مباحثات جينيف مستمرة.. وداعش يواصل تفجيراته لتأجيج الصراع السوري

الأحد 31/يناير/2016 - 10:13 م
طباعة مباحثات جينيف مستمرة..
 
تتواصل جهود المبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان دى ميستورا في مباحثاته من أجل إنجاز عملية المباحثات  بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة بغرض التوصل إلى حلول سياسية للأزمة السورية التي تدخل عامها الخامس، في الوقت الذى تدور فيها كثير من التساؤلات بشأن مستقبل عملية السلام في ضوء الانفجارات التي هزت منطقة السيدة زينب فى دمشق قرب أقدس المزارات الشيعية في سوريا.
وتهدف الأمم المتحدة إلى مفاوضات تستمر ستة شهور وتسعى أولا لوقف إطلاق النار ثم العمل من أجل التوصل لتسوية سياسية للحرب الأهلية التي قتلت أيضا 250 ألف شخص وشردت أكثر من عشرة ملايين.

مباحثات جينيف مستمرة..
يأتي ذلك في الوقت الذى حذر ممثلون من الهيئة العليا للتفاوض المدعومة من السعودية وتضم سياسيين ومسلحين معارضين للرئيس السوري بشار الأسد من أنهم قد ينسحبون من محادثات جنيف إذا لم يجر تخفيف معاناة المدنيين جراء الصراع المندلع في البلاد منذ خمس سنوات.
من جانبه قال رئيس وفد الحكومة السورية إن الانفجارات في دمشق التي ألقت وزارة الداخلية باللوم فيها على سيارة ملغومة ومهاجمين انتحاريين اثنين تؤكد الصلة بين المعارضة والإرهاب رغم أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" غير مدعو للمشاركة في المحادثات.
وفى سياق آخر قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني إن الهدف من الهجوم الذي نفذه تنظيم الدولة الإسلامية بالقرب من مزار شيعي في دمشق وراح ضحيته أكثر من 60 شخصًا هو تعطيل محادثات السلام السورية في جنيف.
وأضافت في بيان "الهجوم الذي وقع قرب ضريح السيدة زينب يهدف بكل وضوح إلى تعطيل المحاولات الرامية لبدء عملية سياسية"، وقالت إن وجود أعضاء من المعارضة السورية والحكومة في جنيف للتفاوض أمر مشجع.

مباحثات جينيف مستمرة..
وأرغم ذلك دي ميستورا الذي وجه الدعوة للحكومة والهيئة العليا للتفاوض للمشاركة في "محادثات تقارب" يلتقي خلالها بكل من الطرفين في غرفة منفصلة إلى أن يبدأ المحادثات مع وفد الحكومة السورية فقط، وتحت ضغط شديد خاصة من الولايات المتحدة رضخ وفد الهيئة العليا للتفاوض ووصل إلى جنيف ولكنه أثار تساؤلات بشأن المدة التي سيبقى فيها هناك.
من جانبه قال رياض حجاب منسق المعارضة إنه نظرا لانتهاك النظام السوري وحلفائه لحقوق الشعب السوري فان تواجد وفد الهيئة العليا للتفاوض لن يكون له ما يبرره وقد ينسحب.
بينما وصف بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة المحادثات  بأنها طال انتظارها مضيفا بقوله "أود أن أحث جميع الأطراف على اعتبار الشعب السوري أساس مناقشاتها وفوق كل المصالح
ويرى مراقبون أن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي مستورا يبذل كثيرًا من الجهود بهدف إلى جمع طرفي الصراع في الأزمة السورية للتوصل إلى اتفاق لنزع فتيل هذه الحرب الأهلية التي أودت بحياة أكثر من 300 ألف شخص.
وأجرى دى ميستورا مباحثات مع الوفد الذي يمثل الحكومة السورية، كما عقد  اجتماعه مع أعضاء بارزين في المعارضة السورية وهم اللجنة العليا للمفاوضات حيث يحاول الدفع في هذه المفاوضات ليقف الجميع على الصفحة ذاتها المبنية على قرار الأمم المتحدة الذي تم تبنيه الشهر الماضي حيث وبناء عليه دعا مجلس الأمن الدولي إلى وقف فوري للعنف ضد المدنيين.
وينص القرار أيضا على عملية سياسية سورية تحت رعاية الأمم المتحدة يمكن من خلالها تأسيس حكومة سورية موثوقة وشاملة وغير طائفية تصل إلى وضع دستور وإقامة انتخابات حرة ونزيهة.
ويري مهتمون أن حل الأزمة لن يكون سهلًا إذا أن الرئيس السوري، بشار الأسد لم يبد أي إشارات حول استعداده للتنحي في الوقت الذي تستمر فيه المعارضة بالمطالبة بإنهاء 44 عاما من حكم الأسد.
على الجانب الآخر قال المتحدث باسم المعارضة السورية إن المعارضة أجرت نقاشات "إيجابية للغاية" مع مبعوث الامم المتحدة ستافان دي ميستورا وبخاصة فما يتعلق بالوضع الإنساني.

مباحثات جينيف مستمرة..
وفي وقت سابق يوم الأحد قالت المعارضة إنها لن تشارك في مفاوضات سياسية مع حكومة الرئيس بشار الأسد قبل أن تتخذ إجراءات ملموسة ترفع المعاناة الإنسانية على الأرض.، وقال المتحدث "اجتماع اليوم كان إيجابيا للغاية مع السيد دي ميستورا.. الأمور مشجعة وإيجابية فيما يتعلق بالقضايا الإنسانية."
على الجانب الآخر أعلن المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية، سالم المسلط، أن وفد المعارضة السوري يجتمع مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، وأكد قدوم المعارضة من أجل المشاركة في عملية سياسية للحد من معاناة الشعب السوري، كما طالب بوقف ما وصفه بـ"العدوان الروسي" على دولته.
شدد بقوله "لدينا اجتماع يجري الآن مع دي ميستورا ولا يمكنني الكشف عن النقاش داخل هذا الاجتماع في الوقت الحالي أو أجزم عن نتيجته حتى ختامه ونعدكم باطلاعكم على ما يجري وعلى نتائج اللقاء، نحن متفائلون ونحن هنا للتوصل إلى حل يخص كل السوريين بصرف النظر عن أي طرف يدعمون، نحن هنا لندافع عن سوريا ولنرى سوريا متحررة من الديكتاتورية وأن تكون وطنًا لكل السوريين."
دعا المسلط إلى "وقف العدوان الروسي على سوريا وقصف المدنيين"، ورد على أسئلة عن تقارير تُفيد بأن الإرهاب "يتقلص" في سوريا، قائلا: "ما يتقلص في سوريا هو وجود السوريين والأسر السورية.. الواقع أن من ينزح من سوريا ومن الموت هم السوريون، وما نراه على الأرض من إرهاب وما يقوم به هذا النظام وما استقدمه من منظمات إرهابية إلى سوريا".
يأتي تأكيد المسلط اجتماع المعارضة السورية مع دي ميستورا بعد يوم من إعلان متحدث آخر باسم لجنة المفاوضات العليا، منذر ماخوس، أنهم "لن يذهبوا للتفاوض"، في انتظار إعلان الحكومة السورية التزامها ببعض الشروط المحددة في قرار مجلس الأمن الدولي بشأن عملية السلام.
كان رئيس الوزراء السوري المنشق ورئيس الهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، قد قال في مقابلة مع CNN: "قلنا للسيد دي مستورا إن هذه المبادئ هي فوق المفاوضات وهي نهائية ولا يمكن مناقشتها ولا يمكن التضحية بها". ورغم عدم مشاركة جميع الأطراف المعنية، بدأت محادثات السلام، الجمعة، بعد سلسلة من التأجيلات بسبب المناقشات حول من ينبغي أن يمثل المعارضة.

شارك