المقاومة والجيش يتقدمان نحو صنعاء.. وانشقاقات في صفوف الحرس الجمهوري
الإثنين 01/فبراير/2016 - 04:09 م
طباعة
واصل الجيش اليمني والمقاومة تقدمها بدعم من التحالف العربي، وسط أنباء انشقاقات سرية من قوات الحرس الجمهوري الذي يقوده الرئيس علي عبدالله صالح، فيما عاد تنظيم القاعدة "أنصار الشريعة" للظهور بقوة في اليمن.
الوضع الميداني
وعلى صعيد الوضع الميداني تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في اليمن، اليوم الاثنين، من السيطرة على جبل "قرود" الاستراتيجي، في نهم، شرقي العاصمة صنعاء.
وقال مصدر في المقاومة لموقع "يمن برس"، اليوم الاثنين: "إن قوات المقاومة والجيش سيطرتا بشكل كامل على جبل "قرود" الاستراتيجي في فرضة نهم شرق العاصمة، في ساعة مبكرة من صباح اليوم، بالتوازي بالسيطرة على أجزاء واسعة على جبل الفرضة، وهو عبارة عن سلسلة جبال ممتدة، تقع على يمين الفرضة".
كما حققت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة الجوف انتصاراً كبيراً باستعادة مواقع عسكرية مهمة، وتحرير مساحات واسعة من قبضة الميليشيات، شمال شرق الحزم عاصمة المحافظة.
وتقدمت قوات الجيش والمقاومة حوالي 50 كيلو متر شمال مديرية خب والشعف التي تعد أكبر مديريات الجوف وتمثل ثلثي مساحة المحافظة.
وتكمن أهمية جبل قرود في أنه يعد مطلاً على "نقيل الفرضة"، وإذ ما واصل الجيش والوطني والمقاومة زحفهما، فإن فرضة نهم تكون قد سقطت بيد الجيش والمقاومة.
وكانت القوات سيطرت قبل يومين على أجزاء كبيرة من الجبل، ويأتي هذا التقدم لقوات الشرعية بعد معارك عنيفة على طول السلسلة الجبلية وبغطاء جوي مكثف من قبل طيران التحالف.
وكان الجيش والمقاومة شنا هجوماً كبيراً مسنوداً بمقاتلات التحالف، على الحوثيين وقوات صالح، في مديرية نهم شرقي العاصمة صنعاء؛ حيث تمكنا من تكبيد الانقلابيين خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، إضافة إلى أسر العشرات.
وعلى صعيد آخر سيطر مسلحو القاعدة فجر اليوم الاثنين على مدينة عزان بمحافظة شبوة جنوب اليمن.
فيما قالت المقاومة الشعبية: "إن سرية مكونة من 50 جنديًّا وضابطًا من قوات الحرس الجمهوري الموالية للحوثيين وحليفهم المخلوع صالح انضمت السبت الماضي إلى القوات الموالية للحكومة في بلدة نهم شرق صنعاء".
ونقلت بي بي سي عن مصادر عسكرية أن المنضمين نسقوا مع المقاومة، وتم تأمين وصولهم بشكل آمن من معسكر "بيت دهره" التابع للحرس الجمهوري إلى المواقع الواقعة تحت سيطرة أنصار الحكومة، ويجري حاليًا توزيعهم في الوحدات القتالية الموالية للحكومة في جبهة نهم.
كما استمرت المعارك العنيفة في المناطق الفاصلة بين محافظتي الجوف وصعده شمالي البلاد وسط أنباء عن إعلان عدد من مشايخ القبائل تأييدهم للحكومة المعترف بها شرعيًّا وتخليهم عن الحوثيين.
وفي محافظة البيضاء جنوب شرقي اليمن قال مقاتلون موالون للحكومة إنهم تمكنوا من قتل 15 مسلحًا وأسر تسعة آخرين من الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري بعد مواجهات عنيفة اندلعت في بلدة الزاهر.
لكن الحوثيين تحدثوا لقناة المسيرة التابعة لهم عن تمكنهم في المقابل من قتل 7 من المقاتلين الموالين للحكومة والسيطرة على كمية كبيرة من الأسلحة كانت كما ذكرت القناة في مخزن تابع لأنصار الحكومة.
فيما أعلن الدفاع المدني السعودي، استشهاد طفل في الحادية عشرة من العمر وجرح تسعة من أفراد عائلته مساء أمس الأحد، بقذيفة أطلقت من اليمن وسقطت على منزلهم في منطقة نجران جنوب المملكة.
واستشهد أكثر من تسعين مدنياً وجندياً في السعودية في قذائف أو مناوشات على الحدود مع اليمن منذ بداية عمليات التحالف العربي الذي تقوده المملكة ضد المتمردين الحوثيين في مارس 2015.
فيما أكد مصدر أمني رفيع أن ميليشيات الحوثي تقوم بتجميع الأفارقة من المحافظات الخاضعة لسيطرتهم، وجلبهم إلى السجن المركزي، بمحافظة ذمار وسط اليمن، للزج بهم في معارك داخلية وعلى الحدود مع السعودية.
وأفاد المصدر- وهو ضابط رفيع من داخل السجن طلب عدم الكشف عن اسمه- بأن الحوثيين قاموا بتجميع قرابة 200 لاجئ إفريقي داخل السجن المركزي، وإعطائهم دورات تدريبية خاصة باستخدام السلاح الخفيف والمتوسط، بحسب ما أورد موقع "صعدة أونلاين" الإخباري، اليوم الاثنين.
القاعدة تظهر من جديد
من جانب آخر، سيطر مسلحون مما عرف "بجماعة أنصار الشريعة" التابعة لتنظيم القاعدة فجر الاثنين على مدينة عزّان بمحافظة شبوه جنوبي اليمن.
وفي سياق آخر، قالت مصادر محلية: "إن مسلحي التنظيم انتشروا بشكل كبير في المدينة ونصبوا نقاط تفتيش على مداخل المدينة، بالإضافة إلى سيطرته على البنك والمجمع الحكومي في المدينة".
ونشر ناشطون صورًا من داخل مدينة عزان، تُظهر مسلحي التنظيم وهم في نقاط تفتيش، بالإضافة إلى صور أخرى لنقل مدرعات وأسلحة ثقيلة داخل المدينة".
وباشر مسلحو "أنصار الشريعة" نشر نقاط تفتيش في أنحاء مدينة عزّان، وسيطروا على مبنى السلطة المحلية وفروع البنوك الحكومية فيها وقسم الشرطة، وبدءوا بتوجيه تحذيرات للسكان المحليين عبر مكبرات الصوت تطلب منهم التقيد بتعليمات التنظيم والالتزام بـ"الشريعة الإسلامية" ومنها مواعيد الصلاة ومنع الاختلاط.
المشهد السياسي
وعلى صعيد المشهد الإقليمي، أكد وزير التخطيط في الحكومة اليمنية، محمد الميتمي، أن تسهم دول مجلس التعاون الخليجي بـ 70% من حجم المبالغ النقدية المخصصة لإعادة إعمار اليمن، المقدرة بنحو 100 مليار دولار، خلال السنوات الخمس المقبلة.
وأوضح محمد الميتمي، في تصريح نشرته صحيفة "الاقتصادية" السعودية، اليوم الاثنين، أنهم يعملون حالياً على وضع تصور مستقبلي لإعادة الإعمار، وفقاً لمبادرة قادة دول الخليج في الدورة الـ 36، من خلال مسح ميداني للأضرار التي شملت الطرق والمنشآت والمباني الحكومية والخاصة، لتحديد حجم تكلفة الأضرار.
وقال الميتمي: "إن برنامج إعادة الإعمار يركز حالياً على المناطق المستقرة التي تقع تحت السلطة الشرعية لتقديم الخدمات الأساسية".
وأشار إلى أن أكثر من 80% من سكان اليمن انزلقوا تحت خط الفقر خلال سنة واحدة فقط، كما انكمش الناتج المحلي الإجمالي بمعدل 40% عما كان عليه عام 2014، وانكمش النمو من (- 12)% عام 2014 إلى (- 34) % العام الماضي.
وأضاف أن العجز في الاحتياطي من العملة الصعبة كبير جداً، موضحاً أنه بعد أن كان يتجاوز خمسة مليارات دولار أصبح الآن لا يتعدى 2.8 مليار دولار، وتعدت نسبة البطالة 65 %، فيما أغلق 75 % من قطاع الأعمال في اليمن، وأصبحت الخدمات الأساسية شبه معدومة، ونحو 1.8 مليون طفل عجزوا عن الالتحاق بالمدارس.
واستدرك أنه "بعد انتهاء الأحداث الجارية وعودة الأمن والاستقرار، ستبدأ عجلة الاقتصاد في الدوران؛ بسبب الداعمين الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي والمانحين الدوليين، والعودة التدريجية للعملة الصعبة؛ بسبب إنتاج اليمن من النفط والغاز".
ولفت إلى أن الحكومة اليمنية بصدد العمل على مخطط الإعمار، وستكون العملة اليمنية ضمن أهم بنود هذا البرنامج؛ لأن انهيارها سيشعل حرباً اقتصادية لا يستطيع تحملها المواطن اليمني.
فيما قامت ميليشيا الحوثي باستغلال صورة شهيرة لطفل يقف على أطلال منزله، بعد تفجيره من ميليشيا الحوثي في مديرية أرحب شمال العاصمة اليمنية صنعاء؛ وذلك لجمع الأموال في معرض بطهران، غير أن الحقيقة تخالف هذه الادعاءات.
الصورة المؤثرة هي لمصور نبيل الأوزري، وقد استخدمتها جمعية إيرانية تابعة للحرس الثوري، على أنها لطفل يمني من ضحايا الغارات، في معرض صور أقيم في طهران لجمع تبرعات للحوثيين، وفقاً لما أورده موقع "يمن برس"، اليوم الاثنين.
ولقيت الصورة التي استخدمت في المعرض الإيراني حالة من السخرية من الأكاذيب الإيرانية الحوثية؛ حيث اعتبر كثيرون أن هذه الصورة هي محاكمة لجرائم الحوثي، تؤكد أن مثل هذه التبرعات الإيرانية تستخدم لتمويل مزيد من القتل والجرائم بحق اليمنيين واليمن، كما حدث مع الطفل المعروضة صورته في المعرض، والذي تعرض منزله للدمار من قِبل الحوثيين أنفسهم.
المشهد الدولي
وعلى صعيد المشهد الدولي، تناقلت وسائل إعلام أنباء متطابقة حول مغادرة البعثة الدبلوماسية الروسية في صنعاء.
هذا المغادرة التي تم تأكيدها لاحقًا تتزامن مع عمليات عسكرية، وتقدم كبير ومتسارع لقوات الشرعية شرق العاصمة صنعاء، بحسب مصادر عسكرية تحدثت لمأرب برس.
وكانت جل البعثات الدبلوماسية عربية وأجنبية غادرت صنعاء منذ انقلاب الحوثيين في سبتمبر2014.
السفارة الروسية وكذا الإيرانية أبقت لها ممثلين بصنعاء وقائمين بالأعمال.
وظل صالح يتردد بين الحين والآخر على سفارة موسكو في صنعاء؛ بحثًا عن مخرج آمن له تضمنه روسيا.
المشهد السياسي
اتساع هوية الخلافات بين الرئيس صالح وجماعة الحوثي، يُسرع من وتيرة انتهاء الصراع في اليمن، مع توغل للجيش والمقاومة اليمنية في صنعاء، فهل يستطيع صالح إنهاء الحرب وإجبار الحوثيين على السلام؟
