خسائر كبيرة للحوثيين في صنعاء.. ودعم من التحالف لتحرير تعز

السبت 30/يناير/2016 - 08:15 م
طباعة خسائر كبيرة للحوثيين
 
واصل طيران التحالف العربي غاراته على مواقع الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في عدة مناطق باليمن، مع هجمات جديدة لتنظيم "داعش" في اليمن، مع استعدادات قوية للتحالف والجيش الوطني لتحرير تعز والجوف.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
وعلى الصعيد الميداني، نجحت المقاومة الشعبية في اليمن في تطهير مواقع جديدة بمديرية نهم القريبة من العاصمة صنعاء من قبضة الميليشيات، من بينها وادي غول القدح، وجبل الكثيب ونقيل الشقرة بعد معارك عنيفة.
أما في صنعاء، فجدد طيران التحالف غاراته على مواقع ميليشيات الحوثي والمخلوع في مواقع عدة، واستهدفت الغارات مواقع عسكرية خاضعة لسيطرة المتمردين في العاصمة اليمنية، منها معسكر جبل النهدين قرب دار الرئاسة، إضافة إلى مقر قوات الأمن الخاصة ومبنى الاتصالات العسكرية.
إلى ذلك، أحرزت المقاومة الشعبية تقدمًا جديدًا في جبهة ضباب غرب تعز التي وصلتها، الجمعة، تعزيزات عسكرية أرسلها التحالف العربي.
كما ذكر المكتب الإعلامي لقائد المقاومة الشعبية في تعز حمود المخلافي أن قوات من المقاومة تحركت من عدن باتجاه تعز، مشيراً إلى أنه ستبدأ رسميا مرحلة التهيئة العامة والنفير لفك الحصار عن مدينة تعز، وتحرير المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
يذكر أن المخلافي ومحافظ تعز وقيادة السلطة المحلية اختتموا اجتماعًا في عدن مع نائب الرئيس رئيس الوزراء خالد بحاح، لبحث جهود تحرير تعز وفك الحصار عنها.
من جانب آخر، قصفت طائرات التحالف العربي الدفاع الجوي في المطار العسكري بالحديدة، غربي اليمن، ومعسكر الحمزة بمحافظة إب جنوبي اليمن، فيما قام الحوثيون باختطاف صحفي و5 ناشطين في صنعاء.
وقالت مصادر عسكرية: "إن طائرات التحالف العربي، بقيادة السعودية، شنت سلسلة غارات، على مواقع وتجمعات للحوثيين وقوات صالح، وسط العاصمة صنعاء".
وأكدت المصادر أن الغارات استهدفت معسكر القوات الخاصة في منطقة الصباحية. وفي مدينة المخا الساحلية، استهدفت طائرات التحالف مواقع للمتمردين.
وأكدت المصادر مقتل نحو 10 أشخاص من ميليشيات الحوثي وصالح، في جبل هيلان بمأرب، كما دمرت الغارات مخزن أسلحة تابع للمتمردين.
وفي السياق ذاته، اندلعت اشتباكات بين القوات الشرعية والمتمردين الحوثيين وقوات صالح في منطقة معسكر كهلان، في محافظة صعدة (شمال).
إلى ذلك، قال نشطاء إن مسلحين من جماعة الحوثي احتجزوا صحفيًا و5 نشطاء بعد مداهمة شقة سكنية في العاصمة صنعاء، السبت.
وأضاف النشطاء أن المسلحين اقتحموا الشقة فجرا واقتادوا الصحفي نبيل الشرعبي والنشطاء الخمسة إلى مكان مجهول. وأوضحوا  أن الحوثيين أطلقوا أعيرة نارية عندما حاول الرجال الهرب.
وكان الشرعبي يعمل لصحيفة أخبار اليوم المحلية التي أغلقها الحوثيون بعد أن سيطروا على صنعاء في سبتمبر أيلول 2014.
وتقول نقابة الصحفيين إن جماعة الحوثي تحتجز 12 صحفيا آخرين منذ شهور بعد أن اتهمتهم بالعمل ضدها وتأييد الحكومة الشرعية.

الوضع الأمني:

الوضع الأمني:
وعلى صعيد الوضع الأمني في عدن، اقترح الفريق ضاحي خلفان تميم استراتيجية لضبط الأمن في مدينة عدن جنوبي اليمن.
وقال خلفان، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن مدينة عدن تحتاج إلى استراتيجية "الأطواق الأمنية".
وفي نفس السياق، أعلنت مصادر أمنية تسلم السلطات المحلية في عدن دفعة جديدة من التعزيزات العسكرية والأمنية من دول التحالف، لمواجهة الجماعات المسلحة وتنفيذ الخطة الأمنية الخاصة بعدن.
في حين تواصل قوات من الشرطة اليمنية وعناصر المقاومة الشعبية حملة تفتيش ومداهمات في عدد من أحياء عدن وسط ارتفاع وتيرة الهجمات الإرهابية في المدينة، وكان آخرها الجمعة، حيث استهدف داعش بسيارة مفخخة نقطة تفتيش أمنية، وذلك بعد يوم واحد من استهداف بوابة القصر الرئاسي بسيارة مفخخة أيضًا.
من جهته، أعلن نايف البكري، رئيس مجلس المقاومة الشعبية في عدن وزير الشباب والرياضة، أن العمليات الإرهابية التي تشهدها عدن لن تثني الحكومة اليمنية وقوات التحالف عن العمل لتنفيذ الخطة الأمنية، متهمًا ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بالوقوف وراء زعزعة الأمن في عدن وباقي المحافظات.
فيما أقر محافظ حضرموت اليمنية اللواء الركن أحمد بن بريك، الجمعة، منع التجول بالدراجات النارية في شوارع مدن المحافظة لمدة شهر كامل.
ويأتي القرار كخطوة احترازية عقب اغتيالات طالت قيادات في المؤسسة الأمنية والعسكرية، نفذ أغلبها مسلحون مرتبطون بتنظيم "القاعدة"، مستخدمين دراجات نارية، الأمر الذي عانت منه المحافظة خلال السنوات الست الماضية.
ونص القرار الذي نشره المحافظ على صفحته على "فيسبوك"، على أنه "يمنع منعا باتاً التجول بالدراجات النارية في شوارع عاصمة محافظة حضرموت "المكلا" وكافة عواصم مديريات محافظة حضرموت".

الوضع الإنساني:

وعلى صعيد الوضع الإنساني، قال ناشطون حقوقيون إن نحو 6 آلاف شخص، نزحوا من بلدة بركان في أبين جنوبي اليمن، بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة.
وأفاد الناشطون في بلاغ صحافي تلقى موقع 24 الإخباري نسخة منه: "إن سكان بلدة بركان نزحوا من منازلهم إثر أعمال قصف وحشية للميليشيات الحوثية، وقوات موالية للمخلوع صالح، وأصبح من الصعب عليهم العودة إلى منازلهم جراء تهدمها جراء قصف الميليشيات عليها".
وأضاف التقرير أن "عشرات المنازل في قرى الغول وبركان ومنصب، تم تسويتها بالأرض، سواءً تفجيرها بعبوات الـtnt أو قصف بعضها بالمدفعية، وتعرضت محاصيل المواطنين للنهب من قبل عناصر ميليشيات الحوثي خلال الأشهر الأخيرة من العام المنصرم".
ودعا الناشطون الهلال الأحمر الإماراتي إلى سرعة إغاثة سكان بركان الذين يقول التقرير إن أغلبهم نزح إلى عاصمة البلاد المؤقتة عدن، نافين أن يكونوا قد حصلوا على أي مساعدات في السابق.
وتفرض ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح حصاراً محكماً على بلدة بركان التي يقول ناشطون إنها حولت الكثير من منازل المدنيين إلى متارس ومقار لقيادات تلك الميليشيات، مما جعلها عرضة للقصف الجوي.
وأوضح أن "سريان القرار يبدأ الساعة السادسة من مساء الجمعة 29 يناير2016 ولمدة شهر، على مدار الساعة"، مشيرا إلى أنه "تم إصدار التوجيهات لنقاط الأمن والجيش بإطلاق النار على كل من يخالف القرار".

الوضع السياسي:

الوضع السياسي:
وعلى صعيد الوضع السياسي، ترأس الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اجتماعاً استثنائياً للقيادات التنفيذية بمحافظة أبين بحضور نائبه ورئيس مجلس الوزراء خالد بحاح.
واستعرض هادي صورة موجزة عن جملة التطورات على الساحة الوطنية وخصوصاً ما يتصل منها بالملف الأمني واستتباب الأمن واستقراره.
وقال لرئيس "نحيي الجهود والتضحيات التي قدمها الجيش الوطني ومختلف شباب المقاومة الشعبية لدحر المليشيا الانقلابية بالتعاون مع الأشقاء من دول التحالف وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لينعم الجميع بطعم الانتصارات والتي تتطلب وتستدعي من كافة أبناء المجتمع توحيد الصفوف والجهود لتطهير بؤر وخلايا وأذرع الانقلابيين الحوثي وصالح التي لا تريد لشعبنا العيش بسلام ووئام لتغطية هزائمهم وتعكير صفو انتصارات الجيش الوطني المقاومة الشعبية".
وأضاف "ان عبوات الموت والسيارات المفخخة التي تحصد الأبرياء دليل آخر على الإفلاس والانحطاط الديني والأخلاقي الذي تمثله الجماعات الإرهابية ومقياس للفكر المشوه الذي يسفك الدماء البريئة والمعصومة تنفيذا لرغبات وأجندة دخيلة على مجتمعنا".
واكد أن الشعب اليمني الذي خاض معارك التحرير والوجود في الدفاع عن الارض والعرض بإمكانيات ووسائل محدودة امام آلة الحرب وإمكانيات الدولة المنهوبة من قبل الجيش المناطقي العائلي للحوثي وصالح لقادر اليوم بفضل وحدة وتماسك أبنائه ان يبسط الأمن والاستقرار في مختلف مناطقه ومحافظاته المحررة.
وقال "إن أمن عدن هو امتداد لبسط هيبة الدولة ونفوذها لاستتباب الأمن في محافظتي أبين ولحج باعتبارهما مدخل وعمق للعاصمة المؤقتة عدن".
 فيما أكد نائب الرئيس اليمين رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح على ضرورة بناء مؤسسة الجيش بصورة صحيحة، مشيراً الى ان المؤسسة العسكرية والأمنية هي عمود الدولة التي ترتكز عليه، ولا سبيل إلى أي بناء وتحسين وتطويره إلا بالاستناد الى قاعدة صلبة للجيش وانضباط الأمن.
وشدد بحاح اليوم خلال لقائه بقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء أحمد سيف على ضرورة الإسراع في استكمال الإجراءات لضم أبناء المقاومة الشعبية وتقنين انضمامهم الى مؤسسة الجيش والأمن وفق الإجراءات والمعايير والحاجة اللازمة، لافتاً إلى أن ما تشهده المنطقة العسكرية الرابعة من تحديات في هذا المجال تتطلب المزيد من الجهد والعمل الجاد للوصول الى المستوى المطلوب لتأمين حياة الناس والمواطنين في تلك المحافظات، والحد من الجرائم والعمليات الإرهابية التي تستهدف السكينة العامة وتسهم في زعزعة الأمن والاستقرار.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد المسار التفاوضي، توقعت مصادر سياسية وأخرى دبلوماسية عودة المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، إلى العاصمة اليمنية صنعاء، خلال الأيام القليلة المقبلة في محاولة جديدة لإقناع المتمردين وأنصار المخلوع علي عبدالله صالح ببدء جولة من المشاورات بشأن الوضع في اليمن، خصوصاً أنهم باتوا في وضع ميداني منهار نتيجة تقدم قوات الشرعية في جبهات عدة، فضلاً عن الضربات النوعية الأخيرة لمقاتلات التحالف على مراكزهم وتجمعاتهم ومخازن أسلحتهم.
ووفقاً للمصادر، فإن ولد الشيخ سيحمل مقترحات بشأن آلية عمل منها وقف اطلاق النار وتفعيل لجنة مراقبته، وإطلاق المعتقلين ورفع الحصار عن تعز واستئناف الحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة.
وكان ولد الشيخ أجرى الأسبوع ، مشاورات في العاصمة الأردنية عمان ضمن الجهود الأممية لاستئناف مشاورات السلام بين أطراف النزاع اليمني، مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، الذي تشارك بلاده في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، لطلب دعم الأردن للحل السياسي الذي تتبناه الأمم المتحدة في اليمن. وأكد وزير خارجية الأردن ناصر جودة، مرجعية قرار مجلس الأمن 2216 وتطبيق بنوده كاملة «بما يسمح باستعادة الاستقرار في اليمن والمحافظة على كيانه ووحدته».
ومن المتوقع أن يلتقي المبعوث الأممي إلى اليمن في عمان ائتلافات يمنية شبه مستقلة مثيرة للجدل، كجماعات ضغط باتجاه السلام، غير أن الجدل بدأ مبكراً بشأن الجهات التي تمثلها هذه الائتلافات، التي من المرجح أن يتم تمثيلها في قوام الوفود المشاركة بمحادثات أطراف النزاع اليمني.
وكانت مصادر إعلامية نقلت عن مصدر يمني مطلع قوله إن هناك اتصالات دبلوماسية روسية مع الرئيس المخلوع صالح وزعماء المتمردين الحوثيين، لمناقشة خطة سلام روسية للأزمة في اليمن بتنسيق مع مبعوث الأمم المتحدة. وأوضحت المصادر أن المقترح الروسي الأممي يركز على حل للأزمة «تحت مظلة الأمم المتحدة»، وقراراتها ذات الصلة بالمسألة اليمنية.

المشهد اليمني:

اتساع هوية الخلافات بين الرئيس صالح وجماعة الحوثي، يُسرع من وتيرة انتهاء الصراع في اليمن، مع توغل للجيش والمقاومة اليمنية في صنعاء، فهل يستطيع صالح إنهاء الحرب وإجبار الحوثيين على السلام؟

شارك