الاتفاق الروسي – السوري.. مزيد من الدعم أم فرض للوصاية؟

الإثنين 18/يناير/2016 - 09:05 م
طباعة الاتفاق الروسي –
 
تشكل الاتفاقية السرية الموقعة بين موسكو والنظام السوري  والتي لم تصبح سرية بعد أن سربها الروس، أحد أهم حلقات الصراع في سوريا، لما تتضمنه من بنود تسمح لموسكو  بالبقاء في سوريا إلى أجل غير مسمى مع  إدارة شؤونها بدون تدخل النظام، وضمان عدم اعتقال أحد منها أو حتى استجوابهم مما يثير التساؤلات حول نتائجها باعتبارها دعمًا جديدًا للنظام السوري أم  نوع جديد من فرض الوصاية .  

الاتفاق الروسي –
الاتفاقية نصت على ما يلي: 
عملا باتفاق الصداقة والتعاون الموقع بين اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية والجمهورية العربية السورية في 8 أكتوبر 1980، وباتفاقية وزارتي الدفاع في البلدين حول التعاون العسكري الموقعة في 7 يوليو 1994، وانطلاقا من التوجه المشترك للدفاع عن سيادة ووحدة وأمن روسيا الاتحادية والجمهورية العربية السورية، وإدراكًا بأن تواجد المجموعات الجوية الروسية على أراضي الجمهورية العربية السورية يلبي أهداف دعم السلام والاستقرار في المنطقة، ويتسم بطابع دفاعي وليس موجها ضد بلدان أخرى، وتأكيدا على الهدف المشترك في مكافحة الإرهاب والتطرف، وإيقانا بضرورة تنسيق الجهود لمواجهة المخاطر الإرهابية.
اتفقا على ما يلي:
باب (1) 
الاتفاق الروسي –
المجموعات الجوية الروسية:
تشكيلات عسكرية تابعة للقوات المسلحة الروسية، مع الأسلحة والمعدات العسكرية والخاصة والمنشآت الضرورية لضمان الأمن والمعيشة بكل المستلزمات المادية لها وكل الممتلكات الأخرى التي تقع في أماكن الانتشار على أراضي الجمهورية العربية السورية.
ممتلكات المجموعات الجوية الروسية غير المتحركة:
هي الأراضي الواقعة في الجمهورية العربية السورية المسلمة إلى روسيا الاتحادية للاستخدام، وتشمل المنشآت والعقارات الواقعة في أماكن انتشار المجموعات الجوية الروسية، وبينها المباني وملحقاتها وكل المنشآت الأخرى القائمة على الأراضي والتي ستتعرض إلى أضرار في حال تم نقلها من أماكن انتشار المجموعات الجوية الروسية. والتي يتم تسليمها إلى الجانب الروسي أو تقع أصلا في ملكية روسيا الاتحادية، ويتم استخدامها لتنفيذ مهمات المجموعات الجوية الروسية.

الاتفاق الروسي –
أماكن انتشار المجموعات الجوية الروسية:
الأراضي المسلمة إلى الجانب الروسي بناء على هذا الاتفاق وتكون مخصصة لاستخدام المجموعات الجوية الروسية.
الباب 2
موضوع الاتفاق
1- ينشر الجانب الروسي بطلب من الجانب السوري مجموعات جوية روسية في أراضي الجمهورية العربية السورية.
2-  أماكن انتشار المجموعات الجوية الروسية وممتلكات المجموعة غير المتحركة المسلمة للجانب الروسي يتم تحديدها في بروتوكول خاص ملحق بالاتفاق.
3- يقدم الجانب السوري مطار حميميم (ريف اللاذقية) لتمركز المجموعات الجوية الروسية بكل منشآته التحتية وملحقاته وكذلك الأراضي اللازمة لتنفيذ المهمات ويتم الاتفاق بشأنها بين الجانبين.
4- الجانب الروسي يستخدم مطار حميميم بكل منشآته وبناه التحتية وقطع الأراضي التي يتفق عليها من دون أي مقابل.
5- نشاط المجموعات الجوية الروسية يجري وفقا لقرارات قائد المجموعات الجوية الروسية وفي إطار اتفاق بين الجانبين.
الباب 3
الهيئات المخولة
1- الهيئات المخولة التي تمتلك صلاحيات للجانبين هي:
من جانب روسيا الاتحادية وزارة الدفاع في روسيا الاتحادية.
من جانب الجمهورية العربية السورية وزارة الدفاع في الجمهورية العربية السورية.
2- يقوم كل من الجانبين بإبلاغ الطرف الآخر بشكل خطي وعبر القنوات الدبلوماسية في حال تم إدخال أي تعديلات على الجهات المخولة تنفيذ هذا الاتفاق.
3-  قائد المجموعات الجوية الروسية يعتبر ممثلا لوزارة دفاع روسيا الاتحادية وله صلاحيات تسوية كل المسائل المتعلقة بنشاط المجموعات الجوية الروسية.

الاتفاق الروسي –
الباب 4
قوام المجموعات الجوية الروسية
1- قوام (أشكال وطرازات الطائرات والأسلحة والمعدات الحربية وتعداد الأفراد) المجموعات الجوية الروسية يتم تحديده بالاتفاق مع الجانب السوري.
2-  إدارة وتنظيم نشاط وعمل المجموعات الجوية الروسية يتم التخطيط له وإقراره وإدخال أي تعديلات لازمة عليه من جانب الهيئة الروسية المخولة وتقوم هي بإشعار الجانب السوري.

الاتفاق الروسي –
الباب 5
إحضار وإرسال الممتلكات واستقدام وإعادة الأفراد
1- يمتلك الجانب الروسي حق إدخال أو إخراج من وإلى أراضي الجمهورية العربية السورية أي أسلحة أو ذخائر أو معدات أو مواد أخرى لازمة لتلبية مهمات المجموعات الجوية الروسية وضمان أمن أفرادها ومتطلباتهم المعيشية من دون دفع أي ضرائب أو تعرفات للجانب السوري.
2-  كل الممتلكات المتحركة والمنشآت التي ينشرها الجانب الروسي في مطار حميميم تعتبر ملكية لروسيا الاتحادية.
3-  أفراد المجموعات الجوية الروسية يتنقلون عبر حدود الجمهورية العربية السورية من دون عوائق وباستخدام الوثائق المعتمدة لمغادرة أراضي روسيا الاتحادية ولا يمكن توقيفهم أو تعرضهم لتفتيش من جانب حرس الحدود أو الهيئات الجمركية في الجمهورية العربية السورية.
الباب 6
الحصانات والامتيازات
1- أفراد المجموعات الجوية الروسية سوف يحترمون خلال تواجدهم على أراضي الجمهورية العربية السورية القوانين والعادات والأعراف المعمول بها، والتي يتم تعريفهم بها لدى وصولهم إلى الجمهورية العربية السورية.
2-  المجموعات الجوية الروسية لديها حصانة كاملة من أي ملاحقات مدنية أو إدارية تنص عليها القوانين السورية والمنشآت المتحركة والثابتة كذلك تتمتع بحصانة كاملة.
وممثلو هياكل السلطة السورية لا يحق لهم دخول أماكن انتشار المجموعات الجوية الروسية من دون موافقة قائدها وأرشيف المجموعات الجوية الروسية وكل الوثائق المملوكة لها لديها حصانة كاملة في أي مكان توجد فيه.

الاتفاق الروسي –
3- أفراد المجموعات الجوية الروسية وقائدها وكل أفراد عائلاتهم يتمتعون بحصانة كاملة وامتيازات مطابقة لتلك التي تمنح لممثلي البعثات الدبلوماسية وأفراد عائلاتهم وفقا لمعاهدة فيينا حول العلاقات الدبلوماسية الموقعة في 18 ابريل 1961.
4-  وسائل النقل والقطع الجوية التابعة لروسيا الاتحادية والمستخدمة لصالح المجموعات الجوية الروسية تتمتع بحصانة كاملة ولا تتعرض للتوقيف أو التفتيش أو الاحتجاز أو المصادرة أو أي تدابير أخرى.
الباب 7
تسوية الشكاوى
1- الجمهورية العربية السورية لا تتقدم بأي شكاوى أو مطالبات ضد روسيا الاتحادية أو المجموعات الجوية الروسية أو أفراد وحداتها ولا تقيم أي ملاحقات تتعلق بنشاط المجموعات الجوية أو طواقم أفرادها.
2-  تأخذ الجمهورية العربية السورية على عاتقها تسوية أي مطالبات أو شكاوى يمكن أن ترفعها أطراف ثالثة في حال تعرضت لأضرار بسبب نشاط المجموعات الجوية الروسية في سورية.

الاتفاق الروسي –
الباب8
الإعفاء الضريبي
تعفي الجمهورية العربية السورية المجموعات الجوية الروسية من كل أشكال الضرائب المباشرة أو غير المباشرة.
الباب 9
التعديلات
يمكن إدخال تعديلات أو إضافات على هذا الاتفاق على شكل بروتوكول إضافي وباتفاق بين الجانبين.
الباب 10
تسوية التباينات في وجهات النظر

كل التباينات في وجهات النظر المتعلقة بعمل أو تفسير بنود هذا الاتفاق يتم تسويتها بين الطرفين عبر المشاورات.
الباب 11
دخول الاتفاق حيز التنفيذ
هذا الاتفاق يبدأ تنفيذه منذ تاريخ توقيعه مؤقتا، ويكون نافذا فور تبادل الجانبين عبر القنوات الدبلوماسية إخطارا بتطبيق التدابير الداخلية المتعلقة بعمل الاتفاق لدى الجانبين.

الاتفاق الروسي –
الباب 12
أمد الاتفاق وآلية إنهاء العمل به
هذا الاتفاق يعقد لأمد غير محدد.
في حال رغب أحد الجانبين بإنهاء العمل بأحكام هذا الاتفاق يتوجب عليه إبلاغ الجانب الآخر خطيا. وفي هذه الحال يسري 
إنهاء العمل بالاتفاق بعد مرور عام واحد على تلقي الإشعار الخطي.
 وتم الاتفاق في دمشق بتاريخ 26 أغسطس 2015 في نسختين أصليتين كل منهما وضعتا باللغتين الروسية والعربية، ويمتلك كل من النصين المتطابقين ذات القوة القانونية.
 وقال مسؤول عسكري روسي إن هناك فرقاً بين الوجود الروسي الذي بات إلى أجل غير محدد والعمليات العسكرية المرتبطة بالمعارك لاستعادة السيطرة على مناطق المعارضة،  وأن روسيا تحقق نتائج على الأرض وإن كان ذلك في بطء وأن هدفها المقبل هو حصار حلب وعزلها عن تركيا، والحديث عن الحل السياسي هو لشراء الوقت قبل فرض الحل الروسي  وإن موسكو تسعى لفرض رؤيتها للحل السياسي على جميع الأطراف بعدما باتت ٩٩ في المئة من خيوط اللعبة في أيديها ، وفق المسؤول القريب من موسكو و تريد تطبيق القرار الدولي ٢٢٥٤ وفق تفسيرها، وهو تشكيل حكومة وحدة – انتقالية تمهّد لدستور جديد يؤدي إلى انتخابات جديدة. الدستور الجديد، الذي لن تكون للنظام كلمة كبرى فيه، سيكون مفتاح الحل وسيحدد طبيعة النظام السياسي الجديد، رئاسياً أم برلمانياً أم مختلطاً، وما إذا كان الرئيس سينتخب في البرلمان أو بشكل مباشر

الاتفاق الروسي –
مما سبق يمكن التأكيد على أن الاتفاقية بلا شك تخدم مصالح النظام السوري وتدعم نفوذه بعد أكثر من 4 أعوام  من الإنهاك  في صراعه مع فصائل المعارضة،  وتسمح للدولة النووية بنشر قواتها في بلد بعيد جغرافياً عنها،  بل وتفرض شروطها وهو ما تم بالفعل عند التوقيع عليها من قبل الرئيس السوري بشار الأسد في 26 أغسطس، وأن زيارة الأسد الى موسكو في أكتوبر 2016م كانت  لتأكيد التزامه بالاتفاق،  فهل ستحقق هذه الاتفاقية المزيد من النفوذ للأسد أم ستكون وصاية جديدة على دمشق؟

شارك