على نار هادئة.. الغرب يستعد للتدخل العسكري في ليبيا
الثلاثاء 02/فبراير/2016 - 01:54 م
طباعة
في ظل ما تشهده ليبيا من حالة ارتباك بسبب تعقد الحل السياسي، وعدم الاستقرار على حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، بات الغرب مستعدًا للتدخل العسكري لإنقاذ البلاد من تنامي الجماعات الإرهابية التي استطاعت التوغل في معظم مناطق ليبيا بسرعة الصاروخ، وقالت صحية الجارديان البريطانية: "إن قرار المملكة المتحدة بالانضمام إلى القوى الغربية التي تبحث التدخل العسكري المباشر ضد تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، يتوقف على الأرجح على مدى نجاح الجهود المبذولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية قابلة للحياة، وهو ما سيتبين خلال الأسابيع القليلة القادمة".
كانت وصلت 23 يناير الماضي، فرق عسكرية أمريكية وبريطانية وروسية إلى ليبيا لدعم الحكومة الجديدة، في حين وصلت كذلك قوات فرنسية أيضًا للغرض نفسه، وفيما نفى المكتب الصحفي لقيادة الجيش الليبي نبأ وجود قوات أجنبية في ليبيا لدعم حكومة الوحدة الوطنية، أضافت الصحيفة، أن وزارة الدفاع الأمريكية والحكومة الفرنسية يضغطان من أجل القيام بعمل عسكري مباشر في ليبيا، وذلك عقب اجتماع باريس الأسبوع الماضي، كما أن إيطاليا قالت إنها تبحث المشاركة.
وذكرت من قبل بوابة الحركات الإسلامية أن هناك مساعي غربية لتدشين تحالف دولي للتدخل في ليبيا، مماثل للتحالف الدولي بقيادة أمريكا، بالأخص عقب هجمات داعش على حقول النفط الليبي، وتسعى هذه الدول إلى تضييق الخناق على تنظيم داعش الذي بات يجاري بسرعة الأحداث المتوالية ويسعى للتواجد في منطقة الهلال النفطي .
ويبدو أن عملية التدخل العسكري في البلاد مجرد مفاوضات شفوية ولن تطبق على أرض الواقع قط، في حين أن الدول التي تبدي استعدادتها للتدخل أكثر الدول تضررًا لما يحدث في ليبيا، فقد أصبحت مهددة بتوغل الإرهاب إلى أراضيها.
وعلى الرغم من تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما بضرورة التصدي لتنظيم داعش الإرهابي في ليبيا فإن أمريكا لا زالت تواصل سياستها في قيادة العالم نحو الحروب والوقوف خلف كل صراع في تدعو إلى الحرب على ليبيا بدعوى مواجهة تنامي خطر داعش، بالرغم من الرفض الجزائري لهذا التدخّل من خلال وقوفها إلى جانب الحلول السلمية في هذه الدولة الشقيقة.
وكان أعلن أوباما أن الولايات المتحدة مستعدة لملاحقة مقاتلي تنظيم داعش حيثما وجدوا وصولًا إلى ليبيا إذا لزم الأمر، وترأس أوباما اجتماعًا لمجلس الأمن القومي خصص لبحث الوضع في ليبيا الغارقة في الفوضى والتي تخشى بعض الدول الغربية من أن تتحول إلى أرض خصبة لتفريخ الجهاديين.
وقال البيت الأبيض في ختام الاجتماع: "إن الرئيس أوباما شدد على أن الولايات المتحدة ستواصل مهاجمة متآمري تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابيين أينما وُجدوا".
وتسعى الدول لمواجهة داعش بعدما بدأ في شن هجماته على أهمّ الآبار النفطية في البلد، ما يعد تهديدًا من الدول الحدودية.
ويرى متابعون أن سيناريو التدخّل العسكري الجاري التحضير له يثير رعب كثيرين من الحريصين على عدم تكرار ما حدث وما زال يحدث في العراق وسوريا وأفغانستان.
وأشارت تقارير سرية إلى تحضيرات الحملة العسكرية في ليبيا، والتي نقلتها مواقع غربية أقرب إلى تسريب سيناريوهات يجري الإعداد لها بالفعل.
وتنطلق تحضيرات الأمريكيين وحلفائهم من فرضية تقول: "إن 5 آلاف مقاتل من داعش يسيطرون حاليًا على نحو عشرة مواقع نفطية في البلد استنادًا إلى أرقام مصدرها استخباري طبعاً".
ويؤكّد الموقع ما سبق أن نشرته صحيفة الدايلي ميرور البريطانية قبل أيام عن أن عناصر من جهاز القوّات البريطانية الجوّية الخاصّة sas وصلوا بالفعل إلى ليبيا أخيرًا لتحضير الأرضية وجمع المعلومات الضرورية تمهيدًا لقدوم عدد كبير من القوّات الغربية الحليفة بواقع ألف بريطاني و6 آلاف أمريكي وأوروبي عمومًا بقيادة إيطالية وبريطانية وفرنسية وإسبانية مع ترجيح مشاركة مصرية.
ويتوقع مراقبون أن الشكل العام للحملة سيكون هجوما جوّيا وبحريا صاروخيا كاسحًا ومركزًا ضد التنظيم إلاّ أن أحدًا لا يدّعي امتلاكه تفاصيل عن ماهية الأدوار التي ستكون موكلة للقوّات البرّية، وعمّا إذا كانت الجيوش الليبية النظامية أي الفِرق التابعة لكل من القيادتين في طرابلس وطبرق ستشارك بشكل مباشر في القتال بإمرة من قيادة التحالف الخارجي الذي اقترب من إنجاز معظم استعداداته بعدما صار قرار التدخّل الأجنبي في ليبيا محسومًا عمليًّا عقب هجمات باريس في 13 نوفمبر الماضي.
ووفقًا لوسائل إعلام فإن القوات البريطانية والفرنسية والأمريكية ستنتشر على الأراضي الليبية للتمهيد لعملية عسكرية وصفت بأنها أكبر إنزال حربي منذ الحرب الكورية في عام 1952.
في السياق ذاته ستكون الولايات المتحدة في موقع قيادة العمليات العسكرية البرّية في ليبيا على عكس وقوفها في المشهد الخلفي خلال الحرب الأطلسية للإطاحة بمعمر القذافي ونظامه قبل 5 سنوات، وفق محللون.
من جانبها لم تؤكد وزارة الدفاع البريطانية ما قالته تقارير حول استعدادها لإرسال نحو 1000 جندي إلى البلد الذي سقط في حالة من الفوضى بعد الإطاحة بالزعيم الليبي السابق معمر القذافي، والضربات الجوية لقوى التحالف في عام 2011.
وتم الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا في ديسمبر الماضي، إلا انه حتى الآن تم رفض التشكيل المقترح للحكومة من قبل البرلمانات الليبية التي تتنازع السلطة في البلاد بسبب خلاف حول الحقائب الوزارية. وقالت الجارديان: إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد يتردد في السعي للحصول على دعم من قبل مجلس العموم للقيام بعمل عسكري في ليبيا، بعد وقت قصير من استغلال موقعه السياسي في كسب التأييد الحزبي لشن ضربات جوية في سوريا.
في ذات السياق شن طيران حربي مجهول غارات عدة ليلة الأحد- الاثنين على معاقل تنظيم داعش في ضواحي مدينة سرت وسط ليبيا. وحلقت الطيارات على علو منخفض فوق المنطقة المستهدفة، وأفاد شهود بأن شوارع المدينة خلت أمس، من عناصر التنظيم.
وأضاف المصدر ذاته أن حالة من الذعر أصابت قيادات وعناصر داعش، ودفعتهم إلى الاختباء بعد أن كانوا يتجولون وينفذون أحكامهم بكل حرية وسط الأحياء السكنية لمدة تخطت الـ 6 أشهر.
ولفت الشهود إلى مشاهدة تحليق لطائرات من دون طيار وأخرى حربية في سماء المدينة من دون تحديد هويتها.
ويهدف التدخل العسكري الذي يتم التحضير له على نار هادئة إلى السيطرة على حقول النفط والغاز في ليبيا، وتجفيف منابع داعش ليبيا والحد من قدرته على تنفيذ هجمات في تونس والجزائر والمغرب وأوروبا.
