استنفار أوروبي بسبب موجة الاعتداء على الأطفال اللاجئين

الإثنين 01/فبراير/2016 - 12:01 ص
طباعة استنفار أوروبي بسبب
 
في الوقت الذي دقت فيه القارة الأوروبية جرس الإنذار من خطورة تدفق اللاجئين إلى أراضيها، قالت وكالة الشرطة الأوروبية "يوروبول" إن أكثر من 10 آلاف طفل هاجروا بدون رفقة أهلهم فُقدوا خلال العامين الماضيين، معربةً عن خشيتها من استغلال عصابات تتاجر بالأطفال لعدد منهم. 
من جانبه قال مدير موظفي وكالة يوروبول بريان دونالد إن هذه هي أعداد الأطفال الذين اختفوا من السجلات بعد تسجيلهم لدى سلطات الدول التي وصلوا إليها في أوروبا، مضيفا بقوله "نستطيع أن نقول إن عدد هؤلاء الأطفال يزيد على عشرة آلاف وهناك 5000 اختفوا في إيطاليا وحدها.
شدد بقوله "لا أعتقد أنه تم استغلالهم جميعًا لأغراض إجرامية، فبعضهم ربما انضموا إلى أقارب لهم".
استنفار أوروبي بسبب
نوه دونالد أن هناك أدلة على نشوء "بنية تحتية إجرامية" خلال الأشهر الـ 18 الماضية لاستغلال تدفق المهاجرين، وتوجد سجون في ألمانيا والمجر غالبية السجناء فيها متهمون بارتكاب نشاطات إجرامية تتعلق بأزمة المهاجرين".
وكانت صحيفة اوبزرفر كشفت أن "يوروبول" لديه أدلة على وجود علاقات بين عصابات التهريب، التي تنقل المهاجرين إلى دول الاتحاد الأوروبي، وعصابات تجارة البشر التي تستغل المهاجرين لأغراض إجرامية.
يأتى ذلك فى ظل تقارير تشير إلى انه  ووصل أكثر من مليون مهاجر ولاجئ إلى أوروبا العام الماضي معظمهم من سوريا، وتقدر اليوروبول أن 27% من هؤلاء هم أطفال.
بدورها صرحت رافائيل ميلانو مديرة برنامج "أنقذوا الأطفال" في إيطاليا وأوروبا أن "الأطفال، الذين يسافرون لوحدهم بدون بالغين، هم المجموعة الأكثر ضعفا بين المهاجرين، والعديد من الأطفال في الحقيقة يتقصدون الاختفاء عن السلطات لكي يتمكنوا من إكمال رحلتهم في أوروبا أو خشية إعادتهم إلى بلادهم".
تعد بريطانيا من الدول التي أعربت أخيرًا عن استعدادها لاستقبال أطفال مهاجرين أو لاجئين انفصلوا عن ذويهم، ورغم خطر الموت والترحيل، يواصل اللاجئون التدفق على أوروبا مخاطرين بحياتهم للفرار من الحروب والنزاعات والفقر والاضطهاد. ومن بين المهاجرين واللاجئين العديد من الأطفال الذين قضوا أثناء عبورهم المتوسط.
من ناحية آخري اعتبرت بياتريكس فون شتورش، نائبة رئيس حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي ورئيسة فرعه في برلين، أنه من الصحيح مبدئيا استخدام الأسلحة ضد النساء والأطفال في حال الضرورة على الحدود. وبعد سيل من الانتقادات على صفحتها في موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي أعلنت لاحقا: "أنا أعارض مبدئيا استعمال العنف ضد الأطفال، فذلك يشمل استخدام الأسلحة من قبل الشرطة ضد مهاجرين دون سن الرشد".
وأشارت شتورش التي تشغل أيضا منصبي نائبة زعيمة الحزب ونائبة أوروبية إلى تصريحات زعيمة الحزب فراوكه بيتري المثيرة للجدل.
استنفار أوروبي بسبب
وكانت فراوكه بيتري، زعيمة الحزب، قد أشارت في حوار مع صحيفة "مانهايمر مورجن" الألمانية إلى أنه "يجب منع دخول مزيد من اللاجئين غير المسجلين عبر الحدود النمساوية". وتابعت أنه "لا يوجد أي شرطي يسعى لإطلاق النار على اللاجئين، لكن يجب عليه أن يمنع عبور الحدود بطريقة غير شرعية، وإن اقتضى الأمر باستعمال سلاحه، فهذا ما ينص عليه القانون".
أضافت بيتري بالقول "أنا أيضاً لا أريد أن يحصل ذلك، ولكن كحل أخير لابد من استعمال قوة السلاح". وطالبت بيتري بعقد اتفاقيات مع النمسا وتشديد الرقابة على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي لوقف تدفق اللاجئين حتى "لا نضطر إلى كل هذا".
ولا تعتبر بيتري وشتورش السباقتان في هذا الحزب للدعوة لاستخدام السلاح ضد اللاجئين، ففي السنة الماضية صرح رئيس حزب "البديل من أجل ألمانيا" في ولاية رينانيا الشمالية ووستفاليا ماركوس بريتسيل:" الدفاع عن الحدود الألمانية بالسلاح في الحالة القصوى أمر بديهي".
ويشار إلى أن ألمانيا قد أعادت إجراءات المراقبة مؤقتًا على الحدود في 13 سبتمبر من العام الماضي، وذلك في مواجهة تدفق أعداد اللاجئين بشكل غير مسبوق.
كان وزير الداخلية الألماني قد أكد في مؤتمر صحافي حينها أن إجراءات السلطات الألمانية تنسجم مع مقتضيات نظام شينجن حول حرية التنقل بين الدول الأوروبية الأعضاء في الاتفاقية.
وحقق حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD) اليميني الشعبوي ارتفاعاً ملحوظاً في شعبيته في استطلاعات الرأي على خلفية أزمة اللاجئين لتحتل المرتبة الثالثة خلف أحزاب الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي.
ويري محللون انه ربما يدفع الأطفال اللاجئين ثمن ما يحدث لأسرهم فى الشرق الأوسط، وسط موجه من الاعتداءات الت يتعرضون لها فى اوروبا.
استنفار أوروبي بسبب
جاء ذلك بعد ان أعلنت الشرطة السويدية أن عشرات الملثمين الذين انتشروا وسط العاصمة ستوكهولم الليلة الماضية، كانوا يريدون الاعتداء على الأطفال والمراهقين اللاجئين القادمين الى السويد بدون صحبة أولياء أمورهم.
 وقالت المتحدثة باسم الشرطة في ستوكهولم، تووي هيغ، إن هدف المجموعة، كان مهاجمة اللاجئين الأطفال، وفقاً للمنشورات التي تم توزيعها، للتحريض على ارتكاب الجريمة،  ومن بين ما كتب على تلك المنشورات "أعطوا الأطفال اللاجئين العقوبة التي يستحقونها".
 وحدث ذلك بعد أن انتظم المحتشدون في مجموعات كبيرة من الناس وهم ملثمون ويرتدون ملابس سوداء، ولم يُعرف بالتحديد حجم تلك المجموعات، إلا أنه ووفقاً لإفادات شهود عيان، فإن أعدادهم كانت تصل الى نحو مئة شخص.
 
وكان رجل شرطة بزي مدني تلقى ضربة على وجهه من أحد الأشخاص في تلك المجموعات، وألقي القبض عليه بتهمة اعتدائه على ضابط شرطة وإبدائه المقاومة العنيفة، ليطلق سراحه فيما بعد، الا أن التهم المنسوبة إليه ما تزال قائمة بحقه، كما ألقي القبض على ثلاثة أشخاص آخرين كانوا ملثمين ويقومون بالصراخ، وذلك لإخلالهم بالنظام.
 ووفقاً للمتحدث باسم الشرطة تووي هيغ، فإنه حتى الآن لم تصلهم أي بلاغات أو تقارير عن حصول اعتداءات ضد الأطفال اللاجئين أو أشخاص آخرين ينحدرون من أصول أجنبية.

شارك