معركة إعدام النمر تشتعل.. دول الخليج تُعلن دعمها للسعودية والشيعة تنتفض

السبت 02/يناير/2016 - 05:26 م
طباعة معركة إعدام النمر
 
في خطوة متوقعة وبرسالة شديدة اللهجة "لن نتهاون مع أي معارضة عنيفة"، أعدمت المملكة العربية السعودية اليوم السبت 2 يناير 2016، 47 شخصًا أدينوا في هجمات لتنظيم القاعدة في السعودية منذ عقد مضى.
 وكان أبرز الذين أعدموا رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر، في رسالة موجهة فيما يبدو للجهاديين والمحتجين الشيعة مفادها أن المملكة لن تتهاون مع أي معارضة عنيفة.
معركة إعدام النمر
واتهم الشيعة الأربعة الذين أعدموا، بإطلاق الرصاص على رجال شرطة خلال احتجاجات مناهضة للحكومة في السنوات الأخيرة.
ويأتي إعدام النمر ليؤجج التوترات بين المملكة العربية السعودية وإيران، خاصة أن الأخيرة كانت حذرت الرياض من الإقبال على هذه الخطوة، قائلة: "إعدام النمر سيكلف السعودية غاليًا"، فيما مضت السعودية غير مكترثة لهذه التهديدات وتأكيدًا على استقلال قرارها وهيبتها السياسية في المنطقة.
ونفذت الإعدامات في 12 مدينة سعودية وأربعة سجون، وأعدم البعض رميا بالرصاص والبعض بحد السيف. وعلقت الجثث بعد ذلك على مشانق في أقصى عقوبة بالمملكة، وسرعان ما أدانت إيران إعدام النمر وقال سكان: "إن الشرطة السعودية شددت الإجراءات الأمنية في منطقة تقطنها أغلبية شيعية خشية اندلاع احتجاجات".
ويبدو أن الإعدامات تهدف أساسًا إلى إثناء السعوديين عن الدخول في تيار التطرف بعد هجمات بالقنابل والرصاص نفذها متشددون سُنَّة في السعودية خلال العام الماضي، وأسفرت عن مقتل العشرات وبعد دعوة تنظيم الدولة.
وهذا أكبر عدد يُنَفذ فيه حكم الإعدام لمثل هذه الجرائم في السعودية منذ عام 1980 حين أعدمت المملكة 63 متشددًا اقتحموا الحرم المكي في العام السابق.
من جانبها رحبت دول الخليج بالموقف السعودي؛ حيث أعلن الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية تأييد دولة الإمارات الكامل ووقوفها الراسخ والمبدئي مع المملكة العربية السعودية، فيما تتخذه من إجراءات رادعة لمواجهة الإرهاب والتطرف.
وأكد أن ما اتخذته المملكة يعد رسالة واضحة ضد الإرهاب ودعاة ومثيري الفتنة والفرقة والاضطرابات الذين يسعون لتمزيق وحدة المجتمع وتهديد السلم الاجتماعي في المملكة، كما تثبت عزم المملكة الصارم والحاسم على المضي قدمًا لوأد ونزع فتيل الإرهاب والتطرف واقتلاعه من جذوره، وردع كل من تسول له نفسه محاولة إثارة الفتن والقلاقل أو العبث بأمن واستقرار المملكة.
كما أكد أن قيام المملكة العربية السعودية بتنفيذ الأحكام القضائية بحق المدانين هو حق أصيل لها بعد أن ثبت عليهم بالأدلة والبراهين الجرائم التي ارتكبوها، وأن ما قامت به المملكة إجراء ضروري لترسيخ الأمن والأمان لكافة أبناء الشعب السعودي والمقيمين على أرضها.
فيما جددت مملكة البحرين، موقفها الراسخ والمبدئي المتضامن مع السعودية الشقيقة ووقوفها إلى جانبها في كافة ما تتخذه من إجراءات رادعة ولازمة لمواجهة العنف والتطرف.
وأكدت المملكة في بيان على "أن المملكة العربية السعودية الشقيقة تعد ركيزة الأمن العربي والاسلامي، وأن دور المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود هو دور حيوي ورئيسي لاستقرار المنطقة والعالم بأسره، وحل كافة الأزمات التي تواجه المجتمع الدولي وفي مقدمتها الإرهاب"،  كما أكدت البحرين على أن قيام المملكة العربية السعودية بتنفيذ الأحكام القضائية بحق من ثبت عليهم بالأدلة والبراهين الجرائم المنسوبة إليهم هي خطوة ضرورية ومهمة للحفاظ على أمن وأمان كافة أبناء الشعب السعودي والمقيمين على أرضها وردع كل من تسول له نفسه محاولة إثارة الفتن والقلاقل أو العبث بأمن واستقرار المملكة العربية السعودية.
معركة إعدام النمر
موازاة  لذلك، انتقدت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا" التابعة لنظام بشار الأسد، إعدام النمر، معتبرة أن المملكة تفتقر إلى أدنى مبادئ الديمقراطية.
وزعمت الوكالة، التي تعبر عن الموقف الرسمي السوري، أن حكم الإعدام على النمر جاء بسبب ما وصفتها بـ معارضته لسياسة الاستبداد والقمع التي تنتهجها السعودية.
وهاجمت الوكالة السورية السياسة السعودية التي تدعم- بحسب الوكالة- التنظيمات الإرهابية التي ترتكب الجرائم بحق أبناء سورية والعراق واليمن ومصر ولبنان وليبيا وغيرها من دول المنطقة.
يشار إلى أن السعودية دعمت المعارضين السوريين الذين انتفضوا لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
في نفس السياق، عبر حزب الله اللبناني في بيان عن إدانته لما وصفه بـ"اغتيال" المعارض الشيعي نمر النمر في السعودية، إثر إعدامه تنفيذا لحكم قضائي، واعتبر أن السعودية أعدمته؛ لأنه "صدح بالحق وجهر بالصواب".
وأدان الحزب ما وصفه بأنه "اغتيال" رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر في السعودية.
وقالت الجماعة في بيان: "يدين حزب الله بشدة الجريمة النكراء التي ارتكبها النظام السعودي والمتمثلة باغتيال العالم الكبير المجاهد الشيخ نمر باقر النمر بحجج واهية وأحكام فاسدة وادعاءات فارغة، لا تستقيم على منطق ولا تدخل بميزان عدل."
وجاء أيضًا في البيان: "السبب الحقيقي الذي دفع السلطات السعودية إلى الحكم بإعدام الشيخ النمر هو أنه صدع بالحق وجهر بالصواب وطالب بالحقوق المهدورة لأبناء شعب مظلوم محكوم بالاستبداد والجهل ومسلوب الحقوق والثروات، من قبل مجموعة فاسدة لا ترعى في خلق الله إلاّ ولا ذمة".
وقال نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي السابق والسياسي البارز الذي تربطه صلات بإيران: "إن إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر اليوم السبت سيطيح بالنظام السعودي".
معركة إعدام النمر
وأضاف في بيان: "إننا إذ نستنكر هذا العمل الإرهابي الآثم وندين بشدة هذه الممارسات الطائفية المقيتة، نؤكد أن جريمة إعدام الشيخ النمر ستطيح بالنظام السعودي مثلما أطاحت جريمة إعدام الشيخ الصدر بنظام صدام." وكان رجل الدين الشيعي البارز محمد باقر الصدر قد أُعدم في عام 1980.
ومن جهته، قال همام حمودي العضو الشيعي البارز في مجلس النواب العراقي، والذي تربطه صلات بإيران: "إن إعدام السعودية لرجل الدين الشيعي نمر النمر يخدم مصالح تنظيم "داعش"".
وأضاف حمودي العضو في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي: "إن إعدام النمر خدمة لتنظيم "الدولة الإسلامية" الذي سعى لتوسيع نفوذه من خلال إذكاء الحروب الطائفية".
من جانب آخر، قال شاهد عيان: "إن عشرات من المواطنين الشيعة نظموا مسيرة في القطيف بالمنطقة الشرقية في السعودية اليوم السبت احتجاجًا على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي نمر النمر".
وردد المحتجون: "يسقط آل سعود"، بينما كانون يسيرون من قرية العوامية، وهي مسقط رأس النمر إلى القطيف وهي المنطقة السعودية الوحيدة التي تقطنها غالبية شيعية.
وتوقع محللون بأن إعدام الشيعة الأربعة كان يهدف لأن يوضح للأغلبية السُّنِّيَّة في السعودية أن الحكومة لا تفرق بين العنف السياسي الذي يرتكبه أبناء الطائفتين.

شارك

موضوعات ذات صلة