بوكوحرام تعود بمجزرة جديدة.. وتحرق قرية "دالوري" النيجيرية

الإثنين 01/فبراير/2016 - 03:04 م
طباعة بوكوحرام تعود بمجزرة
 
تواصل جماعة بوكو حرام الإرهابية هجماتها الإجرامية في شمال شرق نيجيريا؛ حيث قتل العشرات في اقتحام مسلحي جماعة "بوكو حرام" قرية دالوري بالقرب من مايدوجوري في نيجيريا، وأحرقوها بالكامل يوم "عيد الميلاد"؛ ما أدى إلى فرار السكان من منازلهم نحو الأدغال.
بوكوحرام تعود بمجزرة
يأتي ذلك مع احتدام الأوضاع في العالم الغربي والعربي وكذلك الإفريقي؛ حيث أصبحت العمليات الإرهابية شبه يومية؛ حيث تشكل الجماعات الجهادية المسلحة خطرًا جسيمًا على العالم بأكمله، في ظل ما تشهده بعض الدول هذه الفترة من تفجيرات وعمليات انتحارية تقوم بها تلك الجماعات في دول مختلفة.
وقال المتحدث باسم الجيش في مايدوجوري، الكولونيل مصطفى أنكاس: "إن الجماعة الإرهابية وصلوا إلى القرية في عربات الغولف وعلى دراجات نارية، مضيفًا أنه حينما كان يهرب الناس باتجاه قرية أخرى، حاولت ثلاث نساء يحملن قنابل شق طريقهن بين الحشود، ولكن تم اعتراضهن وبعد ذلك انفجرن."
من جانبه أعلن المدير العام للوكالة الوطنية لإدارة الطوارئ في شمال شرقي نيجيريا، محمد كنار قائلًا: "حتى الآن هناك 86 قتيلًا و62 مصابًا في الهجوم، بينما احترقت القرية بالكامل، مضيفًا أنه تم نقل 36 جثة من القرية إلى المستشفى، في حين أن (قوة المهام المشتركة) المدنية نقلت 10 آخرين."
ويعتبر هذا الهجوم هو الثالث الذي نفذته جماعة بوكو حرام وهو أكثر الهجمات دموية، ومنذ أن بدأت بوكو حرام عملياتها الإجرامية لجأت لأسلوب الهجمات الخاطفة على القرى والتفجيرات الانتحارية على أماكن العبادة والأسواق.
وفي ولاية اداماوا المجاورة قتل مهاجم انتحاري يعتقد أنه من بوكو حرام نحو عشرة أشخاص يوم الجمعة وقتل 12 شخصًا على الأقل يوم الأربعاء في هجوم على قرية تشيبوك في ولاية بورنو التي اختطف منها 200 تلميذة في عام 2014.
وتركز نشاط بوكو حرام حول مناطق اداماوا، وبورنو، ويوبي في شمال شرقي البلاد؛ حيث أعلنت حالة الطوارئ عام 2013، وتعرضت مايدوجوري عاصمة ولاية بورنو لعدة هجمات بقنابل في نهاية شهر ديسمبر الماضي قتل فيها 48 شخصًا على الأقل.
وقال أنكاس: إن الجماعة الإرهابية دخلت دالوري في سيارتين ودراجة نارية وفتحوا النار على السكان وأحرقوا منازل.
وتأتي هذه الهجمات ضمن سلسلة تفجيرات تقوم بها الجماعة الإرهابية، الذي اعتادت على اتباع نهج تنظيم داعش الإرهابي في تنفيذ عملياته.
وقال كولو شريف أحد سكان القرى التي تمت مهاجمتها: "كنا قد انتهينا للتو من صلاة العشاء عندما هاجم المسلحون قريتنا وأطلقوا النار بشكل عشوائي وأحرقوا منازلنا"، مضيفًا: "فجروا قنبلتين، مما زاد من رعبنا وارتباكنا، وفر الجميع إلى الأدغال؛ حيث شاهدنا بيوتنا تحترق." وتابع شريف: "نمنا في الأدغال دون أغطية رغم برودة الطقس، واستمعنا إلى النزاع بين الجنود والمسلحين، لقد كان مرعبًا". 
بوكوحرام تعود بمجزرة
وقال أحد الناجين أيضًا من الهجوم إنه سمع صراخ أطفال بين الأشخاص الذين قامت الجماعة المتشددة بحرقهم في أحدث هجوم لها بنيجيريا، مضيفًا: "إن عشرات الجثث مصابة بأعيرة نارية وأخرى متفحمة تناثرت في الشوارع إثر الهجوم الذي شنه المسلحون على قرية دالوري على بعد 5 كم من مايدوجوري، معقل جماعة بوكو حرام وأكبر مدينة في شمال شرق نيجيريا".
وقال علمين باقورة، أحد الناجين: "إن الهجوم المسلح وعملية الحرق استمرت قرابة 4 ساعات، مضيفًا أن العديد من أفراد أسرته قتلوا وجرحوا".
من جهته أفاد جندي، في تصريح لـ"أسوشيتد برس" بأن ثلاث انتحاريات فجرن أنفسهن بين الناس الذين تمكنوا من الفرار إلى قرية غاموري المجاورة؛ مما أسفر عن مقتل العشرات، وذكر مسئولون أمنيون وطبيون أن أكثر من عُشر الضحايا احترقت أجسادهم بالكامل ولم يعد من الممكن التعرف عليهم.
وتمتلك جماعة بوكو حرام في نيجيريا ما بين 4 و6 آلاف مقاتل متشدد، حسبما نقل عن مسئولين بالاستخبارات الأمريكية "سي آي أيه"، ورغم ذلك قال المسئولون، في وقت سابق: "إن الحركة لا تشكل تهديدًا كبيرًا لحقول النفط في البلاد".
وتخوض بوكو حرام صراعًا عسكريًّا داميًا منذ سنوات مع الحكومة النيجيرية بهدف "إنشاء دولة إسلامية" في شمال شرق البلاد.
وامتدت أنشطة الجماعة إلى الدول المجاورة؛ الأمر الذي استدعى تدخلًا من جانب الاتحاد الإفريقي بإقرار خطة لتشكيل قوة مشتركة لمواجهة الجماعة.
وكانت الجماعة قد خطفت العام الماضي 300 تلميذة نيجيرية، وفشل الجيش وأجهزة الأمن النيجيرية في تحديد موقع احتجازهن.
بوكوحرام تعود بمجزرة
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية فإن الجماعة الإرهابية بدأت نشاطها في 24 ديسمبر 2003، عندما هاجمت مراكز الشرطة والمباني العامة في مدن وجيام وكناما في ولاية يوبي، وفي العام 2004 أسست قاعدة في قرية كناما في شمال ولاية يوبي أطلقت عليها اسم "أفغانستان"، وفي 21 سبتمبر 2004 هاجم أعضاؤها محطات الشرطة في باما وغورزا بولاية بورنو؛ مما أسفر عن مقتل عدد من رجال الشرطة وسرقة كميات من الأسلحة والذخائر، هذا واستمرت خلال فترات متقطعة في تنفيذ عمليات كرّ وفرّ استهدفت فيها مواقع أمنية في أجزاء من ولايتي بورنو ويوبي إلى حلول يوليو 2009 عندما أثارت أعمال شغب واسعة ضد الحكومة النيجيرية.
استمر القتال من 26 إلى 30 يوليو 2009، عبر الولايات الشمالية الخمس: بوتشي، بورنو، كانو، كاتسينا، ويوبي، ولقي أكثر من 1000 شخص مصرعهم معظمهم من أعضاء الجماعة، كما أُلقي القبض على مئات من أعضائها واحتجزوا للمثول أمام المحاكم النيجيرية.
وأدانت مصر الهجوم الإرهابي على قرية دالوري ومعسكرين للاجئين شمال شرق نيجيريا؛ حيث أعرب المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، عن خالص العزاء لأسر الضحايا، داعيًا المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان، ومتمنيًا سرعة الشفاء للمصابين، ومؤكدًا وقوف مصر حكومة وشعبًا مع حكومة وشعب نيجيريا في مواجهة الإرهاب، ومطالبًا بتكاتف الجهود الدولية لمواجهة تلك الظاهرة وسبل تمويلها واجتذاذها من جذورها.
للمزيد عن جماعة بوكو حرام اضغط هنا 

شارك