وأكد مجلس قيادة جيش الإسلام التابع للمعارضة السورية المسلحة مقتل قائده زهران علوش على إحدى جبهات الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وأعلن اختيار أبو همام البويضاني قائدا للتنظيم خلفا لعلوش.

وقال المجلس في بيان له إن جيش الإسلام مستمر في نهجه المتمثل في قتال قوات النظام السوري وتنظيم الدولة الإسلامية.

وذكرت مصادر المعارضة أن علوش قتل وأحد مرافقيه في غارة روسية على الغوطة الشرقية، كما أصيب في الهجوم أبو محمود الزيبق نائب قائد جيش الإسلام والناطق العسكري للتنظيم حمزة بيرقدار وقادة عسكريون آخرون.

ونقلت وكالة رويترز عن هذه المصادر قولها إن الطائرات الروسية استهدفت مقرا سريا لجيش الإسلام بغارة جوية أطلقت خلالها عشرة صواريخ على الأقل مما أدى إلى مقتل زهران علوش.

لكن وكالة سانا الرسمية السورية أكدت أن سلاح الجو السوري هو من نفذ الغارة التي استهدفت علوش. وأظهر شريط فيديو لحظة استهداف الطيران السوري مقر "جيش الإسلام"، حيث قتل عدد من قيادات التنظيم، بمن فيهم قائده زهران علوش.

وأكدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية مقتل علوش وعدد من قيادي ما يدعى "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" و"أحرار الشام" خلال عملية للطيران الحربي السوري ضد مقرات للمسلحين في الغوطة الشرقية.

وقالت القيادة في بيان "بعد سلسلة عمليات رصد ومتابعة واستنادا إلى معلومات استخباراتية دقيقة" نفذ سلاح الجو في الجيش السوري "عملية جوية نوعية استهدفت تجمعات التنظيمات الإرهابية ومقراتها في الغوطة الشرقية بريف دمشق".

وأضافت البيان أن العملية أدت إلى مقتل علوش وعدد من قياديي تنظيمات جيش الإسلام وفيلق الرحمن وحركة أحرار الشام الإسلامية المسؤولة عن إطلاق القذائف الصاروخية واستهداف دمشق وضواحيها.

وجددت القيادة العامة للجيش في ختام بيانها التأكيد على "عزمها وإصرارها على متابعة مهامها في مكافحة الإرهاب"، داعية في الوقت نفسه "كل من يحمل السلاح في مواجهة الدولة إلى ترك سلاحه وتسوية وضعه والمساهمة في حماية الوطن".

وكان علوش قد اعتقل عام 2009 من قبل الامن السوري وخرج من السجن في يونيو 2011 فعمل على تأسيس ما عرفت بـ"سرية الإسلام" لتتحول لاحقا إلى لواء.

 وفي 2013 أعلن علوش عن تشكيل ما عرف بـ"جيش الإسلام" الذي ضم عددا كبيرا من المقاتلين وسيطر على أجزاء واسعة من الغوطة الشرقية، قبل أن ينضم الفصيل إلى الجبهة الإسلامية.

وتقول تقارير إن علوش كان يتلقى دعما خليجيا وتركيا و من بعض الدول الغربية ولديه عديد عناصر يزيد عددها على 20 ألف مقاتل مسلحين بسلاح ثقيل مدفعية ودبابات حصدها من الجيش السوري في معظمها نتيجة اشتباكات و معارك.

كان "جيش الاسلام" من الجهات العسكرية التي وقعت على وثيقة مؤتمر الرياض مؤخرا و التي اٌنتجت الهيئة العليا التي شكلت لجنة لإجراء مفاوضات مع نظام الرئيس بشار الأسد برعاية أممية وفق بيان جنيف واحد. وقالت مصادر دبلوماسية غربية اليوم لـ د ب ا "إن المرحلة المقبلة في سورية ستشهد اغتيالات للعديد من صقور المعارضة و النظام".

وبحسب موقع مجلة "دير شبيجل" الالمانية، فقد كان علوش على اتصال بأجهزة مخابرات غربية كحليف محتمل ضد تنظيم "داعش".

ومن جهته اعتبر الائتلاف الوطني السوري اليوم ان الهجوم الذي استهدف زهران علوش قائد ما يعرف بـ "جيش الإسلام" وعدد من قياداته في غارة جوية على ريف دمشق كان الهدف منه عرقلة أو إحباط جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سياسية في سورية.

في غضون ذلك عين جيش الإسلام أبو همام البويضاني قائدا للتنظيم خلفا لزهران علوش.

وأباوهمام البويضاني هو أحد نواب علوش وكان الأوفر حظا لتولي القيادة من بين سبعة إلى عشرة نواب لعلوش في قيادة جيش الإسلام.

ويتركز وجود جيش الإسلام في غوطة دمشق الشرقية ومنطقة القلمون الشرقي شمال دمشق، وبنسبة أقل في ريف إدلب الشمالي.

وساهم جيش الإسلام بشكل كبير في إخراج عناصر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الارهابي من الغوطة والقلمون عقب معارك عنيفة مع التنظيم.

يعد مقتل زهران علوش ابرز قادة المعارضة المسلحة، نجاح قوي للغارات الروسية بالتعاون مع الجيش السوري، وضربة موجعة للجبهات المعارضة، في ظل الحرب الشرسة التي تخوضها علي عدة جبهات، وهو ما يشكل مكسبا للجيش السوري وخسارة فادحة للمعارضة المسلحة.

مقتل ظهران علوش اقوي حلفاء تركيا وقطر يشير الي أن "جيش الإسلام" سيبدأ في تغير استراتيجية السابق بالعزف منفردا بعيدا عن الجماعات المسلحة الأخرى، ليدخل ضمن احدي التحالفات القائمة أو يتفكك في صور مجموعات صغير ويندثر كحركات وجماعات اخري شهدتها ساحة الصراع السوري منذ نهاية 2011.