تدريب مصري أردني مشترك على اقتحام وتطهير قرى استولى عليها "إرهابيون"

الإثنين 28/ديسمبر/2015 - 08:02 م
طباعة تدريب مصري أردني
 
على الرغم من أن القوات المسلحة المصرية لا تتوقف عن ملاحقة الإرهابيين والقضاء عليهم إلا أنها لا تتوقف أيضا عن التدريب المستمر لزيادة كفاءة عملها وتطويره من أجل القضاء على أي أخطار قد تهدد الأمن القومى المصري. 
تدريب مصري أردني
هذا ما تم ويتم بالفعل حيث قامت الوحدات الخاصة المصرية والأردنية  في تدريب مشترك باقتحام  مدينة حدودية وتطهرها من العناصر الإرهابية المتسللة وتحرر الرهائن المحتجزين بالتعاون مع الأفرع الرئيسية وقوات التدخل السريع  وهو ما شهده الفريق أول صدقى صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى والفريق أول الركن مشعل محمد الزبن مستشار جلالة الملك للشئون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية المرحلة الرئيسية للتدريب المشترك " العقبة 2015 " الذى تنفذه عناصر من الوحدات الخاصة المصرية والأردنية، في إطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة لكلا البلدين الشقيقين بهدف تعزيز أوجه الشراكة والتعاون العسكري لدعم جهود الأمن والاستقرار بالمنطقة .
 وتضمن التدريب تنفيذ العديد من الأنشطة القتالية غير النمطية لمكافحة المجموعات الإرهابية المنظمة وتحرير الرهائن والمحتجزين واقتحام السفن المشتبه بها والإغارة على الأهداف السياحية المعادية، والتي عكست المستوى المتميز لكافة العناصر المشاركة وقدرتها على العمل الجماعي، وصولاً لأعلى معدلات الكفاءة والاستعداد لتنفيذ أي مهام مشتركة تحت مختلف الظروف وتم التخطيط والإعداد للتدريب استناداً للتحديات الإرهابية التي تواجه الأمن والاستقرار في المنطقة، وشملت المرحلة الرئيسية تنفيذ عملية شاملة لاقتحام مدينة حدودية مأهولة بالسكان تسللت إليها بعض الجماعات الإرهابية المسلحة، وقيام عناصر مشتركة من القوات الخاصة من الصاعقة والمظلات والوحدات الخاصة البحرية المصرية والأردنية بفرض السيطرة الكاملة وعزل المدينة الحدودية واقتحامها من اتجاهات متعددة براً وبحراً لتطهيرها من العناصر الإرهابية المسلحة وتحرير الرهائن المحتجزين بمعاونة الأفرع الرئيسية وقوات التدخل السريع وعناصر الدعم .

تدريب مصري أردني
و استعرض اللواء أح   أحمد وصفى رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة المصرية  ملخص الفكرة التكتيكية والتعبوية للتدريب، وأبرز الأنشطة والفعاليات التي نفذتها العناصر المشاركة من الجانبين  وأعقب ذلك  عرض فيلم تسجيلي  تضمن مراحل الإعداد والتنفيذ للمناورة بدءً من وصول القوات الأردنية، والتدريب المسبق على الموضوعات العامة والتخصصية وتنفيذ الرمايات غير النمطية داخل ميادين التدريب المختلفة، كذلك إجراءات التحضير والتجهيز للأفراد والأسلحة والمعدات التي سيتم إسقاطها وإبرارها جواً باستخدام طائرات النقل والهليكوبتر إلى المناطق المخططة وبدأت المرحلة الرئيسية بدفع الطائرات الموجهة بدون طيار وطائرات المعاونة الجوية لتنفيذ أعمال الاستطلاع والتصوير الجوي لطبيعة وأوضاع ونشاط العناصر الإرهابية داخل المدينة، ودفع المجموعات المدربة على أعمال الاستطلاع لتدقيق المعلومات المتوفرة عن حجم وتسليح العناصر الإرهابية وتأكيد أماكن تمركزها .
وقامت تشكيلات من الطائرات الهليكوبتر بتنفيذ الإسقاط والإبرار الجوى للمجموعات القتالية من وحدات المظلات المصرية والأردنية لتطويق المدينة لتهيئة أنسب الظروف لدفع القوة الرئيسية من المجموعات القتالية من الصاعقة والمظلات للهجوم على المدينة من عدة اتجاهات ومداهمة المنشآت والمباني التي تسيطر عليها العناصر الإرهابية والقضاء عليها، ومنع هذه العناصر من التسلل والهروب خارج المدينة المحاصرة، وذلك تحت ستر طائرات القتال والهليكوبتر الهجومي من طراز الأباتشي وقامت العناصر الخاصة من وحدات مقاومة الإرهاب المصرية والأردنية بتنفيذ إغارة خاطفة وسريعة لتصفية عدد من القيادات الإرهابية التي تم رصدها أثناء التسلل إلى المدينة لدعم العناصر الإرهابية، كما قامت مجموعات أخرى باقتحام أحد المنشآت التي تحصنت بها العناصر الإرهابية المسلحة واستخدام عدد من السكان المحليين كدروع بشرية، ونجحت القوات بما تملكه من مهارات ميدانية وقتالية وقدرات فنية وبدنية عالية فى السيطرة على الموقف والتعامل مع العناصر الإرهابية بعد تدقيق قواعد الاشتباك لمنع حدوث أي خسائر بين الرهائن والمحتجزين .

تدريب مصري أردني
ودفع مجموعات الاقتحام لقوات التدخل السريع من الوحدات الميكانيكية والمدرعة وعناصر المقذوفات والمدفعية لفرض السيطرة الكاملة على المدينة الحدودية، ومطاردة وتدمير المركبات الهاربة وسيارات الدفع الرباعي الخاصة بالعناصر الإرهابية، في ظل أعمال الحماية الجوية لطائرات القتال والهليكوبتر الهجومي التي قامت بالتعامل مع الأهداف المكتشفة وتدمير مناطق التكديسات الإدارية والأسلحة والذخائر الخاصة بالعناصر الإرهابية، مع اتخاذ كافة التدابير والإجراءات لضمان الحفاظ على أرواح المواطنين الأبرياء وعدم تأثرهم من سير العمليات  وتزامنت المرحلة مع تنفيذ الوحدات الخاصة البحرية المصرية والأردنية عدد من الأنشطة البارزة شملت الإغارة على عدد من الأهداف الساحلية المعادية والاشتباك معها وتدميرها، نفذتها عناصر من الضفادع البشرية والصاعقة البحرية باستخدام اللانشات السريعة  وقيام المجموعات القتالية باعتراض إحدى السفن التجارية المشتبه بوجود أسلحة وذخائر بداخلها لدعم العناصر الإرهابية عبر الساحل، وتنفيذ إجراءات حق الزيارة والتفتيش للسفينة باستخدام الطائرات الهليكوبتر والزوارق السريعة، والتي أظهرت المستوى المتميز لعناصر الوحدات الخاصة من الجانبين في تنفيذ المهام ذات الطبيعة الخاصة التي يكلفون بها تحت مختلف الظروف .
وفى نهاية التدريب أشاد الفريق أول  صدقى صبحى بالمستوى المتميز لكافة العناصر المشاركة من مصر والمملكة الأردنية الهاشمية، والتي أكدت النجاح في تحقيق كافة الأهداف المخططة للتدريب المشترك، وأعطت الثقة الكاملة في القدرات والإمكانات القتالية والفنية التي تتمتع بها تلك القوات لتنفيذ أي مهام تسند إليها دفاعاً عن ركائز الأمن القومى المصرى والعربي.

تدريب مصري أردني
ونقل الفريق أول الركن  مشعل محمد الزبن تحيات الملك عبد الله الثانى القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية إلى الرئيس  عبد الفتاح السيسى والشعب المصرى والقوات المسلحة المصرية  وأكد على  أن العلاقات الأردنية المصرية علاقات راسخة حيث قدم الأردن العديد من الشهداء وقدم الشعب المصرى العديد من البطولات والتضحيات لخدمة الأمة العربية  وأن التدريب يمثل جزء من التعاون العسكري لكلا البلدين ويقدم رسالة لكل من تسول له نفسه تهديد مصر أو الأردن أو أي دولة عربية شقيقة مؤكداً أهمية مثل هذه التدريبات بين الدول العربية الشقيقة لخدمة العمل العربي المشترك وحضر المرحلة قادة الأفرع الرئيسية وكبار قادة القوات المسلحة المصرية والأردنية وعدد من المراقبين والملحقين العسكريين بعدد من الدول الصديقة والشقيقة .

تدريب مصري أردني
يذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي دائما ما يؤكد على ضرورة مكافحة الارهاب ودور الجيش المصرى الهام في ذلك،  حيث قال  خلال لقاء سابق  بعدد من قيادات الجيش والشرطة والشخصيات السياسية إن ميزانية تقدر بعشرة مليارات جنيه مصري (نحو 1.4 مليار دولار) خصصت للتنمية ومكافحة الإرهاب بسيناء  أن  القوات المسلحة بسيناء ستعمر وتبنى، كما ستحارب وتواجه الإرهاب، مطالبا الفريق أسامة عسكر قائد المنطقة الموحدة لشرق القناة ومكافحة الإرهاب، بأن يعمل على ألا يتكرر ما وقع في سيناء من هجمات.
 وقال مصدر عسكري إن "تعزيزات وآليات عسكرية جديدة وصلت إلى محافظة شمال سيناء ضمن الخطة الأمنية الجديدة و أن الخطة الجديدة، التي تم إعدادها بالتعاون مع وزارة الداخلية، ستتضمن إضافة قوات عاملة جديدة إلى مسرح العمليات في شمال سيناء، كما أنه سيتم اعتماد "أرتال" عسكرية ضخمة متحركة بدلا من الكمائن الثابتة في شمال سيناء على مدار 24 ساعة يوميا  وأنه بموجب الخطة والتكتيكات الجديدة للجيش المصري في سيناء، سيتم إعادة انتشار عناصر الجيش المصري في المنطقة بشكل يتناسب مع تحركات الجماعات المسلحة. 

مما سبق نستطيع أن نؤكد على أن القوات المسلحة المصرية لا تتوقف عن ملاحقة الإرهابيين والقضاء عليهم  كما  أنها لا تتوقف ايضا عن التدريب المستمر لزيادة كفاءة عملها وتطويره من أجل القضاء على أي اخطار قد يهدد الأمن القومى المصري.

شارك