موسكو والأمم المتحدة يوسعان من مباحثات سلام الأزمة السورية رغم خلافات المعارضة
الثلاثاء 26/يناير/2016 - 09:34 م
طباعة
كل يومٍ يتزايد الاهتمام بالمباحثات السياسية لحل الأزمة السورية بالرغم من العراقيل التي تمنع استكمال المباحثات كما تتمناها الأمم المتحدة والقوى الدولية، واليوم وجهت الأمم المتحدة رسميا دعوات للحكومة السورية والمعارضة للمشاركة في محادثات السلام المقرر أن تبدأ في جنيف يوم الجمعة، في الوقت الذى لم تتضح في الرؤية بشأن المدعوين أو عدد الجماعات التي قد تشارك.
ستيفان دي ميستورا
ووجه مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا دعوات إلى المشاركين السوريين وفقا للمعايير التي وردت في قرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015، والإشارة إلى أن المحادثات بين السوريين في 29 من يناير 2016 في جنيف."
يأتي ذلك في الوقت الذى أثارت فيه المعارضة السورية الشكوك فيما إذا كانت ستشارك المباحثات أم لا، إلا أنها اتهمت الولايات المتحدة بتبني أفكار إيران وروسيا بشأن حل الصراع، ومن المقرر أن تجتمع المعارضة السورية المدعومة من السعودية لتقرر ما إذا كانت ستحضر المحادثات أم لا قبل بدء مفاوضات تستمر شهورا مع مندوبين في قاعات منفصلة.
من جانبه قال أسعد الزعبي رئيس فريق التفاوض إنه ليس متفائلا حيال محادثات السلام المقبلة لكن القرار النهائي سيتخذ خلال اجتماع المعارضة في الرياض، وقال الزعبي المقرر أن يرأس وفد المعارضة في المحادثات إنه لن تكون هناك مفاوضات دون تنفيذ خطوات لبناء الثقة ومنها إطلاق سراح معتقلين، كاشفا أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري طرح أفكار إيران وروسيا بشأن سوريا في اجتماع عقده في الفترة الأخيرة مع الزعيم المعارض رياض حجاب.
وأضاف "في اللقاء مع الدكتور رياض حجاب تحدث عن أن السيد كيري نقل بعض النقاط من المذكرة الإيرانية أو من الفكرة الإيرانية وكذلك بعض النقاط من الفكرة الروسية نقلت تماما إلى السيد رياض حجاب ولم تكن مريحة بالنسبة لنا أن تتبنى أمريكا ولو بشكل نظري أو بشكل جزئي ما جاء على الورقتين الإيرانية والروسية."
لافروف
بينما قال أحمد فوزي المتحدث باسم الأمم المتحدة للصحفيين في جنيف إن المحادثات ستكون غير مباشرة دون تغطية إعلامية واسعة
على الجانب الآخر قالت الحكومة السورية التي تكسب أراضي من المعارضة بدعم من ضربات جوية روسية وقوات برية إيرانية إنها ستحضر المحادثات.
وحث المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا مايكل راتني المعارضة على حضور المحادثات، وقال "نصيحتنا للمعارضة السورية هي أن تستفيد من هذه الفرصة باختبار نوايا النظام وأن تكشف أمام الرأي العام الدولي من هي الأطراف الجادة في التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا ومن هي الأطراف غير الجادة."
من جانبها تسعى موسكو إلى توسيع وفد المعارضة ليضم فصيلا كرديا قويا يسيطر على مناطق شاسعة في شمال سوريا، لكن المعارضة العربية السنية تقول إن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي يجب أن يشارك باعتباره جزءا من وفد الحكومة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن من المستحيل التوصل لاتفاق سلام في سوريا دون دعوة الأكراد للمشاركة في عملية التفاوض، وأضاف في مؤتمره الصحفي السنوي أن منع السوريين الأكراد من المشاركة في محادثات السلام سيكون "جائرا" و"سيأتي بنتائج عكسية"
محاولات لجمع المعارضة السورية
وتماشيا مع هذا الموقف حصل بعض الأشخاص الذين تدعم روسيا حضورهم محادثات السلام المقترحة بشأن سوريا على دعوات من الأمم المتحدة لحضور المحادثات، وقالت رندا قسيس رئيسة حركة المجتمع التعددي إنها دعيت مع هيثم مناع وصالح مسلم والهام أحمد وقدري جميل وأن الدعوات وجهت بشكل فردي.
على الجانب الاخر يري محللون أن تركيا التي تعد داعمة رئيسية للمعارضة ستثير كثير من المشكلات في حال مشاركة قوات تابعة لحزب الاتحاد الكردي، خاص وان اسطنبول أعلنت كثيرا أنها تعارض مشاركة وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، بعد أن أصبحت وحدات حماية الشعب شريكا مهما في القتال الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش
وترى تركيا الوحدات باعتبارها امتدادًا لحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره منظمة إرهابية، وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو "الذين يعتبرونهم شريكا شرعيا لا يعيشون واقع المنطقة. لا يمكن لأحد أن يقنعنا بأن هؤلاء الناس يسعون للسلام."
وفى هذا السياق قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن تركيا ستقاطع محادثات السلام السورية المزمعة هذا الأسبوع إذا دُعي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي إليها ضمن فريق التفاوض، وأضاف في مقابلة مع تلفزيون (إن.تي.في) إن حزب الاتحاد الديمقراطي- الذي يقاتل تنظيم داعشويحصل على دعم عسكري من الولايات المتحدة- هو منظمة إرهابية وليس له مكان مع المعارضة على طاولة المفاوضات.
في الوقت الذى أكد فيه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن مفاوضات سلام سورية بلا تمثيل للأكراد لن تأتي بأي نتائج، وايمانه الكامل بأن أي عملية سياسية لن يشارك فيها الأكراد السوريون، لن تؤدي إلى أي نتائج.
أضاف بقوله "نحن نسمع في الآونة الأخيرة عن شكوك لدى عضو واحد فقط في مجموعة دعم سوريا حول توجيه أو عدم توجيه الدعوة إلى الأكراد، وتحديدا إلى حزب الاتحاد الديمقراطي، لكنني أنطلق من أنه من المستحيل أن تؤدي مفاوضات تجري بلا هذا المشارك، إلى النتيجة المرجوة المتعلقة بالتسوية السياسية النهائية في سوريا".
أعاد لافرورف إلى الأذهان أن الأكراد يمثلون قرابة 15% من سكان سوريا، ويسكنون في منطقة شاسعة ذات أهمية استراتيجية، مشددا على أنه لا تفويض لروسيا والولايات المتحدة لتشكيل وفد المعارضة السورية إلى المفاوضات مع دمشق والتي يجب أن تنطلق في جنيف.
وتصر الأطراف الدولية على إنهاء الأزمة السورية بشكل سلمي منعا لتفاقم الأحداث في حال استمرار الخيار العسكري، خاصة وأن أمريكا لوحت كثيرا بالحلول العسكرية ومعها السعودية وتركيا، إلا أن موسكو نجحت في تمرير قرار عبر الامم المتحدة يؤكد على تعزيز الحلول السياسية للأزمة السورية.
نيكولاي باتروشيف
وفى هذا السياق أكد نيكولاي باتروشيف سكرتير مجلس الأمن الروسي أنه كلما قصرت مدة العملية العسكرية الروسية في سوريا كان ذلك أفضل، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة "حل مسائل معينة" أولا.
أكد على انه في سوريا توجد مسائل يجب علينا أن نحلها بالضرورة، وهو أمر سيتطلب وقتا معينا. لكن كلما قصرت مدة العملية العسكرية كان ذلك أفضل".
شدد على أن توسيع دائرة نشاط التنظيمات الارهابية يخلق مخاطر تهدد أمن دول كثيرة، بينها روسيا، في ضوء توسيع "داعش" و"القاعدة" و"جبهة النصرة" لأنشطتها في شمال إفريقيا والشرق الأوسط حدثت الكثير من المشكلات، مشيرا إلى أن هزيمة الجمهورية العربية السورية في الحرب وتفككها المحتمل، فسيؤدي حتميا إلى تعزيز مواقف تلك التنظيمات الإرهابية وإلى توجهها لاستهداف الأراضي الروسية".
وذكر بأنه سبق لروسيا أن واجهت الإرهابيين الدوليين في أراضيها، ولا يجوز لها أن تسمح بذلك بتسللهم إلى داخل البلاد مجددا. وأوضح: "ولهذا نحن نحارب الإرهاب خارج أراضي بلادنا، مضيفا بقوله " مهمتنا في سوريا تكمن بالدرجة الأول في حماية مصالحنا، لكننا ندافع أيضا عن أمن الدول الأخرى في العالم من خطر الإرهاب الدولي".
