوسائل. وقال داوود أوغلو «إن سوريا الجديدة ستضمن ويجب أن تضمن حقوق التركمان دستورياً وعملياً».
وقد تشكلت الألوية التركمانية السورية عام 2012 ويبلغ عدد أفرادها 10 آلاف. وهم بين مجموعات مسلحة أخرى تلقت تدريبا عسكريا تركيا، تنشط في المنطقة التي أسقطت فيها الطائرة الروسية.
كتائب التركمان السورية أبرز الجماعات المسلحة في سوريا، ويتكون الهيكل العسكري من التركمان من عدة ألوية حرة أو مشتركة، والتي تقع في جميع أنحاء اللاذقية و حلب و حمص و الرقة و دمشق و إدلب و حماة و طرطوس. وترتبط كتائب التركمان السورية مع المجلس السوري التركماني
وأبرز هذه الوحدات العسكرية، همها كتائب جبل التركمان، التي تشكلت في عام 2013، من توحد 12 فصيل مسلح، إلى جانب مجموعات مقاتلة موجودة في شمال سوريا وهي لواء نور الدين زنكي كتائب، لواء الظاهر بيبرس، لواء سليم الاول القاطع، لواء سلطان محمد الفاتح، لواء ممدوح جولاه، لواء صقور التركمان.

التركمان سياسيا:

التركمان سياسيا:
تتوحد أحزاب التركمان السوريين تحت قبة تجمع التركمان السوريين، الذي دخل في ائتلاف القوى المعارضة للنظام السوري. وشكلت هذه الأحزاب مجموعات مسلحة مختلفة، تلقت تدريبات عسكرية في تركيا، بينها كتائب التركمان السوريين، المؤلفة من 10 آلاف مقاتل، التي تشكلت في عام 2012. هذه الكتائب موجودة في اللاذقية، وأهمها كتائب جبل التركمان، التي تشكلت في عام 2013، من توحد 12 فصيلاً مسلحاً، إلى جانب مجموعات مقاتلة موجودة في شمال اللاذقية.
وفي 15 ديسمبر 2012 تم تأسيس المجلس السوري التركماني، ليكون الواجهة السياسية لتركمان سوريا في حل سوري او مستبل لسوريا.
وتم تأسيس المجلس في مدينة اسطنبول التريكة بدعم كامل من حكومة أردوغان ، مادي وسياسي وعسكري.
وفي 21 أبريل 2015، عقد المجلس التركمانيّ السوري لقاءً شعبيا في مدينة إسطنبول، بلغ عددهم نحو مئة شخص، استمع فيها إلى مطالب التركمان السوريين، وقال “عبد الرحمن مصطفى” رئيس المجلس، خلال اللقاء: إن “التركمان يشكّلون العنصر الأصيل الثاني في المجتمع السوري”.
وفي فبراير 2012 تم تأسيس الكتلة الوطنية التركمانية السورية وهو حزب سياسي في سوريا، ومقرها فيما بين الأقلية التركمانية. يوسف الملا هو رئيس الحزب. تأسس الحزب في اسطنبول في فبراير 2012. و تم تقديم الدعم للمؤتمر التأسيسي التي كتبها مظلوم دير، وهي مؤسسة مرتبطة بحزب العدالة والتنمية الترك
المجلس يصير علي نهج الاكراد في إدارة حكم ذاتي للمناطق التركمان في سوريا.

مستقبل التركمان:

مستقبل التركمان:
يري المراقبون أن حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان، يرفع شعار انشاء منطقة العازلة لحماية اللاجئين ومحاربة نظام  الرئيس السوري بشار الاسد ، كغطاء من أجل إقامة حكم ذاتي لتركمان يؤسس لدويلة مستقلة قد تنضم لاحقا إلى تركيا.
ضم تركمان سوريا إلى تركيا هو هدف استراتيجي لدولة التركية بعيدا عن النظام الحاكم.
بالإضافة إلى أن هناك مجموعات داخل تركمان سوريا تري أنه في حالة التقسيم القادم للبلاد علي "تركمان سوريا الانضمام إلى  تركيا، وهو ما حملته تدوينة لرابطة شباب تركمان سوريا علي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تقول:" إذا كان الجميع متفق على التقسيم فيجب أن يكون خيارنا نحن السنة الاندماج مع تركيا بما سيتبقى تحت سيطرتنا من أراضي، هذه الورقة يجب أن نسحبها في وجه الغرب كلما خوفونا من التقسيم، وعليه فهم من يجب أن يخاف من تقسيم سورية وليس نحن ﻷن خيار التقسيم سيعني توسعا تلقائيا لتركيا "المسلمة". فهل ستنجح انقرة في تنفيذ مخططها تحت دعاوي حماية اللاجئين بإقامة دويلة للتركمان في شمال سوريا؟

شارك